استنجد بالإنتربول.. السودان يسابق الزمن لاستعادة إرثه المسروق
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
في مَشْهدٍ يعكس حجم الكارثة التي تُهدِّد التراث السوداني، كشفت الدكتورة غالية جار النبي، مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف، في تصريح خاص لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، عن تفاصيل مُـروِّعة لحوادث سرقة طالت أبرز متاحف البلاد، حيث لم تقتصر عمليات النهب على متحف السودان القومي فقط، بل امتدّت إلى متحف بيت الخليفة في أم درمان، ومتحف آخر في نيالا بجنوب دارفور.
هذه الجرائم أثارت غضبًا واسعًا في الأوساط المعنية بالتراث، حيث أصدرت جمعية أصدقاء المتاحف السودانية إدانة شديدة اللهجة، مُشيرةً إلى أنّ الفوضى الراهنة في البلاد ساعدت في تسهيل هذه الاعتداءات.
وحذّرت جار النبي من أنّ هذه السرقات لا تُهدِّد التراث السوداني فحسب، بل تُشكِّل أيضًا خطرًا على الهوية الثقافية للأجيال القادمة.
وفي مُـواجهة هذه الأزمة، أعلنت السلطات السودانية عن تنسيقٍ مع الإنتربول لتعقُّب الجُناة واستعادة القطع الأثرية المسروقة، في خطوةٍ عاجلةٍ لإنقاذ ما تبقى من هذا الإرث الثقافي العريق.
من جانبها، أطلقت منظمة اليونسكو، تحذيرات حول تصاعُـد وتيرة نهب المواقع الأثرية والمتاحف في السودان، داعيةً المجتمع الدولي وسوق الفن، والجمهور عامةً إلى الامتناع عن التعامل مع القطع المسروقة. كما أعلنت المنظمة عن مُبادرات لتدريب مسؤولي إنفاذ القانون والقضاء من دول الجوار في القاهرة، بهدف تعزيز جهود حماية هذا التراث الذي يُواجه خطرًا غير مسبوقٍ.
يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي في السودان شُغلت خلال الفترة الماضية بصور الأقمار الصناعية التي أظهرت عمليات نهب لآثار متحف السودان القومي والفرار بها عبر الشاحنات إلى جنوب السودان.
كما تعرضت آلاف القطع الأثرية السودانية للنهب، بما في ذلك بعض القطع التي سُرقت من المتحف القومي في الخرطوم، وتُعرض للبيع على موقع “إيباي” مقابل 200 دولار، بعد تهريبها من البلاد، وفقًا لصحيفة “تايمز” Times البريطانية. تشمل المجموعة الواسعة قطعًا أثرية من العصر الحجري القديم ومن موقع كرمة الشهير بجوار نهر النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.
ورغم أن “إيباي” حذفت عددًا من القطع بعد تواصل الصحيفة معهم، إلا أن هناك قلقًا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بشأن تهديد مواقع تاريخية أخرى، مثل جزيرة مروي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، واحتمالية تعرض العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان للنهب والتخريب.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
البحر الأحمر تُعيد اكتشاف تاريخها.. لجنة لتفقد الأماكن الأثرية بالقصير
انطلقت لجنة مُشكلة من الديوان العام للمحافظة، وبالتعاون مع الجامعة الإقليمية، في جولة تفقدية موسعة للأماكن التاريخية والسياحية بمدينة القصير، وذلك بهدف الحفاظ على الهوية البصرية للمدن وحماية المناطق الأثرية الهامة، بتوجيهات من اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر.
وقد رافق اللجنة خلال جولتها التفقدية، اللواء إيهاب رشاد، رئيس مدينة القصير، حيث تم توفير كافة التسهيلات والمتطلبات اللازمة لإنجاح مهمة اللجنة.
وشملت جولة اللجنة العديد من المواقع الهامة، من بينها القلعة العثمانية، ومبنى الإدارة، وبعض المباني بمحيط المقر القديم لشركة الفوسفات، بالإضافة إلى شارع بورسعيد.
وتهدف هذه الجولة إلى إعداد دليل واضح وشامل للاستفادة من هذه المواقع الهامة، ووضعها على الخريطة السياحية، وتقديم الدعم اللازم للحفاظ على التراث والمناطق الأثرية بمدينة القصير.
وفي سياق متصل، يتابع اللواء إيهاب رشاد، رئيس مدينة القصير، بشكل دوري ومستمر، أعمال الرصف والتطوير الجارية في مختلف أنحاء المدينة، حيث تفقد اليوم أعمال الرصف بشارع امتداد شارع هيكل بمنطقة الأمل، وشدد على سرعة الانتهاء من الأعمال، مع التأكيد على أهمية إنشاء مطبات صناعية ودهانات البلدورات عقب الانتهاء من أعمال الرصف.
وأشار رئيس المدينة إلى أن الوحدة المحلية تواصل جهودها الدؤوبة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وظهور المدينة بشكل حضاري وجمالي، لافتاً إلى أن الخطة الاستثمارية للمدينة تتضمن تطوير العديد من الشوارع الفرعية والرئيسية، بما يساهم في تحسين جودة الحياة في المدينة.