ماذا سيقولُ أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله اليوم بعد حادثتي تفجير الأجهزة اللاسلكية العائدة لـ"حزب الله"؟ السؤال هذا هو الأكثر طرحاً الآن من دون أي منازع، بينما لا إجابات واضحة بشأن مستوى الخطاب الذي سيُطلقه نصرالله مقارنة بحجم الإستهداف الكبير الذي طال الحزب تقنياً وأمنياً وشعبياً أيضاً.
عملياً، بات الحزب أمام مرحلة خطيرة تتصلُ باتصالاته، فما تبين هو أن شبكته "ملغومة" ومفخخة، في حين أنّ الأمر الأخطر يتمثل في أنّ ثلة كبيرة من عناصره باتت مكشوفة بعد التفجيرات التي حصلت.
هذان الأمران سيكونان محور حديث نصرالله بطبيعة الحال.. ولكن، ماذا سيُعلن عن الرّد؟ ما هي الوسائل التي سيعتمدها لإسداء رسالة قوية باتجاه إسرائيل وهل سيكون الحسابُ موجعاً؟ هذه الأسئلة كفيلة جداً بأن تطرح نفسها، وهذه المرة إن أراد "حزب الله" الرد على الضربة التي حصلت فلن يكون الإجراء أقلّ وطأة من الرد الذي نفذه يوم 25 آب الماضي انتقاماً لاغتيال أحد كبار قادته وهو الشهيد فؤاد شكر.
يقف نصرالله اليوم أمام مفترق طرق، إما إعلان المعركة وفتح الجبهات على مصرعيها وإخراج ما لديه من مقدرات عسكرية أو الاكتفاء بمواجهة ضمن قدرات محدودة للحرب الاستخباراتية التي تقودها إسرائيل ضدّ الحزب. في الحالة الأولى، فإن "حزب الله" سيكون أكثر تحرراً نوعاً ما، فالانتقال سيكون إلى الميدان بينما الشبكة السلكية ستكون الأكثر استخداماً في جنوب لبنان حيث أرض المعركة، بينما استخدام وسائل الاتصالات اللاسلكية العادية قد يتراجع، ما يجعل الإسرائيليّ غير قادر على إعادة تنفيذ سيناريوهات التفجير التي نفذها خلال يومي الثلاثاء والأربعاء.
على صعيد الحالة الثانية، يكمن المنعطف الأساس، فما هي عناصر قوة الحزب ضد هذه الهجمات الاستخباراتية التي تطاله؟ هل سيقول نصرالله صراحة إن ما حصل كان خطأ أو خدعة طالت الحزب وساهمت في "دسّ" الأجهزة المفخخة بين صفوف عناصره؟ إن أراد نصرالله إطلاق تحدّ جديد في هذا الإطار، فإن ذلك سيكون بإعلانه عن أمر واحد وهو مواجهة إسرائيل بحقائق أكثر دقة تتعلق باتصالات الحزب وأجهزته، كما أنه في الوقت نفسه سيتحدث عن أن ما تم استهدافه كان يرتبط بالعناصر المدنية وليس العسكرية، ما يعني أن قاعدة الحزب الاتصالية الأساسية لم تتأثر.
من هذا المنطلق، سيُطمئن نصرالله جمهور "حزب الله" عبر القول إن ما حصل محدود النطاق ولا تأثير على عملياته، وبالتالي فإن مسألة تدمير قيادته الميدانية هو أمرٌ غير وارد لسبب واحد وهو أن الحزب يمتلك شبكة إتصالاتٍ خاصة مُشفرة وسلكية بالدرجة الأولى، وبالتالي فإن آلية اختراقها ليست سهلة، ما يجعل التحكم بها سهلا جداً ومحصنا بالدرجة الأولى.
لهذا السبب، إن أطلق نصرالله وعوده لإسرائيل بالاستعداد لخوض المواجهة وربط ذلك بمفاجآت، عندها سيتبين أن الحزب لم يتأثر كثيراً بما حصل، والأساس وراء ذلك هو أن ما يقوله أمين عام الحزب في هذا الإطار يحتمل التصديق بشكلٍ أو آخر. هنا، يقول مصدر معني بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنّ "الإسرائيلي ينتظر نصرالله لكي يتكلم وهو يصدقه أكثر مما يصدق قادته، ولهذا السبب فإن ما سيقوله أمين عام الحزب سيكون حاسماً بدرجة كبيرة".
أمام كل ذلك، سيتوقف نصرالله أيضاً عند أمر أساسي لن يُغفله بتاتاً ويرتبط بموجهة التعاطف الداخلي مع جمهور "حزب الله" بعد حادثتي التفجير. هنا، فإن نصرالله سيوجه رسالة شعبية عاطفية كما سيتحدث عن مواقف القيادات السياسية التي أعربت عن موجة تعاطف كبير وإطار تضامني يمثل رسالة وحدة ضد إسرائيل.
في خلاصة القول، يمكن الحديث هنا عن أن خطاب نصرالله سيمثل منعطفاً كبيراً اليوم، بينما السؤال الأساس هو التالي: ما هي المرحلة الجديدة للحرب؟ كيف ستكون وماذا سنشهد؟ الإجابة ستكشفها الأيام المقبلة.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
قال الكاتب الصحفي بلال الدوي، إنّ إسرائيل لم تحترم أي معاهدة أو هدنة، ومصر الوحيدة التي أجبرتها على السلام.
وأضاف الدوي، خلال لقائه على قناة «إكسترا نيوز»، أنّ “إسرائيل لم تعترف بالهدنة في لبنان رغم موافقتها وتوقيعها عليها، ولم تحترم الهدنة، لأن إسرائيل لديها مخطط تريد تنفيذه فى الأراضي اللبنانية”.
وتابع: “إسرائيل لم تنفذ أي هدنة أو أي اتفاق على مدار تاريخها إلا مع مصر وهي اتفاقية كامب ديفيد، لأن مصر دولة قوية وقادرة على صيانة أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، وبالتالي أرغمت إسرائيل على السلام”.
وأوضح أن التهديدات تشير إلى وجود مخطط للشرق الأوسط، حيث يريدون الفوضى الخلاقة كما يقولون.
وتابع: «هذا المخطط نجح في بعض الدول، وفشل في بعض الدول وفي القلب منها مصر، وسبب فشله في مصر لأن هناك عمودا فقريا للدولة المصرية وهي القوات المسلحة المصرية والجيش الوطني العظيم المنتصر، إضافة إلى أنّ مصر لديها مؤسسات وطنية وشرطة ومواطن مصري واعٍ، واحنا بنقول لدينا معركة وعي، وهناك إيجابيات حققتها الدولة المصرية».