تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله: هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة وإصابة 10 إسرائيليين
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا جديدًا بعد هجوم نفذه حزب الله اللبناني بصواريخ مضادة للدبابات وطائرات مسيّرة، مما أسفر عن إصابة 10 إسرائيليين.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التوترات على الحدود، ويعكس تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة.
تفاصيل الهجوم: إصابة 8 بصاروخ مضاد للدباباتوفقًا لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تعرضت مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرائيل، صباح الخميس، لهجوم بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان.
وأصيب خلال هذا الهجوم 8 أشخاص، تم نقلهم إلى المستشفيات في المنطقة الشمالية لتلقي العلاج.
ردًا على ذلك، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق نيران المدفعية باتجاه المناطق اللبنانية، مما يعكس تصاعد المواجهات بين الطرفين.
هجوم الطائرات المسيّرة: استمرار التصعيدفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أطلقت طائرتان مسيّرتان باتجاه مستوطنة "بيت هليل" في الجليل، ما أدى إلى وقوع إصابات جديدة.
يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من سلسلة هجمات أخرى شهدتها الحدود اللبنانية، والتي أدت إلى إصابات كبيرة بين صفوف حزب الله، حسب التقارير.
خلفية التصعيد: خطاب نصر الله والتحركات الإسرائيليةيشير الخبراء والمحللون إلى أن هذا التصعيد الأخير قد يكون مرتبطًا بتحركات إسرائيلية تستهدف حزب الله في لبنان.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وجدت الاستخبارات الإسرائيلية في خطاب ألقاه حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في فبراير الماضي، فرصة للعمل ضد الحزب.
نصر الله حذر في خطابه من استخدام الهواتف المحمولة، مشيرًا إلى أنها قد تكون أداة تجسس أكثر خطورة من الجواسيس أنفسهم.
التوسع في استخدام أجهزة النداء: سلاح ذو حدينبعد تحذيرات نصر الله من الهواتف المحمولة، اتخذ حزب الله قرارًا بتوسيع استخدام أجهزة النداء (مثل "بيجر" و"ووكي توكي") في إطار محاولاته لتجنب التجسس الإسرائيلي.
ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تحولت إلى كابوس للحزب بعد أن قامت إسرائيل بتفخيخ هذه الأجهزة، ما أدى إلى انفجارات استهدفت عناصر الحزب بعد مرور 7 أشهر على خطاب نصر الله.
دور إسرائيل في تفخيخ أجهزة النداءقبل خطاب نصر الله، كانت إسرائيل قد بدأت خطة لتفخيخ أجهزة النداء والاتصال.
وبحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت"، قامت إسرائيل بإنشاء شركة وهمية تتظاهر بأنها تعمل في تصنيع أجهزة النداء الدولية.
أنتجت هذه الشركة أجهزة راديو مزودة بمواد متفجرة داخل بطارياتها، مثل مادة "بي إي تي إن" (PETN) الشديدة الانفجار.
وقد بدأت عمليات إرسال هذه الأجهزة إلى لبنان منذ عام 2022، بأعداد محدودة، ولكن زاد العدد بشكل ملحوظ بعد خطاب نصر الله، حيث تم توزيعها بين ضباط حزب الله وحلفائهم.
استعداد حزب الله للحرب: استخدام أجهزة النداءمع تصاعد التوترات، يبدو أن حزب الله كان يستعد لاستخدام أجهزة النداء في حال اندلاع حرب واسعة النطاق.
ووفقًا لتعليمات نصر الله، سيتم استخدام هذه الأجهزة لتوجيه المقاتلين وتحديد وجهاتهم خلال المعارك.
ومع ذلك، فإن الاستخبارات الإسرائيلية استغلت هذه الأجهزة كأداة لضرب الحزب من الداخل، حيث تعاملت معها كأزرار يمكن تفعيلها في أي لحظة لإحداث انفجارات.
خلاصة وتداعيات التصعيديعتبر هذا التصعيد جزءًا من سلسلة متزايدة من الهجمات بين إسرائيل وحزب الله، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة.
وقد يكون لهذا التصعيد تأثيرات كبيرة على استقرار الحدود اللبنانية الإسرائيلية، خاصة مع احتمالية اندلاع مواجهات أوسع في المستقبل القريب.
من الواضح أن الخطوات التي اتخذها حزب الله لتعزيز أمنه الداخلي بعد خطاب نصر الله قد انقلبت عليه، ما يجعل الحزب في موقف حساس أمام استراتيجيات الاستخبارات الإسرائيلية.
ويبقى السؤال المفتوح: هل سيستمر هذا التصعيد ليشمل هجمات أكبر وأكثر تأثيرًا، أم ستتمكن الأطراف الدولية من تهدئة الوضع قبل اندلاع نزاع شامل؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تصعيد إسرائيلي حزب الله الهجمات الحدودية الجليل الأعلى الاستخبارات الإسرائيلية أجهزة النداء خطاب نصر الله هذا التصعید هذه الأجهزة حزب الله
إقرأ أيضاً:
تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حمل خطاب نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله في لبنان خلال كلمته المسجلة التي بثها إعلاميًا مساء يوم 27 يناير 2025، عنوان "سردية وجرد حساب"، وباستخدام منهج تحليل الخطاب اللساني والرسمي لتحليل خطاب قاسم نجده مقسم إلى ست نقاط رئيسية:
1- ماذا واجهنا: استعرض العدوان الإسرائيلي على لبنان وتفوقه العسكري مقابل قوة المقاومة.
2- مصارحة مع الناس: بتوضيح أسباب الخسائر والرد على تساؤلات جمهور المقاومة.
3- حديث عن وقف إطلاق النار: بتفسير أسباب قبول الحزب وقف إطلاق النار وشروطه.
4- مواجهة الحملة المضادة ضد حزب الله: بالرد على الانتقادات الداخلية والخارجية.
5- ماذا بعد انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي: لتأكيد رفض تمديد الاحتلال وضرورة الانسحاب الفوري (يعكس ذلك أن الكلمة سجلت قبل موافقة لبنان على تمديد المهلة).
6- حديث عن الرئاسة والحكومة: للتأكيد على دور الحزب في تحقيق التوافق الوطني وإعادة الإعمار.
أولًا: الأسلوب البلاغياستخدم الخطاب عبارات قوية مليئة بالشحنة العاطفية مثل "النصر"، "التضحيات"، و"الشهداء"، واعتمد على مزيج من التعابير الدينية والوطنية، مما يعزز الترابط بين العقيدة والجمهور المستهدف، موظفًا آيات قرآنية مثل "ألا إن نصر الله قريب"، لتعزيز ثقة الجمهور واستحضار البعد الإيماني.
ثانيًا: تكرار الكلماتكلمة "نصر" تم تكرارها 10 مرات في سياقات مختلفة، في كلمة مدتها 50 دقيقة، أي بمعدل مرتين كل 10 دقائق؛ لتعزيز الشعور بالنصر وتعميق الفكرة لدى المستمعين.
كما يهدف التكرار لإيصال رسائل متعددة، منها:
تثبيت الشعور بأن المقاومة حققت إنجازات ميدانية وسياسية.
مواجهة الحملة الإعلامية المضادة التي حاولت التقليل من إنجازات المقاومة.
التأكيد على أن "النصر" ليس فقط عسكريًا، بل هو صمود وإرادة واستمرارية.
استخدام ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" للتأكيد على أنها الأساس لتحقيق النصر وحماية الوطن.
ركز الخطاب على استعراض عدد من التحديات التي واجهتها المقاومة، سواء كانت عسكرية أو سياسية، وكذلك التضحيات التي قدمتها، وكانت التحديات مثل إبراز تفوق المقاومة بإيمانها وإرادتها رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.
أما التضحيات فقد أشار الأمين العام لحزب الله في خطابه إلى حجم التضحيات التي قدمتها المقاومة، من شهداء وقيادات، كما تم التركيز على دور الشعب اللبناني الداعم للمقاومة، وذكر عددًا من الإنجازات مثل وقف العدوان الإسرائيلي، وإفشال المخططات الداخلية والخارجية لإنهاء المقاومة، وتحقيق تماسك داخلي بين مختلف مكونات الشعب اللبناني، واستعادة الأرض، والإفراج عن الأسرى.
وأشار إلى أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية بل خيار عقائدي وسياسي وإنساني، مما يعزز شرعيتها أمام جمهورها وأمام العالم.
يعكس الخطاب رغبة المقاومة في تقديم صورة "المنتصر" بالرغم من التحديات، ويُظهر ارتباطًا قويًا بين المقاومة وداعميها الإقليميين، خاصة إيران. كما يؤكد على ضرورة استمرار المقاومة كعنصر أساسي في حماية لبنان وسيادته.
