الأمم المتحدة: أرواح مئات الآلاف مهددة بالفاشر في جنوب غربي السودان
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
نيويورك: «الشرق الأوسط»
حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة، أمس (الأربعاء)، من أنّ أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهدّدة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة في غرب السودان والمحاصرة من جانب «قوات الدعم السريع»، معربين عن قلقهم من تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».
تجدّدت المعارك العنيفة، السبت الماضي، في الفاشر حيث تشنّ «قوات الدعم السريع» هجوماً للسيطرة على المدينة الواقعة جنوب غربي البلاد.
والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» رغم أنها تحاصرها منذ مايو (أيار).
ومنذ أبريل (نيسان) 2023 يشهد السودان حرباً مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، أمام مجلس الأمن الدولي إنّ «مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي».
وأضافت أنّ «المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرّض للخطر هذه الفئات الهشة أصلاً، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر».
من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني، إنّه في الفاشر «تمّ استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديداً وشيكاً، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها».
وأضافت أنّ المعارك الدائرة حصدت عدداً كبيراً من النساء والأطفال.
وقالت: «قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طال الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية».
وأودت الحرب في السودان بحياة عشرات الآلاف وشرّدت الملايين مما تسبّب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.
وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد دعوا في مطلع سبتمبر (أيلول) إلى «نشر فوري» لقوة «مستقلة ومحايدة» لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة البلاد.
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن، أول من أمس، طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل 2023، التي خلّفت عشرات آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
6 قتلى بقصف نفذته الدعم السريع على مخيم للنازحين في دارفور
تسبب قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع الأربعاء، بمقتل 6 على الأقل في مخيم للنازحين في ولاية شمال دارفور السودانية.
وأعلنت "غرفة طوارئ أبوشوك" في بيان، إن "6 شهداء سقطوا جراء تجدد القصف المدفعي لليوم الثاني على التوالي في مخيم أبو شوك بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور".
كما أفادت بوجود "إصابات بين المدنيين في المخيم" دون ذكر العدد.
من جانبه قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إن حصار الفاشر وتجويع سكانها يعتبران "من أكبر الجرائم والانتهاكات الإنسانية".
وتابع قائلا بمنشورات عبر منصة إكس: "ورغم كل هذه الفظائع، لا يزال المجتمع الدولي صامتا دون أي تحرك فعال".
وناشد مناوي المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية التدخل لمواجهة الأزمة التي يعاني منها مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام وقرى الفاشر.
ومنذ العاشر من أيار/ مايو الماضي تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وإلى جانب الفاشر، قالت مصادر ميدانية وشهود عيان للأناضول إن اشتباكات قوية اندلعت، الأربعاء، بين الجيش وقوات "الدعم السريع" وسط العاصمة الخرطوم إضافة إلى ولاية سنا.
ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ نيسان/ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و75 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" في أحياء شرق المدينة وجنوبها.