الجزيرة:
2024-09-19@18:52:56 GMT

أسئلة عالقة بعد يوم من هجوم متمردين على عاصمة مالي

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

أسئلة عالقة بعد يوم من هجوم متمردين على عاصمة مالي

ظل الوضع الأمني ​​في مالي غير واضح أمس الأربعاء بعد أن هاجم متمردون أكاديمية لتدريب الشرطة الخاصة ومناطق إستراتيجية أخرى يوم الثلاثاء بالعاصمة باماكو، مما أسفر عن مقتل متدربين واقتحام جزء من المطار وإشعال النار في الطائرة الرئاسية. ووصف محللون ودبلوماسيون الهجوم بأنه ضربة قوية للمجلس العسكري وكتلة إيكواس الإقليمية وأصدر الاتحاد الأوروبي بيانات أدانته.

ولم تؤكد مالي عدد القتلى لكنها قالت في التلفزيون الرسمي مساء الثلاثاء إن هناك "بعض" القتلى. وأظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر الإنترنت حرق عنابر بها نحو 20 سريرًا بطابقين وعدة جثث متفحمة، بعضها تحت الأسرة. ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة مقاطع الفيديو.

وقد استؤنفت الرحلات الجوية صباح الأربعاء إلى المطار الرئيسي في باماكو، حيث وقعت معظم أعمال العنف، التي أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عنها. وقال في بيان آخر، الأربعاء، إن "المئات من جنود العدو قتلوا وجرحوا" في الهجوم الذي شهد أيضا تدمير 6 طائرات عسكرية بينها طائرة مسيرة، فيما أصيبت 4 طائرات أخرى بإعاقة جزئية.

وجاء الهجوم في الذكرى 64 لتأسيس قوات الدرك في مالي، وبعد أيام من تصريح زعيم المجلس العسكري عاصمي غويتا بأن جيشه "أضعف الجماعات الإرهابية المسلحة إلى حد كبير"، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الأولى لقرار مالي تشكيل تحالف أمني وسياسي مع جارتيه بوركينا فاسو والنيجر.

هجوم رمزي

وقالت الأمم المتحدة في مذكرة لموظفيها أمس الأربعاء إن توقيت الهجوم كان على الأرجح رمزيا "ويشير أيضا إلى أن الهجوم والهدف المحدد كانا مخططين مسبقا على الأرجح"، ووصفت الحادث بأنه "استعراض قوي للقوة" بواسطة جماعة الإسلام والمسلمين التي كبدت جيش مالي ومرتزقة فاغنر الذين وظفهم خسائر كبيرة في ساحة المعركة في يوليو/تموز، على أيدي متمردي الطوارق في شمال البلاد. مخفر تنزاواتن.

وقال دبلوماسي في باماكو لرويترز "في رأيي الشخصي فإن هذا يؤثر بشكل خطير على مصداقيتهم على الجبهة الأمنية". وأضاف "سنرى كيف سيكون رد فعل السكان على هذه الأحداث. إما أنهم سيدعمون النظام ضد الجهاديين أو سيبدؤون في التساؤل عما إذا كانوا يتمتعون بالحماية المناسبة التي يستحقونها". وشاهد مراسل لرويترز حشدا من الناس أضرموا النار في رجل واحد على الأقل في باماكو يوم الثلاثاء للاشتباه في تورطه في الهجوم.

وذكرت الأمم المتحدة تقارير أخرى عن أعمال انتقامية. وفي يوم الثلاثاء، أظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، رجالًا مسلحين يطلقون النار على صالة كبار الشخصيات في المطار، ويشعلون النار في طائرة بوينج 737 مملوكة للحكومة على المدرج.

وأظهرت لقطات أخرى رجلا مسلحا يرتدي زيا مموها وهو يطلق النار بالقرب من طائرة ذات محرك توربيني تابع لبرنامج الأغذية العالمي. وأكدت رويترز موقع مقاطع الفيديو من تخطيط الطريق ورسم مدرج المطار الذي تطابق مع صور الأقمار الصناعية.

وقال جان هيرفيه جيزيكيل، مدير مشروع الساحل في مجموعة الأزمات الدولية إن "هذا الهجوم أيضًا أكثر جرأة من الهجمات السابقة في النصف الثاني من العام 2010". وأضاف "إنها تستهدف بشكل مباشر أهدافًا عسكرية في باماكو. ويبدو أن الجهاديين أظهروا القدرة على السيطرة على المطار لبعض الوقت، وربما عدة ساعات، وهي ضربة قوية". وقال "حتى لو لم يفسد هذا الهجوم كل جهود الجيش المالي لإعادة الانتشار خلال السنوات القليلة الماضية، إلا إنه يمثل ضربة خطيرة تؤكد الحاجة المطلقة إلى تعديلات جدية في الوضع في إستراتيجية مالي لمكافحة التمرد".

