البوابة نيوز:
2025-04-22@23:17:02 GMT

روسيا ومصر والبريكس

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كانت روسيا في طليعة الدول التي أنشأت مجموعة البريكس في عام 2006، عندما ضمت هذه المجموعة أيضا الصين والهند والبرازيل. ثم أضيفت جنوب أفريقيا ومنذ عام 2024 أصبح لديها عشرة أعضاء كاملي العضوية، ومن بينهم سعدنا بدعم انضمام مصر وهي شريكتنا منذ فترة طويلة.

وتزامن الانضمام الرسمي لدول جديدة في الأول من يناير 2024 مع بداية الرئاسة الروسية الحالية لمجموعة البريكس والتي ستمد عاما واحدا.

وبطبيعة الحال، أصبحت مهمته الأكثر أهمية هي مساعدة الاعضاء الجدد على الاندماج في العديد من الأشكال التعاونية في اطار المجموعة. كما نواصل تعميق التعاون القائم وزيادة عدد مجالاته.

وفي عام 2024 استضافت روسيا بالفعل وستستمر في استضافة أكثر من 200 حدث مختلف خاص بمجموعة البريكس. وحضر العديد من أعضاء الحكومة ورؤساء الهيئات والمؤسسات المختلفة في مصر اجتماعات رفيعة المستوى في بلادنا. وشارك ممثلون عن مصر على مستويات اخرى في عشرات المناقشات والندوات كلا شخصيا وفي صيغة مؤتمر الفيديو.

ويلعب الشريك المصري في البريكس مساعد وزير الخارجية والسفير راي الإتربي دورا تنسيقيا رئيسيا. ويقوم هو وموظفو ادارته بعمل هائل في إقامة اتصالات مباشرة بين مختلف الإدارات المصرية والهيئات الحكومية ذات وظائف مماثلة من بلدان أخرى. واليوم يمتد نطاق التفاعل داخل المجموعة من تخطيط السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي إلى الأنشطة المشتركة لأكاديميات العلوم ومن التبادلات الثقافية والرياضية إلى مكافحة الكوارث الطبيعية ومن قطاع الرعاية الصحية إلى التعاون في الصناعة والزراعة والنقل. 

ويعتبر جميع الأعضاء أن الاقتصاد هو مجال ذو أولوية للتعاون. ومن حيث إجمالي الناتج المحلي فقد تخلفت مجموعة البريكس بالفعل عن مجموعة السبع، التي وحدت في البداية معظم البلدان الصناعية. والآن، من حيث تعادل القوة الشرائية تحتل الصين المركز الأول في العالم والهند في المركز الثالث وروسيا تحتل المركز الرابع. إن الوزن الاقتصادي للولايات المتحدة، التي فقدت مكانها في التصنيف وتحتل الان المركز الثاني، يتناقص بشكل مطرد وان الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا بعد التخلي عن الغاز الروسي الرخيص تفقد قدرتها التنافسية بسرعة وتنزلق نحو التراجع عن التصنيع.

وتشهد مجموعة البريكس عملية تفكير مكثفة حول كيفية ضمان التطور الديناميكي للتجارة العالمية. وهذا يتطلب نظاما موثوقا للتسويات المتبادلة، حيث أن الآلية السابقة القائمة على استخدام الدولار الأمريكي أثبتت عدم موثوقيتها الكاملة في السنوات الأخيرة ولم تعد مرضية للكثيرين.

علاوة على ذلك، وكما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا إننا لا نشارك في التخلص من الدولار في الاقتصاد العالمي. وتقوم بذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها، الذين أدت عقوباتهم إلى تقويض الثقة في عملتهم ونظامهم المصرفي. وأصبح تجميد أو سرقة أصول روسية بقيمة 300 مليار دولار في عام 2022 إشارة للعالم أجمع بأن الاحتفاظ بالأموال في البنوك الأمريكية والأوروبية أمر خطير. هناك سيتم أخذ الاموال منكم إذا لم يعجب الغرب فجأة بسياستكم. وبالمثل، سيتم تجميد أي تحويلات تجارية تقومون بها بالدولار أو اليورو.

