بوابة الوفد:
2024-11-26@00:26:08 GMT

مصطفى شردى

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

لقد منحنى الله فرصة الاقتراب من الأستاذ مصطفى شردى رئيس تحرير الوفد فى بداية عملى بالمحاماة والذى رشحنى للعمل بجريدة الوفد قبل الإصدار اليومى للجريدة، وكم استفدت منه رغم اختلاف المجال الذى يعمل به من عملى فى المحاماة، فكان الرجل رحمه الله أستاذا فى الحياة، وإنسانا فى التعامل مع البشر، لا يغضب أحدا منه، وقادرا على دفعك للأمام إذا وجد فيك ما يؤهلك لذلك.

والعجيب أن بعض الذين دفعهم فى حياته انطفأوا بعد رحيله للأسف، ليس لعيب فيهم ولكن لصفات الرجل الذى اكتسب بها حُب الناس حتى الذين اختلفوا معه. وشهادة حق سمعتها بنفسى من الأستاذ موسى صبرى بعد رحيل الفارس عندما ذكرت له اسم مصطفى شردى، قال: كان لديه «سنس» لم أستطع تفسير الكلمة فى حينها، ولكن بعد ذلك اتضح لى معناها، وهى تعنى رجل له رؤية فيما يعمل ومحترم لإدارته المهنة، فكان صحفيا بمعنى الكلمة، سألته من هو الصحفى الحقيقى لديه؟ قال من يمتلك ثلاثة أشياء.. حس الفنان «الفتوغرافى» أى الذى يستطيع أن يلتقط صورة للحدث، وأيضاً حس المجازفة أو بمعنى آخر عدم التردد وهذا ما يطلق عليه السبق الصحفى، لذلك يجب اقتناص الخبر بسرعة، والعنصر الثالث القدرة على الكتابة والتعبير، لذلك تجد الصحفى الحقيقى شجاعا والصحفى المتردد فى آخر الصف لا يصلح إلا لعمل واحد هو الطبل والشتم والشماتة.

لم نقصد أحداً!

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

اللجوء.. وكرم شعب

على خلفية مشاهدتي لبعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذى اختتم فعاليات دورته الخامسة والأربعين يوم الجمعة الماضي، ناقش أحد الأفلام المعروضة قضية اللجوء إلى الدول الأوروبية هربا من الحروب والويلات وعدم الاستقرار فى بعض البلدان، الفيلم الفرنسي "قابل البرابرة" يدور حول اضطرار بلدة فرنسية بقبول عدد من اللاجئين من أوكرانيا، ولما لم يتبق منهم أحد بعد لجوئهم إلى مدن أخرى تبقت أسرة قادمة من سوريا، فاضطر المجلس المحلي للبلدة على التصويت على قبولهم بالرغم من تحفظات البعض.

واجهت الأسرة السورية الكثير من المتاعب والتنمر والاضطهاد الذى كاد أن يتسبب فى طردهم، قبل أن يحدث موقف إنساني لحالة ولادة طارئة تتدخل فيه ابنتهم الطبيبة لتنقذ الأم والوليد، ليضطر رب الأسرة الذى كان كارها لوجود الأسرة السورية، إلى تقبلهم على مضض نزولا على رغبة زوجته وتهديدها له بأن عليه الاختيار بينها وبين بقاء هؤلاء اللاجئين.

ذكرني ما حدث مع هذه الاسرة السورية ومع ما حدث ومازال يحدث من حوادث عنصرية فى بعض البلدان الأوروبية تجاه اللاجئين وحتى بعض المقيمين هناك، وبين ما يحدث فى مصر من فتح ذراعيها لكل لاجئ لها رغبة فى العيش بأمن وأمان للفارين من هول النزاعات والانقسامات والحروب، وإذا كانت مصر الدولة التى لا تتخلى أبدا عن دورها باعتبارها لأخت الكبرى لكل الأشقاء، فإن هذا الدور ينسحب أيضا على الشعب بأكمله، الذى لم يتذمر ولم يتعامل بقسوة مع من اعتبرهم ضيوفه حتى لو تجاوز عددهم 9 ملايبن، وهو ما يعادل تعداد بعض الدول.

قبل سنوات طويلة استقبلت مصر الأشقاء من الكويت عقب الغزو العراقي للكويت فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وبعدها استقبلت الأشقاء من العراق، وهم حتى الآن مازالوا جيراننا ويتملكون عقارات، ثم بعد ذلك الأشقاء من اليمن وسوريا، أما بالنسبة للأخوة من فلسطين فهم على مر السنين يعيشون بيننا، وأخيرا هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من السودان بعد الاضطرابات التى سادتها منذ عامين تقريبا.

كل من يعيش على أرض مصر فهو آمن، فلا اضطهاد ولا تنمر ولا مضايقات تذكر، وهؤلاء جميعا يعيشون ويعملون ويتعلم أبناؤهم فى المدارس المصرية، بل إنهم لديهم مشروعات استثمارية ومحلات ولنا فى المطاعم السورية المنتشرة فى معظم أحياء القاهرة خير دليل، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد الذى يعاني من آثاره المصريون، إلا أنهم لم يضيقوا بالضيوف، الذين تسبب وجودهم فى ارتفاع الإيجارات بشكل غير مسبوق وكذا ارتفاع أسعار العقارات والمواد الغذائية، وكما قال النائب علاء عابد أثناء مناقشة قانون لجوء الأجانب الأسبوع الماضي، فإن العقارات زادت بنسبة كبيرة والشقة التى كان سعرها مليون جنيه أصبح الآن سعرها خمسة ملايين جنيه، ومع ذلك مصر "لا قفلت ولا هتقفل بابها فى وش حد".

سلوكيات الناس فى الشارع مع الأشقاء من السودان الذين نزحوا بأعداد كبيرة، تنم عن كرم وإنسانية، فتجد من يدلهم عن الطريق وعن المواصلات ويساعد كبار السن منهم ويتعاطف مع صغارهم، هذه هى مصر وهذا شعبها.. صدق بها قوله سبحانه وتعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

مقالات مشابهة

  • كولر يعلن قائمة الأهلي لمواجهة استاد أبيدجان الإيفواري بدوري أبطال إفريقيا
  • بخط يد جلالة السلطان.. نص الكلمة السامية المكتوبة في مدرسة السلطان فيصل بن تركي
  • الزمالك يكشف تفاصيل المؤتمر الصحفى الخاص بمواجهة بلاك بولز
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • سيف على رقاب الجميع
  • حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة الأخيرة
  • مصطفى كامل يتدخل.. أرملة محمد رحيم تتشاجر مع أسرته بالمقابر
  • الركين
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: صنعاء وإن طال السفر
  • محمود عامر لـ "الفجر الفني": أسرار وكواليس جديدة في "المداح 5".. وحمادة هلال لديه كاريزما واحترام للجميع (حوار)