عائلات المحتجزين الأميركيين بغزة تحمّل نتنياهو مسؤولية مصير أبنائهم
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
واشنطن- مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى"، شاركت عائلات 7 من المحتجزين الأميركيين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أول نشاط علني منذ أن عثر جيش الاحتلال على جثة الأميركي الإسرائيلي هيرش غولدبرغ بولين في نفق بمدينة رفح مع جثث 5 أسرى آخرين.
وحضرت الجزيرة نت مؤتمرا صحفيا تحدث فيه 6 من أفراد هذه العائلات، أمس الأربعاء، في نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة.
ودعت العائلات إدارة الرئيس جو بايدن إلى بذل مزيد من الجهد، وتعهدوا باستمرارهم في السعي والضغط للتوصل إلى حل يضمن العودة الآمنة لجميع المحتجزين الأحياء، ولجثث من قُتلوا منهم.
كما تناولوا الحاجة الملحة "للضغط الدولي والإقليمي على حركة حماس"، وطالبوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوقف عن تسييس قضية المحتجزين لخدمة أهدافه السياسية.
وستشارك العائلات في مجموعة من الاجتماعات هذا الأسبوع في واشنطن مع عدد من أعضاء الكونغرس وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.
وقال جوناثان ديكل، والد المحتجز ساغوي ديكل (35 عاما)، "بقدر ما نستطيع كمواطنين عاديين، سنحث الحكومة الأميركية على إعادة التفكير ربما في النهج وفي كيفية ممارسة الضغط على كلا الجانبين".
وخفض ديكل من سقف توقعاته لهذه المرحلة عبر مبنى الكابيتول والبيت الأبيض، وأضاف "لا نتوقع أي اختراقات سريعة بين الأطراف المتفاوضة للتوصل إلى اتفاق". وتابع أنه لم يعد يتذكر عدد المرات التي جاء فيها هو والعائلات الأخرى إلى واشنطن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 للضغط باتجاه التوصل لاتفاق.
وقال "على مدى أسابيع، إن لم تكن شهورا، قال مسؤولون كبار في المخابرات الإسرائيلية إنه لا يوجد شيء يمكن كسبه من خلال التقدم العسكري التدريجي الذي من شأنه أن يبرر التضحية بالمزيد من الأرواح، يدرك نتنياهو ذلك لكنه مصمم على السير عكس الاتجاه".
انتقاداتبدوره، دعا عدي ألكسندر، والد الأسير عيدان ألكسندر ( 19 عاما)، بايدن إلى الضغط على نتنياهو بعدم تأجيل الصفقة أكثر من ذلك، وضرورة بعث الرسالة نفسها إلى حماس عن طريق مصر وقطر. وقال "الآن، عندما نقترب من تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يجب على بايدن أن يوضح أن هذه المرة لا يمكن أن يفشل".
من جهته، انتقد رونين نيوترا، والد المحتجز عمر نيوترا (23 عاما)، نتنياهو بسبب تقارير عن رغبته في استبدال وزير دفاعه يوآف غالانت برئيس حزب "أمل جديد- اليمين المتحد" غدعون ساعر، وذلك "خدمة لمصالحه السياسية، ولإيمان غالانت باستحالة استرداد الأسرى دون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار".
وقال نيوترا "على نتنياهو التمسك بالقيم اليهودية والإسرائيلية المتمثلة في عدم ترك أي شخص وراءه والتأكد من أن كل حياة ثمينة. عليه أن يتذكر تلك القيم أثناء اتخاذه للقرارات"، وفق قوله.
وأضاف "بعد عام تقريبا، لم نر أطفالنا وأزواجنا وأخواتنا وأجدادنا، لم يعودوا. نحث الإدارة على التفكير خارج الصندوق والتوصل إلى إستراتيجية تفرض على حماس وإسرائيل التوصل لاتفاق تشتد الحاجة إليه".
واستدعى المتحدثون قصصا إنسانية عاطفية مؤثرة لأفراد عائلاتهم من الأسرى أو القتلى.
وتحدث روبي تشين، والد المحتجز إيتاي تشين (19 عاما)، والذي تأكد مقتله في مارس/آذار الماضي، عن انتظاره عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر عندما بدأت التقارير -عن عثور الجيش الإسرائيلي على جثث أسرى- تنتشر في وسائل الإعلام.
