واشنطن- مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى"، شاركت عائلات 7 من المحتجزين الأميركيين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أول نشاط علني منذ أن عثر جيش الاحتلال على جثة الأميركي الإسرائيلي هيرش غولدبرغ بولين في نفق بمدينة رفح مع جثث 5 أسرى آخرين.

وحضرت الجزيرة نت مؤتمرا صحفيا تحدث فيه 6 من أفراد هذه العائلات، أمس الأربعاء، في نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة.

ودعت العائلات إدارة الرئيس جو بايدن إلى بذل مزيد من الجهد، وتعهدوا باستمرارهم في السعي والضغط للتوصل إلى حل يضمن العودة الآمنة لجميع المحتجزين الأحياء، ولجثث من قُتلوا منهم.

المتحدثون طالبوا بايدن بالضغط على نتنياهو لقبول الصفقة (الجزيرة) حاجة ملحة

كما تناولوا الحاجة الملحة "للضغط الدولي والإقليمي على حركة حماس"، وطالبوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوقف عن تسييس قضية المحتجزين لخدمة أهدافه السياسية.

وستشارك العائلات في مجموعة من الاجتماعات هذا الأسبوع في واشنطن مع عدد من أعضاء الكونغرس وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.

وقال جوناثان ديكل، والد المحتجز ساغوي ديكل (35 عاما)، "بقدر ما نستطيع كمواطنين عاديين، سنحث الحكومة الأميركية على إعادة التفكير ربما في النهج وفي كيفية ممارسة الضغط على كلا الجانبين".

وخفض ديكل من سقف توقعاته لهذه المرحلة عبر مبنى الكابيتول والبيت الأبيض، وأضاف "لا نتوقع أي اختراقات سريعة بين الأطراف المتفاوضة للتوصل إلى اتفاق". وتابع أنه لم يعد يتذكر عدد المرات التي جاء فيها هو والعائلات الأخرى إلى واشنطن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 للضغط باتجاه التوصل لاتفاق.

وقال "على مدى أسابيع، إن لم تكن شهورا، قال مسؤولون كبار في المخابرات الإسرائيلية إنه لا يوجد شيء يمكن كسبه من خلال التقدم العسكري التدريجي الذي من شأنه أن يبرر التضحية بالمزيد من الأرواح، يدرك نتنياهو ذلك لكنه مصمم على السير عكس الاتجاه".

انتقادات

بدوره، دعا عدي ألكسندر، والد الأسير عيدان ألكسندر ( 19 عاما)، بايدن إلى الضغط على نتنياهو بعدم تأجيل الصفقة أكثر من ذلك، وضرورة بعث الرسالة نفسها إلى حماس عن طريق مصر وقطر. وقال "الآن، عندما نقترب من تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يجب على بايدن أن يوضح أن هذه المرة لا يمكن أن يفشل".

من جهته، انتقد رونين نيوترا، والد المحتجز عمر نيوترا (23 عاما)، نتنياهو بسبب تقارير عن رغبته في استبدال وزير دفاعه يوآف غالانت برئيس حزب "أمل جديد- اليمين المتحد" غدعون ساعر، وذلك "خدمة لمصالحه السياسية، ولإيمان غالانت باستحالة استرداد الأسرى دون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار".

وقال نيوترا "على نتنياهو التمسك بالقيم اليهودية والإسرائيلية المتمثلة في عدم ترك أي شخص وراءه والتأكد من أن كل حياة ثمينة. عليه أن يتذكر تلك القيم أثناء اتخاذه للقرارات"، وفق قوله.

وأضاف "بعد عام تقريبا، لم نر أطفالنا وأزواجنا وأخواتنا وأجدادنا، لم يعودوا. نحث الإدارة على التفكير خارج الصندوق والتوصل إلى إستراتيجية تفرض على حماس وإسرائيل التوصل لاتفاق تشتد الحاجة إليه".

واستدعى المتحدثون قصصا إنسانية عاطفية مؤثرة لأفراد عائلاتهم من الأسرى أو القتلى.

إيريس لينيادو طالبت بالعمل لخلق مستقبل أفضل لأولادهم جميعا (الجزيرة) غضب

وتحدث روبي تشين، والد المحتجز إيتاي تشين (19 عاما)، والذي تأكد مقتله في مارس/آذار الماضي، عن انتظاره عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر عندما بدأت التقارير -عن عثور الجيش الإسرائيلي على جثث أسرى- تنتشر في وسائل الإعلام.

وقال تشين "انتظرنا عبر الهاتف حتى حوالي الساعة 3 صباحا إلى أن تم إخطار العائلات، ورأينا على شاشة التلفزيون أسماء هؤلاء الأحباء، أحدهم من عائلة أميركية".

وفي حديث للجزيرة نت، عبر تشين عن غضبه لمرور نحو عام على مقتل ابنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي دون أن يتم استرجاع جثمانه لدفنه وللصلاة عليه. وأوضح أن "احترام حرمة جسد الميت أمر موجود في كل الأديان السماوية الثلاثة، المسيحية اليهودية والإسلامية، لا نطالب إلا باسترجاع جسد ابننا الميت".

من جانبها، قالت إيريس لينيادو، ابنة المحتجزين الأميركيين المقتولين جودي وينشتاين وجاد حجاي، اللذين قُتلا في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتحتجز حماس جثتيهما في غزة، إن أطفالها يسألون عن مصير جدهم وجدتهم.

وفي تصريح للجزيرة نت، طالبت إيريس "بضرورة العمل لخلق مستقبل أفضل لأولادهم جميعا"، وقالت "لا يجب أن نسمح للإرهابيين والمتشددين من كل جانب بتقرير مصيرنا وحياتنا ومستقبلنا"، وفق تعبيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن مع حماس أبعدت نتنياهو لمدرجات المتفرجين

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تداعيات المحادثات المباشرة التي تجريها واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معتبرة أنها أدت إلى تهميش دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإخراجه من معادلة التفاوض، ووضعه في "مدرجات المتفرجين".

