الحكمة في اختصاص ميلاد الرسول بيوم الإثنين وفصل الربيع
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن الحكمة في اختصاص ميلاده بيوم الإثنين وفصل الربيع يقول أبو عبد الله بن الحاج أن ما ورد في الحديث من أن الله تعالى خلق الشجر يوم الإثنين (صحيح مسلم)، وفي ذلك تنبيه عظيم,، وهو أن خلق الأقوات والأرزاق والفواكه والخيرات التي يتغذي بها بنو آدم ويحيون ويتداوون وتنشرح صدورهم لرؤيتها وتطيب بها نفوسهم وتسكن بها خواطرهم عند رؤيتها لاطمئنان نفوسهم بتحصيل ما يبقي حياتهم على ما جرت به العادة من حكمة الحكيم سبحانه وتعالى، فوجوده صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشهر في هذا اليوم قرة عين بسبب ما وجد من الخير العظيم والبركة الشاملة لأمته صلوات الله عليه وسلامه.
وتابع جمعة أن فصل الربيع فيه تنشق الأرض عما في باطنها من نعم المولى سبحانه وتعالى وأرزاقه التي بها قوام العباد وحياتهم ومعايشهم وصلاح أحوالهم, فينفلق الحب والنوى وأنواع النبات والأقوات المقدرة فيها, فيبتهج الناظر عند رؤيتها وتبشره بلسان حالها بقدوم ربيعها, فمولده عليه الصلاة والسلام في شهر ربيع فيه إشارة ظاهرة من المولى سبحانه وتعالى إلى التنويه بعظيم قدر هذا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وأنه رحمة للعاملين وبشرى للمؤمنين وحماية لهم من المهالك والمخاوف في الدين, وحماية للكافرين بتأخير العذاب عنهم في الدنيا لأجله صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) [الأنفال:33].
وأضاف أن ما في شريعته من شبه الحال، ألا ترى أن فصل الربيع أعدل الفصول وأحسنها إذ ليس فيه برد مزعج ولا حر مقلق، وليس في ليله ونهاره طول خارق بل كله معتدل, وفصله سالم من العلل والأمراض والعوارض التي يتوقعها الناس في أبدانهم في زمان الخريف، بل الناس تنتعش فيه قواهم وتصلح أمزجتهم, وتنشرح صدورهم, لأن الأبدان يدركها فيه من إمداد القوة ما يدرك النبات حين خروجه إذ منها خلقوا، فكان في ذلك شبه الحال بالشريعة السمحة التي جاء بها صلوات الله عليه وسلامه من رفع الإصر والأغلال التي كانت على من كان قبلنا، قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) [الأعراف:157].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة فصل الربيع يوم الإثنين الله عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق الله علیه
إقرأ أيضاً:
أحمد الطلحي يُوضح سنن وآداب زيارة المسجد النبوي وقبر الرسول
أكد الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، أن زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي نعمة عظيمة في حياة كل مسلم، ومطلب روحي يتوق إليه قلب كل محب صادق، مشيرًا إلى أن لهذه الزيارة آدابًا وسننًا ينبغي أن يتحلى بها الزائر حتى تكون زيارته مقبولة ومثمرة.
وأوضح الشيخ الطلحي، خلال حلقة برامج مع الناس، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن تصحيح النية هو أول ما ينبغي للمسلم فعله عند عزمه على زيارة المدينة المنورة، متسائلًا: هل نيتك زيارة المسجد النبوي فقط أم زيارة سيد السادات وخير البريات؟، مشددًا على أن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الطاعات وأفضل الغنائم الروحية، داعيًا إلى أن تكون النية مخلصة وممتلئة بالشوق والمحبة.
وأضاف: أدب الزائر في حضرة النبي هو مفتاح القبول، فمن قصد المدينة المنورة يجب أن يدخلها بطهارة وسكينة وزينة، وأن يكون في أبهى هيئة، فقد قال تعالى: «خذوا زينتكم عند كل مسجد».
وتابع: عند الوصول إلى الحرم النبوي الشريف، يُستحب أداء ركعتين تحية المسجد، ثم الدخول من باب السلام والتوجه إلى المواجهة الشريفة، حيث يُسلَّم على النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وصوت خفيض، قائلاً من قلبه: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا حبيب الله، جزاك الله عن أمتك خيرًا، أشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده.
وأشار إلى أن المسلم بعد السلام يكثر من الدعاء والتوسل إلى الله، مستشهدًا بقول الله تعالى: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا، مؤكدًا أن المسلم يستشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم عند ربه ليرزقه المغفرة والقبول.
وبيّن الشيخ الطلحي أنه يُستحب كذلك السلام على الصحابيين الجليلين، أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قائلًا: السلام عليك يا خليفة رسول الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين، جزاكما الله عنا خير الجزاء.
وأكد على استحباب الاعتكاف في المسجد النبوي، والإكثار من النوافل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بحديثه الشريف: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
وتابع: الصلاة على النبي في المدينة لها طعم لا يُوصف، ومذاق روحي لا يُضاهى، فهي شوق المحب، وراحة القلب، ونور لا يغرب.. فصَلّوا عليه وسلِّموا تسليمًا.