بوابة الوفد:
2024-11-14@13:09:35 GMT

لو تعاملوا مع السودان مثل النيجر!

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

نصف دول العالم، فى الشمال والغرب، تمضى فى حالة قلق وانزعاج، مما قالت إنه انقلاب فى النيجر، فى حين لم تتحرك أى منها، فى اتجاه الضغط على أطراف الصراع فى السودان، أو حتى التقدم باقتراح أو مبادرة، قد تساعد على وقف الحرب، التى تواصل قتل آلاف المدنيين، ونزوح الملايين عبر الحدود، وطوال 118 يوماً، وهذه الدول لم تتحدث صراحة، عن انقلاب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتى» على سلطة المجلس الانتقالى، الذى توافق المكون المدنى، على أن يتولاه الفريق عبدالفتاح البرهان، لينتهى بانتخابات عامة فى السودان بعد عامين، لكن مطامع هذا الـ«دقلو» فى السلطة، سبقت إلى معارك مع الجيش.

 

 ** الشعب السودانى وحده، من يتحمل فاتورة هذه المعارك، ونعلم أنها فرضت على الدولة السودانيةـ بدعم من أطراف خارجية، مجاورة وإقليمية كذلك، فى سياق التآمر على الجمع العربى، وهو ما تنبهت إليه الإدارة المصرية، واحتاطت له جيداً.. أولاً: مع إجراءات تأمين الحدود، واستيعاب حركة النازحين.. وثانياً: عندما استضافت- يوم13 يوليو الماضى- مؤتمراً فى القاهرة، لدول جوار السودان السبع «ليبيا وأريتريا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان.. ثم مصر»، التى أجمعت فى بيان، على سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وتشكيل آلية من وزراء الخارجية، لمتابعة تنفيذ بنود بيان المؤتمر العشرة. 

 ** وما دون ما تبنته- وماتتبناه- مصر، من تنسيق وتشاور مع الشركاء الإفريقيين، لإيجاد مخرج للأزمة السودانية، تبقى التحركات الدولية والإقليمية متواضعة، ولا تقدم على عمل جاد، فى سبيل وقف الحرب هناك، إلا المبادرة السعودية، التى جمعت وفدين من الجيش والدعم السريع فى مدينة جدة، اتفقا على أكثر من هدنة بمساعدة أمريكية، فشلت كلها فى وضع مسار تفاوضى بين الطرفين، حتى المبادرة الإفريقية لمجموعة «إيقاد»، فشلت هى الأخرى، عندما رفض «البرهان» توسطها لدى السودان، لسبب أن رئيس كينيا، وليام روتو، كان من يتولى رئاسة المجموعة، والذى اتهمه بالتحيز لقوات الدعم السريع. 

 ** لكن السؤال: ما الذى يمنع جيش السودان الوطنى، وهو يملك كل أنواع السلاح، الخفيف والثقيل والطيران، من إلحاق الهزيمة بقوات الدعم السريع، أو تحييد هذه الميليشيا المتمردة؟ وأظن أن القوات المسلحة السودانية، يمكنها محاصرة هؤلاء المرتزقة، داخل بيوت الخرطوم والولايات، وتخييرهم ما بين الاستسلام أو التصفية، ضمن تحرك مشروع فى قواعد الاشتباك، طالما كان الهدف حماية مقدرات الدولة، وسلامة شعب السودان، حتى لو كانت هناك اعتراضات، من أصحاب سيناريو إطالة أمد الحرب، أو من أولئك الذين يمدون قوات «حميدتى» بالمال والسلاح، لغرض أن تنهار الدولة السودانية، ومن بعدها دول عربية أخرى. 

 ** لم يعد أحد ينتظر من جامعة الدول العربية، أكثر من الكلام، حتى دول أوروبا ومعها أمريكا، ليس عندها ما تقدمه للأزمة السودانية، وقد تملكها هاجس أن تكون السلطة الجديدة فى النيجر تواصل سياسة تطهير إفريقيا من الاستعمار الغربى، الذى استهلتها دول مالى وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى بطرد الفرنسيين، ما فتح باب الضغوط الغربية على دول «إيكواس» الـ15، حتى تعلن عن التهديد بتدخل عسكرى، أو إعادة سلطة الرئيس محمد بازوم، ومبعث قلق الغرب هنا، أن يخسر مصالحه ومناطق نفوذه، لصالح التمدد الروسى والصينى فى القارة.. هكذا تتعامل دول أوروبا وأمريكا بجدية مع تغيرات النيجر، فيما تتمايع مواقفها تجاه أحداث السودان. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصراع في السودان البرهان الشعب السوداني

إقرأ أيضاً:

اتهامات خطيرة لميليشيا قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في ولاية الجزيرة السودانية

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قوات الدعم السريع، بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بما في ذلك القتل والاحتجاز التعسفي واغتصاب النساء والفتيات، خلال هجماتها في ولاية الجزيرة بالسودان.

وأوضحت المنظمة أنه منذ انشقاق "أبو عاقلة كيكل"، الحليف السابق لقوات الدعم السريع في شرق الجزيرة، يوم 20 أكتوبر، شنت قوات الدعم السريع هجمات على نحو 30 قرية وبلدة، من بينها رفاعة، تمبول، السريحة، والأزرق، حيث ارتكبت انتهاكات وصفتها المنظمة بـ"الشنيعة".

وأكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 130 ألف شخص نزحوا نتيجة لهذه الهجمات إلى مناطق أخرى في السودان. وقالت هيومن رايتس ووتش إن "تصاعد هجمات قوات الدعم السريع ضد المدنيين مؤخراً يقضي على الآمال المتبقية في وقف هذه الجرائم دون رد دولي قوي".

وفي ضوء التهديدات الكبيرة التي يواجهها المدنيون، دعت المنظمة بريطانيا، بصفتها رئيسة مجلس الأمن الدولي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين، بما في ذلك الدعوة لنشر بعثة أممية لحماية المدنيين في السودان.

وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن قوات الدعم السريع كانت قد سيطرت على عاصمة ولاية الجزيرة، ود مدني، في ديسمبر 2023، حيث ارتكبت انتهاكات خطيرة شملت العنف الجنسي والقتل.

واعتمدت المنظمة في خلاصاتها على مقابلات مع شهود عيان ومراقبين حقوقيين محليين، إلى جانب صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي توثق هذه الانتهاكات.

مقالات مشابهة

  • الأولى من نوعها المفروضة على أحد طرفي الصراع.. خبراء يكشفون مدى فاعلية عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد السودان
  • قانون الإيجار.. والسلام المجتمعى
  • وزبر في قمة الرياض
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • السودان تتحفز لحسم تذكرة الكان أمام النيجر .. وتونس تخشى مفاجآت مدغشقر
  • واشنطن تفرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان
  • تنسيق عربي – أميركي لحلحلة الأزمة السودانية: مصدر: مسؤولون من السعودية ومصر والإمارات ناقشوا مع واشنطن وقف الحرب
  • الحكومة السودانية تتهم المنظمات الدولية بالتواطؤ مع الدعم السريع
  • اتهامات خطيرة لميليشيا قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في ولاية الجزيرة السودانية
  • مرحباً ترامب!