الجزيرة:
2025-03-25@21:10:14 GMT

الأقصى في موسم الخطر الوجودي الأكبر

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

الأقصى في موسم الخطر الوجودي الأكبر

اعتاد البعض الحديث سنويًا عن موسم التهويد الأطول خلال العام في المسجد الأقصى، وهو موسم الأعياد الدينية المتتالية التي تمتدّ من بداية عيد رأس السنة العبرية حتى نهاية عيد العُرش (سوكوت).

لكننا في هذا العام لا نتكلم عن هذا الموسم بمنطق الخطر السنوي أو موسم الاعتداءات السنوي المعتاد على المسجد، وإنما بتنا في هذه الأيام نتكلم عن خطر وجوديّ يهدد كيان ووجود وكينونة المسجد الأقصى كليًا، خاصةً في ظل تزامنه مع مرور سنة كاملة على انطلاق الحرب الشعواء التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، والتي كان إطلاقها في اليوم الأخير لنفس هذا الموسم في آخر أيام عيد العُرش العام الماضي.

فمن بين مواسم الأعياد الدينية التي يحتفل بها المستوطنون في القدس كل عام ويكون المسجد الأقصى مركزًا أساسيًا لها، فإن هذا الموسم يعتبر الأطول من حيث عدد الأيام، ويقابل عند جماعات المعبد المتطرفة شهرَ رمضان المبارك عند المسلمين من حيث المدة الزمنية والأهمية، حيث يمتد هذا الموسم 22 يومًا تحفل بمجموعة من الأعياد والمناسبات الدينية التي تتمحور في أغلبها حول فكرة المعبد الذي تؤمن جماعات المستوطنين في إسرائيل بأنه يفترض أن يكون في نفس موقع المسجد الأقصى.

يبدأ هذا الموسم بما يسمى "عيد رأس السنة العبرية"، الذي يفترض حسب العقيدة الدينية لتلك الجماعات المتطرفة أن يشهد طقوسًا خاصةً أهمها نفخ البوق في أرض المسجد الأقصى إيذانًا ببدء العام العبري الجديد.

ويحل هذا العيد هذا العام يومي 3 و4 من شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم. وكان هذا العيد قد شهد في السنوات الثلاث الماضية نفخ البوق في المسجد الأقصى، حيث تم ذلك سرًا ودون إعلان عامي 2021 و2022، وتم نفخ البوق علانيةً مع توثيق ذلك بالفيديو العام الماضي لأول مرة منذ احتلال المسجد الأقصى المبارك قبل 57 عامًا. ويتوقع أن يشهد هذا العام اقتحامات كثيفة في المسجد، إضافة إلى إعادة نفخ البوق في المسجد الأقصى، ربما برعاية رسمية حكومية إسرائيلية هذه المرّة، وقد تكون بحضور ومشاركة بعض المسؤولين الإسرائيليين.

المسجد الأقصى لم يعد فقط مهددًا في موسم الاعتداءات المعتادة، بل يواجه الآن خطرًا وجوديًا يهدد كيانه بالكامل

ومع عيد رأس السنة العبرية تبدأ ما تسمى "أيام التوبة"، التي تمتد حوالي عشرة أيام حتى 12 أكتوبر/تشرين الأول القادم، وفي هذه الأيام يحرص المستوطنون على اقتحام المسجد بأعداد كبيرة، وبملابس خاصة بيضاء تسمى "ملابس التوبة"، ويؤدون صلوات خاصة تسمى "بركات الكهنة". وكان العام الماضي قد شهد تصعيدًا كبيرًا في هذه الصلوات دون انتظار رد فعل.

لهذا، فإن هذا العام سيشهد، يقينًا، تنفيذ طقوس دينية علنية داخل المسجد، وعلى نطاق أوسع بكثير من العام الماضي، خاصة أن الذكرى السنوية الأولى بالتقويم الميلادي لأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول ستحل خلال هذه الأيام. ولذلك، فإنه من غير المستبعد أن تحاول جماعات المعبد المتطرفة، برعاية الحكومة الإسرائيلية، استغلال الذكرى لتأكيد وجودها في المسجد الأقصى بقوة أكبر بكثير من السابق.

