"مؤشرات التنمية البشرية في مصر والعالم".. ورشة عمل بمعهد الاقتصاد الزراعي
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
ترتكز جهود الدولة المصرية على تنمية العنصر البشرى كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ مشروعات ومبادرات تنموية كبرى في قطاعات التعليم والبحث العلمي والصحة والإسكان والمرافق.
وفى ضوء توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بضرورة الاهتمام بالباحثين بمركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء وتوفير الدعم والمناخ الملائم لتحسين بيئة العمل البحثي والابتكاري، وتحت رعاية د عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية.
مؤشرات التنمية
نظم معهد بحوث الاقتصاد الزراعي ورشة عمل بعنوان "مؤشرات التنمية البشرية في مصر والعالم" وقال د عبد الوكيل أبو طالب القائم بأعمال مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعي، ان
الورشة استهدفت التعريف بمفهوم التنمية البشرية، عرض لتطور قياس التنمية، مبررات ودواعي اللجوء لمؤشرات التنمية، خصائص مؤشر التنمية الجيد، تصنيف مؤشرات التنمية، معايير تقييم مؤشرات التنمية البشرية، وعرض للتصنيفات المختلفة لمؤشرات التنمية، عرض لمؤشرات التنمية البشرية في مصر والعالم. وقد حضر ورشة العمل أعضاء الهيئة البحثية بالمعهد والمعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية وبعض الخبراء، وطلاب كليات الزراعة من الجامعات المصرية.
وأضاف عبد الوكيل أنه من خلال المناقشات وتبادل الخبرات بين السادة الحاضرين توصلت ورشة العمل إلى بعض التوصيات كالآتي:
- الاستدامة على إصدار تقارير التنمية الريفية التي يصدرها معهد بحوث الاقتصاد الزراعي وأن تكون على مستوى محافظات الجمهورية.
- الاستفادة من دلائل وتقارير التنمية البشرية في إعداد الدراسات والبحوث بما يساعد على تحسين الانتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي للقطاعات الاقتصادية بصفة عامة والقطاع الزراعي بصفة خاصة.
- يجب الاستفادة من مؤشرات التنمية البشرية في مختلف محافظات الجمهورية بما يساعد في تحقيق تنمية ريفية حقيقية وتخفيض الفقر في الريف المصري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مؤشرات التنمية مركز البحوث الزراعية الصحراء بحوث الاقتصاد الزراعي التنمية البشرية الاقتصاد الزراعی
إقرأ أيضاً:
شواطىء.. الأنثروبولوجيا.. الإنسـان والعــالم (1)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
جرت العادة أن يدرس علم الأنثروبولوجيا العلاقات الاجتماعية في مجموعة محدودة، آخذا في الاعتبار سياقها الجغرافي والتاريخي والسياسي، ولكن اليوم أصبح السياق كوكبياَ. أما بالنسبة للعلاقات فقد تغيرت طبيعتها وشكلها مع تطور تكنولوجيا الاتصالات التي تتدخل في إعادة ترسيم حدود السياق والعلاقات التي تتم فيه. وهكذا نعيد النظر في الفرق بين الأثنولوجيا بوصفها ملاحظة محدودة المكان، والأنثروبولوجيا بوصفها وجهة نظر أعم ومقارنة.
فكل إثنولوجيا في عصرنا هذا هي بالضرورة أنثروبولوجيا. وكذلك البعد الانعكاسي للملاحظة الأنثروبولوجية التي كانت دوماَ ذات أهمية قصوى، فقد اكتسبت حقيقة جديدة منذ أن انتمينا كلنا للعالم نفسه تحت عدة مظاهر، وفى الوقت نفسه ينتمي الملاحظ –أيا كان –إلى من يلاحظهم ويصبح مواطناَ مثلهم.
كان عالم الأنثروبولوجيا نفسه، أيا كانت درجه خروجه عن جذوره واضطراره للابتعاد عن أصوله، يحاول أن يوصل إلى من يخبرهم، أي من يستقى منهم المعلومات، أن ما يعتبرونه طبيعياَ وأكيدًا إنما هو ثقافي وإشكالي. فمن الآن وصاعداَ تكون مهمته الكبرى أن يأخذ على عاتقه هذه الرسالة الحرجة، ليس فقط في مجتمعة المحدود، بل أيضاَ في هذا الكيان المتنوع الذي نسميه العالم الشامل الذي ينتمي إليه مع الآخرين. فلم نكن يوماَ أحوج ما نكون إلى نظرة أنثروبولوجية ناقدة مثل اليوم. ولم تكن يوماَ هذه النظرة أصعب ما يكون مثل اليوم، بما أن معايير الطبيعي والأكيد قد تغيرت.
إن أولى المنافع التي يطالب بها الأنثروبولوجي تتعلق بتحري الدقة، بحيث يستطيع أن يتوصل إلى الانتباه إلى النظام الرمزي لمجموعة ما في المجتمع، وهذا النظام هو ما نطلق عليه أحيانا َلفظة (ثقافة)، ولكن هذا المفهوم للثقافة لا يعنى مجرد كيان من التمثيل، بل إن الثقافة هي نظرية الطبيعة، والقانون المدني، وطريقة استخدامه في الوقت نفسه.
