عربي21:
2025-04-07@04:32:13 GMT

ليت هؤلاء العلماء شرحوا الأحاديث النبوية

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

خدمت السنة النبوية قديما خدمة جليلة، ولا يزال من يخدمها الآن لكن في نفس الإطار القديم، وهو لا يخرج عن إطار إما العناية بالسند تصحيحا وتضعيفا، أو شرحا للسنة بالطريقة القديمة، التي شرح بها ابن حجر وابن بطال والعيني وغيرهم صحيح البخاري، أو النووي والقاضي عياض والأبي وغيرهم صحيح مسلم، وهي شروح كانت مناسبة لزمانها، فهي مفيدة لطلبة العلم، وللمختصين في علوم الحديث.


وقد كانت تؤدي غرضها، وتسد ثغرة في زمانهم، ولا تزال تفيد كل باحث وطالب علم مختص في علم الحديث، أو العلوم الشرعية، بحكم أن الدراسات الشرعية لا تخلو من الاستشهاد بالنصوص القرآنية والنبوية.

ولكننا نفتقد لشروح معاصرة لكتب السنة، سواء صحيحي البخاري ومسلم، أو كتب السنة الأخرى: كسنن أبي داود، وابن ماجه، والنسائي، والترمذي، وغيرها من دوواوين السنة، والتي لا زالت تفتقد شرحا معاصرا، لا يخاطب أهل التخصص فقط، بل تخاطب أصحاب الثقافة العامة، فيشعر من يقرؤها بارتباطه بهذه الأحاديث، وحسن فهمه لها.

لقد كان علم تفسير القرآن الكريم بلغة عصرية، أكثر توافرا في عصرنا، فرأينا تفسير المنار للإمامين محمد عبده ورشيد رضا، وتفسير الشيخ شلتوت للأجزاء العشرة الأولى من القرآن، وفي ظلال القرآن لسيد قطب، وبخاصة في طبعته الأولى، والتفسير الواضح لمحمد محمود حجازي، ونحو تفسير موضوعي للشيخ محمد الغزالي، والتفسير الموضوعي للقرآن الكريم للدكتور محمد البهي، وإن لم يكمله، ومحاولات أخرى مهمة.

نفتقد لشروح معاصرة لكتب السنة، سواء صحيحي البخاري ومسلم، أو كتب السنة الأخرى: كسنن أبي داود، وابن ماجه، والنسائي، والترمذي، وغيرها من دوواوين السنة، والتي لا زالت تفتقد شرحا معاصرا، لا يخاطب أهل التخصص فقط، بل تخاطب أصحاب الثقافة العامة، فيشعر من يقرؤها بارتباطه بهذه الأحاديث، وحسن فهمه لها.لكننا لا زلنا نفتقد شرحا للسنة النبوية بهذه الطريقة، يخاطب بها المعاصرين، دون الدخول في التفاصيل العلمية الدقيقة التي سيجدها القارئ في كتب التراث، يكون شرحا ابن زماننا، كما كانت شروح السابقين بنت زمانها، ولذا كان مفيدا ومهما لزمانهم وما تلاه من أزمنة، وقد وجدت في زماننا المعاصر بعض علمائنا قد خاضوا بدايات ولكنها لم تكتمل، كانت شرحا للسنة النبوية، فقد كانت محاولات جزئية في موضوعات محددة، ولكنها نمت عن قدرة لديهم لشرح ديوان من دوواوين السنة كاملا، لامتلاكه رؤية واضحة تجمع بين الخطاب المعاصر، والرؤية الواضحة لأبعاد القرآن الكريم، وهضم شديد للسنة، من هؤلاء أربعة نماذج معاصرة لكنهم انتقلوا إلى رحمة الله تعالى، وهم الشيوخ والأساتذة: محمد الغزالي، ويوسف القرضاوي، وخالد محمد خالد، وعبد الصبور شاهين.

فقد رأينا الشيخ الغزالي رحمه الله في كتابه: (كنوز من السنة)، وفي عدة كتب أخرى، تتضح في رأسه وفهمه ارتباط السنة بالقرآن، وفهم خريطتهما فهما دقيقا وعميقا، مثل كتبه: (خلق المسلم)، و(فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء)، ففي الكتاب الأخير اتضح ربط الرجل للذكر النبوي في أذكار تتلى في مناسبات مختلفة، يربطها بنظرة الإسلام لكل مظاهر الحياة، ومظاهر التدين، وكل مجالات العبادة والمعاملة والخلق.

