بوابة الوفد:
2025-04-07@07:16:54 GMT

مصطفى شردى

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

لقد منحنى الله فرصة الاقتراب من الأستاذ مصطفى شردى رئيس تحرير الوفد فى بداية عملى بالمحاماة والذى رشحنى للعمل بجريدة الوفد قبل الإصدار اليومى للجريدة، وكم استفدت منه رغم اختلاف المجال الذى يعمل به من عملى فى المحاماة، فكان الرجل رحمه الله أستاذا فى الحياة، وإنسانا فى التعامل مع البشر، لا يغضب أحدا منه، وقادرا على دفعك للأمام إذا وجد فيك ما يؤهلك لذلك.

والعجيب أن بعض الذين دفعهم فى حياته انطفأوا بعد رحيله للأسف، ليس لعيب فيهم ولكن لصفات الرجل الذى اكتسب بها حُب الناس حتى الذين اختلفوا معه. وشهادة حق سمعتها بنفسى من الأستاذ موسى صبرى بعد رحيل الفارس عندما ذكرت له اسم مصطفى شردى، قال: كان لديه «سنس» لم أستطع تفسير الكلمة فى حينها، ولكن بعد ذلك اتضح لى معناها، وهى تعنى رجل له رؤية فيما يعمل ومحترم لإدارته المهنة، فكان صحفيا بمعنى الكلمة، سألته من هو الصحفى الحقيقى لديه؟ قال من يمتلك ثلاثة أشياء.. حس الفنان «الفتوغرافى» أى الذى يستطيع أن يلتقط صورة للحدث، وأيضاً حس المجازفة أو بمعنى آخر عدم التردد وهذا ما يطلق عليه السبق الصحفى، لذلك يجب اقتناص الخبر بسرعة، والعنصر الثالث القدرة على الكتابة والتعبير، لذلك تجد الصحفى الحقيقى شجاعا والصحفى المتردد فى آخر الصف لا يصلح إلا لعمل واحد هو الطبل والشتم والشماتة.

لم نقصد أحداً!

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ذكريات من "السيرك"

لم أكن يوما ممن تستهويهم متعة مشاهدة عروض فقرات "الحيوانات المفترسة" فى السيرك، ولا أى عروض من هذا النوع، ولكن استهواني شغفي المهني فى بدايات رحلتى فى عالم الصحافة، لمعرفة كواليس عالم السيرك، فقررت الدخول من الأبواب الخلفية لهذا المبني المقام على كورنيش النيل بمنطقة العجوزة، والذى نشاهده جميعا فى الذهاب والإياب لمنطقة وسط البلد.

بدأت فى البحث عن رقم للتواصل مع مدربة الأسود الأشهر "محاسن الحلو" وقتها لم نكن نعرف الهاتف الجوال "الموبايل" وكنا كصحفيين نلهث وراء المصدر نطلبه فى المكتب فلا نجده، ثم نطلبه فى المنزل فلا يكون متواجدا أيضا، أو يكون الوقت غير مناسب، وهكذا نستمر فى رحلة التواصل تليفونيا مع المصدر لتحديد موعد للمقابلة، وفى ذلك الموضوع لى قصة شهيرة مع الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي والعالم الكبير سأرويها فى مقام آخر.

من خلال الاتصال بدليل التليفونات كنا نحصل على أرقام المؤسسات، وكان هناك كتيب كبير فى معظم البيوت يضم أرقام كل من يملك خط تليفون فى منزله، طلبت رقم السيرك القومي بالعجوزة، ثم طلبت التحدث إلى السيدة محاسن الحلو وبعد محاولات عدة ومن خلال تحويل المكالمة من شخص لآخر، تمكنت من محادثة السيدة التى تجلس دائما بين أقفاص الأسود التى تتولى تدريبها، واتفقت معها على زيارتها لعمل موضوع صحفى عن كواليس عالم السيرك.

فى الموعد المحدد وكان صباحا اتفقت مع زميلى المصور وتوجهنا إلى هناك، وعندما وصلنا اصطحبنا أحد العمال إلى غرفة في الفناء الخلفي للسيرك كانت تجلس فيها المدربة على حافة سرير وتطعم أسدا صغيرا وضعته على رجلها، فلما لاحظت قلقنا من الدخول، قالت "تعالوا متخافوش دا أسد لسه صغير وأنا اللى مربياه" تحدثت معها قليلا ثم اصطحبتني لجولة بين أقفاص الحيوانات المفترسة، شرحت فيها طرق الترويض ومعاملة الحيوان وحتى علاجه وطريقة إطعامه والتى تتم تحت إشراف أطباء بيطريين.

ما زلت أتذكر بعض الروائح المنبعثة من مخلفات هذه الحيوانات المفترسة، وتساءلت وقتها عن المتعة التى يستشعرها المدرب وهو يتعامل فى وضع بهذه الخطورة، وما هو الترفيه الذى ينشده الجمهور فى مشاهدة هذه العروض؟ تذكرت كل ذلك وأنا أتابع الحادث الذى وقع منذ أيام من هجوم نمر والتهامه ذراع أحد مساعدي المدرب أثناء عرض للسيرك بمدينة طنطا، وهو الحادث الذى أحدث ردود فعل واسعة على المستويين الرسمي والشعبي، حيث أعلن محافظ الغربية خلال زيارته للمصاب، عن منحه دعما ماليا فوريا ووظيفة جديدة وتوفير أفضل رعاية طبية بالتنسيق مع جامعة طنطا.

وطالب أعضاء بمجلس النواب بضرورة حظر استخدام الحيوانات المفترسة فى فقرات السيرك، وتفعيل قانون حيازة الحيوانات الخطرة الذى وافق عليه مجلس النواب قبل عامين تقريبا.

الحيوانات ملك شخصي للمدربين، والسيرك الذي أقيم في طنطا لشركة خاصة حصلت على تصريح بعد استيفاء الاشتراطات اللازمة، هذا ما أكده مدير السيرك القومي فى تصريحات صحفية، أن اشتراطات الأمان الموجودة فى السيرك القومي لم تتوافر فى هذا السيرك الذى تم نصبه بينما أسياخ القفص واسعة وسمحت بالتهام النمر لذراع العامل، الذى يتقاضى مكافأة يومية لا تزيد على مائتي جنيه، كما أفتقد المكان لمعظم وسائل الأمان، وترك الأمر للاجتهاد الشخصي ولنا فيما حدث خير شاهد.

ليتنا نمنع فقرات عروض الحيوانات المفترسة حتى لا نصدم كل فترة بحادث مفجع جديد.

مقالات مشابهة

  • ذكريات من "السيرك"
  • الفوضى بمعنى اللاسلطة
  • نتنياهو الخسران الأكبر
  • نقيب الصحفيين يتلقى العزاء في شقيقته بالمنوفية
  • مصطفى بكري: الدفاع عن الأرض حق مشروع.. فلماذا تطالبون بنزع سلاح المقاومة؟
  • بعد تنصيبه رئيسا لبرلمان الاتحاد من أجل المتوسط .. خبراء: أبو العينين لديه قدرات في دعم القضايا الإقليمية والاستثمار
  • نقيب الإعلاميين: الكلمة والصورة من أخطر الحروب المعاصرة ونخوض معركة وعى
  • كل لاعب لديه قصته .. عمر مرموش يعلق على مقارنته بـ محمد صلاح
  • دوري أبطال إفريقيا| بعثة الأهلي تغادر مطار القاهرة إلى موريتانيا‎ ‎
  • عبدالرحيم دقلو ليست لديه الجرأة الآن أن يظهر مباشرة أو يتجول بين المواطنين