في ظل الظروف الصحية الحرجة التي يعاني منها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، والذي أدى إلى خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، كانت الحاجة ملحة لإيجاد حلول طارئة تلبي احتياجات المرضى والمصابين. هنا، برزت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كقوة دافعة خلف مبادرة رائدة تمثلت في إنشاء أول غرفة عمليات متنقلة في القطاع، تم تجهيزها بالكامل بخبرات وأيدي محلية، لتمثل نواة لمستشفى ميداني متكامل يمكن نقله وتوظيفه في أي مكان يحتاجه السكان.

جاءت هذه الفكرة خلال اجتماع حاسم عقدته الجمعية، حيث تم طرح السؤال: "لماذا لا نستخدم مواردنا البشرية واللوجستية لإنشاء غرفة عمليات متنقلة؟" ومع توفر الإمكانيات المالية والبشرية، بالإضافة إلى الخبرات المحلية، تحولت الفكرة إلى شيء ملموس. فقد تم تأمين العديد من المواد اللازمة من داخل الجمعية، بينما تم شراء معدات أخرى من السوق المحلي ونقل بعضها من مدينة غزة.

لعب المهندس مجدي درويش، المدير الإداري والمالي للجمعية بقطاع غزة، دوراً محورياً في تنفيذ هذا المشروع من خلال إشرافه اليومي وتوجيهاته المستمرة. وبالتعاون الوثيق مع الحداد الرئيسي، أحد أبناء الجمعية من ذوي الإعاقة السمعية، الذي ساهم بمهاراته الفريدة وخبرته الطويلة في تصميم وتصنيع القطع الأساسية، وبمباركة الإدارة، تضافرت الجهود من كافة الأقسام لإتمام العمل بشكل متناغم. بعد فترة من التخطيط والعمل الدؤوب، خرجت غرفة العمليات إلى النور لتصبح جاهزة لخدمة المرضى.

في هذا الصدد، يعبّر المهندس درويش عن فخره قائلاً: "صُنعت غرفة العمليات بواسطة الهلال الأحمر الفلسطيني من الألف إلى الياء". موضحاً أن إنشاء غرفة عمليات تحت الحرب والقصف، وفي ظل أزمة خانقة وعدم توفر معظم المواد الخام، كان تحدياً كبيراً، لولا الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الجمعية.

ويقول: "يتألف الجزء الخارجي لغرفة العمليات من هيكل حديدي مزود بساندويش بانيل وعوازل في المنتصف، بينما يتكون الداخل من خشب مغطى بالجلد، وتُبطن الأرضية بالستاتيك. تم تصميم الغرفة بما يتوافق مع المواصفات العالمية لغرف العمليات في المستشفيات. أود أن أؤكد أن معظم غرف العمليات التي أُرسلت إلى قطاع غزة من الخارج عبارة عن خيام، والتي لا تتناسب مع تقلبات الطقس، خصوصاً في فصل الشتاء".

بفضل هذه المبادرة الرائدة، تقدم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نموذجاً ملهمًا في الاستجابة الفعالة للأزمات الإنسانية. كما تحلم الجمعية بصناعة عدة غرف مماثلة لإنشاء مستشفى ميداني متنقل ومتكامل، مما يعزز قدرة قطاع غزة على مواجهة التحديات الصحية بطرق مبتكرة ومستدامة.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الهلال الأحمر الفلسطینی غرفة عملیات

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي يرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الفلسطيني

 رحب البرلمان العربي باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع قرار قدمته دولة فلسطين، يطالب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بإنهاء "وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة" خلال 12 شهرا، وفقًا لما أعلنته وكالة الأنباء الفلسطينية" وفا".

النائب أيمن محسب يطالب بإزالة العراقيل أمام دخول المساعدات لقطاع غزة أحمد المسلماني: أطفال غزة يبيعون الحجارة لبناء القبور وشراء الخبز (فيديو)

وأعرب البرلمان العربي في بيان له، اليوم الخميس، عن تقديره للدول التي صوتت لصالح القرار، مؤكدا أنها خطوة نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، كما أعرب عن أسفه من موقف الدول التي عارضت القرار رغم حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية على مرأى ومسمع من العالم منذ أكتوبر الماضي.

ودعا، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤوليتهما والضغط على إسرائيل لإلزامها بتطبيق القرار وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الحكومة توافق على قرار مصري ألماني لتلبية احتياجات المشروعات متناهية الصغر
  • البرلمان العربي يرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الفلسطيني
  • البرلمان العربي يرحب باعتماد الجمعية العامة مشروع القرار الفلسطيني
  • طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني تستنفر في لبنان
  • كوثر محمود: معاهد تمريض جديدة معتمدة لتلبية احتياجات القطاع الصحي
  • الإعلان عن معاهد تمريض جديدة معتمدة لتلبية احتياجات القطاع الصحي
  • محافظ الغربية يعتمد تحديث الأحوزة العمرانية لـ 171 قرية وعزبة لتلبية احتياجات التنمية
  • وفاة أمريكي بعد إزالة عضو من جسمه بالخطأ.. ماذا حدث داخل غرفة العمليات؟
  • السفير الفلسطيني: تنسيق مع «الهلال الأحمر» حول العمل الإغاثي والإنساني داخل الأراضي المحتلة