أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام: موازنة الابتكار والمسؤولية
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
بقلم إبراهيم راضي الصبح
مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتبنيها بشكل متزايد في مجال الإعلام، أصبح من الضروري التطرق إلى الجوانب الأخلاقية المتعلقة باستخدام هذه التكنولوجيا، وبينما يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً غير مسبوقة للابتكار في إنتاج المحتوى الإعلامي وتقديمه، فإنه يثير أيضاً تساؤلات مهمة حول المسؤولية والشفافية، وكيف يمكننا الموازنة بين فوائد الذكاء الاصطناعي في الإعلام والالتزام بالأخلاقيات الصحفية؟
من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تمكنت المؤسسات الإعلامية من تحسين كفاءتها وتقديم تجارب جديدة للمستخدمين، فعلى سبيل المثال، تستخدم تقنيات تعلم الآلة لتحليل كميات ضخمة من البيانات لتقديم أخبار مخصصة تلائم اهتمامات كل فرد، بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل المشاعر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم رؤى حول كيفية تفاعل الجمهور مع المحتوى.
علاوة على ذلك، ظهرت تقنية “الروبوت الصحفي” التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج أخبار بشكل آلي، خاصة في المجالات التي تتطلب معالجة كمية هائلة من البيانات مثل الأخبار المالية والرياضية، وجميع هذه التطورات تتيح للإعلاميين التركيز على العمل الاستقصائي والإبداعي، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي الجوانب الروتينية.
مقالات ذات صلة حول ما حدث في لبنان: ثلاث نقاط / فاخر الدعاس 2024/09/19ورغم الفوائد العديدة، إلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام يطرح تحديات أخلاقية يجب مراعاتها:
أولها الشفافية والمصداقية، إذ يعتمد الجمهور على وسائل الإعلام للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة، وعندما تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار، يصبح من الضروري توضيح كيفية عمل هذه الخوارزميات ومدى تأثيرها على اختيار وتقديم الأخبار، والشفافية في هذا السياق تعني إعلام الجمهور بأن الذكاء الاصطناعي قد استخدم في إعداد المحتوى.
ثانياً، التحيز في الخوارزميات، إذ تُصمم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بناءً على البيانات التي تُدرَّب عليها، فإذا كانت هذه البيانات غير متوازنة أو متحيزة، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج غير موضوعية أو متحيزة، على سبيل المثال، يمكن لخوارزمية توصية الأخبار أن تعزز التحيز التأكيدي من خلال عرض محتوى يوافق اهتمامات المستخدم دون تقديم وجهات نظر مختلفة.
ثالثاً، الخصوصية، حيث تعتمد العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام على جمع وتحليل بيانات المستخدمين. لذلك، يتعين على المؤسسات الإعلامية ضمان حماية خصوصية الجمهور والالتزام بالقوانين المتعلقة بحماية البيانات.
ورابعاً، تأتي المساءلة، وذلك عندما يرتكب الذكاء الاصطناعي خطأً في تقديم الأخبار أو يسبب نشر معلومات مضللة، يُطرح سؤال حول من يتحمل المسؤولية، هنا يجب تحديد من هو المسؤول عن القرارات التي تتخذها الأنظمة الذكية.
ولتحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية في استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، يجب اتباع نهج متكامل يجمع بين التقنيات المتقدمة والأخلاقيات الصحفية:
أولها تعزيز الشفافية، فعلى المؤسسات الإعلامية أن تكون واضحة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى. يمكن ذلك من خلال الإفصاح عن دور الخوارزميات في تقديم الأخبار وتوضيح آلية عملها للجمهور.
ثانياً، ضمان جودة البيانات، وذلك لتقليل التحيز في الخوارزميات، إذ يجب التأكد من أن البيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي شاملة ومتنوعة، ويجب أن تعكس البيانات مختلف وجهات النظر والمعلومات.
ثالثاً، تعزيز حماية الخصوصية، إذ يجب أن تلتزم المؤسسات الإعلامية بأفضل الممارسات في حماية بيانات المستخدمين. يجب جمع البيانات بطرق أخلاقية وشفافة، وضمان عدم استخدامها لأغراض غير مشروعة أو غير معلنة.
ورابعاً، تطوير سياسات المساءلة، ووضع سياسات واضحة تحدد من يتحمل المسؤولية عند حدوث أخطاء ناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي، ليكون هناك نظام للرقابة والمراجعة الدورية للخوارزميات لضمان دقتها ونزاهتها.