ومع انتهاء ما يسمى "أيام التوبة" يحلّ يوم الغفران، وهو أهم الأعياد اليهودية في السنة وأكبرها. ويفترض حسب النصوص الدينية أن يكون هذا اليوم هو اليوم الوحيد طوال العام الذي يمكن فيه للحاخام الأكبر دخول منطقة "قدس الأقداس" التي تؤمن الجماعات الدينية في إسرائيل بأنها الصخرة داخل مبنى قبة الصخرة المشرفة، في صلاة خاصة.

وهذا الأمر لا يتم عادةً بسبب عدم بناء المعبد الثالث حسب فهم هذه الجماعات، إضافةً إلى عدم موافقة الحاخامية الكبرى لإسرائيل على مبدأ دخول اليهود إلى المسجد الأقصى؛ بسبب غياب شرط الطهارة الدينية. وتستعيض عنه هذه الجماعات المتطرفة باقتحامات واسعة للمسجد الأقصى في ذلك اليوم. وهذا الأمر الذي يتوقع أن يتم هذا العام في يوم الغفران الذي يحل يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول القادم.

كما أن من عادة هذه الجماعات المتطرفة أن تحاول في هذا العيد إدخال قربان حيواني خاص إلى المسجد الأقصى. وللعلم، فإن إدخال القرابين الحيوانية هو الطقس الديني الوحيد الذي لم تتمكن جماعات المعبد المتطرفة من تنفيذه حتى اليوم داخل المسجد الأقصى المبارك. ولذلك، فإنه ليس من المستبعد أن تحاول إجراء تجربة على سبيل المثال في يوم الغفران هذا العام؛ لترى مدى إمكانية تنفيذ هذا الطقس في موسمه الأكثر أهمية وهو عيد الفصح الذي يحل في الربيع.

يعتبر هذا الموسم الأطول والأكثر أهمية لجماعات المعبد، مما يزيد من التحديات التي يواجهها الأقصى

وبعد نهاية يوم الغفران بأربعة أيام يبدأ عيد العُرش "سوكوت"، الذي شهد العام الماضي إطلاق عملية "طوفان الأقصى" في يومه الأخير، ويمتد هذا العيد هذا العام من يوم 17 حتى 23 أكتوبر/تشرين الأول القادم، يليه مباشرة اليوم الأخير المسمى "سمحات توراة" (أي ختمة التوراة).

وفي هذه الأيام يتعرض المسجد الأقصى في العادة لموجة عاتية من الاقتحامات التي تصاحبها الطقوس الدينية، وإدخال ثمار العُرش التي تعتبر "قرابين نباتية". لكنه يعتبر هذا العام ذا أهمية خاصة جدًا باعتباره الذكرى العبرية الأولى – أي بالتقويم العبري – لعملية "طوفان الأقصى"، علمًا بأن هذه الجماعات تعتمد التقويم العبري في مناسباتها.

ولذلك فإن الذكرى العبرية الأولى لعملية "طوفان الأقصى"، والتي ستحل يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول، تعتبر ذات أهمية عالية لدى هذه الجماعات، ولدى تيار الصهيونية الدينية الذي يتحكم بالحكومة الإسرائيلية. ويفترض منطقيًا أن تحاول جماعات المعبد المتطرفة أن تكرس هذا اليوم يومًا للانتقام مما حدث في السادسة والنصف من صباح ذات اليوم العام الماضي عندما اجتاحت المقاومة الفلسطينية غلاف غزة العازل، ودخلت البلدات والمستوطنات حول غزة.

ينبغي هنا النظر بعمق للفيديو الذي نشره المتطرف موشيه فيجلين عضو الكنيست عن حزب "الهوية" المتطرف قبل أسابيع، والذي بيّن فيه رؤية اليمين المتطرف في إسرائيل للصراع الحالي، والتي تقوم على أساس أن المكان الوحيد الذي يمكن لإسرائيل أن تحقق فيه نصرًا إستراتيجيًا يمحو عنها عار السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو المسجد الأقصى حصرًا، حيث إن الجيش الإسرائيلي ينتقل من فشل إلى فشل على الجبهتين الشمالية والجنوبية، مما يجعل محاولة إعلان الانتصار في المسجد الأقصى تعويضًا لأبناء هذه الجماعات عن الفشل الحاصل حاليًا.