وكذلك الشيخ القرضاوي رحمه الله، من نظر في كتاباته عن السنة، وبعض شروحه ونظراته لها، مثل كتبه: (في رحاب السنة) و(السنة مصدرا للمعرفة والحضارة)، وعدد من كتبه التي تناول فيها شروحا لموضوعات تجد له عبارات ليست في كتب السابقين، وهو ما انتبه إليه العالم الجليل المرحوم الدكتور موسى شاهين لاشين، بل طلب منه شرح السنة، لأنه يجد في كلامه دائما كلاما ليس منقولا من الكتب، وهي نفس الرغبة التي نقلها إليه الشيخ الغزالي رحمه الله، فقد طلب إليه أن يشرح ديوانا من دوواين السنة، كالبخاري أو مسلم.

أما خالد محمد خالد، فقد كان نموذجا لم يلتفت إليه الباحثون والدارسون في عطائه في هذا الجانب، فقد كان لديه اهتمام مبكر بشرح الأحاديث النبوية، فكان من كتاباته في بدايات التأليف، كتابه: (لقاء مع الرسول) والذي كتبه مقالات في نهاية الأربعينيات، قام فيه بشرح عدة أحاديث في عدة موضوعات مختلفة، ثم كان كتابه الأبرز والأهم: (كما تحدث الرسول)، والذي بدأه في مطلع الستينيات في عدة أجزاء ثم جمعه في مجلد كبير، لم يكن للرجل من مرجع سوى دوواوين السنة، ثم يشرحها شرحا معاصرا بلغة أدبية عالية، لا يجهلها من يدمن قراءة كتب خالد محمد خالد، يقف فيها الرجل على معاني ولفتات فكرية في غاية الأهمية، ليست منقولة من كتب تراثية أو معاصرة.

أما عبد الصبور شاهين، فقد كان اكتشافا لم ينتبه إليه أحد في هذا الميدان، قام في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بإذاعة حلقات في إذاعة القرآن الكريم بمصر، كانت شرحا لكتاب الحج من صحيح الإمام البخاري، لم أشعر أن الرجل يشرح الحج الذي نعرفه، ولا صحيح البخاري الذي نقرؤه ونحفظه، فقد ذهب بعيدا في الشرح، على غير ما نقرأ في كتب التراث، يتحدث عن الحج وأحكامه، لكن حديثه معاصر بكل ما تعنيه المعاصرة، يعالج قضايا حية، لا يتحدث طويلا في الأحكام، بل يغوص في معاني جديدة وأسرار وحكم في النصوص، يربطها بالقرآن الكريم ربطا عجيبا، ويسقط ذلك كله على واقعنا، وكأن النصوص تنزل من جديد لتخاطب الإنسان المعاصر.

كنت أتمنى لو شرحت دوواوين السنة، بأقلام هؤلاء، وبنظرتهم الوسطية المعتدلة، والتي تجمع بين عمق التأمل في كتاب الله، وحسن التبصر في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا تشعرك بما يقع فيه البعض وكأن السنة تعارض القرآن، أو كأنها لا تصلح للشرح إلا بلغة القدماء، وهم كانوا قادرين على ذلك، لكنهم تركوا نماذج لمن يسير على الدرب، أو يبدؤه.

