فى مجال تكامل الرؤية بين الشعراء والأدباء من جناحى الأمة نذكر الرائد خليل مطران (1871ـ1949) الذى ولد فى لبنان، ثم اختار مصر وطناً أدبياً له سنة 1892، وعمره واحد وعشرون عاماً؛ ليسهم فى الصحافة فى الأهرام وغيرها مع المؤسسين الكبيرين: سليم وبشارة تقلا. هذا الوافد إلى مصر صار مصرياً وزعيماً لنهضة أدبية وصحفية كبرى، ورائد الرومانسية فى الشعر العربى الحديث.
وهؤلاء، وغيرهم الكثير من الراحلين، كانت تشغلهم التربية الجمالية، والقيمية، والمضمون الفكرى والتربوى للشعر، والإسهام فى نهضة الحركة الأدبية والفكرية فى مصر فى مطلع عصر النهضة: أدباً، وصحافة، ومسرحاً، وسينما، ولم ينشغلوا بالتعصب والكراهية. كانوا نابهين ولم يكونوا خاملين كما هى الحال عند الأدباء المراهقين، أو العامة الغافلين، تقرأ لهم دون اعتناق منحى ما أواتجاه خاص؛ لأنهم يصدرون عن تجربة أدبية جمالية إنسانية كبرى لا تعرف الانغلاق والشقاق والنفاق، ومثلهم تستطيع أن تقرأ شعر القمص يوسف ميخائيل، فيما تضمنه كتاب (أبونا الحبيب القمص يوسف ميخائيل)، وهو الكتاب التذكارى التى أصدرتـه كنيسة الشهيد مارمينا العجائبى بمدينة بنى مزار بالمنيا سنة 1996، وتستطيع أن تجد حديثاً عن هؤلاء، وعما لا حصر له من تلك الإسهامات فى كتاب (تاريخ الأقباط فى القرن العشرين) «رمزى تادرس»، الذى طبعته مطبعة جريدة مصر فى وقت باكر سنة 1910، وكتاب (الموسوعة القبطية) عزيز سوريال، ونشرته دار ماكميلان العالمية للنشر سنة 1991، وكتاب (قاموس التراجم القبطية) بديع مينا عبدالملك، المنشور بالإسكندرية 1995. بل إنك كثيراً ما تقرأ نقداً لإبداع أديب قبطى بقلم ناقد مسلم، كما عرفنا من قبل، وكما هى الحال فى بعض كتابات كاتب هذه السطور وغيره، والأكثر من ذلك أهمية أنك ترجع إلى مرجع عن الأدباء الأقباط فتجده بقلم كاتب مسلم مشهور بكتاباته الإسلامية، هو العالم الأديب محمد سيد كيلانى، وذلك فى كتابه (الأدب القبطى فى مصر قديماً وحديثاً)، وهنا أهمية أخرى هى أن الكتاب صادر عن مؤسسة حكومية هى الدار القومية للطباعة والنشر سنة 1962.
عضو المجمع العلمى المصرى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فى مصر
إقرأ أيضاً:
المطران وردة يترأس قداس تذكار الموتى المؤمنين بمدافن السريان الكاثوليك.. صور
ترأس المطران مار إفرام إيلي وردة، مطران إيبارشية القاهرة، والنائب البطريركي على السودان للسريان الكاثوليك، قداس تذكار جميع الموتى المؤمنين.
جاء ذلك بمقر مدافن السريان الكاثوليك، بمشاركة الأب ميخائيل إلياس، راعي كاتدرائية سيدة الوردية، بالظاهر، حيث أُقيم القداس، من أجل تذكار الموتى المؤمنين، لراحة أنفسهم.
كانت راهبات القديس شارل بورومي، احتفلت أمس، بعيد شفيعهن، وذلك بمقر ديرهن، بباب اللوق، حيث ترأس صلاة القداس الإلهي الاحتفالي المطران كلاوديو لوراتي، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر.
شارك في الصلاة والاحتفال المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، ونيافة الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشؤون الإيبارشيّة البطريركية.