شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الخميس، على أن احتمال عدم رد حزب الله على الهجمات الإسرائيلي أصبح غير ممكن، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك قوة ما توقف "إسرائيل"، وذلك في ظل تصاعد التوترات جنوب لبنان على خلفية تفجيرات أجهزة الاتصالات.

وقال فيدان خلال تصريحات صحفية مع وكالة الأناضول التركية، "وصلنا إلى وضع أصبحت فيه العمليات الإسرائيلية استفزازية بشكل متزايد ولا يوجد أي احتمال لعدم رد إيران وحزب الله".



وأضاف أن التصعيد في المنطقة مثير للقلق، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي اتعبت "استراتيجية القضاء على كافة التهديدات، ونفذت استراتيجية مرحلية في غزة، وتقوم الآن بتنفيذ ذلك في لبنان".

وأشار الوزير التركي، إلى أن "العقلية المتطرفة في إسرائيل بعيدة كل البعد عن المنطق وتنتهج سياسة قائمة على التدمير"، موضحا أن "مشروع (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لسلب الأراضي الفلسطينية كافة بدعم غربي ما زال مستمرا".


وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي "يفعل كل ذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدا حاجة أن يكون هناك "قوة تقول إلى إسرائيل: توقفي".

وفي السياق، أشار فيدان إلى أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بعد تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان، حيث أعرب له عن استعداد "تركيا لتقديم كافة أنواع الدعم الطبي".

والأربعاء، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا مع نجيب ميقاتي، أعرب خلاله عن "حزنه إزاء الهجوم الذي وقع في لبنان، وتمنى الرحمة لمن فقدوا أرواحهم في الهجوم، والشفاء العاجل للجرحى"، حسب بيان صادر عن دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية.

وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الأناضول، أن الرئيس التركي قال إن "مساعي إسرائيل لنشر الصراعات في المنطقة خطيرة للغاية"، مشددا على ضرورة "استمرار جهود وقف العدوان الإسرائيلي".


وشهدت مناطق مختلفة من لبنان يومي الأربعاء والثلاثاء،  تفجيرات واسعة لأجهزة اتصالات لاسلكية من نوعي "بيجر" و"ووكي توكي- آيكوم ICOM V82"، ما أسفر عن سقوط 32 شهيدا وإصابة نحو 3250 آخرين بجروح مختلفة، وفق بيان وزارة الصحة اللبنانية.

وحملت الحكومة اللبنانية وحزب الله دولة الاحتلال المسؤولية عن موجة انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية "بيجر"، التي وقعت على نطاق واسع في لبنان، وامتد صداها إلى العاصمة السورية دمشق، حيث وقعت إصابات في صفوف عناصر حزب الله هناك.

وشدد حزب الله، في بيان، على أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية فيدان حزب الله الاحتلال تركيا تركيا حزب الله الاحتلال فيدان سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

في المنطقة «ج».. قلوب تنهار تحت مطرقة جرافة الاحتلال ولهيب الاسيتطان

في فجر يومٍ قاتمٍ من أبريل 2025، اجتاحت جرافات قوات الاحتلال بلدة نعلين، شمال غرب رام الله، مصحوبة بآليات ثقيلة تستنفر قلبَ كل زاوية. كان الدكتور رائد سرور وأخيه نائل يقفان أمام منزليهما المشيدين بتعب السنين، ينظر إلى جدرانهما اللاتي ارتوت بذكريات العمر، عندما سمعت أخاه نائل صراخَ تنبيه الهدم.

لم تكن صرخة تضجّ بحمايةٍ من الموت؛ بل تحذر من تدمير المأوى. ارتعدت أركان المنزل تحت وطأة المطرقة الميكانيكية، وتهاوى الجدار الشمالي لمنزل رائد خاضعًا لقانون القوة، التي زلزلت بيت نائل، وسوته بالأرض.

رائد، الذي قضى الليل يحلم بطفله الصغير يركض في باحة المنزل، وجد نفسه أمام سحابة من الغبار تنبعث من تعبّد حاضره وهموم مستقبله. قال بصوتٍ مبحوح: «كل حجرٍ كان يعنيني. سقط الحجر وسقط أملنا». وفي ركنٍ بعيد، تسللت دمعة صامتة على وجنة نائل، فاتحًا نافذة الماضي التي سكنت بين صدى الضحكات وصدى الأحلام.

حجارة الهدم تصيب القلب

نهال شكري، زوجة رائد التي وقفت يوم الهدم أمام الباب تتحدى الأيادي الغليظة، تسرد بحسرة: «حسبي الله ونعم الوكيل. شو بدي أقول؟ مقدرش أقول أي شيء! مقدرش أقول: دارنا وانهدت. ولادنا بقوا في الشارع». وتنهش الكلمات قلبها قبل أن تتوقف، والطرقات الحديدية تغلّق باب الأمس في وجه أهله.

