قتلت أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان، الثلاثاء، 12 شخصا وأصيب نحو 2800 آخرين، بينهم 300 بحالة حرجة، في هجوم استهدف شبكة اتصالات حزب الله، تبعه هجوم آخر أدى إلى استشهاد 20 لبنانية بانفجار أجهزة لاسلكية يابانية الصنع، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الأجهزة التي انفجرت في لبنان، مصدرها شركة وهمية أنشأها الموساد الإسرائيلي بهدف تصدير أجهزة البيجر إلى حزب الله بعد زرع المتفجرات فيها.



ونفت الشركة التايوانية التي تحميل الأجهزة اسمها، أن تكون صدرت الأجهزة من تايوان، قائلة إنها من صنع شركة "بي.إيه.سي كونسلتنغ" المجرية التي تملك حقوق التصنيع.



لكن من جهتها، أكدت الرئيسة التنفيذية للشركة المجرية كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو، في مقابلة هاتفية مع شبكة إن بي سي الأميركية، العمل مع شركة غولد أبولو، لكنّها نفت أن يكون لها دخل في التصنيع.

وقالت "لا أُصنّع أجهزة النداء. أنا مجرّد وسيط. أنتم مخطئون".

أما الحكومة المجرية فقالت في بيان اليوم إن أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي انفجرت بشكل جماعي في لبنان لم تدخل المجر قط.

وقال المتحدث باسم الحكومة زولتان كوفاكس على فيسبوك "أثبتت السلطات المجرية أن الشركة المعنية هي شركة وساطة تجارية، وليس لها مصنع أو موقع آخر للعمليات في المجر".

وأردف قائلا "لها رئيس عمليات واحد في المجر... ولم تدخل الأجهزة المشار إليها المجر قط".

ما القصة إذن؟

تشير تحليلات الصحيفة إلى أن شركة ‏‏"بي.إيه.سي كونسلتنغ" ‏كانت شركة مقرها المجر وكانت متعاقدة لإنتاج الأجهزة نيابة ‏عن شركة تايوانية، ‏"غولد أبولو‏"‏.

في الواقع، كانت جزءًا من واجهة إسرائيلية، وفقًا لثلاثة ضباط استخبارات ‏مطلعين على العملية. وقالوا إن شركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضًا لإخفاء الهويات الحقيقية ‏للأشخاص الذين يصنعون أجهزة البيجر وكلهم ضباط استخبارات إسرائيليون.‏

لقد تعاملت شركة ‏"بي.إيه.سي كونسلتنغ" ‏مع عملاء عاديين، وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة البيجر العادية. لكن العميل الوحيد الذي ‏كان مهمًا حقًا هو حزب الله، وكانت أجهزة البيجر الخاصة به بعيدة كل البعد عن العادية. تم إنتاجها بشكل منفصل، ‏وكانت تحتوي على بطاريات مملوءة بمادة ‏PETN‏ المتفجرة، وفقًا لضباط الاستخبارات الثلاثة.‏

بدأ شحن أجهزة النداء إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكن الإنتاج تم تكثيفه بسرعة بعد أن انتقد الأمين العام لحزب الله، حسن ‏نصر الله الهواتف المحمولة.‏

لم يحظر نصر الله الهواتف المحمولة في اجتماعات عملاء حزب الله فحسب، بل أمر بعدم نقل تفاصيل تحركات ‏حزب الله وخططه عبر الهواتف المحمولة، كما قال ثلاثة مسؤولين استخباراتيين.

وأمر ضباط حزب الله بحمل أجهزة ‏البيجر في جميع الأوقات، وفي حالة الحرب، سيتم استخدام أجهزة البيجر لإخبار المقاتلين إلى أين يذهبون.‏



وعلى مدار الصيف، زادت شحنات أجهزة البيجر إلى لبنان، حيث وصلت الآلاف منها إلى البلاد وتم توزيعها بين ضباط ‏حزب الله وحلفائهم، وفقًا لمسؤولين استخباراتيين أمريكيين.‏

بالنسبة لحزب الله، كانت هذه الأجهزة بمثابة إجراء دفاعي، ولكن في إسرائيل، أشار ضباط الاستخبارات إلى أجهزة ‏النداء باعتبارها "أزرارًا" يمكن الضغط عليها عندما يبدو الوقت مناسبًا.‏

ووفقًا لثلاثة مسؤولين استخباراتيين ودفاعيين، قامت إسرائيل بتشغيل أجهزة البيجر لإطلاق صفارة الإنذار وأرسلت لهم ‏رسالة باللغة العربية بدا وكأنها جاءت من كبار قادة حزب الله.‏

وبعد ثوانٍ، كان لبنان في حالة من الفوضى.‏

في ظل هذا العدد الكبير من الجرحى، زحفت سيارات الإسعاف عبر الشوارع، وسرعان ما امتلأت المستشفيات ‏بالمصابين من عناصر الحزب والمدنيين أيضا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية البيجر لبنان حزب الله لبنان احتلال غزة حزب الله طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أجهزة البیجر فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تفاصيل عملية "البيجر": الموساد الإسرائيلي يستهدف حزب الله بانفجارات مدمرة

أفادت مصادر خاصة لـ "سكاي نيوز" أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) نجح في تنفيذ عملية استخبارية دقيقة استهدفت أجهزة اتصال تابعة لحزب الله اللبناني، عُرفت بعملية "البيجر". العملية، التي هزت لبنان يوم الثلاثاء، أسفرت عن مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة نحو 2800 آخرين.

وفقًا لتقرير محرر الشؤون الإسرائيلية في "سكاي نيوز عربية" نضال كناعنة، فقد تمكن الموساد من اعتراض شحنات أجهزة "البيجر" قبل وصولها إلى أعضاء حزب الله. وأوضح كناعنة أن الموساد قام بزرع مادة شديدة الانفجار تعرف باسم PETN أو "البنتريت" داخل الأجهزة، وهي مادة قادرة على إحداث دمار واسع باستخدام كميات ضئيلة للغاية.

وأضاف كناعنة أن مادة البنتريت تم زرعها بجوار بطاريات أجهزة "البيجر"، ليتم تسليمها بعد ذلك إلى حزب الله، دون أن يتمكن الحزب من اكتشاف العملية. وأشار إلى أن الموساد استطاع التحكم بهذه الأجهزة عن بعد، حيث تسبب في رفع حرارة البطاريات إلى درجة انفجار المادة المتفجرة، والتي لا تتطلب درجات حرارة عالية لتنفجر.

وشرح التقرير أن الموساد استطاع التحكم في هذه الأجهزة بشكل متزامن، ما أدى إلى حدوث الانفجارات المتعددة التي هزت مناطق عدة في لبنان في نفس الوقت. ورغم تحميل الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل مسؤولية الانفجارات، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن العملية.

تُعد هذه العملية واحدة من أخطر الهجمات التي استهدفت البنية التحتية لحزب الله، مما يزيد من التوتر في المنطقة ويثير تساؤلات حول مستقبل العمليات الاستخبارية في الصراع بين إسرائيل وحزب الله.

مقالات مشابهة

  • الموساد وخديعة حصان طروادة .. أنشا شركة وهمية في المجر لتصنيع أجهزة البيجر وأرسلها إلى حزب الله
  • صحيفة أمريكية: الموساد أنشأ الشركة المصنعة لـ “البيجر” المنفجر في لبنان
  • الموساد وخديعة حصان طروادة.. أنشا شركة وهمية في المجر لتصنيع أجهزة البيجر وأرسلها إلى حزب الله
  • تقرير: إسرائيل استغلت شركة وهمية في تنفيذ تفجيرات "البيجر"
  • مسؤولون أميركيون وإسرائيليون: “الموساد” فجّر “البيجر”
  • تايوان: شركة مجرية هي من صنعت "أجهزة البيجر المتفجرة" في لبنان
  • تفاصيل عملية "البيجر": الموساد الإسرائيلي يستهدف حزب الله بانفجارات مدمرة
  • الشركة التايوانية تتنصل من الأجهزة التي انفجرت في لبنان.. أين صنعت؟
  • تفاصيل جديدة: كيف حول “الموساد” أجهزة “البيجر” إلى قنابل انفجرت في لبنان؟