غرفة عمليات متنقلة: حل ميداني مبتكر برؤية الهلال الأحمر الفلسطيني لتلبية احتياجات المرضى
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
في ظل الظروف الصحية الحرجة التي يعاني منها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، والذي أدى إلى خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، كانت الحاجة ملحة لإيجاد حلول طارئة تلبي احتياجات المرضى والمصابين. هنا، برزت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كقوة دافعة خلف مبادرة رائدة تمثلت في إنشاء أول غرفة عمليات متنقلة في القطاع، تم تجهيزها بالكامل بخبرات وأيدي محلية، لتمثل نواة لمستشفى ميداني متكامل يمكن نقله وتوظيفه في أي مكان يحتاجه السكان.
جاءت هذه الفكرة خلال اجتماع حاسم عقدته الجمعية، حيث تم طرح السؤال: "لماذا لا نستخدم مواردنا البشرية واللوجستية لإنشاء غرفة عمليات متنقلة؟" ومع توفر الإمكانيات المالية والبشرية، بالإضافة إلى الخبرات المحلية، تحولت الفكرة إلى شيء ملموس. فقد تم تأمين العديد من المواد اللازمة من داخل الجمعية، بينما تم شراء معدات أخرى من السوق المحلي ونقل بعضها من مدينة غزة.
لعب المهندس مجدي درويش، المدير الإداري والمالي للجمعية بقطاع غزة، دوراً محورياً في تنفيذ هذا المشروع من خلال إشرافه اليومي وتوجيهاته المستمرة. وبالتعاون الوثيق مع الحداد الرئيسي، أحد أبناء الجمعية من ذوي الإعاقة السمعية، الذي ساهم بمهاراته الفريدة وخبرته الطويلة في تصميم وتصنيع القطع الأساسية، وبمباركة الإدارة، تضافرت الجهود من كافة الأقسام لإتمام العمل بشكل متناغم. بعد فترة من التخطيط والعمل الدؤوب، خرجت غرفة العمليات إلى النور لتصبح جاهزة لخدمة المرضى.
في هذا الصدد، يعبّر المهندس درويش عن فخره قائلاً: "صُنعت غرفة العمليات بواسطة الهلال الأحمر الفلسطيني من الألف إلى الياء". موضحاً أن إنشاء غرفة عمليات تحت الحرب والقصف، وفي ظل أزمة خانقة وعدم توفر معظم المواد الخام، كان تحدياً كبيراً، لولا الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الجمعية.
ويقول: "يتألف الجزء الخارجي لغرفة العمليات من هيكل حديدي مزود بساندويش بانيل وعوازل في المنتصف، بينما يتكون الداخل من خشب مغطى بالجلد، وتُبطن الأرضية بالستاتيك. تم تصميم الغرفة بما يتوافق مع المواصفات العالمية لغرف العمليات في المستشفيات. أود أن أؤكد أن معظم غرف العمليات التي أُرسلت إلى قطاع غزة من الخارج عبارة عن خيام، والتي لا تتناسب مع تقلبات الطقس، خصوصاً في فصل الشتاء".
بفضل هذه المبادرة الرائدة، تقدم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نموذجاً ملهمًا في الاستجابة الفعالة للأزمات الإنسانية. كما تحلم الجمعية بصناعة عدة غرف مماثلة لإنشاء مستشفى ميداني متنقل ومتكامل، مما يعزز قدرة قطاع غزة على مواجهة التحديات الصحية بطرق مبتكرة ومستدامة.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الهلال الأحمر الفلسطینی غرفة عملیات
إقرأ أيضاً:
تقرير صيني : عمليات اليمن في البحر الأحمر “حرب استخباراتية مفاجئة”
الثورة نت/..
أكّـد موقع “سوهو” الصيني أن “العدوانَ الأمريكي على اليمن لم يحقّقْ نتائجَ ملموسةً رغم إنفاق واشنطن مليارات الدولارات وإطلاق مئات الصواريخ”.
وأشَارَ الموقع إلى أن “الخسائرَ اليمنية جراء غاراتِ العدوان الأمريكي اقتصرت على بعض الأهداف الهامشية دون التأثير على القدرات القتالية للقوات المسلحة اليمنية”.
وأكّـد الموقع أن “مواجهة العدوان الأمريكي لليمن باتت مؤشرًا لانحدار الهيمنة الأمريكية وتحول دورها إلى مُجَـرّد مموّل وموجِّه عن بُعد في ساحة حرب تتطلَّبُ الحضور الفعلي لا القتال بالوكالة”.
يأتي هذا في ظل الأنباء التي تتحدَّثُ عن اعتزامِ واشنطن تحريكَ أدوات وعملاء يمنيين للقتال نيابةً عنها في الأرض، موضحةً أن “اعتماد أمريكا على وكلاء إقليميين وميليشيا محلية في اليمن، يعكسُ ضَعفًا في الثقة والقدرة لدى واشنطن، خَاصَّة في ظل صمود القوات المسلحة اليمنية وتفوُّقها في حرب التضاريس والمعارك البرية”.
وبيّن الموقعُ أن الانتصاراتِ التي حقّقها اليمنيون على مدى السنوات الماضية خلالَ المواجهة البرية مع تحالُفِ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، قد كبَّدَ التحالُفَ الإجرامي خسائرَ فادحةً في العتاد والجنود؛ ما جعل الرياض أُضحوكةً أمام العالم.
إلى ذلك أكّدت وسائل إعلام صينية اليوم الثلاثاء، عن تعرض حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” لهجوم صاروخي من قبل القوات المسلحة اليمنية، وذلك في يومها الأول من انتشارها في المنطقة.
وأوضح تقرير نشرته منصة “باى جيا هاو” الصينية، أن الهجوم الصاروخي اليمني خلف أضرارًا واسعة على سطح حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون”، مشيرًا إلى أن اليمنيين يستخدمون تكتيكات منخفضة التكلفة تخترق خط دفاع الجيش الأمريكي المكلف.
وأشار إلى أن صواريخ وطائرات مسيّرة يمنية تخترق دفاعات حاملة الطائرات الأمريكية “فينسون”، مخلفةً عشرات الحفر على سطح حاملة الطائرات الأمريكية، مؤكدًا أن القيادة المركزية الأمريكية تعترف بأن القصف الأمريكي على اليمن لم يخلق إلا المزيد من الكراهية.
ووصف التقرير عمليات اليمنيين في البحر الأحمر “حرب استخباراتية مفاجئة”، حيثُ والقوات المسلحة اليمنية تحصل على معلومات دقيقة عن تحركات الأسطول الأمريكي، مشيرًا إلى أن الهجوم على “فينسون” بمثابة رثاء لعصر الهيمنة الأحادية القطبية.