موقع 24:
2024-09-19@19:23:33 GMT

ما هي استراتيجية إسرائيل في تفجيرات "البيجر"؟

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

ما هي استراتيجية إسرائيل في تفجيرات 'البيجر'؟

قال محللون إن تفجير إسرائيل أجهزة البيجر اللاسلكية التابعة لـ"حزب الله"، شكلت نجاحاً تكتيكياً، دون أن تترك أثراً استراتيجياً.

القيادة الإسرائيلية قد تأمل في اتخاذ عمل طموح ضد حزب الله


وكتب باتريك كينغسلي في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، أنه بينما عرضّت التفجيرات حزب الله للإحراج وأعاقت الكثير من مقاتليه، فإنها لم تغير حتى الآن التوازن العسكري على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث نزح أكثر من 100 ألف مدني من الجانبين بسبب القتال المنخفض الوتيرة.

وحافظ حزب الله والجيش الإسرائيلي، الأربعاء، على النسق ذاته، من تبادل الصواريخ والقذائف المدفعية بوتيرة من الاشتباكات اليومية على جانبي الحدود منذ أكتوبر (تشرين الأول).
ورغم أن هجوم الثلاثاء كان بمثابة عرض ملفت للنظر لبراعة إسرائيل التكنولوجية، إلا أن إسرائيل لم تسع أول الأمر، إلى الاستفادة من الارتباك الذي زرعته، من خلال توجيه ضربة حاسمة ضد حزب الله وغزو لبنان.
وإذا كان الهجوم قد أثار إعجاب الكثير من الإسرائيليين، الذين انتقد بعضهم حكومتهم لفشلها في وقف ضربات حزب الله، فإن إحباطهم الأساسي يظل قائماً إذ لا يزال حزب الله راسخاً على الحدود الشمالية لإسرائيل، وهو ما يمنع عشرات الآلاف من السكان من العودة إلى ديارهم.
ورأت ميري آيسين الزميلة الباحثة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي يتخذ إسرائيل مقراً له،: "هذا حدث تكتيكي مذهل".

 

Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say https://t.co/soFhz9G7Zw

Although the attack on Tuesday was an eye-catching demonstration of Israel’s technological prowess, Israel has not so far sought to capitalize on the confusion it sowed.

— Sean Graf (@seangraf) September 19, 2024


وقالت آيسين، وهي ضابطة استخبارات كبيرة سابقة: "لكن لن يتحرك أي مقاتل من حزب الله بسبب هذا.. إن امتلاك قدرات مذهلة لا يشكل استراتيجية".
وينقسم الإسرائيليون حول ما إذا كان الهجوم قد نتج عن انتهازية قصيرة المدى، أم عن تفكير مدروس على المدى الطويل. ويعتقد البعض أن القادة الإسرائيليين يخشون أن يكون نظرائهم في حزب الله قد اكتشفوا مؤخراً قدرة إسرائيل على تخريب أجهزة النداء، مما دفع القادة الإسرائيليين إلى تفجيرها على الفور أو المخاطرة بفقدان القدرة إلى الأبد.
ويقول آخرون إن إسرائيل كانت لديها نية استراتيجية محددة. وربما كانت تأمل أن تؤدي جرأة الهجوم وتعقيده إلى جعل حزب الله في نهاية المطاف أكثر قابلية للقبول بوقف النار في الأسابيع المقبلة، إن لم يكن فوراً.
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين إن "الهدف من العملية، إذا كانت إسرائيل هي التي تقف وراءها كما يدعي حزب الله، ربما كان هو القول للحزب إنه سيدفع ثمناً باهظاً جداً، إذا واصل هجماته على إسرائيل، بدلاً من التوصل إلى اتفاق".

 

This headline would describe a lot of Israeli military operations nowadays:
"Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say"https://t.co/0sVI4nnZ4O

— Evan Dyer (@EvanDyerCBC) September 18, 2024


وبدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في أوائل أكتوبر تضامناً مع حماس، بعد أن أغارت حليفته الفلسطينية حماس على جنوب إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى شن إسرائيل هجوماً مضاداً واسع النطاق على غزة. ومذذاك ربط حزب الله مصيره بمصير حماس، وتعهد أنه لن يتوقف عن القتال حتى تنسحب إسرائيل من غزة.
وبناء عليه، فإن مسؤولين على جانبي الحدود كانوا يتوخون منذ أشهر بأن هدنة في غزة ستتيح ابرام اتفاق موازٍ في لبنان. وجال وسطاء أمريكون وفرنسيون يتقدمهم المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين بين بيروت والقدس، ممهدين الأرضية لهدنة بين إسرائيل وحزب الله في حال التوصل إلى هدنة في غزة.
ومع وصول المفاوضات حول غزة إلى طريق مسدود، فإن القيادة الإسرائيلية قد تأمل في اتخاذ عمل طموح ضد حزب الله لإقناع الحزب بفك ارتباطه مع حماس، وفق ما يقول محللون. وفي الأيام الأخيرة، صعدت القيادة الإسرائيلية من تركيزها على حزب الله، مع تهديد وزير الدفاع يوآف غالانت هذا الأسبوع بأن "العمل العسكري" هو الطريقة الوحيدة لوضع حد للنزاع.
وقال يادلين إن "الغاية هي فصل الحرب التي أعلنها حزب الله على إسرائيل عن الحرب مع حماس". وأضاف أن العملية منحت هوكشتاين "أداة أخرى لاستخدامها عندما سيتحدث إلى حزب الله: الأفضل لك أن تتوصل إلى اتفاق أو أنك ستواجه مزيداً من الهجمات الأساسية والمفاجئة".

هل يغير المسار؟


لكن آخرين يبدون متشككين، ويجادلون بأنه من غير المحتمل أن يغير "حزب الله" المسار، حتى ولو تعرض للخسارة والتشويش بسبب الهجوم.
وينظر حزب الله إلى نفسه على أنه الحليف الإيراني الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط، وسيحاول تفادي خلق انطباع بأنه تخلى عن حماس، وفق ما تقول سيما شاين الضابطة السابقة في الموساد.

 

Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say https://t.co/iuyEuxLGFv US asked Israel not to risk expanding the war. It risked it but not take any risk to secure Gaza cease fire. It prefers military options knowing the US has its back

— Christian VanSchayk (@chrisvsch) September 18, 2024


وسلط الهجوم الضوء أيضاً على التنافر بين انضباط وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، التي لديها القدرة على التخطيط للعمليات قبل أشهر أو حتى سنوات، والتفكير الفوضوي قصير الأمد للقيادة السياسية الإسرائيلية.
وبحسب شاين إن "هذا موقف غريب جداً". وأضافت أنه يظهر "تلك الهوة بين السياسيين والمؤسسة الأمنية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تفجيرات البيجر.. رسائل إسرائيل إلى حزب الله

ليست مصادفة أن تأتي العملية الأمنية المعقدة التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد عناصر حزب الله، والتي تسببت بآلاف الجرحى وعشرات القتلى، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إحباط محاولة اغتيال باستخدام عبوة ناسفة من نوع "كليماغور" زرعها حزب الله. كانت العبوة تستهدف مسؤولًا أمنيًا إسرائيليًا، وكان من المتوقع تنفيذها في الساعات القليلة المقبلة.

هذه العملية تشكل مرحلة جديدة من الصراع المستمر بين حزب الله، بما يمثله على المستويين: الإقليمي واللبناني، وبين إسرائيل التي تسعى لإثبات نفسها بعد الإهانة التي تعرضت لها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ويكشف هذا الصراع عن مجموعة من الوقائع الميدانية التي لا يمكن تجاهلها:

أولًا: أراد الجانب الإسرائيلي، وسط النقاشات والتهديدات ومحاولات "تبريد" الجبهة، توجيه رسالة واضحة، أنه قادر على توجيه ضربة قوية لحزب الله دون تكبد خسائر ميدانية كبيرة، أو تكاليف عسكرية باهظة. وفي الوقت نفسه، بات من الضروري أن تثبت إسرائيل تفوقها أمام خصومها. ثانيًا: ضمن توازن الرعب والمواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، سعى الجانب الإسرائيلي، وخصوصًا بعد إطلاق الحوثيين صاروخًا باتجاه تل أبيب، إلى قلب المعادلة. ومع اقتراب الذكرى السنوية لعملية "طوفان الأقصى"، فشلت إسرائيل في القضاء على المقاومة في غزة، أو اغتيال زعيم حركة حماس يحيى السنوار، ولهذا جاءت العملية في لبنان كمحاولة لتنفيذ "7 أكتوبر/تشرين الأول" بنسخة إسرائيلية. ثالثًا: قبل ساعات من عملية تفجير أجهزة "البيجر"، كان النقاش يدور بعمق حول وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، الذي نقل رسالة تدعو إلى تهدئة التصعيد. لكن الموقف الإسرائيلي كان صارمًا في اتجاه التصعيد، بينما حاول الأميركيون حصر العمليات في الجنوب أو البقاع لتفادي حرب واسعة، مع تجنب التصعيد في بيروت والضاحية وتل أبيب. رابعًا: في ظل التوقعات بشن عملية عسكرية برية أو جوية تترافق مع اغتيالات، لجأ نتنياهو إلى تنفيذ ضربة أمنية معقدة وسيبرانية، كان الهدف منها اختبار القدرات اللوجيستية لحزب الله، وإشغاله في بنيته التحتية الصحية والاجتماعية؛ استعدادًا لعملية عسكرية أوسع في الجنوب أو البقاع. خامسًا: يظهر من هذه العملية أن إسرائيل أرادت ضرب بنية الاتصال الداخلي لحزب الله، مما وضع الحزب في حالة ارتباك تستغرق أسابيع لتجاوزها. ومع ذلك، فإن أجهزة "البيجر" المستهدفة لا ترتبط بالإطار العسكري للحزب، بل تقتصر على التواصل بين القيادات السياسية والإدارية وعائلاتهم. سادسًا: مع امتداد العملية إلى كوادر حزب الله في سوريا، يتضح أن الخرق الأمني الإسرائيلي بات عميقًا. سوريا، التي كانت على مدى سنوات مسرحًا لاستهداف مباشر من قبل إسرائيل، تشكل تحديًا أمنيًا لحزب الله الذي يواجه استخبارات إقليمية ودولية، ومسيرات إسرائيلية في الأجواء.

