بوابة الوفد:
2024-11-26@06:21:01 GMT

جناحا الأمة بلسان عربى مبين

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

فى مجال تكامل الرؤية بين الشعراء والأدباء من جناحى الأمة نذكر الرائد خليل مطران (1871ـ1949) الذى ولد فى لبنان، ثم اختار مصر وطناً أدبياً له سنة 1892، وعمره واحد وعشرون عاماً؛ ليسهم فى الصحافة فى الأهرام وغيرها مع المؤسسين الكبيرين: سليم وبشارة تقلا. هذا الوافد إلى مصر صار مصرياً وزعيماً لنهضة أدبية وصحفية كبرى، ورائد الرومانسية فى الشعر العربى الحديث.

ونال لقب شاعر القطرين: لبنان ومصر بإجماع الناس، بل شاعر الأقطار العربية لدى كثير من الباحثين، ونشر ديوانه (الخليل) بمصر 1908، وحقق ونشر له، بعد رحيله، أحمد حسين الطحاوى (الديوان المجهول لخليل مطران) سنة 1983، فكان رائداً فى الشعر بمثل ما كان رائداً فى الصحافة مع رفاق مسيحيين وفدوا من لبنان إلى مصر، وصاروا مصريين، أيضاً، ولا يتسع المقام لتفصيل القول عنهم، ونذكر يعقوب صنوع (1839ـ 1912)، المولود بالقاهرة، والمتوفى بباريس، والملقب بموليير مصر، وبأبى نظارة، الذى أنشأ أول مسرح عربى فى مصر سنة 1870 بمثل ما كان زكى طليمات (1897،أو1899ـ1983)، الذى أخذ على عاتقه «زراعة المسرح فى الصحراء»، فلم يكتفِ بريادته فى مصر، بل سافر إلى ليبيا وتونس سنة 1954، والكويت، والخليج 1957، وغيرها، منشئاً ومؤسساً، وقضى حياته فى خدمة المسرح منذ ضمه جورج أبيض (1880ـ1959) إلى فرقته التى كوَّنها بمعاونة الخديو عباس حلمى الثانى سنة 1912، متعاوناً مع المفكر والمصلح الاجتماعى فرح أنطون (1874ـ1922) الذى قدم إلى مصر صبياً سنة 1887، وأقام بها، وأسهم فى نهضتها الفكرية، ونذكر الشاعر إيليا أبوماضى (1889ـ1957) الذى ولد بلبنان، ثم جاء إلى الإسكندرية فى الحادية عشرة من عمره ساعياً وراء الرزق، فعمل بائعاً متجولاً وغير متجول، حتى تفجرت عبقريته الشعرية فنشر ديوانه الأول «تذكار الماضى» بالإسكندرية سنة 1909، قبل أن يهاجر إلى أمريكا ملتحقاً بشعراء المهجر وهو فى العشرين من عمره مستقراً فى نيويورك.

وهؤلاء، وغيرهم الكثير من الراحلين، كانت تشغلهم التربية الجمالية، والقيمية، والمضمون الفكرى والتربوى للشعر، والإسهام فى نهضة الحركة الأدبية والفكرية فى مصر فى مطلع عصر النهضة: أدباً، وصحافة، ومسرحاً، وسينما، ولم ينشغلوا بالتعصب والكراهية. كانوا نابهين ولم يكونوا خاملين كما هى الحال عند الأدباء المراهقين، أو العامة الغافلين، تقرأ لهم دون اعتناق منحى ما أواتجاه خاص؛ لأنهم يصدرون عن تجربة أدبية جمالية إنسانية كبرى لا تعرف الانغلاق والشقاق والنفاق، ومثلهم تستطيع أن تقرأ شعر القمص يوسف ميخائيل، فيما تضمنه كتاب (أبونا الحبيب القمص يوسف ميخائيل)، وهو الكتاب التذكارى التى أصدرتـه كنيسة الشهيد مارمينا العجائبى بمدينة بنى مزار بالمنيا سنة 1996، وتستطيع أن تجد حديثاً عن هؤلاء، وعما لا حصر له من تلك الإسهامات فى كتاب (تاريخ الأقباط فى القرن العشرين) «رمزى تادرس»، الذى طبعته مطبعة جريدة مصر فى وقت باكر سنة 1910، وكتاب (الموسوعة القبطية) عزيز سوريال، ونشرته دار ماكميلان العالمية للنشر سنة 1991، وكتاب (قاموس التراجم القبطية) بديع مينا عبدالملك، المنشور بالإسكندرية 1995. بل إنك كثيراً ما تقرأ نقداً لإبداع أديب قبطى بقلم ناقد مسلم، كما عرفنا من قبل، وكما هى الحال فى بعض كتابات كاتب هذه السطور وغيره، والأكثر من ذلك أهمية أنك ترجع إلى مرجع عن الأدباء الأقباط فتجده بقلم كاتب مسلم مشهور بكتاباته الإسلامية، هو العالم الأديب محمد سيد كيلانى، وذلك فى كتابه (الأدب القبطى فى مصر قديماً وحديثاً)، وهنا أهمية أخرى هى أن الكتاب صادر عن مؤسسة حكومية هى الدار القومية للطباعة والنشر سنة 1962.