وقال أفيف بوشينسكي المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو للقناة 12 الإسرائيلية إن "ما حدث لنتنياهو هو انتقاله من موقع لاعب الهجوم ليس إلى دكة الاحتياط، بل إلى مقاعد الجمهور، فقد تم إبعاده إلى المدرجات ولم يعد ذا صلة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: قرار إسرائيل العسكري معقد وتحرير الأسرى بالحرب غير واقعيlist 2 of 2كاتبة أميركية: اعتقال خليل أكبر تهديد لحرية التعبير منذ "الرعب الأحمر"end of list

وكشف المبعوث الأميركي للمفاوضات المباشرة مع حماس آدم بولر في تصريحات للقناة الإسرائيلية "كان 11" عن أسباب التواصل المباشر مع الحركة، قائلا إنه يهدف إلى "العمل على إطلاق سراح الأميركيين والإسرائيليين" والاستماع إلى مطالب حماس "لإنهاء هذه الحرب".

وأشار بولر إلى أن "بعض الأمور التي تحدثت عنها حماس معقولة نسبيا وقابلة للتطبيق"، مضيفا أن المفاوضات كانت عالقة، وأن وقف إطلاق النار كان "هشا للغاية" وأن "طلقة واحدة قد تغير الوضع".

من جانبها، نقلت موريا أسرف وولبيرغ -مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 الإسرائيلية- عن مسؤولين ضالعين في المفاوضات قولهم إن "هناك محاولة لإجراء مفاوضات دون علمنا".

إعلان

وأضافت وولبيرغ أن المسؤولين يرون أنه "لا يوجد هنا الكثير من مساحة المناورة لإسرائيل مع ترامب للوصول إلى اتفاقات مع حماس"، مشيرة إلى أن "نتنياهو اتصل للتو ليخبره بعدم الموافقة، والأميركيون يعرفون ذلك".

وفي السياق ذاته، قال عاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقا للقناة 12 إن "القصة الكبيرة يقودها شخص آخر يُدعى ستيفن ويتكوف، وهو الذي أصدر التعليمات لرئيس الحكومة -الذي لم يرغب- بإرسال وفد إلى قطر".

المصالح الأميركية أولوية

وحذر المحلل السياسي رفيف دروكر في قناة 13 من أن "الأميركيين يطلبون الآن عودة عيدان ألكسندر وجثث قتلى أميركيين"، معتبرا أن ذلك "مشكل جدا من وجهة نظر كل مواطن إسرائيلي أن يبدأ كل طرف بأخذ أفراده وترك من ليس لديه جواز سفر ثان".

وأكد زوهر بلتي رئيس إدارة الاستخبارات في الموساد سابقا للقناة 12 أن "هناك مشكلة كبيرة خلف ذلك، حيث إن المصالح الأميركية هي الأولوية الأولى"، موضحا أن ذلك "يعني الاهتمام بالمواطنين الأميركيين والعناصر الأميركية القريبة من عملية التفاوض".

وأضاف بلتي أن "المبادرة الآن ليست في الجانب الإسرائيلي" وأن "الأميركيين إلى حد كبير يحددون الآن كيفية سير الأمور في المفاوضات المباشرة".

من جهته، اعتبر يزهار شاي وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي السابق أن "المفاوضات الأميركية المباشرة تعبير عن فشل الحكومة الإسرائيلية في إعادة الرهائن، وكذلك عن إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إعادة الأميركيين إلى ديارهم".

وفي إشارة إلى التعامل الإسرائيلي المزدوج مع الإدارات الأميركية، قال رفيف دوكر "إذا كان ما فعله ترامب قد فعله الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، لكان نتنياهو قد نشر بالفعل 4 مقاطع فيديو ضده".

وفي السياق نفسه، تساءل يشاي كوهين المراسل السياسي في موقع "كيكار هشبات" الإسرائيلي "ماذا كان سيحدث الليلة إذا كان الأمر يتعلق بإدارة بايدن؟ كيف كان وزراء الائتلاف الحالي سيهاجمون إدارة بايدن على إجراء محادثات مباشرة مع منظمة الإرهاب حماس؟".

إعلان

وأكد باراك سري مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق للقناة 12 أنه "لو حدثت في فترة إدارة بايدن، ولدينا وزير اسمه ديرمر، لأرسله رئيس الحكومة نتنياهو كي يثير ضجة في الكونغرس وواشنطن، لكن اليوم ليس لديه أدوات ولا نقاط ضغط ضد ترامب".

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن مع حماس أبعدت نتنياهو لمدرجات المتفرجين
  • إعلام إسرائيلي: عائلات المحتجزين تطالب بإلغاء قرار قطع الكهرباء عن غزة
  • محللان: دخول الأميركيين على الخط مع حماس أحرج نتنياهو
  • صحافة عالمية.. عائلات الأسرى تهاجم نتنياهو وتطالبه بالإفراج عن الأسرى عبر الاتفاق مع حماس.. واستياء إسرائيلي من لقاء أمريكي حمساوي
  • حماس تبدي استعدادها للمرحلة الثانية من الاتفاق وعائلات أسرى العدو تتهم نتنياهو بتحويل حياة أبنائهم للعبة لصالحه
  • عائلات أسرى العدو: نتنياهو حوّل حياة أبنائنا للعبة شطرنج
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية جريمة حصار غزة
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تدعو لاعتصام متواصل أمام مقر وزارة الدفاع
  • حماس: حكومة نتنياهو ترتكب جريمة حرب بتجويع مليوني فلسطيني بغزة
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع