ارتفاع أسعار الذهب في السعودية: بين الأمان المالي وتأثير الأسواق العالمية
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
ارتفاع أسعار الذهب في السعودية: بين الأمان المالي وتأثير الأسواق العالمية.. شهدت أسعار الذهب في المملكة العربية السعودية اليوم، الخميس 19 سبتمبر 2024، زيادة ملحوظة دفعت المستثمرين والمراقبين لمتابعة السوق باهتمام شديد. هذه الزيادة تأتي تزامنًا مع تحركات السوق العالمية، حيث يواصل الذهب اكتساب مكانته كملاذ آمن في أوقات التوترات الاقتصادية والجيوسياسية.
على مستوى السوق المحلي، شهد الذهب عيار 24، وهو الذهب الأنقى والأكثر طلبًا من قبل المستثمرين، ارتفاعًا إلى سعر 311.04 ريال سعودي، ما يعادل 82.88 دولار أمريكي. هذا العيار يُعد الخيار المثالي للمستثمرين الذين يبحثون عن الذهب النقي لأغراض الاستثمار طويل الأمد.
أما بالنسبة للذهب عيار 21، الذي يُعتبر الأكثر انتشارًا في الأسواق السعودية لارتباطه بالطلب الاستهلاكي، فقد بلغ سعره 272.17 ريال سعودي، ما يعادل 72.52 دولار أمريكي. ويُعد هذا العيار مفضلًا للمشترين الذين يسعون للتوازن بين الجودة والسعر.
من جهة أخرى، سجل الذهب عيار 18 سعر 233.29 ريال سعودي (62.16 دولار أمريكي). هذا العيار يُعتبر خيارًا مناسبًا للراغبين في استخدام الذهب للأغراض الزخرفية والمجوهرات.
سعر الأونصة الذهبية: انعكاس للطلب العالميسجلت الأونصة الذهبية في السوق السعودي اليوم سعر 9673 ريال سعودي، ما يعادل 2577 دولار أمريكي. هذه الزيادة في سعر الأونصة تأتي بالتوازي مع الارتفاعات العالمية في أسعار الذهب. تعكس هذه الأرقام تزايد الطلب على المعدن الأصفر في الأسواق العالمية، في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين الاقتصادي.
عوامل مؤثرة: تضخم عالمي وملاذ آمنعلى الساحة العالمية، استقر سعر الأوقية عند 2577 دولارًا. هذا الثبات في السعر يعكس استقرار الطلب العالمي على الذهب، والذي يتزايد نتيجة القلق من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة. تواصل البنوك المركزية الكبرى رفع معدلات الفائدة لمحاربة التضخم، مما يدفع المزيد من المستثمرين إلى التحول للذهب كخيار آمن يحافظ على قيمته في الأوقات الصعبة.
ختامًا، يُتوقع أن تواصل أسعار الذهب ارتفاعها في ظل هذه الظروف، مع استمرار التوترات الاقتصادية والمالية على الصعيدين المحلي والدولي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الذهب سعر الذهب سعر الذهب اليوم سعر الذهب الآن أسعار الذهب الأسواق العالمیة أسعار الذهب فی دولار أمریکی فی السعودیة ریال سعودی
إقرأ أيضاً:
من قرارات ترامب إلى أوبك وجلسة السوداني.. شبح الانهيار المالي يخيّم على العراق - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
في منعطف اقتصادي حاد، بدأ العراق يترنّح تحت تأثير قرارات مفاجئة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمثّلت برفع التعريفات الجمركية على مجموعة من الدول، كان بينها العراق بنسبة صادمة بلغت 39%. وبينما تترنّح الأسواق العالمية تحت ضغط هذه الحرب التجارية المستعرة، تتحرك منظمة أوبك بدفع أمريكي لزيادة الإنتاج، في توقيت يُهدد بانهيار أسعار النفط إلى ما دون 45 دولارًا للبرميل.
وسط هذا المشهد القاتم، وجدت الحكومة العراقية نفسها أمام خطر مزدوج: ضرب مباشر للميزان التجاري، وتدهور محتمل في عائدات النفط التي بُنيت عليها موازنة الدولة بسعر 70 دولارًا للبرميل. هذا التهديد العميق دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى عقد جلسة طارئة مع وزرائه المعنيين، في محاولة لاحتواء الصدمة قبل أن تتحوّل إلى أزمة مفتوحة.
لكن السؤال الأعمق الذي يُخيّم على الشارع العراقي هو: هل تكفي هذه التحركات لتجنب الانهيار؟ أم أن العراق مقبل على تكرار سيناريو 2020، حين سُحقت البلاد تحت ثقل انهيار النفط، وارتبك فيها حتى دفع الرواتب؟
تحذيرات جادة
حذّر خبراء اقتصاديون، بينهم مختصون عراقيون، من أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بفرض تعريفات جمركية مرتفعة قد تقود إلى انهيار كبير في أسعار النفط العالمية، مع احتمال وصول سعر البرميل إلى 45 دولاراً خلال الأشهر المقبلة، ما يُنذر بخطر مباشر على اقتصاد العراق المعتمد أساسًا على العوائد النفطية.
