باحثون يكتشفون تقنية جديدة لقياس النشاط الدماغي للأطفال الرُضع
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة لندن تقنية جديدة لقياس النشاط الدماغي للأطفال الرُضع.. حيث قدمت هذه التقنية التي تستخدم الموجات الضوئية غير الضارة لقياس النشاط في أدمغة الأطفال، الصورة الأكثر اكتمالاً حتى الآن لوظائف الدماغ، مثل السمع والرؤية والمعالجة المعرفية خارج ماسح الدماغ التقليدي المقيد.
وبحسب الدراسة، وجد جهاز تصوير الدماغ القابل للارتداء، والذي تم تطويره بالتعاون مع مختبرات «Gowerlabs» التابعة لجامعة لندن، نشاطًا غير متوقع في القشرة الجبهية، وهي منطقة من الدماغ تعالج العواطف، استجابة للمحفزات الاجتماعية، ما يؤكد أن الأطفال يبدأون في معالجة ما يحدث لهم من مواقف اجتماعية في وقت مبكر يصل إلى خمسة أشهر من العمر.
ويمكن لهذه التقنية الأحدث قياس النشاط العصبي عبر السطح الخارجي الكامل لدماغ الطفل، علما بأن النسخة السابقة التي طورها نفس الفريق، لم تتمكن من قياس النشاط إلا في جزء أو جزأين من دماغ الطفل في المرة الواحدة.
ويقول الباحثون إن هذه التقنية قد تساعد في رسم خريطة الاتصالات بين مناطق الدماغ المختلفة وتحديد ما يميز النمو العصبي النموذجي وغير النموذجي في المراحل المبكرة الحاسمة من الطفولة، وتسليط الضوء على ظروف التنوع العصبي مثل التوحد وعسر القراءة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
ومن جانبه، قال الدكتور ليام كولينز جونز، المؤلف الأول للدراسة من قسم الفيزياء الطبية والهندسة الطبية الحيوية بجامعة لندن وجامعة كامبريدج: «لقد طورنا سابقًا نهجًا للتصوير يمكنه رسم خريطة للنشاط في مناطق معينة من الدماغ، لكن هذا جعل من الصعب الحصول على صورة كاملة، حيث لم نتمكن إلا من التركيز على منطقة أو منطقتين بمعزل عن بعضهما البعض، بينما في الواقع تعمل أجزاء مختلفة من الدماغ معًا عند التنقل في سيناريوهات العالم الحقيقي».
وأضاف: «تسمح لنا الطريقة الجديدة بمراقبة ما يحدث عبر السطح الخارجي للدماغ بالكامل والذي يقع تحت فروة الرأس، وهي خطوة كبيرة إلى الأمام، كونها تفتح إمكانيات لتحديد التفاعلات بين مناطق مختلفة واكتشاف النشاط في مناطق ربما لم نكن نعرفها من قبل».
وتابع أن «هذه الصورة الأكثر اكتمالاً لنشاط الدماغ يمكن أن تعزز فهمنا لكيفية عمل دماغ الطفل أثناء تفاعله مع العالم المحيط، مما قد يساعدنا في تحسين الدعم للأطفال المتنوعين عصبيًا في وقت مبكر من الحياة».
وقالت الأستاذة إميلي جونز، مؤلفة الدراسة من كلية بيركبيك، جامعة لندن: «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها قياس الاختلافات في النشاط عبر هذه المنطقة الواسعة من الدماغ لدى الأطفال باستخدام جهاز يمكن ارتداؤه، بما في ذلك أجزاء الدماغ المشاركة في معالجة الصوت والرؤية والعواطف».
وأضافت أن «التكنولوجيا التي تم تطويرها واختبارها في هذه الدراسة تشكل حجر الأساس نحو فهم أفضل للعمليات الدماغية التي تشكل أساس التطور الاجتماعي، والتي لم نتمكن من مراقبتها من قبل، خارج الحدود المقيدة للغاية لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي».
وتابعت: «بفضل هذا، يجب أن نكون قادرين على رؤية ما يحدث في أدمغة الأطفال أثناء لعبهم وتعلمهم وتفاعلهم مع الآخرين بطريقة طبيعية للغاية».
وأشارت الدراسة إلى أنه تم اختبار الجهاز الجديد على ستة عشر طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين خمسة إلى سبعة أشهر، وأثناء ارتداء الجهاز، جلس الأطفال في حضن والديهم وتم عرض مقاطع فيديو لممثلين يغنون أغاني الأطفال لمحاكاة سيناريو اجتماعي، ومقاطع فيديو لألعاب متحركة، مثل كرة تتدحرج على منحدر، لمحاكاة سيناريو غير اجتماعي.
وقد لاحظ الباحثون اختلافات في نشاط الدماغ بين السيناريوهين، فبالإضافة إلى النتائج غير المتوقعة في القشرة الجبهية الأمامية التي لوحظ استجابتها للمحفزات الاجتماعية، وجد الباحثون أن النشاط كان أكثر توطينًا استجابة للمحفزات الاجتماعية مقارنة بالمحفزات غير الاجتماعية، مما يؤكد النتائج السابقة من التصوير العصبي البصري ودراسات التصوير بالرنين المغناطيسي.
وحاليًا، الطريقة الأكثر شمولاً لمعرفة ما يحدث في الدماغ البشري هي التصوير بالرنين المغناطيسي «MRI»، والذي يتضمن استلقاء الشخص ساكنًا داخل الماسح الضوئي لمدة 30 دقيقة أو أكثر.