أعتقد أن السنة لا تزال بحاجة ماسة، لمثل هذه الشروح، بهذا الفهم والرؤية التي تنظر للنصوص القرآنية والنبوية، كوحدة متكاملة، يكمل بعضها بعضا، ويشد بعضها بعضا، يصل القارئ المعاصر بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويحببه في قراءتها، ولا يشعر عند قراءتها بصعوبة، أو غرابة، أو الحاجة لاختصار شرح من الشروح القديمة، مع تيسير لمفرداته، فالأيسر وواجب الوقت والعصر، هو هذا الشرح.لكن؛ هناك مفكر وعالم كبير، لا يزال على قيد الحياة والحمد لله، وهو من أبرز الرواد في هذه المدرسة، ليته يقوم بهذا العمل، وهو على ذلك قادر، وهو أستاذنا الدكتور محمد سليم العوا، فهو يملك أن يقوم بهذا الجهد، وينطلق في هذا المشروع، ولو شق ذلك عليه كتابة، فليقم به شرحا في محاضرات، كما فعل في موضوعات أخرى، مثل: شرح مقدمة ابن خلدون، وشرح إحياء علوم الدين، في حلقات على اليوتيوب على صفحة فضيلته، ثم يقوم طلبة العلم بتفريغه تحت إشرافه، كما فعل في كثير من كتبه الأخيرة التي كانت محاضرات ثم جمعت، فيقوم بشرح أحد كتب الصحاح، سواء البخاري أو مسلم.

فالعوا يملك فهما دقيقا للقرآن والسنة، وحسن استشهاد واستدلال بهما، يدل على وضوح بوصلتهما في رأسه، ومن يقف على عطائه الفكري والفقهي يدرك ذلك بوضوح، كما يملك لغة أدبية عالية، بل آسرة، سواء في فهم النصوص، أو في عرضها، أو في الحديث، وهو ما يعد من أهم الشروط المطلوبة فيمن يشرح السنة للقارئ المعاصر، فلغته سلسة لا تعقيد فيها، ولا إغراب، ولا إلغاز، فليته يبدأ، ومن الله العون والمدد.

أعتقد أن السنة لا تزال بحاجة ماسة، لمثل هذه الشروح، بهذا الفهم والرؤية التي تنظر للنصوص القرآنية والنبوية، كوحدة متكاملة، يكمل بعضها بعضا، ويشد بعضها بعضا، يصل القارئ المعاصر بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويحببه في قراءتها، ولا يشعر عند قراءتها بصعوبة، أو غرابة، أو الحاجة لاختصار شرح من الشروح القديمة، مع تيسير لمفرداته، فالأيسر وواجب الوقت والعصر، هو هذا الشرح.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السنة اسلام سنة رأي بحوث مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القرآن الکریم کتب السنة فقد کان

إقرأ أيضاً:

ما الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا المصرية؟| التعليم تقدم شرحا جديدا الآن

نشرت مديريات التربية والتعليم ، بيانا عاجلا لشرح الفرق بين نظام الثانوية العامة و نظام البكالوريا المصرية المقترح كبديل للثانوية العامة

نظام الثانوية العامة

حيث قالت مديريات التربية والتعليم ، أنه في نظام الثانوية العامة :

 عدد المواد الدراسية في الثانوية العامة ذات السنة الواحدة حاليا 5 مواد في 3 ثانوي نظام الثانوية العامة ينقسم لشعب علمي علوم وعلمي رياضة وأدبي يركز نظام الثانوية العامة على فصل المواد العلمية عن الأدبية ولا يتيح للطلاب اختيار المواد في نظام الثانوية العامة تكون مادة اللغة الأجنبية الثانية غير مضافة للمجموع في نظام الثانوية العامة تعتبر اللغة العربية مادة أساسية في 3 ثانوي في نظام الثانوية العامة تكون مادة التربية الدينية غير مضافة للمجموع الثانوية العامة الحالية تعتمد على السنة النهائية "  3 ثانوي" في حساب مجموع الطالب لدخول الطالب الثانوية العامة الحالية تتيح للطالب فرصة امتحانية واحدة بالدور الأول ثم امتحان دور ثاني بنصف الدرجة في الثانوية العامة لا يوجد تحسين للمجموعنظام البكالوريا المصرية

أما عن نظام البكالوريا المصرية المقترح فقد أوضحت مديريات التربية والتعليم أن تفاصيله كالتالي :

 في البكالوريا المصرية تكون المواد 7 مواد بالصفين الثاني والثالث الثانوي البكالوريا المصرية تعتمد على 4 مسارات وهي : الطب وعلوم الحياة - الأعمال - الهندسة وعلوم الحاسب - الآداب والفنون يتيح نظام البكالوريا المصرية للطلاب اختيار مواد تخصصهم في البكالوريا المصرية أصبحت مادة اللغة الأجنبية الثانية مادة تخصص في مسار الاداب والفنون يختار الطالب بينها وبين علم النفس يدرس الطالب في البكالوريا المصرية اللغة العربية في 2 ثانوي ولا يدرسها في 3 ثانوي التربية الدينية مادة أساسية في نظام البكالوريا المصرية وتضاف للمجموع في نظام البكالوريا المصرية يتم محاسبة الطالب على درجاته الأعلى في الصفين الثاني والثالث في نظام البكالوريا المصرية سوف تم منح الطالب أكثر من فرصة امتحانية بمقابل لكل امتحان 500 جنيه رسم امتحان تحتسب للطالب كل المحاولات التي تقدم بها وترصد كافة درجات محاولاته وترسل لمكتب التنسيق لإعمال شأنهالثانوية العامة 2025 |التعليم تعفي هؤلاء الطلاب من امتحان اللغة الأجنبية الثانيةجدول امتحانات الثانوية العامة 2025 | قرار نهائي بشأن مواعيدها "بالأيام والتواريخ"ستظهر كوارث.. تربوي يحذر من مخاطر عقد امتحانات الثانوية العامة بالجامعاتكيف تنجح التعليم في عقد امتحانات الثانوية العامة بالجامعات؟| خبير يحسم الجدلمزايا نظام البكالوريا المصرية


وأوضحت مديريات التربية والتعليم مزايا نظام البكالوريا المصرية مؤكدة انها تتمثل فيما يلي :


* خفض عدد المواد : نظرا لاعتماد البكالوريا المصرية على عامين دراسيين وتوزيع مواد اقل عليهما ، وبالتالي يوزع جهد الطالب ويخفف الضغط عليه وتتاح له فرصة افضل للحصول على أعلى الدرجات

* مسارات تخصصية أكثر وأشمل : حيث يعتمد البكالوريا المصرية على 4 مسارات اشمل من مسارات الثانوية العامة ، ويتضمن النظام تعليما متعدد التخصصات من المواد العلمية والأدبية والفنية ويدمج النظام الجديد المواد بشكل يجعل الطلاب يتعلمون بتقاطع المجالات المختلفة مما يعزز الفهم الشامل والمتكامل

* المرونة في اختيار المواد : حيث يتيح نظام البكالوريا المصرية للطلاب فرصة اختيار مواد تخصصهم لتتناسب مع اهتماماتهم وتوزيع المواد على المسارات بشكل يتناسب مع كل تخصص

* إضافة مواد جديدة : ففي نظام البكالوريا المصرية تم إضافة مواد جديدة مثل تاريخ مصر مما يدعم التنوع واكتساب الطلبة لمهارات جديدة وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء

* تعزيز القيم الدينية الصحيحة : من خلال جعل التربية الدينية مادة أساسية تضاف للمجموع ، ويتم تعزيز القيم الدينية الصحيحة لدى الطلاب والابتعاد عن القيم غير الصحيحة

* التركيز على المهارات والتفكير الإبداعي : حيث يشجع نظام البكالوريا المصرية على التفكير النقدي والتحليلي بدلا من الاعتماد على الحفظ والتلقين

* تقسيم المواد والتقييم المستمر : حيث يعتمد نظام البكالوريا المصرية على التقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين على الأقل مما يساعد على قياس مدى تطور الطلاب 

مقالات مشابهة

  • طاعات بعد رمضان.. عبادات احرص عليها في هذه الأيام
  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • دعاء الرياح والعواصف الرملية كما ورد فى السنة النبوية
  • آمال ماهر: قسوة كانت أغنيتي أولًا قبل أن يعيد محمد عبده تلحينها.. فيديو
  • محمد أبو داوود: لا يهمني حجم الدور.. و5 مشاهد في الاختيار 3 كانت كافية لصنع التأثير
  • كريمة أبو العينين تكتب: الجار السفيه
  • ما الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا المصرية؟| التعليم تقدم شرحا جديدا الآن
  • هل الله يأمر ملك الموت بقبض الأرواح لهذه السنة في شوال؟.. انتبه
  • حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها
  • عاجل | السيد القائد: المنظمات الدولية تشهد على المجاعة في قطاع غزة ونفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت توزع الخبر لأبناء الشعب الفلسطيني