يحضرنا في هذا المجال الفيديو الذي نشرته جماعة "أبناء جبل مورية" قبل عدة أيام، والذي صوروا فيه المسجد الأقصى يحترق مع عبارة "قريبًا، في هذه الأيام". وهذه اللفتة تحمل معاني في منتهى الخطورة على المسجد الأقصى. فلمن لا يعلم، فإن هذه الجماعة التي أسسها المتطرف ديفيد بن مورية تعتبر ذراعًا شبابيةً لمنظمات كاهانية متطرفة، حيث إن هذه الجماعة تعتبر أعضاءها تلاميذ للحاخام "أليشع ولفسون" فيما يسمى "مدرسة جبل المعبد الدينية" التي تتخذ من المسجد الأقصى مقرًا رسميًا لها، وهو الذي ظهر في فيديو شهير يبشر بـ"معجزة" قريبة في المسجد الأقصى.

وهذا الحاخام بدوره يعتبر تلميذًا للمتطرف باروخ مارزل، السكرتير السابق لحزب "كاخ" الإرهابي والذراع اليمنى للحاخام المتطرف مائير كاهانا، وللحاخام يهودا عتصيون مؤسس حركة "حي وقيوم" وأحد الحاخامات الذين تورطوا في محاولة تفجير قبة الصخرة المشرفة في ثمانينيات القرن الماضي، لولا اكتشاف هذه المحاولة من حراس المسجد الأقصى.

استغلال الذكرى السنوية لعملية طوفان الأقصى لتمرير رسائل سياسية ودينية يعمق خطر التهويد

هذه الحقائق تشير إلى أن هذه الجماعات يمكن أن تعد اعتداءً غير مسبوق على المسجد الأقصى في الخفاء، مستغلةً الأوضاع الكارثية التي يمر بها المسجد. ولا ننسى هنا أن عددًا من أفراد هذه الجماعات هم الآن ضمن أفراد شرطة الاحتلال المسؤولة عن المسجد الأقصى، حيث أدخلهم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير إلى سلك الشرطة بمجرد استلامه منصبه في وزارة الأمن القومي.

المحصلة من كل ذلك: المسجد الأقصى المبارك يعيش حاليًا معركة وجود بكل ما في هذه الكلمة من معنى، والموسم القادم يحمل معاني خطيرة جدًا لدى تيار الصهيونية الدينية وتيارات اليمين المتطرف في إسرائيل وخارجها على حد سواء. وهذه الجماعات باتت ترى أن الأرضية مهيأة الآن لتفجير المنطقة بالكامل حسب رؤيتها الدينية الخلاصية حول قدوم المسيح، وترى أن الأرضية مهيأة في المسجد الأقصى لتنفيذ مشروعها على الأرض مستفيدةً من حالة العجز العربي والإسلامي غير المسبوقة رسميًا وشعبيًا فيما يتعلق بحماية المسجد.

لهذا، فإن الردع الشعبي الحازم للاحتلال ومستوطنيه بشتى الطرق بات ضرورة ملحة تقع على عاتق المقدسيين أولًا باعتبارهم العيون الحارسة وخط الدفاع الأول عن المسجد، وعلى سكان مناطق الخط الأخضر كذلك باعتبارهم القوة الثانية من حيث إمكانية الوصول للمسجد الأقصى والدفاع عنه بفاعلية، وسكان الضفة الغربية باعتبارهم الحاضنة الطبيعية للقدس وأهلها.

وهذا لا يعفي كل قادر على الوصول إلى المسجد من كل مكان في العالم من مسؤوليته في الدفاع عن المسجد، وصولًا إلى مجموع العرب والمسلمين في كل مكان، ممن ينبغي أن يشكلوا ضغطًا حقيقيًا على حكوماتهم يلزمها بالتحرك على كافة الصعد وبمختلف المستويات لحماية المسجد فعليًا لا بمجرد الاستنكار والتحذير.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی المسجد الأقصى فی هذه الأیام العام الماضی هذه الجماعات طوفان الأقصى یوم الغفران فی إسرائیل هذا الموسم نفخ البوق هذا العام هذا العید الأقصى فی أن تحاول

إقرأ أيضاً:

عودة بن غفير للحكومة تفتح شهية جماعات الهيكل لمزيد من المكاسب في الأقصى

تزامنا مع الحديث عن عودة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى منصبه، طالبت جماعات الهيكل المتطرفة بفتح المسجد الأقصى أمام الاقتحامات في العشر الأواخر من رمضان وخلال عيد الفطر، خلافا للسياسة القائمة منذ سنوات بمنع الاقتحامات خلال تلك الفترة للحيلولة دون تفجر الأوضاع.

