بوابة الوفد:
2024-09-20@03:53:02 GMT

الإسكندرية.. رفيقة وحدتى التى عادت

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

بينى وبينها إرث طويل من الحنين والصحبة والذكريات، كصديقة وحبيبة تسكن مكانا عزيزا بالقلب، أهفو إليها مهما اشتد الغياب وطال، لتظل هى مرفأ حيرتى وملجأ صمتى ورفيقة وحدتى.

إنها الإسكندرية، التى يكن لها كل مصرى عشقاً جارفاً، ربما لا يدرى سبباً محدداً له، قد يكون ذلك السحر الخفى الذى تحويه شوارعها، ذلك المزيج الفريد من الثقافات والحضارات التى توالت عليها فضمتها بحب، واحتوتها باحترام، فكانت مكافأتها العظمى عبقاً مختلفاً عن العالم أجمع، فكل بقعة بها تحرضك على ارتكاب فعل الاستمتاع، مع رفيق كنت أووحيداً، لا يهم، يكفيك من الصحبة ونس شوارعها وضمة شواطئها، تكفيك هى عمن سواها.

 

ولأن الغياب عمن نحب فعل اضطرارى إجبارى، فقد يطول بينى وبينها لسنوات، أعود بعدها يجرنى الشوق جرا، لأجدها فى كل مرة غير ما تركتها، أذكر كيف فارقتها منذ بضع سنوات مضت، تنامى إلى أذنى صوتها خفيضا يغزوه بعض بكاء، كانت كمن يشكو إلى سوء الحال، أشحت عينى بعيدا عن شواطئها وطريق الكورنيش الذى كان يئن وقتها من فحش منظره، وليت عنها هاربة كمن ليس بيده حل.. ومنذ أيام قررت أن ألبى نداء شوقى إليها، عزمت وكلى دعاء لربى ألا أضطر للهروب عنها ثانية، لكننى أخذت بما رأيت، ها هى الإسكندرية تعود عروسا مثلما كانت وربما فى زينة أبهى، تعلقت عيناى بطريق الكورنيش ورقى تصميمه ونظافته، ها قد عادت إلينا متعة النظر إلى شواطئها، التى صار معظمها يليق باسم الإسكندرية، أدركت أن هناك ثورة تطويرية طالت معشوقتى، فى سنوات قليلة لا تتخطى الثلاثة، لكنها كانت فارقة وكافية، فقد استطاع اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية أن يحقق كثيرا من الطفرات فى وقت قياسى، فقد تم تطوير سبع مناطق عشوائية، كما حظيت الإسكندرية فى عهده بعدد من المشروعات القومية مثل: حياة كريمة والتى تضم مركز ومدينة برج العرب و٣ قرى أم، و٤٦ قرية، كم تم تطوير ترعة المحمودية، وتطوير ميدان محطة مصر، واستكمال بشاير الخير ٥و٦و٧و٨ بغرب الإسكندرية، ومشروع الهوية البصرية، مشروع نفق ٤٥ وكبارى مشروع حماية الشواطئ وتطوير قلعة قايتباى. 

وما زال الكثير من التطوير تنتظره عروسنا، ولم لا وهى تعد العاصمة الاقتصادية لمصر، لما تمتلكه من مقومات اقتصادية جاذبة للاستثمار، ذلك أن 40% من الاقتصاد المصرى  يوجد بالإسكندرية، كما أن نحو 65% من صادرات مصر تتم من خلال موانيها.

ومثلما غبت عنها مضطرة، غادرتها مضطرة بعد زيارة قصيرة، تحدونى رغبة عارمة فى البقاء بين يدى جمالها، سحبت عينى باسمة وأنا أودع آخر حدود شواطئها، وتنهدت فى راحة، إن رفيقتى الآن فى أيدٍ أمينة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات الإسكندرية

إقرأ أيضاً:

جلال الزهراني ⁠: إقالة كاسترو كانت منتظرة

جلال الزهراني ⁠: إقالة كاسترو كانت منتظرة

مقالات مشابهة

  • من هم أبناء رسول الله وأحفاده ؟
  • ما عادت تجدي نفعا.. الصدر يلغي مظاهرات مليونية مرتقبة في بغداد
  • ما عادت تجدي نفعا.. الصدر يلغي التظاهرات المليونية المرتقبة في بغداد
  • قافلة طبية بأوقاف الإسكندرية للكشف المبكر عن الأمراض
  • بلينكن: مصر لا تزال شريكة لأمريكا.. ولا يمكن الاستغناء عنها
  • مخرجة «رفعت عينى للسما» : جوائز الفيلم فاجأتنى.. وأنتظر عرضه بالجونة
  • مشاهد: حيث تسببت الأنظمة الحزبية و المدنية المترددة في تعطيل مسار الثورة الديسمبرية
  • جلال الزهراني ⁠: إقالة كاسترو كانت منتظرة
  • دار الإفتاء توضح حكم صلاة الفريضة على كرسي
  • قيمة شعرية أم قيمة أخلاقية؟