بوابة الوفد:
2025-03-04@19:23:13 GMT

حسابات زمن الخيبة العربى

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

مرت هذا الشهر الذكرى 33 لغزو «صدام حسين» للكويت. كان التبرير الذى ساقه صدام لغزوه أن الكويت أغرق سوق النفط العالمى بالإنتاج مستخدما حقول النفط المشتركة بينهما، مما ساهم فى خفض أسعاره، وتكبيد العراق خسائر مالية بالغة، فضلا عن رفض الكويت إلغاء الديون التى تراكمت عليه، بعد ثمانى سنوات من الحرب مع إيران، رغم أن الحرب وفقا لرؤيته دافعت عن دول الخليج وصدت عنها الأطماع  الإيرانية، ورفض الإنصات لكل الوساطات الدولية والعربية، حتى تمكنت واشنطن من استصدار قرار من مجلس الأمن بشرعية استخدام القوة لإخراج القوات العراقية من الكويت.

وهكذا بدأت الحملة العسكرية الدولية «عاصفة الصحراء»، لتعلن تحرير الكويت من الغزو العراقى فى 27 فبراير 1991. 

بنى صدام حسين حساباته على تصورات خاطئة أن الإدارة الأمريكية لن تغامر بدخول حرب مع واحد من أقوى الجيوش العربية من حيث التسليح والتدريب، وأوهام كامنة روادته منذ غياب عبد الناصر، بقيادة العراق للعالم العربى، فكانت النتيجة أن تحطمت مؤسسات الدولة العراقية، وتحطم الجيش العراقى وتم فرض حصار اقتصادى صارم على العراق لمدة 12 عاما، نهب خلالها وسطاء دجالون أموال الشعب العراقى وموارده فيما سمى بنظام النفط مقابل الغذاء.

ومنذ ذلك التاريخ لم تقم للجامعة العربية قائمة بعد الانقسام فى مواقف الدول والشعوب والنخب العربية  الذى أحدثه الغزو، والسياسات الدولية التى قضت بإنهائه. وتكدست مياه الخليج وأرضه بالبوارج الحربية والقواعد العسكرية الأمريكية بزعم حمايته، وقيدت الدول العربية بعد ذلك إلى مؤتمر السلام الدولى فى مدريد الذى مهد لاتفاقيات أوسلو، وفتح الطريق واسعا لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، لتختفى القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى من جدول الاهتمام الدولى!

وخرجت  الخطط الأمريكية المعدة لغزو العراق واحتلاله إلى العلن وتم تنفيذها عام2003، وما تبع ذلك من حروب طائفية ومذهبية داخل العراق وخارجه، ومن ربيع عربى أشعل فتيل حروب أهلية فى دول المنطقة، لم تهدأ حتى اليوم، لكى ينصب جماعة الإخوان قادة لدولها!

والأهم أن توارى إلى غير رجعة حلم الوحدة العربية، والإيمان بفكرة القومية العربية، وتعثر العمل العربى المشترك.

فى أثناء الغزو وقع عدد من المثقفين المصريين على بيان يحذر من عواقبه الخطيرة على الأمن العربى، ومساعدته على صرف الأنظار عن الانتفاضة الفلسطينية، وعن مشكلة هجرة اليهود السوفييت إلى إسرائيل، وطالب البيان العراق بسحب قواته دون شروط من الكويت، والبدء فى مفاوضات بين الطرفين لحل الخلافات الناشبة بينهما. ولفت النظر إلى أن الأنظمة الديكتاتورية تورط الشعوب، وهى نفسها ما صنعت هشاشة الأنظمة الخليجية، ودعا البيان الجميع إلى استخلاص الدروس وأهمها أن الاستقرار السياسى والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لا يمران إلا عبر أنظمة حكم ديمقراطى، تحكمه أسس قانونية ودستورية وبرلمانية راسخة.

وكان من دواعى السخرية أن يصف أحد معارضى البيان الموقعين عليه بعملاء الإمبريالية، ويقول فى إحدى الندوات إن أصحاب البيان يستميتون فى الدفاع عن اتفاقيات سايكس –بيكو الاستعمارية التى رسمت الحدود القائمة بين الدول العربية.

ولو أن أحدا استمع لمطالب هؤلاء «العملاء»، ما كنا اليوم نتحسر على سايكس –بيكو!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة الإدارة الأمريكية الكويت

إقرأ أيضاً:

مسودة البيان الختامي للقمة العربية الطارئة.. اعتماد الخطة المصرية لمستقبل غزة

أكدت مسودة البيان الختامي لـ القمة العربية اعتماد الخطة المصرية لمستقبل غزة.

ودعت مسودة البيان الختامي للقمة العربية المجتمع الدولي والمؤسسات المالية  إلى تقديم دعم سريع للخطة المصرية.

ورحبت مسودة البيان الختامي للقمة العربية بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة  في القاهرة خلال الشهر الجاري.

ودعا القادة العرب لإجراء انتخابات في كافة المناطق الفلسطينية خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك.

مقالات مشابهة

  • البيان الختامي: القمة العربية اعتمدت خطة عربية لإعادة إعمار غزة وفق مراحل
  • القمة العربية تعتمد البيان الختامي والخطة المصرية لإعمار غزة
  • السامرائي يبحث مع سفير الكويت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها
  • ولى عهد الكويت يصل القاهرة للمشاركة فى القمة العربية الطارئة
  • مسودة البيان الختامي: القمة العربية تعتمد خطة إعادة إعمار غزة
  • مسودة البيان الختامي للقمة العربية الطارئة: اعتماد الخطة المصرية لمستقبل غزة
  • مسودة البيان الختامي للقمة العربية الطارئة.. اعتماد الخطة المصرية لمستقبل غزة
  • مسودة البيان الختامي للقمة العربية.. اعتماد الخطة المصرية لمستقبل غزة
  • القمة العربية وتحديات الخيبة واليأس
  • استعداداً لمعركة الحسم.. تحديد موعد تجمع العراق لمواجهة الكويت