وجاء على موقع "المصدر الأول" الإخباري الإسرائيلي أن هؤلاء يرون في هذا الإجراء "استسلاما للأعداء" خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي أطلق عليها اسم "طوفان الأقصى".

وورد على الموقع ذاته على لسان عضو الكنيست السابق رئيس حزب "زيهوت" (الهويّة) موشيه فيغلين أن إغلاق الحكومة الإسرائيلية للمسجد الأقصى أمام اليهود خلال شهر رمضان، في حرب تُصوّر هذا المكان هدفا لها، يُشير إلى ضعف مُذهل للحكومة وانعدام تام في فهم جوهر هذه الحرب".

وتابع فيغلين أنه "لو كان الوزير بن غفير قد فهم هذه القضية على أنها جوهر الحرب، كما وصفها العدو نفسه، أعتقد أنه كان عليه أن يشترط رفع الحظر عن زيارة اليهود لجبل الهيكل لعودته إلى الحكومة".

"قريبا في أيامنا".. هذا ما كُتب على قميص ارتداه مستوطنون أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، حيث احتوت القمصان على رسومٍ للهيكل المزعوم، في استفزاز ليس الأول من نوعه!

يذكر أنه كان من المفترض أن ينتهك حرمة شهر رمضان، اقتحامٌ يمتد 3 أيام-بدءا من 13 رمضان- لإحياء عيد… pic.twitter.com/al7BDie8iu

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) March 11, 2025

إعلان الإغلاق "مكافأة للإرهابيين"

أما الرئيس التنفيذي لمنظمة "بيدينو" المتطرفة توم نيساني فعبّر من خلال صفحته على فيسبوك عن استيائه من إغلاق الأقصى بوجه المتطرفين، كما صرح للموقع الإخباري ذاته أن "الحكومة الإسرائيلية أغلقت جبل الهيكل أمام الهجرة اليهودية وقدّمت مكافأة للإرهابيين بمناسبة رمضان.. لا يوجد سبب واضح للقيام بشيء من هذا القبيل لأن الوضع هادئ بشكل عام، ولا توجد أعمال شغب أو فوضى".

وأضاف: "كان بإمكان بن غفير أن يشترط منع إغلاق جبل الهيكل أمام اليهود مقابل العودة إلى منصبه كما فعل في قضايا أخرى لأنه يفكر بطريقة مختلفة ولا يخشى التعبير عن رأيه، لكنه الآن أصبح من المناسب له الاختباء وراء حقيقة أنه لم يعد إلى منصبه بعد".

عضو الكنيست السابق يهودا غليك -الذي يعتبر أحد أبرز المقتحمين للمسجد الأقصى- قال "يجب على الحكومة والشرطة أن تبذلا كل ما في وسعهما لتقليل أيام إغلاق الجبل أمام الزوار اليهود وإيجاد طرق لفتحه أمام اليهود وغيرهم، حتى ولو لساعات أقصر، ولا شك أن هناك ساعات كثيرة حتى في هذه الأيام لا يكون فيها عدد المسلمين على الجبل كبيرا، ولا يوجد ما يمنع من إعطاء إمكانية الصعود".

أما أساف فريد، وهو أحد قادة جماعات الهيكل فنشر على صفحته في موقع فيسبوك صورة لآلاف المصلين الذين يؤدون صلاة التراويح أمام المصلى القبلي قبل أيام وكتب "إغلاق المسجد الأقصى أمام اليهود في الأسبوعين القادمين بسبب ضعفنا الوطني".

وأضاف: "في السنوات الأخيرة أدخل العرب عادة جديدة تتمثل في التجمع في جبل الهيكل خلال الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، وهذا بالطبع يدفع الشرطة إلى إغلاق الجبل أمام اليهود للحفاظ على سلامتهم.. طريقة أنيقة للتهرب من العنصرية الإسلامية، التي يصاب عقلها بالجنون عند رؤية يهودي، ولكن قبل أن تلوموا الحكومة انظروا جيدا إلى الصورة المرفقة، وفكروا ماذا سيحدث لو ظهرت صورة لليهود على جبل الهيكل مرة واحدة فقط في السنة.. في النهاية الأمر بين أيدينا".