وعليه، يبقى السؤال حول رد حزب الله على أكبر اختراق أمني له في تاريخه، وهل ستكون عملية اختراق وتفجير آلاف الأجهزة اللاسلكية مقدمة لتوسع الحرب؟

قبل العملية، كان حزب الله يدرك أن إسرائيل تعمل على عدة مسارات: المسار التفاوضي والدبلوماسي، من خلال محاولة استقطاب دعم دولي للضغط على حزب الله ولبنان؛ المسار الإعلامي، من خلال التسريبات والتصريحات اليومية حول الاستعداد لتوسيع العملية العسكرية؛ وأخيرًا، المسار العسكري من خلال تكثيف الضربات الجوية كوسيلة لإجبار حزب الله على تغيير موقفه. وكان حزب الله يضع هذه الضغوط في سياق استباق زيارة هوكشتاين، الذي كان من المتوقع أن ينقل رسائل مباشرة للمسؤولين في بيروت.

اليوم، وبعد ضرب بنية الاتصالات وما نتج عنه من آلاف الجرحى وعشرات القتلى، يجد حزب الله نفسه أمام تحدّ جديد شبيه بالتحدي الذي واجهه بعد اغتيال القيادي فؤاد شُكر. ورغم حرص الحزب على عدم الانجرار نحو حرب إقليمية واسعة، فإنه مضطر للرد على هذا الاستهداف الكبير، خاصة مع سقوط العديد من الضحايا المدنيين منذ بداية الحرب.

فيما إسرائيليًا، تكثر التحليلات التي تتحدث عن أن ما حدث اليوم مقدمة لغزو بري بعمق منطقة جنوب الليطاني؛ بهدف إعادة مستوطني الشمال، لكن المنطق العسكري يشير إلى أن الجانب الإسرائيلي على الرغم من كل التهويل يدرك أن الحرب البرية ستكون نتائجها كارثية بأضعاف من نتائج اجتياح غزة، لأسباب كثيرة، أحد أبرزها هو القدرة القتالية العالية لحزب الله في جنوب لبنان.

من هنا يمكن تفسير وضع الجولة التي أجراها مدير الموساد ديفيد برنياع على دول أوروبية منذ أسابيع قليلة، ولقاءاته مع نظرائه الغربيين، وما حُكي عن نقاشاته حول بنك أهداف يشمل مناطق لبنانية متعددة، كمخازن أسلحة وصواريخ، ومنشآت جنوبًا وبقاعًا، وأن حكومته تفضل عمليات جوية لاستهداف هذه المواقع.

لكن التحدي الأبرز بالنسبة للمؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية يكمن في تحصينات الحزب في الأودية والجبال، والتي لا قدرة للطيران الحربي على تحقيق إصابات مباشرة فيها، مما يرفع مستوى التحدي أمام الإسرائيليين.

وهذا الواقع الجغرافي المعقد يضع إسرائيل أمام تحديات عسكرية وأمنية، مشابهة لتجربة الإنزال الذي تم تنفيذه في منطقة مصياف السورية وتدمير منشأة لتطوير الصواريخ والمسيرات، لأنه في حال فكر الجيش الإسرائيلي بهذا الحل الميداني، ستكون المسارات العسكرية قد انتقلت إلى مرحلة جديدة مفتوحة على مخاطر كبيرة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • نصر الله: إسرائيل حاول قتل 5000 شخص خلال تفجيرات البيجر
  • هل إسرائيل أبلغتكم مسبقا بهجوم البيجر ضد حزب الله؟.. وزير دفاع تايوان يرد
  • آخرها تفجيرات البيجر.. من أبرز قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • إعلام إسرائيل يتساءل: ما الهدف من تفجيرات لبنان؟ وماذا بعد؟
  • "تلغيم البيجر".. كيف نجحت إسرائيل في تنفيذ أكبر اختراق أمني في تاريخ "حزب الله"؟
  • عاجل - اختراق غير مسبوق.. كيف حولت إسرائيل أجهزة البيجر في يد حزب الله إلى قنابل موقوتة؟
  • “تفجيرات البيجر”.. كيف تمكنت “إسرائيل” من تنفيذ هجوم سيبراني بهذا الحجم على لبنان؟
  • تفجيرات البيجر.. رسائل إسرائيل إلى حزب الله
  • "تفجيرات البيجر".. هل تمهد إسرائيل لعملية واسعة النطاق؟