والنظرة الأنثروبولوجية تأبى إلا أن تكون ناقدة تجاه كل ثقافة. فالأنثروبولوجي لا يكفي بالاستماع لكل ما يقال له، ولكنه يطلب أيضاَ أن يرى. فهو لا يخدع، فلا يشك في أحد معين، ولكنه يعرف بالتجربة أنه لا يوجد مجتمع بدون سلطة، ولا قانون اجتماعي يقوم على المساواة. وفى هذا الاتجاه تكون نظرته هادمة بالطبيعة، وتكون أولى مهامه على الأرض تعليم من يستقى منهم المعلومات بالتدريج، ومن خلال وجوده فقط، بل أيضاَ بملاحظاته والأسئلة التي يوجهها إليهم، وإلى حد ما اعتباطي. وهو يرى نفسه يعطى المعالجة نفسها، ويسأل بدوره "وعندك كيف يكون الأمر؟"، وما يمنعه ليس الفرق النسبي بين الثقافات، بل على الأحرى القاعدة المشتركة للتمثيل المتنوع التي تستخدمه.
ولأن النظرية الاجتماعية لم تأت من فراغ، ففي بعض المجموعات الإنسانية التي يمكن أن ندرسها، دائماَ ما توجد ثمره الملاحظة والتخمين الفكري، وعلى الأصح فإنها من البعد الاعتباطي للرمزية التي لاحظها شتراوس (منذ ظهور اللغة التي عرفها العالم )، ومن خلال الملاحظة الواعية والمبنية على الواقع، ومن هنا يأتي التناقض؛ مهما كانت مختلفة ومتنوعة، فإن الثقافات كانت دائماَ، في أعين الإثنولوجى الذي يلاحظها أو الذي يتعرف عليها من خلال أعمال زملائه، تبدو مألوفة بحيث يمكن مقاربتها والمقارنة بينها. وفى هذه النقطة تولد إمكانية عمل ليس فقط دراسة أنثروبولوجية مقارنة، بل أيضاَ أنثروبولوجيا نظرية. ونقصد بهذا أنه من حيث إن النظم المحلية تسأل عن أكبر الموضوعات الإشكالية (الحياة والموت، الميلاد، والوراثة، والعلاقة بين الرجل والمرأة،.. الخ)، وهي تهم كل تفكير فلسفي، بغض النظر عن الطابع المميز اجتماعياَ للإجابات عن الأسئلة المطروحة.
يقول البروفسور مارك أوجية أستاذ الأنثروبولوجيا الفرنسي في كتاب "الأنثروبولوجيا والعالم الشامل" والذي نقلته إلى العربية رانيا الحسيني والصادر حديثا عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة. لقد تحدثت مرة أو مرتين عن (الأنثروبولوجيا التحليلية)، ولكنني لم أكن أقصد أن أتحدث عن منهج، وذلك لأنه ببساطة غير موجود. وقد قلت لنفسي على سبيل الدعابة، إن أساس الأبعاد الأربعة المفضلة لدى الإنثولوجى (البنوة، والمصاهرة، والإقامة، والجيل)، بشرط أن نأخذها بمعناها الأشمل، يمكننا أن نلقى الضوء على الأفراد، وليس على المجموعات، حيث نستطيع تنظيم كلام كل فرد عن نفسه وتحليله، والذي ربما يقوله ليتخفف من الضغط النفسي، أو على سبيل الفضفضة، أو يلقى نظرة على ماضيه.
نظريا لدى كل متخصص في علم الأعراق مقدرة على الإنصات، تمكنه من مواجهة أحاديث قد لا يملك الوسائل الذهنية لتفسيرها. حينئذ يقع بين نقطة التقاء الرمزية الاجتماعية والخيال الفردي. فيجب عليه أن يعلمه ويدركه وأن يعرف أن يتوقف أمام ما يرتسم وما يتراءى له في أفق بحثه، الذي لا يكتمل فعلا إلا إذا نجح في تحديد مناطق فراغ، والخطوط التي فاتته، والآثار الدالة على عدم اكتماله. كما أن الطب النفسي الإثنولوجى، على ما يبدو، قد أنتج أعمالا مبهرة متمسكاَ بالملاحظة.
ولكي أكون أكثر دقة سوف أضيف ثلاث ملاحظات: الملاحظة الأولى، إننا نشهد اليوم، ومع تطور تكنولوجيا الاتصالات، إفراطاَ في استعراض، بل تعرية النفس بشتى الطرق، وقد خلق هذا نوعاَ جديداَ من العلاقات عن طريق الشاشات، مما جعل في الوقت نفسه مسألة العلاقات مع الآخرين ومع النفس أكثر تعقيداَ. إن هذا الظهور المزدوج والإشكال يشكل موضوعاَ بحثياَ جديداَ ذا جوهر أنثروبولوجي.
الملاحظة الثانية، إن الأبحاث التي تخص علم الأعراق في هذا الموضوع لا نستطيع اختصارها إلى (إثنولوجيا الويب)، إن إعادة استخدام مفهوم (الحدث الاجتماعي الكامل) تفرض نفسها هنا. إذ يجب إعادة تعريف مفهوم السياق.
الملاحظة الثالثة، إنه يجب أن نحترس من الخلط بين الأنواع، وألا نخلط الدراسات المنتمية إلى إثنولوجيا الانغماس الضرورية والملاحظات الأكثر تفصيلاَ وعمقاَ في (إثنولوجيا اللقاء)، فالأخيرة يمكنها صياغة الافتراضات واقتراح البديهيات، لكن الرحلات الميدانية على المقارنات المتعلقة (بإثنولوجيا اللقاء) إلا بعد ممارسة طويلة للفرعين الآخرين، آخذين في الحسبان المعايير الأنثروبولوجية الكبرى. لكن نظرًا لعدم إمكانية ذلك، فقد نلجأ لعمل أبحاث وثائقية، أو تحقيقات صحفية عالية الجودة، لكنها ليست لها علاقة حقيقية بعلم الأنثروبولوجيا.
وللحديث بقية