إعلان موسم الفصح القادم هو الأخطر

وفي تعليقه على ردود الفعل هذه؛ قال الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف إن مطالبة جماعات المعبد المتطرفة لبن غفير بفتح المسجد الأقصى للاقتحامات في العشر الأواخر من رمضان تشير إلى النية الحقيقية لهذه الجماعات بتحويل المسجد إلى مقدس يهودي متكامل من دون أي اعتبار للوجود الإسلامي.

وأضاف معروف في حديثه للجزيرة أن بن غفير لم يستلم وزارته بشكل رسمي حتى اللحظة، وربما كان هذا سبب عدم قدرته الحالية على اتخاذ هذا القرار، وفي الحقيقة لا أظن أن بإمكانه في الوقت الحالي اتخاذه خاصة بعد مضي 3 أيام على بدء إغلاق الأقصى في وجه الاقتحامات.

ويرجع معروف ذلك إلى التعقيدات التي طرحتها المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية "غالي بهاراف ميارا" بخصوص إعادة تسليمه وزارة الأمن القومي واعتبارها أن بن غفير لا يجوز له استلام نفس الوزارة، وبالتالي فإن إعادة استلامها مسألة تحتاج إلى نجاح نتنياهو في تحديه للمستشارة القضائية في هذا المجال وضمن مجالات أخرى.

ومع بدء توارد الأخبار حول نية نتنياهو الانقلاب على المستشارة القضائية وإقالتها بالفعل خلال الساعات القادمة، "فإن سعي جماعات المعبد سيواجهه تأخر بن غفير في استلام وزارته، وبالتالي تأخره في اتخاذ هذا الإجراء في الوقت الحالي، إضافة إلى الضغوطات الكبيرة على حكومة نتنياهو من القضاء والشارع كما نرى منذ يومين"، وفق معروف.

ورغم ضعف إمكانية تحقق مطلب جماعات الهيكل المتطرفة الحالي إلا أن معروف أشار إلى ضرورة الالتفات إلى أن أي تطور يمكن أن يتخذه بن غفير -في حال اكتمال تسلمه وزارة الأمن القومي- في موضوع المسجد الأقصى وطبيعة الاقتحامات سيتعلق بالضرورة بالموسم القادم بعد رمضان مباشرة، وهو موسم عيد الفصح الأخطر على هذا المقدس، وبالتالي فإن المعركة لم تنتهِ الآن في العشر الأواخر من رمضان، وإنما تتواصل بل وتتطور في الأسابيع القادمة.

إعلان

يذكر أن جماعات الهيكل المتطرفة فُتحت شهيتها لتحقيق مكاسب جديدة منذ تولي إيتمار بن غفير حقيبة وزارة الأمن القومي، بل وتمكنت من تحقيق مكاسب جديدة بالفعل كونه هو المسؤول عن الشرطة التي ترافق المتطرفين أثناء اقتحامهم.

ومن خلال تعليمات مباشرة منه أطلقت الشرطة يد المستوطنين في أولى القبلتين، وأصبحوا يتصرفون في ساحاته كما لو أنه كنيس يهودي بالفعل.

ومنذ اندلاع الحرب الأخير في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 اقتحم الوزير المتطرف ساحات المسجد الأقصى 4 مرات، و7 مرات منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني من عام 2023.

وفي 26 أغسطس/آب من العام المنصرم أعلن بن غفير خلال حديث إذاعي أنه ينوي بناء كنيس داخل المسجد الأقصى، وقال حينها إن سياسته "تسمح بالصلاة في جبل الهيكل، وإن هناك قانونا متساويا بين اليهود والمسلمين" ولو فعل كل ما أراد في المسجد منذ فترة طويلة "لكان علم إسرائيل قد رفع هناك".

مقالات مشابهة

  • 100 ألف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • 100 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • نداء من الشيخ عكرمة للفلسطينيين: ضرورة شدّ الرحال نحو المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر
  • خطيب المسجد الأقصى يدعو لشد الرحال إلى الأقصى قبيل غروب الأربعاء
  • 80 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • عشرات الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • عشرات الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك
  • عودة بن غفير للحكومة تفتح شهية جماعات الهيكل لمزيد من المكاسب في الأقصى
  • مبادرة لإثراء التجربة الدينية لقاصدي المسجد الحرام
  • كيف تستخدم إسرائيل السياح في اقتحامات المسجد الأقصى؟