بوابة الوفد:
2025-04-15@13:19:19 GMT

جناحا الأمة بلسان عربى مبين

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

فى مجال تكامل الرؤية بين الشعراء والأدباء من جناحى الأمة نذكر الرائد خليل مطران (1871ـ1949) الذى ولد فى لبنان، ثم اختار مصر وطناً أدبياً له سنة 1892، وعمره واحد وعشرون عاماً؛ ليسهم فى الصحافة فى الأهرام وغيرها مع المؤسسين الكبيرين: سليم وبشارة تقلا. هذا الوافد إلى مصر صار مصرياً وزعيماً لنهضة أدبية وصحفية كبرى، ورائد الرومانسية فى الشعر العربى الحديث.

ونال لقب شاعر القطرين: لبنان ومصر بإجماع الناس، بل شاعر الأقطار العربية لدى كثير من الباحثين، ونشر ديوانه (الخليل) بمصر 1908، وحقق ونشر له، بعد رحيله، أحمد حسين الطحاوى (الديوان المجهول لخليل مطران) سنة 1983، فكان رائداً فى الشعر بمثل ما كان رائداً فى الصحافة مع رفاق مسيحيين وفدوا من لبنان إلى مصر، وصاروا مصريين، أيضاً، ولا يتسع المقام لتفصيل القول عنهم، ونذكر يعقوب صنوع (1839ـ 1912)، المولود بالقاهرة، والمتوفى بباريس، والملقب بموليير مصر، وبأبى نظارة، الذى أنشأ أول مسرح عربى فى مصر سنة 1870 بمثل ما كان زكى طليمات (1897،أو1899ـ1983)، الذى أخذ على عاتقه «زراعة المسرح فى الصحراء»، فلم يكتفِ بريادته فى مصر، بل سافر إلى ليبيا وتونس سنة 1954، والكويت، والخليج 1957، وغيرها، منشئاً ومؤسساً، وقضى حياته فى خدمة المسرح منذ ضمه جورج أبيض (1880ـ1959) إلى فرقته التى كوَّنها بمعاونة الخديو عباس حلمى الثانى سنة 1912، متعاوناً مع المفكر والمصلح الاجتماعى فرح أنطون (1874ـ1922) الذى قدم إلى مصر صبياً سنة 1887، وأقام بها، وأسهم فى نهضتها الفكرية، ونذكر الشاعر إيليا أبوماضى (1889ـ1957) الذى ولد بلبنان، ثم جاء إلى الإسكندرية فى الحادية عشرة من عمره ساعياً وراء الرزق، فعمل بائعاً متجولاً وغير متجول، حتى تفجرت عبقريته الشعرية فنشر ديوانه الأول «تذكار الماضى» بالإسكندرية سنة 1909، قبل أن يهاجر إلى أمريكا ملتحقاً بشعراء المهجر وهو فى العشرين من عمره مستقراً فى نيويورك.

وهؤلاء، وغيرهم الكثير من الراحلين، كانت تشغلهم التربية الجمالية، والقيمية، والمضمون الفكرى والتربوى للشعر، والإسهام فى نهضة الحركة الأدبية والفكرية فى مصر فى مطلع عصر النهضة: أدباً، وصحافة، ومسرحاً، وسينما، ولم ينشغلوا بالتعصب والكراهية. كانوا نابهين ولم يكونوا خاملين كما هى الحال عند الأدباء المراهقين، أو العامة الغافلين، تقرأ لهم دون اعتناق منحى ما أواتجاه خاص؛ لأنهم يصدرون عن تجربة أدبية جمالية إنسانية كبرى لا تعرف الانغلاق والشقاق والنفاق، ومثلهم تستطيع أن تقرأ شعر القمص يوسف ميخائيل، فيما تضمنه كتاب (أبونا الحبيب القمص يوسف ميخائيل)، وهو الكتاب التذكارى التى أصدرتـه كنيسة الشهيد مارمينا العجائبى بمدينة بنى مزار بالمنيا سنة 1996، وتستطيع أن تجد حديثاً عن هؤلاء، وعما لا حصر له من تلك الإسهامات فى كتاب (تاريخ الأقباط فى القرن العشرين) «رمزى تادرس»، الذى طبعته مطبعة جريدة مصر فى وقت باكر سنة 1910، وكتاب (الموسوعة القبطية) عزيز سوريال، ونشرته دار ماكميلان العالمية للنشر سنة 1991، وكتاب (قاموس التراجم القبطية) بديع مينا عبدالملك، المنشور بالإسكندرية 1995. بل إنك كثيراً ما تقرأ نقداً لإبداع أديب قبطى بقلم ناقد مسلم، كما عرفنا من قبل، وكما هى الحال فى بعض كتابات كاتب هذه السطور وغيره، والأكثر من ذلك أهمية أنك ترجع إلى مرجع عن الأدباء الأقباط فتجده بقلم كاتب مسلم مشهور بكتاباته الإسلامية، هو العالم الأديب محمد سيد كيلانى، وذلك فى كتابه (الأدب القبطى فى مصر قديماً وحديثاً)، وهنا أهمية أخرى هى أن الكتاب صادر عن مؤسسة حكومية هى الدار القومية للطباعة والنشر سنة 1962.