كما يعكس أيضًا نبرة تفاؤل وتأكيد على الإنجازات بالرغم من التحديات، ويعزز صورة المقاومة كقوة فاعلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وتكرار كلمة "نصر" يُظهر أهمية التركيز على الإنجازات لإحباط الدعاية المضادة وتعزيز الثقة بين جمهور المقاومة.
وقدم نعيم قاسم "مصارحة" مع جمهور المقاومة، معترفًا بالخسائر الكبيرة بما في ذلك فقدان قيادات بارزة مثل حسن نصر الله، الأمين العام الأسبق لحزب الله في لبنان، مبررًا هذه الخسائر بظروف استثنائية مثل التفوق التكنولوجي الإسرائيلي والانكشاف الأمني، حيث أكد أن النصر لا يُقاس بالقوة العسكرية وحدها بل بالإيمان والصمود.
وشدد الخطاب على دور المقاومة في حماية لبنان واستعادة السيادة الوطنية، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتلال يفرض وجود مقاومة فاعلة.
حمل الخطاب رسائل واضحة للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، بتحميلهم مسؤولية استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
كما أن ذكر الخروقات الإسرائيلية و"الضعف الإسرائيلي" قد يكون رسالة للولايات المتحدة والغرب بأن المقاومة ليست مجرد حركة محلية، بل عنصر إقليمي قوي.
وعلى الصعيد الداخلي أظهر دعمًا للرئيس اللبناني جوزيف عون والحكومة الجديدة، مؤكدًا دور حزب الله في تحقيق التوافق الوطني.
استخدم الخطاب لغة حماسية ومشحونة بالعاطفة لتعزيز الروح المعنوية لجمهور المقاومة، تخللته إشارات دينية قوية مثل الاستشهاد بالآيات القرآنية والتأكيد على القيم الحسينية (الطائفية الشيعية)، مما يعكس البعد العقائدي للمقاومة، واعتماد أسلوب التكرار (مثل "سجلوا هذا نصر") لترسيخ فكرة الانتصار في أذهان المستمعين.
ربط الإنجازات بالتضحيات من خلال ارتباط كلمات "الشهادة" و"النصر" له دلالة نفسية عاطفية للربط العاطفي بين المقاومة وحاضنتها الشعبية.
جاء الخطاب في سياق زمني حساس على المستويين المحلي والإقليمي:
إقليميًا: يأتي الخطاب غالبًا في إطار التوترات المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا مع تصاعد الخطاب الإقليمي حول المقاومة الفلسطينية والوضع في غزة والضفة.
بالإضافة إلى توقيت الخطاب يتزامن مع تطورات إقليمية مرتبطة بالمحور الإيراني (إيران، سوريا، المقاومة اللبنانية) خاصة في ظل الدعم الإيراني المستمر للمقاومة، كما يبرز الخطاب التحالف مع إيران وسوريا، ما يعكس محاولة لتوحيد الجبهة ضد إسرائيل أو أي تهديدات محتملة.
كما يأتي الخطاب بعد عدوان إسرائيلي كبير وخسائر بشرية ومادية للمقاومة، مما استدعى تقديم تفسير شامل للأحداث إقليميًا وإظهار حزب الله حرصه على الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتأكيد دوره كمدافع عن السيادة اللبنانية محليًا.
محليًا: يمر لبنان بأزمة اقتصادية خانقة، مع تعثر تشكيل حكومة جديدة أو تحقيق تقدم في الإصلاحات الاقتصادية، كما يحمل الخطاب رسالة تطمين للجمهور المؤيد للمقاومة، مع التركيز على الإنجازات لإبقاء الحاضنة الشعبية صامدة في ظل الظروف الصعبة.
وقد يكون التوقيت مرتبطًا بتطورات سياسية داخلية، مثل مناقشات حول تشكيل الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، كما أن الحديث عن الوحدة الوطنية ودور الدولة يشير إلى محاولة تعزيز صورة حزب الله كجزء من الحل الوطني وليس جزءًا من الأزمة.
وأخيرًا فإن توقيت الخطاب يأتي كجزء من استراتيجية الحفاظ على زخم الدعم الشعبي للمقاومة في ظل التحولات الإقليمية والدولية.