ما هي استراتيجية إسرائيل في تفجيرات "البيجر"؟
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
قال محللون إن تفجير إسرائيل أجهزة البيجر اللاسلكية التابعة لـ"حزب الله"، شكلت نجاحاً تكتيكياً، دون أن تترك أثراً استراتيجياً.
القيادة الإسرائيلية قد تأمل في اتخاذ عمل طموح ضد حزب الله
وكتب باتريك كينغسلي في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، أنه بينما عرضّت التفجيرات حزب الله للإحراج وأعاقت الكثير من مقاتليه، فإنها لم تغير حتى الآن التوازن العسكري على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث نزح أكثر من 100 ألف مدني من الجانبين بسبب القتال المنخفض الوتيرة.
ورغم أن هجوم الثلاثاء كان بمثابة عرض ملفت للنظر لبراعة إسرائيل التكنولوجية، إلا أن إسرائيل لم تسع أول الأمر، إلى الاستفادة من الارتباك الذي زرعته، من خلال توجيه ضربة حاسمة ضد حزب الله وغزو لبنان.
وإذا كان الهجوم قد أثار إعجاب الكثير من الإسرائيليين، الذين انتقد بعضهم حكومتهم لفشلها في وقف ضربات حزب الله، فإن إحباطهم الأساسي يظل قائماً إذ لا يزال حزب الله راسخاً على الحدود الشمالية لإسرائيل، وهو ما يمنع عشرات الآلاف من السكان من العودة إلى ديارهم.
ورأت ميري آيسين الزميلة الباحثة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي يتخذ إسرائيل مقراً له،: "هذا حدث تكتيكي مذهل".
Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say https://t.co/soFhz9G7Zw
Although the attack on Tuesday was an eye-catching demonstration of Israel’s technological prowess, Israel has not so far sought to capitalize on the confusion it sowed.
وقالت آيسين، وهي ضابطة استخبارات كبيرة سابقة: "لكن لن يتحرك أي مقاتل من حزب الله بسبب هذا.. إن امتلاك قدرات مذهلة لا يشكل استراتيجية".
وينقسم الإسرائيليون حول ما إذا كان الهجوم قد نتج عن انتهازية قصيرة المدى، أم عن تفكير مدروس على المدى الطويل. ويعتقد البعض أن القادة الإسرائيليين يخشون أن يكون نظرائهم في حزب الله قد اكتشفوا مؤخراً قدرة إسرائيل على تخريب أجهزة النداء، مما دفع القادة الإسرائيليين إلى تفجيرها على الفور أو المخاطرة بفقدان القدرة إلى الأبد.
ويقول آخرون إن إسرائيل كانت لديها نية استراتيجية محددة. وربما كانت تأمل أن تؤدي جرأة الهجوم وتعقيده إلى جعل حزب الله في نهاية المطاف أكثر قابلية للقبول بوقف النار في الأسابيع المقبلة، إن لم يكن فوراً.
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين إن "الهدف من العملية، إذا كانت إسرائيل هي التي تقف وراءها كما يدعي حزب الله، ربما كان هو القول للحزب إنه سيدفع ثمناً باهظاً جداً، إذا واصل هجماته على إسرائيل، بدلاً من التوصل إلى اتفاق".
This headline would describe a lot of Israeli military operations nowadays:
"Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say"https://t.co/0sVI4nnZ4O
وبدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في أوائل أكتوبر تضامناً مع حماس، بعد أن أغارت حليفته الفلسطينية حماس على جنوب إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى شن إسرائيل هجوماً مضاداً واسع النطاق على غزة. ومذذاك ربط حزب الله مصيره بمصير حماس، وتعهد أنه لن يتوقف عن القتال حتى تنسحب إسرائيل من غزة.
وبناء عليه، فإن مسؤولين على جانبي الحدود كانوا يتوخون منذ أشهر بأن هدنة في غزة ستتيح ابرام اتفاق موازٍ في لبنان. وجال وسطاء أمريكون وفرنسيون يتقدمهم المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين بين بيروت والقدس، ممهدين الأرضية لهدنة بين إسرائيل وحزب الله في حال التوصل إلى هدنة في غزة.
ومع وصول المفاوضات حول غزة إلى طريق مسدود، فإن القيادة الإسرائيلية قد تأمل في اتخاذ عمل طموح ضد حزب الله لإقناع الحزب بفك ارتباطه مع حماس، وفق ما يقول محللون. وفي الأيام الأخيرة، صعدت القيادة الإسرائيلية من تركيزها على حزب الله، مع تهديد وزير الدفاع يوآف غالانت هذا الأسبوع بأن "العمل العسكري" هو الطريقة الوحيدة لوضع حد للنزاع.
وقال يادلين إن "الغاية هي فصل الحرب التي أعلنها حزب الله على إسرائيل عن الحرب مع حماس". وأضاف أن العملية منحت هوكشتاين "أداة أخرى لاستخدامها عندما سيتحدث إلى حزب الله: الأفضل لك أن تتوصل إلى اتفاق أو أنك ستواجه مزيداً من الهجمات الأساسية والمفاجئة".
لكن آخرين يبدون متشككين، ويجادلون بأنه من غير المحتمل أن يغير "حزب الله" المسار، حتى ولو تعرض للخسارة والتشويش بسبب الهجوم.
وينظر حزب الله إلى نفسه على أنه الحليف الإيراني الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط، وسيحاول تفادي خلق انطباع بأنه تخلى عن حماس، وفق ما تقول سيما شاين الضابطة السابقة في الموساد.
Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say https://t.co/iuyEuxLGFv US asked Israel not to risk expanding the war. It risked it but not take any risk to secure Gaza cease fire. It prefers military options knowing the US has its back
— Christian VanSchayk (@chrisvsch) September 18, 2024
وسلط الهجوم الضوء أيضاً على التنافر بين انضباط وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، التي لديها القدرة على التخطيط للعمليات قبل أشهر أو حتى سنوات، والتفكير الفوضوي قصير الأمد للقيادة السياسية الإسرائيلية.
وبحسب شاين إن "هذا موقف غريب جداً". وأضافت أنه يظهر "تلك الهوة بين السياسيين والمؤسسة الأمنية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل ينجح مقترح "تضييق الفجوات" في كسر "الغطرسة" الإسرائيلية وإنقاذ "صفقة غزة"؟!
◄ المقترح يتضمن تمديد وقف إطلاق النار لإتاحة التفاوض على وقف دائم للقتال
◄ المقاومة ترحب بأي مقترحات تدفع باتجاه تنفيذ الاتفاق بمراحله المختلفة
◄ حماس تشترط أن يكون الملحق جزء من اتفاق يناير وليس اتفاقا جديدا
◄ جبارين: أمريكا تحاول إدارة الأزمة بدلا من إسرائيل لعدم ثقتها في نتنياهو
◄ حكومة نتنياهو بصدد إصدار قرار بشن عمليات عسكرية محدودة في غزة
الرؤية- غرفة الأخبار
في الوقت الذي يدور في الحديث عن مقترح جديد لتمديد هدنة وقف إطلاق النار في غزة، والذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف والمسؤول في مجلس الأمن القومي إريك تريجر، فإن الغطرسة الإسرائيلية تسعى إلى إفشال هذا المقترح حتى قبل سريانه.
وقال البيت الأبيض في بيان، الجمعة، إن الولايات المتحدة تقترح خطة "لتضيق الفجوات" بهدف تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى أبريل بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، ولإتاحة الوقت للتفاوض على وقف دائم للقتال.
وأضاف البيان: "أُبلغت حماس، من خلال شركائنا القطريين والمصريين، بشكل قاطع، بضرورة تنفيذ هذه الخطة قريبا، وإطلاق سراح المواطن الأمريكي الإسرائيلي إيدان ألكسندر فورا".
ولقد رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأي مقترحات من شأنها أن تدفع باتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة بمراحله المختلفة.
وقال مصدر للجزيرة إن الحركة ربطت موافقتها على إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية، بأن يكون ذلك في إطار التجسير لاستكمال الاتفاق واستئناف استحقاقات المرحلة الأولى والبدء فورا بالتفاوض على المرحلة الثانية.
وشددت على أن يبقى الملحق الذي قدمته للوسطاء كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 17 يناير الماضي، لا أن يمهد لاتفاق جديد كما يريد الاحتلال.
وفي المقابل، سلمت إسرائيل ردها بعد إجراء عدد من التعديلات، حيث رفعت عدد الأسرى المفرج عنهم إلى 11 أسيرا حيا، و16 جثة لأسرى إسرائيليين، وعرضت الإفراج عن 120 أسيرا فلسطينيا محكوما بالمؤبد، و11 ألفا و10 من أسرى قطاع غزة، و160 جثمانا لشهداء فلسطينيين.
ويؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أن الولايات المتحدة كانت تحاول إدارة الأزمة بدلا عن إسرائيل، مما يعكس عدم ثقة واشنطن في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إدارة الملف.
وأضاف جبارين أن وجود حماس على طاولة المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة أربك الموقف الإسرائيلي، وأجبر تل أبيب على الجلوس إلى طاولة المفاوضات الحالية.
لكن- وكما هو الحال في كل جولة- تحاول إسرائيل العبث بجميع المقترحات لإفشالها، وذلك بوضع العراقيل والشروط الجديدة، أو مواصلة الممارسة الإجرامية التي تعتبر انتهاكا للاتفاق.
وبالأمس، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر سياسية أنه من المحتمل صدور قرار بشن عمليات عسكرية محدودة في غزة بهدف الضغط على حركة حماس.
ويأتي ذلك، في ظل مواصلة جيش الاحتلال استهداف الفلسطينيين في القطاع. فمساء الأمس أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 9 فلسطينيين على الأقل استشهدوا، بينهم صحفيان محليان، وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.