والعيب في هذا النهج هو أنه من الصعب محاكاة السيناريوهات الطبيعية، مثل التفاعل مع شخص آخر أو أداء مهمة، وخاصة مع الرضع الذين قد يحتاجون إلى النوم أو التقييد حتى يتمكن التصوير بالرنين المغناطيسي من تصوير نشاط أدمغتهم بنجاح.
وللتغلب على هذه المشكلة، استخدم فريق الباحثين في السنوات الأخيرة شكلاً من أشكال التصوير العصبي البصري، يسمى التصوير المقطعي البصري عالي الكثافة «HD-DOT»، لتطوير أجهزة يمكن ارتداؤها قادرة على دراسة نشاط الدماغ بشكل أكثر طبيعية.. كما تتمتع هذه التكنولوجيا بفائدة كونها أرخص وأكثر قابلية للحمل من التصوير بالرنين المغناطيسي.
وفي الدراسة الجديدة، طور الباحثون طريقة التصوير العصبي البصري HD-DOT القادرة على مسح رأس الرضيع بالكامل.
اقرأ أيضاًبسرعة 10 جيجابايت في الثانية.. موعد تطبيق تقنية الجيل الخامس «5G»
«صدق أولا تصدق».. اختراع تقنية جديدة تتحكم بعقل الإنسان عن بعد
تقنية جديدة قد تطيل عمر بطاريات أجهزة أبل 100 مرة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تأثير الهواتف الذكية على الاطفال التصویر بالرنین المغناطیسی نشاط الدماغ تقنیة جدیدة من الدماغ ما یحدث نشاط ا
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يفتتح المرحلة الثانية لقسم الأورام بطنطا
افتتح اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية المرحلة الثانية من قسم أورام الأطفال بمركز أورام طنطا والتي تم إنشاؤها بتكلفة 2 مليون جنيه لتوفير الرعاية الصحية المتكاملة للأطفال المصابين بالسرطان وذلك في إطار جهود الدولة لدعم وتطوير القطاع الصحي، جاء ذلك بحضور الدكتور إسحاق جميل نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة والدكتور أسامة بلبل وكيل وزارة الصحة بالغربية والدكتور محمد شوقي الموافي مدير مركز أورام طنطا، الأستاذ ممدوح النجار رئيس حي أول طنطا.
محافظ الغربية:خطة الدولة لدعم وتطوير المنشآت الصحية خاصةوأكد اللواء أشرف الجندي أن افتتاح هذه المرحلة يأتي ضمن خطة الدولة لدعم وتطوير المنشآت الصحية خاصة تلك التي تقدم خدماتها للأطفال المرضى مشيرًا إلى أن المحافظة تولي اهتمامًا خاصًا بمرضى الأورام وتعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان تقديم أفضل رعاية صحية لهم
وأضاف أن المرحلة الجديدة تضم 8 غرف داخلية مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية بإجمالي 20 سريرًا ليصل العدد الإجمالي لأسرة القسم بعد المرحلتين الأولى والثانية إلى 37 سريرًا لخدمة الأطفال مرضى السرطان، وأشار المحافظ إلى أن المرحلة الأولى من القسم التي تم افتتاحها في يناير الماضي تضمنت 17 سريرًا و5 أسرة للعناية المركزة مزودة بأحدث الأجهزة الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة المراقبة مونيتور بالإضافة إلى وحدة مجهزة للعلاج الكيماوي وأخرى لسحب عينات التحاليل.
محافظ الغربية:القسم يخدم العديد من محافظات الدلتاوأوضح الجندي أن القسم يخدم العديد من محافظات الدلتا منها الغربية وكفر الشيخ والمنوفية والبحيرة ما يجعله مركزًا طبيًا حيويًا لعلاج الأطفال الذين يعانون من أمراض الأورام في هذه المحافظات.
كما أكد المحافظ أن القسم بالكامل قد تم تجهيزه بأثاث فندقي مقاوم للبكتيريا لضمان بيئة آمنة وصحية للأطفال المرضى بما يتماشى مع أحدث المعايير الطبية العالمية في مكافحة العدوى وتحسين تجربة المرضى داخل المستشفى.
وخلال جولته بالقسم حرص محافظ الغربية على المرور على الأطفال المرضى في غرفهم حيث استمع إلى قصصهم وأحلامهم وتبادل معهم الحديث في أجواء مليئة بالمودة والاهتمام مؤكدًا لهم أن الدولة لا تدخر جهدًا في توفير أفضل رعاية صحية لهم
وقام المحافظ بإهداء الأطفال الهدايا وفوانيس رمضان مما رسم الابتسامة على وجوههم وأضفى جوًا من الفرح داخل القسم حيث عبر الأطفال وذووهم عن سعادتهم بهذه المبادرة التي جاءت لإدخال البهجة على قلوبهم خلال الشهر الكريم
وأكد المحافظ أن رؤية الفرحة في عيون الأطفال المرضى هي أكبر حافز لمواصلة العمل على تطوير الخدمات الطبية المقدمة لهم مشيرًا إلى أن المحافظة ستظل داعمة لكل الجهود التي تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة وخاصة مرضى الأورام.
وفي ختام زيارته شدد اللواء أشرف الجندي على أن الدولة لن تتوانى عن دعم الأطفال المرضى وأسرهم وأن المحافظة مستمرة في تطوير المنشآت الطبية لضمان حصول كل طفل على حقه في العلاج بأفضل الوسائل المتاحة.
كما وجه المحافظ رسالة أمل وتفاؤل للأطفال المرضى مؤكدًا أن المجتمع بأكمله يقف بجانبهم في رحلتهم نحو الشفاء وأنهم سيظلون دائمًا في قلب اهتمام الدولة والمحافظة لأنهم أمل المستقبل وأغلى ما تملكه مصر.