جراح أمريكي يكشف عن 4 معتقدات طبية خاطئة روج لها العديد من الأطباء
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
نسف الدكتور مارتي مكاري، جراح وأستاذ في جامعة جون هوبكنز الأمريكية، مجموعة من المعتقدات الطبية التي يروج لها العديد من الأطباء، داعيًا إلى إعادة التفكير فيها لتجنب آثارها السلبية. جاء ذلك في كتابه الجديد "النقاط العمياء: عندما يخطئ الطب، وماذا يعني ذلك لصحتنا" الذي صدر مؤخراً.
تجنب الفول السوداني للأطفال والمرضعات:
أشار مكاري إلى أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أوصت في عام 2000 بتجنب الفول السوداني للحوامل والمرضعات والأطفال، لكن الأبحاث اللاحقة أظهرت أن التعرض المبكر للفول السوداني يقلل من خطر الحساسية.
العلاج بالهرمونات خطير:
العلاج بالهرمونات كان علاجاً شائعاً للنساء في سن اليأس، لكن دراسة عام 2002 أثارت مخاوف بخصوص ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي، ما أدى إلى تراجع كبير في وصفه. يؤكد مكاري أن الدراسة لم تكن مدعومة ببيانات موثوقة، وأن تراجع هذا العلاج ترك العديد من النساء يعانين دون مبرر كافٍ.
المضادات الحيوية غير ضارة:
بينما تُعتبر المضادات الحيوية منقذة للحياة، يحذر مكاري من مخاطر الإفراط في استخدامها، خاصة فيما يتعلق بصحة الأمعاء. أظهرت دراسة أجريت على أطفال في ولاية مينيسوتا أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة والربو وصعوبات التعلم.
الفلورايد في مياه الشرب ضروري:
رغم إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب منذ الأربعينيات لمنع تسوس الأسنان، يشير مكاري إلى أن تأثيراته الضارة على صحة الأمعاء ومعدل الذكاء لدى الأطفال لم يتم مراعاتها بشكل كافٍ. كما أن الاستخدام الواسع لمعجون الأسنان المحتوي على الفلورايد يثير التساؤل حول ضرورة إضافته إلى المياه.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
كويبوكا – Kwibuka : من جراح رواندا إلى إنذار السودان
في مثل هذا الشهر قبل واحدٍ وثلاثين عامًا، غرق العالم في صمت قاتل أمام واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ الحديث. منذ واحدٍ وثلاثين عامًا، حلّ الظلام على رواندا وخلال مئة يوم فقط، قُتل أكثر من مليون إنسان بدم بارد، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.كويبوكورفض تكرار الجريمة.
في السابع من شهر أبريل حيت رواندا ذكرى كويبوكا الحادية والثلاثين، وفي الخامس عشر من أبريل حلت علينا في السودان ذكري كارثة نشوب الحرب والحرب مستمرة للعام الثالث التي تفرض علينا الذاكرة مسؤولية ان ننهض جميعا في وجه الحرب التي دمرت البلاد وقتلت عشرات الآلاف او أكثر وشردت وأفقرت الملايين وحولت البلاد الي اكبر كارثة إنسانية في العالم .
السودان: حرب تُغذيها الكراهية
منذ أبريل ٢٠٢٣، دخل السودان دوامة حرب مدمرة، حرب بدأت بصراع سياسي وعسكري حول السلطة والثروة لكنها مع مرور الوقت تحولت إلى تهديد وجودي للوطن بأكمله.
العام الثالث من الحرب لا يحمل فقط استمرارًا للدمار، بل إشارات خطيرة على تحوّل الصراع إلى حرب أهلية واسعة النطاق. فوق الركام والجراح، تتسلل خطابات العنصرية والكراهية، معلنة مشروعًا مدمرًا:
• مشروع يهدف إلى إعادة السلطة بالقوة والقضاء على الثورة، حتى لو إدي الي تشظي وتقسيم السودان
• مشروع قائم على تحريض إثني وعرقي ممنهج.
• مشروع لا يرى في السودان وطنًا مشتركًا، بل غنيمة لمن ينجو من المجزرة.
التاريخ لا يكرر نفسه إلا إذا سمحنا له.
ما نشهده اليوم من تطبيع لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن تبرير للانتهاكات العرقية والمناطقية، يثير قلقًا عميقًا.
فالكلمات التي قتلت في رواندا مليون إنسان، تُقال اليوم في السودان.
والمجتمع الدولي، كما في ١٩٩٤، يبدو مترددًا وعاجزًا، يراقب المأساة تتفاقم دون تدخل حاسم.
في رواندا، بدأ كل شيء بخطاب. بالتحريض، بالتقسيم، بتجريد الضحايا من إنسانيتهم.
وفي السودان اليوم، تتكرر البدايات ذاتها وتستمر الحرب الي نفس المآلات والمغيبون من الشعب يقادون بالأكاذيب باعلام نظام التفاهة الممول بما تم نهبه من موارد السودان خلال عقود التيه وتحكم الفاسدين والمجرمين الذي يهللون اليوم بالوطنية والكرامة لحرب في حقيقتها صراع حول السلطة والثروة ضحيتها الاولي والأخيرة السودان وشعب السودان
كويبوكا: التذكّر مقاومة إحياء ذكرى كويبوكا ليس مجرد مناسبة، بل فعل مقاومة ضد الصمت. نتذكّر لكيلا نصبح شهودًا جبناء على مذبحة أخرى.
من جراح رواندا نتعلم أن الإبادة لا تحدث فجأة، بل تُزرع في العقول أولاً. ومن واقع السودان اليوم ندرك أن الخطاب العنصري ليس مجرد خطر محتمل، بل طريق معبد نحو كارثة جماعية.
لهذا، فإن مسؤوليتنا اليوم ان نرفض استمرار الحرب وتقف ضد الأصوات التي تزرع الفتنة ليظل السودان وطنًا واحدًا، لا ساحة لتصفية الحسابات.
كلمة أخيرة التاريخ يراقب. والشعوب التي لا تتعلم من جراحها محكوم عليها أن تنزف من جديد.
o.sidahmed09@gmail.com