نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تعليقًا على الجدل الذي أثير حول حديث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف.

جاء الجدل بعد تصريحاته حول عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء والرسالات السماوية بشكل مطلق، مما أدى إلى اجتزاء كلامه وتحريفه عن سياقه.

توضيح الأزهر الشريف حول تصريحات شيخ الأزهر

في منشور مركز الأزهر العالمي للفتوى، تم التأكيد على أن اجتزاء الكلمات من سياقها يعد تشويهًا متعمدًا يفتقر إلى الأمانة العلمية. وجاء في المنشور:

"اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها عن مقصود المتحدث هو افتراء وتدليس ينافي قواعد العلم والأمانة."

أهمية فهم السياق الكامل للنصوص

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن النصوص لا يمكن فهمها بشكل صحيح إلا إذا تم ربط الجمل ببعضها، مشيرًا إلى أن الحديث عن تفضيل الأنبياء والرسالات يجب أن يُفهم في إطار شامل، حيث يُبنى المعنى وفقًا للسياق الكامل، وليس من خلال اقتطاع أجزاء منه. 

وجاء في المنشور:

"لا تُفهم الجملة إلا في سياقها الكامل، فهذا يضمن ربط المعنى الحقيقي وتجنب التحريف."

سياق حديث الإمام الأكبر في احتفالية المولد النبوي

خلال احتفالية المولد النبوي الشريف، تحدث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عن عظمة رسالة النبي محمد ﷺ وعالميتها، مشيرًا إلى أن الرسالات السماوية السابقة كانت موجهة إلى أقوام محددين وأزمان معينة.

وأكد أن ذلك يعزز مكانة رسالة النبي ﷺ، دون أن يعني ذلك المفاضلة المطلقة بين الأنبياء بناءً على الخصائص الفردية، بل بناءً على الأدلة الشرعية.

وشرح الإمام أن الاستثناء الذي أشار إليه في كلمته بعبارة «اللهم إلا اتباعًا لما يَرِدُ من الشَّرع الكريمِ» يتعلق بما جاء في الشرع من تفضيل النبي محمد ﷺ بناءً على أدلة واضحة، مثل قوله تعالى:

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]،
وقوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48].

الأدلة على تفضيل النبي محمد ﷺ

أشار الإمام الطيب إلى بعض الأحاديث التي تبيّن مكانة النبي محمد ﷺ بين الأنبياء، ومنها:

«فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ» [أخرجه مسلم].

التحذير من فتح باب المفاضلة بين الأنبياء

من النقاط الهامة التي أشار إليها الإمام الأكبر هي أن تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض لا ينبغي أن يكون محلًا للنزاع أو الجدال، خاصةً من غير العلماء.

فقد يؤدي هذا النوع من النقاش إلى إحداث انقسامات داخل المجتمعات وزعزعة استقرارها. 

وتحدث شيخ الأزهر عن أهمية تسليم الأمر لله والاعتماد على ما جاء في النصوص الشرعية، كما جاء في قوله تعالى:

{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253]
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: 55].

كما أشار إلى الأحاديث التي نهى فيها النبي محمد ﷺ عن المفاضلة بينه وبين الأنبياء، مثل قوله:

«لَا تُخَيِّروني مِن بينِ الأنبياءِ» [أخرجه البخاري].

دعوة الأزهر للحفاظ على وحدة المجتمع

 

دعا مركز الأزهر العالمي للفتوى إلى ضرورة توخي الحذر عند تفسير النصوص الدينية، والالتزام بالفهم الصحيح المبني على السياق الكامل للنصوص، مؤكدًا أن هدف هذه التوضيحات هو حماية المجتمع من الفتن التي قد تنجم عن التفسيرات الخاطئة. 

وختم المركز بالدعاء للإمام الأكبر، طالبًا من الله أن يحفظه ويوفقه في مسعاه.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شيخ الأزهر المفاضلة بين الأنبياء مركز الازهر العالمي للفتوى المولد النبوي الشريف مرکز الأزهر العالمی للفتوى الإمام الأکبر بین الأنبیاء المفاضلة بین النبی محمد ﷺ جاء فی

إقرأ أيضاً:

عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: العبادة يجب أن تكون في حدود القدرة دون تحميل

قال الشيخ السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الشخص إذا لم يكن معتادًا على التسبيح مائة مرة يوميًا، فقد يجد صعوبة في الاستمرار عليه، حيث يبدأ بحماس في البداية، ثم يفقد قدرته على المواصلة، لذلك، من الأفضل أن يبدأ المسلم تدريجيًا بأذكار قليلة ثم يزيدها مع الوقت، بدلًا من أن يبدأ بكم كبير لا يستطيع الاستمرار عليه.

وأضاف السيد عرفة خلال حواره ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، إذا لم يكن الإنسان معتادًا على قراءته يوميًا، فمن الأفضل أن يبدأ بقراءة صفحة أو بضع صفحات بتدبر وفهم، بدلًا من أن يحمل نفسه قراءة أجزاء كبيرة قد لا يستطيع الالتزام بها على المدى الطويل.

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "أكلفوا من العمل ما تطيقون"، ليؤكد أن الإسلام لا يدعو إلى التشدد في العبادات، بل إلى الالتزام بما يمكن للإنسان المواظبة عليه دون مشقة.

وتحدث عن موقف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل المسجد ذات يوم، فوجد حبلًا مربوطًا بين ساريتين، فسأل عنه، فقيل له إنه للسيدة زينب، حيث كانت تمسك به أثناء الصلاة حتى لا تسقط من شدة التعب، فطلب النبي فكّه، وقال:"ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليجلس وليذكر الله"، في إشارة إلى أن العبادة يجب أن تكون في حدود الطاقة والقدرة، دون تحميل النفس ما لا تحتمل.

مقالات مشابهة

  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: العبادة يجب أن تكون في حدود القدرة دون تحميل
  • البحوث الإسلامية: الأزهر الشريف مستمر في إيقاظ الوعي ودعم الفكر الوسطي
  • نور فكرك .. ابن وعيك تزور مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية
  • نهلة الصعيدي: مؤتمر الإمام الأكبر اليوم شهد التفافا حول الأزهر الشريف
  • سفير مصر بإندونيسيا يثمن جهود الأزهر الشريف في خدمة الإسلام
  • كفر الشيخ الأزهرية تستقبل وفد مركز المعلومات بمشيخة الأزهر
  • ملك البحرين يثمن جهود شيخ الأزهر في تحقيق التعاون بين الشعوب
  • ملك البحرين يستقبل شيخ الأزهر ويؤكد دور فضيلته في خدمة قضايا الأمة
  • الإمام الأكبر: يجب الاعتراف بأننا نعيش أزمة يدفع ثمنها المسلمون ولا حل إلا بالاتحاد