وحيث يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة مهمة لتعزيز الابتكار في مجال الإعلام، ولكنه يأتي مع تحديات أخلاقية تتطلب معالجة واعية ومسؤولة، ومن خلال تبني نهج يعتمد على الشفافية، والجودة، وحماية الخصوصية، والمساءلة، يمكن للإعلاميين الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على القيم الأخلاقية التي تُشكل جوهر العمل الإعلامي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الإعلام استخدام الذکاء الاصطناعی المؤسسات الإعلامیة من خلال التی ت
إقرأ أيضاً:
قبلة ماسك وميلوني.. صناعة الذكاء الاصطناعي
كشفت وسائل التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة، عن انتشار فيديو مفبرك يزعم تبادل قبلة بين رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني والملياردير الأمريكي إيلون ماسك. ثم تبين أن الفيديو من إنتاج الذكاء الاصطناعي.
اعلانوقد انتشر الفيديو بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس X وإنستغرام، مصحوباً بتعليقات تدّعي وجود علاقة عاطفية بينهما، وقد ظهرت بعض النسخ التي تظهر تقبيلاً مختلفاً للثنائي.
وكشف الخبراء وجود علامات واضحة على أن الفيديو مصطنع، حيث لوحظ تشوه وضبابية في أيدي الشخصيات، وتغير معالم الوجوه أثناء الحركة، بالإضافة إلى ضبابية الشخصيات الخلفية.
جاء هذا الفيديو المفبرك عقب لقاء حقيقي جمع ماسك وميلوني في باريس لإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، حيث التقى القادة والشخصيات البارزة من مختلف أنحاء العالم.
يتم تداول أشكال مختلفة من الفيديوهات المفبركة على الإنترنتEuronewsوقد أثار اللقاء موجة من التكهنات حول علاقة محتملة بين الشخصيتين، أطلق عليها مصطلح "ماسكلوني".
وليست المرة الأولى التي يتم فيها تصوير رئيسة الوزراء الإيطالية في مواقف تفاعلية مع شخصيات عالمية، حيث سبق أن لفتت الأنظار في تفاعلاتها مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس وزراء المملكة المتحدة السابق ريشي سوناك.
استقبال ريشي سوناك من قبل جيورجيا ميلوني خلال قمة قادة مجموعة السبع في بورجو إيجنازيا جنوب إيطاليا، الخميس، 13 يونيو 2024Christopher Furlong/2024 Getty Imagesيبدو أن ماسك وميلوني يسعيان لتعزيز تحالف سياسي، خاصة في ظل تشاركهما وجهات نظر متقاربة حول قضايا الهجرة والأفكار المناهضة للتيارات الليبرالية.
إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إلى اليمين، يقدم لرئيس الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني جائزة خلال حفل عشاء جوائز المواطن العالمي، الاثنين 23 سبتمبر 2024، في نيويورك.Michelle Farsi/2024 APوقد التقى الثنائي في يونيو / حزيران 2023 في المقر الرسمي لميلوني، وحضر ماسك لاحقاً فعالية للأعضاء الشبان في حزب "إخوة إيطاليا" اليميني.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قدم ماسك لميلوني جائزة المواطن العالمي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ماذا يحصل لو عادت كل قطعة إلى بلدها؟ كم عدد القطع الأثرية البريطانية الموجودة في المتحف الوطني هناك؟ رئيس فنلندا يظهر وكأنه يدعم الانفصاليين النيجيريين في فيديو خارج سياقه.. الحقيقة أنه يدعم دولة أخرى هل أرسل بوتين نجله للقتال في أوكرانيا؟ إليكم الحقيقة كاملة جورجيا ميلونيالذكاء الاصطناعيإيلون ماسكاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب بيومها الـ439: مفاوضات الأسرى مستمرة وسط تدهور في غزة ولبنان ومخاوف من امتداد الصراع لسوريا يعرض الآن Next تسرب نفطي في البحر الأسود يتسبب في نفوق مئات الطيور البحرية يعرض الآن Next عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة يعيشون حالة عدم يقين رغم زيادة الأمل في التوصل إلى وقف إطلاق النار يعرض الآن Next لبنان يحتفل بعيد الميلاد بعودة المغتربين وأجواء من الفرح والسلام يعرض الآن Next انقسام آراء الكنائس عالميا حول المثلية يؤدي إلى تصاعد العنف المفضي إلى القتل.. ماذا حصل في نيجيريا؟ اعلانالاكثر قراءة الجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيل أنقرة تعد العدّة لاجتياح بري في سوريا وجهود أمريكية لاحتواء الوضع أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري روسي بارز في موسكو أنا صهيوني والحاخامات وأصدقائي اليهود كانوا دوما إلى جانبي.. بايدن يحتفل بعيد حانوكا في البيت الأبيض مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياإسرائيلقتلروسياحركة حماسبشار الأسدالحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهوغزةحرية ممارسة المعتقدديزنيفلاديمير بوتينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024