بوابة الوفد:
2024-09-19@02:26:23 GMT

حسابات زمن الخيبة العربى

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

مرت هذا الشهر الذكرى 33 لغزو «صدام حسين» للكويت. كان التبرير الذى ساقه صدام لغزوه أن الكويت أغرق سوق النفط العالمى بالإنتاج مستخدما حقول النفط المشتركة بينهما، مما ساهم فى خفض أسعاره، وتكبيد العراق خسائر مالية بالغة، فضلا عن رفض الكويت إلغاء الديون التى تراكمت عليه، بعد ثمانى سنوات من الحرب مع إيران، رغم أن الحرب وفقا لرؤيته دافعت عن دول الخليج وصدت عنها الأطماع  الإيرانية، ورفض الإنصات لكل الوساطات الدولية والعربية، حتى تمكنت واشنطن من استصدار قرار من مجلس الأمن بشرعية استخدام القوة لإخراج القوات العراقية من الكويت.

وهكذا بدأت الحملة العسكرية الدولية «عاصفة الصحراء»، لتعلن تحرير الكويت من الغزو العراقى فى 27 فبراير 1991. 

بنى صدام حسين حساباته على تصورات خاطئة أن الإدارة الأمريكية لن تغامر بدخول حرب مع واحد من أقوى الجيوش العربية من حيث التسليح والتدريب، وأوهام كامنة روادته منذ غياب عبد الناصر، بقيادة العراق للعالم العربى، فكانت النتيجة أن تحطمت مؤسسات الدولة العراقية، وتحطم الجيش العراقى وتم فرض حصار اقتصادى صارم على العراق لمدة 12 عاما، نهب خلالها وسطاء دجالون أموال الشعب العراقى وموارده فيما سمى بنظام النفط مقابل الغذاء.

ومنذ ذلك التاريخ لم تقم للجامعة العربية قائمة بعد الانقسام فى مواقف الدول والشعوب والنخب العربية  الذى أحدثه الغزو، والسياسات الدولية التى قضت بإنهائه. وتكدست مياه الخليج وأرضه بالبوارج الحربية والقواعد العسكرية الأمريكية بزعم حمايته، وقيدت الدول العربية بعد ذلك إلى مؤتمر السلام الدولى فى مدريد الذى مهد لاتفاقيات أوسلو، وفتح الطريق واسعا لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، لتختفى القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى من جدول الاهتمام الدولى!

وخرجت  الخطط الأمريكية المعدة لغزو العراق واحتلاله إلى العلن وتم تنفيذها عام2003، وما تبع ذلك من حروب طائفية ومذهبية داخل العراق وخارجه، ومن ربيع عربى أشعل فتيل حروب أهلية فى دول المنطقة، لم تهدأ حتى اليوم، لكى ينصب جماعة الإخوان قادة لدولها!

والأهم أن توارى إلى غير رجعة حلم الوحدة العربية، والإيمان بفكرة القومية العربية، وتعثر العمل العربى المشترك.

فى أثناء الغزو وقع عدد من المثقفين المصريين على بيان يحذر من عواقبه الخطيرة على الأمن العربى، ومساعدته على صرف الأنظار عن الانتفاضة الفلسطينية، وعن مشكلة هجرة اليهود السوفييت إلى إسرائيل، وطالب البيان العراق بسحب قواته دون شروط من الكويت، والبدء فى مفاوضات بين الطرفين لحل الخلافات الناشبة بينهما. ولفت النظر إلى أن الأنظمة الديكتاتورية تورط الشعوب، وهى نفسها ما صنعت هشاشة الأنظمة الخليجية، ودعا البيان الجميع إلى استخلاص الدروس وأهمها أن الاستقرار السياسى والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لا يمران إلا عبر أنظمة حكم ديمقراطى، تحكمه أسس قانونية ودستورية وبرلمانية راسخة.

وكان من دواعى السخرية أن يصف أحد معارضى البيان الموقعين عليه بعملاء الإمبريالية، ويقول فى إحدى الندوات إن أصحاب البيان يستميتون فى الدفاع عن اتفاقيات سايكس –بيكو الاستعمارية التى رسمت الحدود القائمة بين الدول العربية.

ولو أن أحدا استمع لمطالب هؤلاء «العملاء»، ما كنا اليوم نتحسر على سايكس –بيكو!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة الإدارة الأمريكية الكويت

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تبحث مع واشنطن سبل حل الأزمة الليبية

بحثت جامعة الدول العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، تطورات الأوضاع في ليبيا وسبل حلحلة الأزمة الحالية في البلاد.

جاء ذلك خلال لقاء، عقده السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، مع المبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند إلى ليبيا، بحسب بيان نشرته الجامعة العربية على موقعها الإلكتروني ، الثلاثاء

المبعوث الأمريكي إلى #ليبيا يزور #الجامعة_العربية.https://t.co/8dNM1hF1yH pic.twitter.com/fvNYbOoXEd

— جامعة الدول العربية (@arableague_gs) September 17, 2024

وقال زكي عقب اللقاء، إنه استعرض مع المبعوث الأمريكي موقف الجامعة العربية وثوابتها، وفي مقدمتها أهمية الحفاظ على وحدة الدولة الليبية وسلامة أراضيها.

وأكد للمبعوث الأمريكي على ملكية الليبيين للعملية السياسية، وقدم شرحاً متكاملاً لجهود واتصالات الجامعة العربية مع الأطراف في الأشهر الأخيرة، في إطار اضطلاعها بمهمة التقريب بين الجهتين.

وشدد السفير زكي على أن الجامعة العربية مستعدة بشكل دائم لمرافقة الليبيين نحو إيجاد الحلول المناسبة لهم.

ومن جانبه، استعرض المبعوث الأمريكي الجهود التي يقوم بها بهدف إيجاد مخرج للوضع المتأزم في ليبيا، مؤكداً حرصه على التشاور والتنسيق مع الجامعة العربية، والاستماع إلى تقييمها فيما يخص مساعي تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة بالبلاد.

مقالات مشابهة

  • المستشار خالد گبيان يلتقي السفير العراقي في الكويت
  • وزارة التخطيط: العراق يعدّ الأقل بظاهرة الطلاق بين الدول العربية
  • أمير الكويت يوجه باستقطاب الكفاءات المتميزة لوضع البلاد في مصاف الدول الرائدة علميا
  • ما هي أكثر الدول العربية استهلاكاً للبن؟ .. السودان في القائمة
  • اللجنة العربية الإسلامية بشأن وقف الحرب على غزة تجتمع في عمّان غدا
  • الجامعة العربية تبحث مع واشنطن سبل حل الأزمة الليبية
  • فلسطين 2 يعيد تقييم المنظومات الدفاعية الدولية
  • هاني شاكر يستعد لإحياء حفل "العندليب" في الكويت وسط إقبال جماهيري غير مسبوق
  • وزير الري يصل دولة الإمارات الشقيقة للمشاركة في المنتدى العربي السادس للمياه
  • وزير الري يصل الإمارات للمشاركة فى فعاليات "المنتدى العربى السادس للمياه"