صوت الانهيار تردد في قلب البلدة، كنبضٍ يمتدّ عبر حيِّ نعلين الصاعد غارقًا في الصمود. «سنتين بنسمع في أخبار غزة وتعبانين نفسيًا، فيجي علينا لسه أشياء ثانية أكبر. والله صعبة. والله كأن الحجارة كانت بتنزل في قلبي» هكذا نظرت نهال حيث رحل الأمان، وظلت السماء تراقب أهل نعلين.

وفي المساء ذاته، حل الظلام على أطلال المنزلين، فاختزل البيت قصصه في أطلالٍ وصدى. جلست نهال على ركام ما تبقى، واضعةً وسادة طفلها الملونة على رأسها، وعقدت العزم أن تنام على باب الدار المهدم، تجربةً ما عاشه أطفال غزة.

قالت بعزمٍ مشتعل: «أنا الليلة بدي أنام على باب الدار، ولا ممكن أسيب هاي المنطقة. أنام هنا. أجرب زي ما ناموا. أنام في العراء زيهم».

هجمات وتجريد وإرهاب يومي

المنطقة (ج) في الضفة الغربية تحددها اتفاقيات أوسلو لتخضع للسيطرة المدنية والإدارية الإسرائيلية الكاملة، مما يجعلها ساحة مفتوحة لسياسات الاحتلال في اقتلاع الفلسطينيين. امتدت في هذه البقاع خريطةُ هدمٍ وتجريفٍ وحرقٍ، لتعكس صراعًا يستهدف قلب الوجود. تتراكب في هذه القرى حقول الزيتون على أطلال الأمل، بينما تواصل الجرافات رسم معالم الاستيطان الجديد.

الاحتلال لا يكتفي بهدم المنازل، بل يتجاوز ذلك ليمتدّ إلى تجريف الأراضي وحرمان المزارعين من موسم الزيتون. ففي قرى نعلين، وسنجل، ودير جرير، قُطع الربيع قبل أوانه، وظلّت الأيادي الفلسطينية معلقة بين حجر وسنبلة، تراقب الحروق تحت أشعة الشمس. الماءُ الملوّث والريحُ العاتية باتت من تبعات التوسع الاستيطاني، يقف الفلسطيني أمام جذوره بلا دفاع

لا تقل اعتداءات المستوطنين تحت غطاء الحماية عن وحشية الجيوش النظامية، فهم يأتون في الليل ليلتهموا أجزاء من حياة الأهالي، يركضون بين بيوت القرية ويشعلون العزب حرقًا. يختزل هذا الإرهاب اليومي معاناةً مستمرة فارضةً واقعًا مريرًا على السكان، من أطفالٍ وأمهاتٍ وكبار في السن.

تفحم عزب (سنجل) بنيران الاستيطان

في ليلةٍ سوداءٍ بضوء القمر الخافت، اجتاح مستوطنون بلدة سنجل شرق رام الله. أحرقوا عزبًا ومنازل تعود لأهالي المزرعة الشرقية، تاركين وراءهم دخانًا أسود يتصاعد في السماء، كقصة تنتهي قبل أوانها.

قال أحد السكان الذين فوجئوا باحتراق منزل، في غيبة أهله، على يد فرقة من المستوطنين، وقد ارتجت كلماته بين غضب وحسرة: «جاءوا فجأةً، أحرقوا البيت وكل أغراضه بداخلها؛ لم نكن هنا لنواجههم، كل شيء في المنزل تفحم». لم تكن تلك الكلمات مجرد سرد لمشهد مروع، بل صرخة حارقة تعكس حرمان أهل البلدة من ملاذِهم الآمن.

وروى شابٌ من العائلة المجاورة كيف تسلل نحو الموقع فور سماع دوي الحرائق، فتفاجأ بعشرين مستوطنًا يحرقون المكان دون اكتراثٍ لصرخات الجيران.

يقول الشاب علاء اشتية، ووجهه يحمل آثار الدخان: «لو كنا موجودين لما وصلوا إلى البيت، لكنهم أحرقوه بسرعةٍ فائقة حتى قبل أن يتسنى لنا الوصول». وحملت صرخته تساؤلاً عن غياب أي ردّ فعلي من قوات الاحتلال التي صمتت أمام اعتداءٍ بلغ حدّ التجزئة المنهجي للحياة الفلسطينية.

رجل مسن كانت يقف على بعد أمتار، اختلج صمته عند سؤاله عن دور المجتمع الدولي. أشار بيده نحو الأفق وقالت بصوتٍ متهدج: «هذا اضطهادٌ للشعب الفلسطيني... نُلاحق في أرضنا، في دورنا، في بيوتنا وأحلامنا. إلى متى نظلُ بلا حماية؟ أين الصوت الذي يدافع عن حقوقنا؟». كانت نظراته مليئة بمرارةٍ تشي بأن سنواتٍ من الانتظار لم تحمل سوى مزيدٍ من الصمت.

تجريف قوت الناس في دير جرير

مع بزوغ شمس اليوم التالي، خرجت جرافة الاحتلال من مخابئها لتجرف هدوء قرية دير جرير الواقع شرق رام الله. وقف المزارع محمود أبو زيد على بقايا أرضه المقلوبة، والأكوام الترابية تعلو حيث كانت تثمر أشجار الزيتون.