وقال تشين "انتظرنا عبر الهاتف حتى حوالي الساعة 3 صباحا إلى أن تم إخطار العائلات، ورأينا على شاشة التلفزيون أسماء هؤلاء الأحباء، أحدهم من عائلة أميركية".
وفي حديث للجزيرة نت، عبر تشين عن غضبه لمرور نحو عام على مقتل ابنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي دون أن يتم استرجاع جثمانه لدفنه وللصلاة عليه. وأوضح أن "احترام حرمة جسد الميت أمر موجود في كل الأديان السماوية الثلاثة، المسيحية اليهودية والإسلامية، لا نطالب إلا باسترجاع جسد ابننا الميت".
من جانبها، قالت إيريس لينيادو، ابنة المحتجزين الأميركيين المقتولين جودي وينشتاين وجاد حجاي، اللذين قُتلا في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتحتجز حماس جثتيهما في غزة، إن أطفالها يسألون عن مصير جدهم وجدتهم.
وفي تصريح للجزيرة نت، طالبت إيريس "بضرورة العمل لخلق مستقبل أفضل لأولادهم جميعا"، وقالت "لا يجب أن نسمح للإرهابيين والمتشددين من كل جانب بتقرير مصيرنا وحياتنا ومستقبلنا"، وفق تعبيرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
واشنطن تضغط وموسكو تترقب.. تفاصيل مصير هدنة أوكرانيا
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة "خطوات قوية" ضد روسيا إذا رفضت موسكو دعم وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع بين الوفدين الأوكراني والأمريكي في السعودية.
وقال زيلينسكي، أمس الثلاثاء، إنه يفهم أن الولايات المتحدة قد تتخذ إجراءات قوية، مشيرًا إلى أن تلك الإجراءات قد تشمل عقوبات ضد روسيا وتعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا.
وفي واشنطن، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بأنه تلقى "رسائل إيجابية" بخصوص الاتفاق، لكنه شدد على أن "الرسائل الإيجابية لا تعني شيئًا"، مؤكدًا أن المبعوثين الأمريكيين متوجهون إلى روسيا لمناقشة الاتفاق.
وقال ترامب: "الأمر متروك لروسيا الآن. أناسنا في طريقهم إلى روسيا حاليًا، ونأمل أن نحصل على وقف لإطلاق النار منها"، لكنه لم يلتزم بفرض عقوبات مباشرة على موسكو إذا لم يوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاتفاق، بل لمح إلى أنه قادر على اتخاذ إجراءات مالية قد تكون "سيئة للغاية" بالنسبة لروسيا.
وأضاف: "لكنني لا أريد القيام بذلك، لأنني أريد تحقيق السلام".
وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد أن بوتين سيلتزم بوقف إطلاق النار، خاصة بعد أن انتهك اتفاقات سابقة، أجاب ترامب: "لم نتحدث معه بجدية بعد، لأننا اكتشفنا الأمر للتو. سنعرف قريبًا جدًا".
ووصف زيلينسكي المفاوضات التي جرت أمس الثلاثاء في جدة، بقيادة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومشاركة رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك ووزيري الخارجية والدفاع الأوكرانيين، بأنها "إيجابية للغاية".
وجاءت هذه المحادثات في محاولة لإصلاح العلاقات بين واشنطن وكييف بعد الاجتماع الفاشل بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض قبل أسبوعين.
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا تنتظر معلومات مفصلة من واشنطن حول ما تمت مناقشته في جدة، وأن بوتين يحتاج إلى إحاطة رسمية من الولايات المتحدة قبل اتخاذ أي قرار بشأن الاتفاق.
وأضاف بيسكوف أن الكرملين يمكنه ترتيب مكالمة هاتفية بين بوتين وترامب في أي وقت إذا لزم الأمر.
من جهته، أكد روبيو أن واشنطن ستتواصل مع موسكو بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه لم يحدد الإجراءات التي قد تتخذها الولايات المتحدة في حال رفض روسيا الامتثال له. وقال: "ننتظر جميعًا رد روسيا ونحثها بشدة على إنهاء جميع الأعمال العدائية".
وفي سياق متصل، من المتوقع أن يسافر ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط وحليف ترامب المقرب، إلى موسكو هذا الأسبوع للقاء بوتين، رغم أن الكرملين لم يؤكد بعد هذا اللقاء.