وبما أن الغرب لم يعد يريد أن تستخدم بلدان أخرى أدواته المالية، فسنستخدم أدوات أخرى. ولهذا السبب إن 18% فقط من مدفوعات التجارة الخارجية الروسية تتم الآن بالدولار أو اليورو. وان الباقي من المدفوعات التجارية تتم بعملات بديلة ونصفها بالروبل وان هذه الحصة تستمر في النمو. وتتبع الصين مسارا مماثلا، حيث سرعان ما تحول عملتها اليوان إلى وسيلة عالمية للدفع. وفي الوقت نفسه، تفقد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ببساطة موقعهما الاحتكاري في المدفوعات العالمية والسيطرة عليها.

وبطبيعة الحال، فإن إنشاء نظام دفع عالمي جديد يعتمد على الوحدات النقدية الوطنية القائمة أو من خلال إنشاء نوع ما من العملة الموحدة ليس بالمهمة السهلة ويتطلب النظر في مصالح واهتمامات جميع الأعضاء في مجموعة البريكس وغيرها من البلدان ذات التفكير البناء. ولذلك، فإن العمل لا يسير بالسرعة التي نرغب فيها، لكن خبراء من وزارات المالية والبنوك المركزية في مجموعتنا يعملون بالنشاط على هذا الأمر، بما في ذلك بمشاركة مصرية كاملة.

بفضل عضويتها في بنك التنمية الجديد لمجموعة البريكس قد تحصل مصر قريبا على قرض بشروط مواتية بقيمة مليار دولار لتنفيذ مشروعات اجتماعية. لذا فإن فوائد الانضمام واضحة وبعض زيادة تأثير المجموعة ستكون اكثر من الفوائد.

وفي الوقت نفسه، لا يتمتع الأعضاء في مجموعة البريكس باقتصاد متنامٍ فحسب، بل يتمتعون أيضا بسياسة سيادية. إنهم منفتحون على التعاون متبادل المنفعة مع الجميع، بما في ذلك دول الكتلة الغربية، لكنهم لن يضحوا بمصالحهم الوطنية على عكس مجموعة السبع، حيث يكون المشاركون فيه تابعين للولايات المتحدة.

وبفضل وجود دول رائدة من مناطق مختلفة في البريكس أصبحت هذه المجموعة نموذجا أوليا للتفاعل المتساوي بين أقطاب النفوذ في عالم متعدد الأقطاب في المستقبل. يتم تشكيل هذا النظام كبديل للهيمنة الوحيدة السابقة للغرب، التي فقدت ليس القيادة الاقتصادية والعلمية والتقنية فحسب، وبل أيضا المبادئ التوجيهية الأخلاقية.

ليس من قبيل الصدفة أن ترغب أكثر من 30 دولة أخرى في الانضمام إلى البريكس، مدركة أن القوى الدافعة للحضارة الإنسانية قد انتقلت إلى الشرق والجنوب بمعنى إلى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث سيتم تحديد الاتجاهات العالمية من الآن فصاعدا. إن جمعيتنا هي التي سيتعين عليها تطوير وصفات حول كيفية مساعدة أولئك الذين تعرضوا للسرقة والاستغلال من قبل المستعمرين الغربيين وإعطاء الجميع فرصا متساوية وتحفيز التنمية وتحسين آليات العلاقات الدولية لتجنب الصراعات وبناء الروابط بين الناس حتى في الانحاء المختلفة من الكوكب.

ولكنه حتى الان ليس من المخطط تسريع عملية توسيع مجموعة البريكس. وفي القمة التي ستعقد في قازان بروسيا في أكتوبر2024 ينبغي البت في مسألة تحديد وضع الدولة الشريكة. ومن المتوقع ألا يكون عدد هؤلاء الأعضاء أكبر من عدد الأعضاء الكاملين، حيث يجب أولا إنشاء تنسيق فعال داخل النواة الحالية المكونة من عشرة بلدان.

إن روسيا ممتنة للغاية لمصر لعملها النشط والاستباقي في البريكس ودعم رئاستنا. إن مواقف موسكو والقاهرة من معظم القضايا متقاربة للغاية، وحتى اذا اختلفت في مكان ما، فمن الممكن دائما إيجاد حلول بناءة من خلال المناقشة.

ونحن نتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق داخل مجمعتنا وعلى أساس ثنائي. ويساعد التفاهم المتبادل بين روسيا ومصر على تعزيز البريكس وجعل النظام العالمي أكثر عدلا واستدامة فلذلك تعتبر هذه المجموعة مهمة للبشرية كلها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مجموعة البریکس

إقرأ أيضاً:

عبد العاطي: استراتيجية حقوق الإنسان أولوية وطنية ومصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية

التقى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة اليوم الثلاثاء، مع أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب برئاسة طارق رضوان، وذلك في إطار اللقاءات الدورية التي يعقدها وزير الخارجية مع نواب البرلمان واللجان المختلفة بمجلسي النواب والشيوخ.