 

عضو المجمع العلمى المصرى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فى مصر

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني هذا في اليمن ؟

 

 

في خطوة تكشف حجم الانحياز الفاضح لجرائم الاحتلال
كان المعنى وسيظل ضالة الفكر وغاية البحث في ذات الوقت الذي هو سبيل الفهم والتواصل ..
وحين غاب الاهتمام بالمعنى اضطربت المفاهيم والمقاصد، تارة باسم التأويل وأخرى باسم التجديد وثالثة لغرض المصلحة، وذلك ما جعل التفاهات ثقافة السوق الرائجة باعتبارها الأسهل ..وقديما قيل “الرضا بالجهل سهل”….
وهنا وبعجالة نحاول البحث في معنى ما يجري في اليمن من خلال صيغة سؤال نرى جوابه في الواقع الناطق البليغ….
– –ماذا يعني أن ينفرد اليمن على مستوى الدولة الجمعي (قيادة وشعبا ومشروعا) في مواجهة المشروع الصهيوني في الوقت الذي تنكفئ أقطار الأمة عن ذلك؟… وأكثرها لا يكتفي بالانكفاء بل ينخرط في برنامج ومخطط المشروع المعادي…؟
ماذا يعني هذا الحضور المليوني في عشرات الساحات اليمنية بما يشبه الحج كل أسبوع .. في الوقت الذي تحظر فيه الأنظمة العربية أي تجمع حتى لو كان من ثلاثة أشخاص .وإذا سمحت فيكون رابعهم عنصر أمن لكتابة تقريره؟…
حضور لا للتصفيق والتسبيح والتحميد والتهليل للسلطان.. وإنما لإعلان الموقف وتأكيد المبدأ وثبات الوجهة إلى الله قصدا وغاية….
—ماذا يعني هذا الولاء للقائد باعتباره (علم الهدى) هذا الولاء الذي لم تعرفه الأمة منذ زمن الصحابة -رضوان الله عليهم- ..الولاء الذي يثمر التحكيم بل  الحب والتفويض والتسليم والرضا..
—ماذا يعني هذا الخطاب الثقافي الذي يرى في القرآن والرسول القرآني صلى الله عليه وآله  ( وليس رسول الانتقاءات البشرية ) مرجعية مطلقة لا يعدل عنها بحال من الأحوال؟.. مرجعية تذوب فيها الأمة وتصطبغ بها…
—ماذا يعني هذا اليقين بالوعود الإلهية وسنن تحققها وبأن الله جل وعلا منزه عن التجريب والاختبار؟ فهذه صفات للمربوب ومستحيلة على الرب.. والاعتقاد بها مناف للإيمان والتصديق بالكتاب….
—ماذا يعني هذا المفهوم الجديد لمصطلح النخبة بحيث يصبح مستوعبا لغالبية للشعب لا لقلة قليلة خطفته بغير حق حين زعمت تميزها عن الناس واحتكارها للحقيقة؟…
— ماذا يعني اعتبار الثقافة وعيا وسلوكا قولا سديدا صائبا وفعلا منتجا نافعا للمجتمع يستوعب كل شرائحه وفئاته وليس مقتصرا على من يمتهن تخزين المعلومات وثرثرات المقاهي والصالونات والفضائيات؟….
— ماذا يعني هذا الصبر الجميل في البأساء والضراء وحين البأس استجابة لله وللرسول ورجاء رضوان الله ونصره في زمن غلب عليه حال أولئك الذين إذا أعطوا رضوا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون؟….
— ماذا يعني أنه في الوقت الذي تفكك فيه الجيوش العربية وتدمر قدراتها وترسم لها حدود القدرة من قبل الأعداء وتحدد وظيفتها في الاستعراض وقمع شعوبها وحماية الطغاة، ينهض الجيش اليمني ،جيش الشعب، ويعزز قدراته ويطور صناعاته تحت القصف ويكون قادرا على تحدي ومواجهة تحالف الشر الصهيوني العربي والأجنبي ويظهر عليه؟.
* كاتب وباحث فلسطيني

مقالات مشابهة

  • عبدالرحمن الأبنودى.. الناى الذى أنشد للناس والوطن
  • ماذا يعني هذا في اليمن ؟
  • الفاشر.. او على السودان السلام
  • مجمع البحوث الإسلامية: لا تقل هذه الكلم .. تطردك من رحمة الله
  • مطران الأبرشية يحتفل برتبة النهيرة في كنيسة أم النور بعينكاوا
  • كريمة أبو العينين تكتب: الظالمون كم يعيشون!!
  • حجة..وقفة للقطاع الصحي في مبين تنديداً بجرائم العدوان الأمريكي
  • وقفة للقطاع الصحي في مبين تنديداً بجرائم العدوان الأمريكي
  • استثمار المآسي !
  • مسيرة الشعانين في عينكاوة: «أُوشعنَّا لِٱبْنِ دَاوُدَ!»