ومالي واحدة من عدة دول في غرب أفريقيا تقاتل تنظيم متمردين "جهاديين" نشأ في منطقة قاحلة شمالا عام 2012، ومنذ ذلك الحين انتشر عبر منطقة الساحل وامتد في الآونة الأخيرة إلى شمال دول الساحل والصحراء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی باماکو

إقرأ أيضاً:

هجوم إرهابي في باماكو والجيش المالي يعلن السيطرة على الوضع

أحمد مراد (واغادوغو، القاهرة)

أعلن الجيش المالي، أمس، أنه سيطر على الوضع في العاصمة باماكو، مشيراً إلى إحباط عملية قام بها إرهابيون لمحاولة التسلل إلى أكاديمية لقوات الدرك، في هجوم نادر تشهده العاصمة. وقال الجيش في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «في وقت مبكر من هذا الصباح، حاولت مجموعة من الإرهابيين التسلل إلى مدرسة فالادي لقوات الدرك»، مؤكداً أن «الوضع تحت السيطرة».
وأشارت وزارة الأمن المالية، من جانبها، إلى «هجمات إرهابية» استهدفت «نقاطاً حساسة في العاصمة»، بينها مدرسة الدرك.
 وفي وقت لاحق، أعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي مسؤوليتَها عن الهجوم، وقالت إنها استهدفت المطار العسكري ومركز تدريب قوات الدرك المالية وسط العاصمة باماكو. وقال الجيش المالي إن عمليات تمشيط جارية، داعياً السكان إلى التزام الهدوء وتجنب المنطقة.
ودوت انفجارات وأصوات إطلاق نار، صباح أمس، وشوهد دخان أسود يتصاعد من منطقة قريبة من المطار في العاصمة باماكو التي عادة ما تكون بمنأى عن الهجمات التي تشهدها مناطق معينة في البلاد. وأعلن مسؤول في المطار أن «مطار باماكو مغلق مؤقتاً بسبب الأحداث»، دون أن يكشف عن مدة هذا الإجراء.

أخبار ذات صلة تركيا تعتقل داعشيا خطط لهجوم على كنيسة تشريد مليون شخص ومقتل مئات في غرب أفريقيا جراء الفيضانات

وفي تصريحات للاتحاد، حذّر خبراء في الشؤون الأفريقية من خطورة تطور الوضع الإنساني والأمني في منطقة الساحل، ومن دوره في تهيئة البيئة الخصبة للحركات المتطرفة وفي السماح لها بمزيد من التمدد في مساحة استراتيجية وحيوية من القارة الأفريقية.
وأوضحت مديرة المركز الأفريقي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية «أكريس»، الدكتورة غادة فؤاد، أن دول المنطقة تعيش خلال الفترة الراهنة مراحل صعبة في مواجهة الإرهاب والحركات المتطرفة التي تنتشر في إقليم غرب أفريقيا بشكل عام، خاصة المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مما دفع الدول الثلاث إلى تشكيل «تحالف دول الساحل» للتصدي بشكل جماعي لهجمات المتطرفين.
وقالت فؤاد لـ«الاتحاد»، إن حياة الملايين في هذه البلدان الثلاثة تأثرت بزيادة حدة المواجهات والمعارك بين قوات الجيش والجماعات الإرهابية، فبحسب تقرير الأمن الغذائي العالمي يتوقع أن تواجه هذه الدول وضع «الكارثة». وذكرت مديرة المركز الأفريقي للأبحاث أن المواجهة مع الجماعات الإرهابية، ومنها «نصرة الإسلام والمسلمين» و«داعش»، أدت خلال عام 2023 إلى نزوح الكثير من السكان، حيث يمارس المتطرفون عمليات قتل على نطاق واسع، ما يُثير الرعب ويدفع السكان إلى الهروب، ومن ثم ارتفع عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية خلال هذه الفترة.
وانتقدت فؤاد عدم وجود رؤية جديدة لدى المؤسسات الدولية والأممية تراعي احتياجات الشعوب، وتتغافل عن أن عقاب الأنظمة يعتبر عقابا جماعيا للشعوب وقد يدفع إلى مزيد من التدهور للوضع الإنساني والأمني في منطقة الساحل وإقليم غرب أفريقيا بشكل عام، وهو ما يوفر بيئةً خصبة للحركات المتطرفة تسمح لها بمزيد من التمدد مع غياب أدوات فعالة لدى الدول الوطنية تمكنها من السيطرة على حدودها.
ويتفق الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، مع الدكتورة فؤاد، إذ يوضِّح أن تأزم الأوضاع الأمنية والاضطرابات جراء تزايد الأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل خلال الأعوام الأخيرة خلق أزمةً إنسانية حادة، لا سيما في المنطقة الحدودية بين دول الساحل الثلاث، بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وكشف زهدي في تصريح لـ«الاتحاد» عن أن التقارير الأممية والدولية تُشير إلى أن المنطقة قد تشهد مزيداً من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع طول الفترة الانتقالية التي تعيشها حالياً بعض بلدانها، وبالتالي فإن الأوضاع الإنسانية مرشحة للتفاقم بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • استعداداً لإعلان بغداد عاصمة للسياحة العربية.. إعادة تأهيل زقورة عكركوف والباب الوسطاني وأماكن أخرى
  • هجوم الـبيجر.. هل تبدأ مرحلة جديدة من المعركة بين حزب الله والاحتلال؟
  • وزير الخارجية الأمريكي: قضايا عالقة في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة يجب حلها لتنفيذ صفقة التبادل
  • سلطات مالي تعلن استعادة الأمن بعد هجوم لمتمردين على العاصمة
  • هجوم إرهابي في باماكو والجيش المالي يعلن السيطرة على الوضع
  • جماعة مرتبطة بالقاعدة تتبنى هجوم مالي والجيش يؤكد سيطرته
  • مالي.. انفجارات وإطلاق نار في باماكو
  • انفجارات وإطلاق نار في عاصمة مالي وحديث عن هجوم متمردين
  • ‏وكالة الصحافة الفرنسية: دوي انفجارات وإطلاق نار في عاصمة مالي باماكو