أول تعليق للحوثيين حول ادخال خدمة “ستارلينك” في مناطق سيطرة الحكومة
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
أكدت المؤسسة اليمنية للاتصالات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا، تفعيل خدمة ستارلينك للإنترنت الفضائي بشكل رسمي في أراضي الجمهورية اليمنية، وذلك بعد ساعات من إعلان إدارة الشركة تدشين الخدمة في البلاد، كأول دولة في الشرق الأوسط.
وسارعت جماعة الحوثي، عقب ذلك بإصدار بيان توعدت فيه باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع تقديم خدمة الإنترنت الفضائي ستارلينك.
وأعلنت إدارة شركة ستارلينك عبر تغريدة على حسابها الرسمي، تدشين الخدمة رسميًا على الأراضي اليمنية.
وشارك مالك الشركة، الملياردير الأميركي إيلون ماسك، التغريدة على صفحته الشخصية.
وعقب الإعلان، نشرت المؤسسة اليمنية للاتصالات منشورا قصيرا على صفحتها الرسمية في “فيسبوك” قالت فيه: “تم تفعيل خدمة ستارلينك بشكل رسمي في أراضي الجمهورية اليمنية، مستقبل الإنترنت في اليمن بين يديك، استعد لتجربة إنترنت لا مثيل لها”.
وأوضحت أن “هذه الخدمة ستوفر إنترنت عالي السرعة وموثوقا به للمناطق النائية والمدن، مما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
وكانت المؤسسة اليمنية للاتصالات قالت، قبل نحو أسبوع، إنها ستعلن قريبًا عن أسعار الأجهزة والباقات لخدمة “ستارلينك” في المحافظات الخاضعة لنفوذ الحكومة.
وبموجب الترخيص فإن المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية في العاصمة المؤقتة عدن ستكون هي الوكيل الرسمي لتقديم خدمات الإنترنت الفضائي في اليمن.
وفي السياق هنأت السفارة الاميركية، اليمن بالإنجاز “لكونها أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية من ستارلينك.
وقالت في تغريدة إن هذا الإنجاز يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصًا جديدة وتدفع عجلة التقدم.
بدورها توعدت جماعة الحوثي باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع تقديم خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” في أي منطقة باليمن.
وقالت الجماعة في بيان منسوب لمصدر مسؤول بوزارة الاتصالات في حكومتها غير المعترف بها، إن سماح الحكومة لشركة “ستارلينك” بتقديم خدمات الإنترنت الفضائي “انتهاك صارخ لسيادة اليمن وتهديد كبير لأمنه القومي، فضلاً عن أنه يضر بنسيجه الاجتماعي”.
وأضافت أن “تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أي منطقة من كافة أنحاء الجمهورية يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي اليمني”.
وزعمت جماعة الحوثي، التي تحتكر خدمة الإنترنت وتسيطر على منظومات الاتصالات في البلاد، أن سماح الحكومة بتشغيل الخدمة يؤكد استهتارها، واستعدادهم “للإضرار بأمن واستقرار الوطن لصالح قوى خارجية”، مستشهدة بالترحيب الصادر عن السفارة الأميركية بالخطوة.
وأكدت أن تشغيل الخدمة “يقوّض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم”، داعية المواطنين إلى رفض التعامل مع الشركة “والوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا التهديد”، على حد تعبير البيان.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، طلب من حكومته بعيد تشكيل مجلس القيادة دراسة مقترح للحصول على ترخيص من مجموعة “ستارلينك” بهدف عزل خدمة الإنترنت عن رقابة جماعة الحوثيين في صنعاء، وتأمين الاتصالات العسكرية على غرار التجربة الأوكرانية، فضلا عن فتح نوافذ إلكترونية للتعليم عن بعد وتمكين الطلاب في مناطق الحوثيين من الالتحاق بالدراسة النظامية.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الإنترنت الفضائی خدمة الإنترنت
إقرأ أيضاً:
إطلاق طاقم السفينة “جلاكسي ليدر”.. قراءة في أبعاد الخطوة اليمنية وتداعياتها الإقليمية
الجديد برس|
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الرابع، برزت خطوة يمنية جديدة بإطلاق طاقم السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر”، مما أثار تساؤلات حول أبعاد هذه الخطوة وتداعياتها الإقليمية والدولية.
العملية اليمنية التي دشنت في نوفمبر ٢٠٢٣، والتي توجت باحتجاز “جلاكسي ليدر”، أظهرت مدى الحرفية والالتزام في تنفيذ قرارات صنعاء بحظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. السفينة، التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال الصهيوني رامي إنغر، كانت جزءًا من سلسلة عمليات استهدفت نحو ٢٠٤ سفن مملوكة للاحتلال الإسرائيلي أو لشركات داعمة له.
أهداف الخطوة اليمنية
إطلاق طاقم السفينة يأتي في سياق دعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا، ويؤكد على الطابع الإنساني للعمليات اليمنية، التي طالما ارتبطت برفع الحصار عن غزة ووقف الحرب. من خلال هذه الخطوة، ترسل صنعاء رسالة واضحة مفادها أن عملياتها لم تكن عدائية بل كانت تهدف للضغط على الاحتلال لإنهاء عدوانه وحصاره.
كما تسعى اليمن إلى نزع ذرائع التصعيد من الاحتلال وحلفائه، ومنع أي محاولات لتبرير خطوات عدائية جديدة ضد المنطقة. بوقف العمليات العسكرية ضد الملاحة الإسرائيلية، تُلقي صنعاء الكرة في ملعب الاحتلال، ما يعقّد أي مساعٍ لإعادة الحرب أو الحصار على غزة.
التداعيات الجيوسياسية
إقليمياً، تمثل الخطوة خطوة أولى نحو إعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر والمناطق المحيطة، وقطع الطريق أمام القوى الأجنبية الساعية إلى عسكرة البحر الأحمر بذريعة حماية الملاحة الدولية.
إطلاق الطاقم يعيد الملاحة في البحر الأحمر إلى طبيعتها قبل بدء العمليات في نوفمبر ٢٠٢٣، ويُظهر صنعاء كلاعب إقليمي قادر على التأثير دون اللجوء إلى التصعيد غير المبرر.
الخطوة اليمنية، التي نُفذت بوساطة عمانية وبتنسيق مع المقاومة الفلسطينية، تعكس أيضاً تماسك محور المقاومة في مواجهة الاحتلال، وتُظهر حجم التنسيق العالي بين أطرافه في دعم القضايا العربية والإسلامية الكبرى.
رسالة إلى المجتمع الدولي
هذه الخطوة تُعيد التأكيد على أن اليمن بات لاعباً فاعلاً في المعادلات الإقليمية، وأنه قادر على فرض قواعد جديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات سيادية تستهدف تحقيق العدالة ودعم الشعوب المستضعفة. من جهة أخرى، تُعري الحملة الإعلامية التي حاولت تصوير العمليات البحرية اليمنية كأعمال “قرصنة”، وتظهر أنها كانت جزءًا من مشروع أكبر لدعم غزة وإنهاء معاناتها.
بهذه الخطوة، لا تكتفي صنعاء بإنهاء صفحة من التصعيد، بل تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوازنات الإقليمية، ما يضع الاحتلال وحلفاءه في مواجهة واقع جديد يصعب تجاوزه دون مراجعة استراتيجياتهم السابقة في التعامل مع القضايا العربية والاسلامية.