وزير الخارجية: مصر لن تقبل بالاستخفاف بالاتفاقيات الدوليةوزير الخارجية: المنطقة تمر بأزمة طاحنة ومصر مستمرة في جهودها الإنسانية

أشاد الوزير عبد العاطى بالتعاون القائم بين البرلمان والقطاعات المختلفة بوزارة الخارجية، ومنها قطاع حقوق الإنسان، مؤكداً حرص الوزارة على المشاركة في جلسات اللجان المختلفة لاستعراض جهود الوزارة في الملفات المختلفة وتناول محددات السياسة الخارجية المصرية، مشيداً بالدور الهام الذى تلعبه لجنة حقوق الإنسان للدفاع عن مصالح أبناء الشعب المصرى من خلال تعزيز البنية التشريعية ذات الصلة بحقوق الإنسان، وذلك على ضوء الأهمية التي يوليها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين حياة المواطن المصري وتوفير حياة كريمة له.


وسلط وزير الخارجية الضوء على التقدم الذى حققته مصر خلال الفترة الماضية للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك من خلال رفع مستوى الوعي بحقوق الإنسان وتضمينها في خطط وبرامج الدولة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان. 

من قلب البرلمان.. عبد العاطي: الخارجية شريك في صون الحقوق وخدمة المصريين

كما نوه إلى حرص وزارة الخارجية على إقامة حوار مع الدول والمنظمات الدولية في إطار الحوار الموضوعى البناء القائم على أساس الاحترام المتبادل لاطلاعهم على ما تحقق من إنجازات في هذا الملف. 

كما استعرض مشاركة  مصر في جلسة المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان التي عقدت في ٢٨ يناير ٢٠٢٥، وأكد على الحرص على مواصلة الجهود لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع كافة الجهات الوطنية المعنية بملف حقوق الإنسان.
 

وأشاد وزير الخارجية خلال اللقاء بالتشريعات التي تم تمريرها خلال الفترة الأخيرة والتي تعكس الأولوية التي توليها مصر للنهوض بالمناخ العام لحقوق والحريات، مبرزا قانون الإجراءات الجنائية الذى مثل ثورة تشريعية وخطوة هامة نحو تعزيز منظومة العدالة الجنائية فى مصر. 
 

واستعرض الوزير عبد العاطى التحديات الإقليمية المختلفة، مشيراً إلى الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولى والقانون الانسانى الدولى التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مشددا على رفض مصر الكامل لتهجير الفلسطينيين من ارضهم وتصفية القضية الفلسطينية.

 وتناول وزير الخارجية ايضا الأوضاع فى السودان حيث شدد على ضرورة احترام وحدة وسلامة الاراضى السودانية ودعم مؤسساتها الوطنية، كما استعرض محددات الموقف المصرى من التطورات فى سوريا حيث شدد على حرص مصر على دعم الشعب السورى واحترام سيادة ووحدة وسلامة الاراضى السورية وان تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة.

وفى نهاية اللقاء، استمع وزير الخارجية لآراء ومقترحات أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ودار نقاش تفاعلى حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية وارتباطها بحقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • عبد العاطي: استراتيجية حقوق الإنسان أولوية وطنية ومصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية
  • رحيل البابا فرنسيس.. علاقات استثنائية بين الفاتيكان ومصر في عهد الرئيس السيسي
  • السعودية ومصر تؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها
  • السعودية ومصر تبحثان التطورات الإقليمية وحرب غزة
  • مباحثات سعودية مصرية لإنهاء أزمة غزة .. تحركات عاجلة
  • وزيرا خارجية مصر والسعودية يتوافقان على رفض تهجير الفلسطينيين
  • «مقاومة وانتصار» فى ختام مسرح الجنوب ومصر تستحوذ على معظم الجوائز
  • مؤتمر لندن.. ما هي مجموعة الاتصال الدولية التي أراد تشكيلها
  • "الشجرة الأخيرة".. مجموعة قصصية جديدة لمحمد ربيع حماد
  • دول “بريكس” تدعم مبادرة روسيا لإنشاء بورصة للحبوب