يقول بصوتٍ متهدجٍ وقد ارتعش له لسانه: «رأيتُ الجرافة تلتهم أرضي بشراهة، كأنها تريد أن تمحو هويتي قبل جذوري. حين حاولت الصراخ لأوقفها، وجدتُ نفسي وحيدًا أمام آلة لا تعرف الرحمة».

لم يكتفِ المستوطنون بإغلاق المدخل الرئيسي للقرية؛ بل انتقلوا إلى قلع الأراضي الواقعة غرب جبل تل العاصور، حيث زرع أجداد الأهالي زيتونهم قبل عقود.

تذكر أيمن علوي، رئيس المجلس القروي لدير جرير، كيف احتشد المستعمرون بصمتٍ غريبٍ، ثم أنزلوا الجرافة وسط الطريق الرابط بين سلواد والدير.

ويوضح علوي متألمًا: «لاحقوا الحياة هنا بخبث؛ أغلقوا المدخل وأحكموا الحصار على السكان، ثم شرعوا في تجريف الأراضي حتى لا يبقى للفلسطيني مكان يعود إليه».

تركت عمليات التجريف آثارًا عميقة على الأهالي، إذ فوجئوا بأطنان من التربة تحاصر بساتينهم بلا إنذارٍ مسبق. تقول فاطمة غنيمات، التي كانت تملك قطعة أرض صغيرة لتأمين قوت أسرتها: «عندما جئت لأجدّ الماشية، رأيت الأرض مشتعلةً بالتربة، وكأنهم يريدون أن يدفنوا حاضرنا. لم أكن أتخيل أن يتجرؤ أحد على انتزاع لقمة العيش من يدي».

وبينما استمرت الآليات في حفر الأرض، توافد سكان دير جرير لمراقبة قلب مزارعهم، يحملون فوق أكفهم لهيب غضبٍ يرفض الخضوع. تردد صدى أصواتهم بين أكوام الأتربة: «لن نترك أرضنا. ستبقى شجرة الزيتون رمز صمودنا».

وفي الأفق بدا أن الحبر الملطخ على خريطة القرية قد تغير مسار الأحياء، ولكن عزيمة الأهالي تبقى ثابتة، تنبئ بأن زمام الأرض لم يزل في قبضة ساكنيها الأصليين.

مخطط (ج): الفلسطينيون أقلية

تُظهر البيانات الصادرة عن مركز الميزان الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقريره الصادر بتاريخ 15 مارس 2025 أن محافظة رام الله والبيرة قد شهدت خلال الفترة من 1 مارس 2024 حتى 28 فبراير 2025 هدمًا لـ 350 منشأة سكنية وتجارية، وتعريض أكثر من 500 دونم للحرائق والتجريف برعاية قوات الاحتلال والمستوطنين.. إذ تهدف خطة التوسع الاستيطاني إلى ربط مستوطنات كتلة رام الله–البيرة ببؤر جديدة، تمتد من شمال سنجل حتى جبال البيرة الجنوبية، لتفصل شمال الضفة عن وسطها.

يستهدف مشروعُ «الطوق الاستيطاني» المحيط برام الله إقامة بلوك استيطاني ضخم يضم أكثر من 20 بؤرة استيطانية جديدة، ويستوطنها ما يزيد على 15 ألف مستوطن خلال السنوات الخمس المقبلة. ويؤكد محللون فلسطينيون وإسرائيليون أن الهدف هو تقليل الكثافة السكانية الفلسطينية في هذه المنطقة لتصبح أقلية في ديارها، مع قطع خطوط الاتصال المثلى بينها وبين باقي محافظات الضفة الغربية.

الاحتلال يصدر قرارات وضع يد على مساحات شاسعة، إذ تم اعتماد خطة ضمّ 30 دونمًا في شمال سنجل كمرحلة أولى، وفتح مناقصات لإنشاء طرق التوصيل للمستوطنات الجديدة، إلى جانب مخطط لربط بؤرة «موشاف هار جيلو» بمستوطنة «بيت إيل» عبر شبكة طرق معزولة، لتسهيل حركة المستوطنين وتأمينها.

مقالات مشابهة

  • سلام: لبنان يريد وضع حدّ للانتهاكات وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • في المنطقة «ج».. قلوب تنهار تحت مطرقة جرافة الاحتلال ولهيب الاسيتطان
  • رئيس حزب الاتحاد: مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية كشفت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم في رام الله والخليل
  • 3 رسائل عن قصف الضاحية.. ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟
  • لبنان: حصر السلاح بيد الدولة خيار لا عودة عنه
  • صمت حزب الله… بين الردع المتراكم والصبر الاستراتيجي
  • معهد عبري: التوسع التركي بالمنطقة ينذر بمواجهة مع إسرائيل
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة رام الله وبلدة زعترة ومخيم شعفاط
  • بالفيديو... هكذا اغتالت إسرائيل عامر عبد العال اليوم في جنوب لبنان