 

عضو المجمع العلمى المصرى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فى مصر

إقرأ أيضاً:

دم الشهيد سبب في الحرية الاستقلال

 

 

الشهداء هم أهل الله وأحبابه وبفضلهم بعد الله سبحانه وتعالى استطاعت أن تعيش الأمة في أمن وسلام وطمأنينة، وهكذا هي سنة الحياة لن ينال أحد مبتغاه إلا بتضحية ولن ينال أي شعبٍ من الشعوب الحرية إلا بتضحية، لا شيء يأتي بسهولة فالشهداء قد جعلوا من أنفسهم سدا منيعا ضد الأعداء فلننظر إلى الواقع اليمني على سبيل المثال لولا تضحيات الشهداء لكنا الآن في أسوأ حال لكن بفضل الله ومن ثم دماء الشهداء لمسنا الأمن والعيش بكرامة، ولننظر إلى الجنوب المحتل كيف يعانون مرارة الاحتلال ويتجرعون أبشع الجرائم من قتلٍ وتفجيرٍ واغتصابات.
ولا ننسى أن الشهداء جعلوا من أنفسم جسرا لنعبر عليه إلى بر الأمان وبدمائهم جعلوها كسيل جارف يجرف الأعداء ومن تعاون معهم وكذلك يجب أن تخلد ذكرى الشهداء في أذهان الأجيال وأذهان عامة الناس ونرسخ ثقافة الشهادة في أبناء هذه الأمة وليعلم الجميع أن الدين والوطن لن يصانا إلا بالتضحية والفداء، قد يقول قائل نريد العيش بسلام وسكينة نعم نريد العيش بسلام ولن يأتي السلام بدون مقابل، السلام يريد قوة حتى يفرض في البلد، فالعدو لا يعرف الرحمة ولا يعرف الأخلاق وإذا لم نتحرك ضده سيغزونا وإذا لم نقاوم سيتمادى ويستبيح كل ما هو محرم ومحظور وهذا مما يفرض على الأمة القتال وهي مجبرة أن تدافع على دين الله وعلى الأرض والعرض فقد قال الله سبحانه وتعالى( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة 216:2)
صحيح أن القتال لا أحد يريده، لكنه عندما يأتي العدو لاغتصاب أرضك وانتهاك دينك وعرضك هنا يفرض عليك وسيكون خيراً لك من أجل حفظ الكليات الخمس الضرورية ولولا جهاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتضحياته وصبره لما وصل إلينا الدين الحنيف وانتشر في العالم
وأيضا نحن في هذا الأسبوع نحتفل بذكرى عظيمة وغالية على قلوبنا وهي ذكرى الشهيد، وبهذه المناسبة نهدي أجمل التحايا لأسر شهداء غزة الذي بذلوا أرواحهم من أجل دين الله وتحرير أرضهم والحفاظ على عرضهم فلهم كل التحية وشهداؤهم هم شهداؤنا وشهداؤنا شهداؤهم وكلنا أمة واحدة وعدونا واحد ومصيرنا واحد والنصر موعدنا بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • خذلان
  • قوافِلُ العطاء
  • أين يجد اليمانيون احتفالاتهم وترفيههم؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: " العشوائيــــــات " فى عقول المصريين
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • سيف على رقاب الجميع
  • القليل من الوعي.. ما تحتاجه الأمة..!
  • دم الشهيد سبب في الحرية الاستقلال
  • الركين
  • بالصور.. تعيين كاهن جديد بكنيسة مار مرقس ببورفؤاد