وكشف تقرير نشرته شبكة ذا نيو أراب، اليوم الأحد (6 نيسان 2025)، وترجمته بغداد اليوم، أن التصعيد في الحرب التجارية التي أطلقها ترامب ضد عدد من الدول، سيتسبب بتراجع ملحوظ في حركة التبادل التجاري العالمي، وانكماش اقتصادي واسع يُؤدي إلى انخفاض حاد في الطلب على النفط.
وقال التقرير إن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على عدد من الدول، شملت العراق بنسبة 39%، في خطوة وصفها الخبير الاقتصادي قمران قدير بأنها "تتحدى المنطق الاقتصادي"، وتؤدي إلى سلسلة من التداعيات السلبية من بينها: تباطؤ النمو، ارتفاع معدلات البطالة، وزيادة التضخم، خصوصًا في الاقتصادات الكبرى كأمريكا، الصين، أوروبا، اليابان، وكوريا الجنوبية.
وأضاف قدير أن هذه الاضطرابات ستنعكس على مستوى الطلب العالمي على الطاقة، في وقت يُتوقع أن تواصل دول "أوبك"، وعلى رأسها السعودية، رفع مستويات الإنتاج تحت ضغط أمريكي، مما سيُفاقم اختلال التوازن بين العرض والطلب، ويدفع الأسعار إلى الانهيار نحو حاجز 45 دولارًا للبرميل.
العراق في قلب الأزمة.. موازنة مبنية على 70 دولارًا للبرميل
في سياق متصل، أشار التقرير إلى أن الموازنة العراقية لعام 2025 اعتمدت سعر 70 دولارًا لبرميل النفط، وهو ما يضع الاقتصاد العراقي في موقع حرج في حال تحقق سيناريو انخفاض الأسعار، خاصة وأن أكثر من 90% من إيرادات الدولة تعتمد على الصادرات النفطية.
وبحسب التقرير، فإن "الخطر المزدوج" يتمثل في كون العراق متضررًا مباشرًا من التعريفات الأمريكية المفروضة عليه من جهة، ومعرّضًا لانهيار الأسعار العالمية من جهة أخرى، ما قد يسبب أزمة مالية داخلية تهدد قدرة الدولة على تغطية نفقاتها الأساسية.
وأفاد التقرير بأن هذا التطور دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى عقد جلسة طارئة مع عدد من الوزراء المعنيين، تم خلالها الاتفاق على خطوات لتقوية التعاون مع الولايات المتحدة في محاولة لتخفيف التأثيرات المباشرة، لا سيما على التبادل التجاري الثنائي.
لكن ذا نيو أراب أكدت، نقلاً عن مصادر اقتصادية، أن هذه الإجراءات "لن تكون كافية لاحتواء التأثيرات غير المباشرة"، خاصة تلك المتعلقة بانخفاض أسعار النفط الناتج عن ركود اقتصادي عالمي مرتقب.
تداعيات أكبر على دولة ريعية
ويُعد الاقتصاد العراقي من أكثر الاقتصادات هشاشةً في المنطقة، نظرًا لاعتماده شبه الكامل على إيرادات النفط، دون وجود بدائل إنتاجية أو صناعية كافية. وبالتالي، فإن أي تراجع في أسعار النفط ينعكس مباشرة على قدرة الحكومة على دفع الرواتب، تمويل المشاريع، وتقديم الخدمات الأساسية.
ويحذّر مراقبون من أن استمرار السياسة الاقتصادية الأمريكية على هذا النحو، سيُجبر العراق إما على الاقتراض مجددًا، أو خفض الإنفاق العام، في وقت تُعاني فيه البلاد أصلًا من أزمات مزمنة في الكهرباء والبنى التحتية وارتفاع البطالة.
مقارنة بتجربة 2020.. هل يتكرر الانهيار؟
يُذكر أن العراق واجه وضعًا مشابهًا في عام 2020، عندما انهارت أسعار النفط إلى ما دون 30 دولارًا للبرميل نتيجة جائحة كورونا وانهيار الطلب العالمي، مما تسبب بعجز مالي كبير وتأخر في دفع رواتب الموظفين لعدة أشهر. ويرى محللون أن تكرار هذا السيناريو سيكون كارثيًا في ظل غياب إصلاح اقتصادي حقيقي، ويزيد من هشاشة الدولة أمام الضغوط الخارجية والداخلية.
وبينما تسعى الحكومة العراقية إلى تقليل الاعتماد على النفط في خطاباتها الاستراتيجية، إلا أن الواقع المالي يؤكد أن أي انهيار في الأسعار سيبقى الخطر الأكبر الذي يهدد استقرار البلاد في المستقبل القريب.