الأزهر الشريف يرد على اجتزاء تصريحات الإمام الأكبر حول المفاضلة بين الأنبياء
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تعليقًا على الجدل الذي أثير حول حديث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف.
جاء الجدل بعد تصريحاته حول عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء والرسالات السماوية بشكل مطلق، مما أدى إلى اجتزاء كلامه وتحريفه عن سياقه.
في منشور مركز الأزهر العالمي للفتوى، تم التأكيد على أن اجتزاء الكلمات من سياقها يعد تشويهًا متعمدًا يفتقر إلى الأمانة العلمية. وجاء في المنشور:
"اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها عن مقصود المتحدث هو افتراء وتدليس ينافي قواعد العلم والأمانة."
أهمية فهم السياق الكامل للنصوصأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن النصوص لا يمكن فهمها بشكل صحيح إلا إذا تم ربط الجمل ببعضها، مشيرًا إلى أن الحديث عن تفضيل الأنبياء والرسالات يجب أن يُفهم في إطار شامل، حيث يُبنى المعنى وفقًا للسياق الكامل، وليس من خلال اقتطاع أجزاء منه.
وجاء في المنشور:
"لا تُفهم الجملة إلا في سياقها الكامل، فهذا يضمن ربط المعنى الحقيقي وتجنب التحريف."
سياق حديث الإمام الأكبر في احتفالية المولد النبويخلال احتفالية المولد النبوي الشريف، تحدث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عن عظمة رسالة النبي محمد ﷺ وعالميتها، مشيرًا إلى أن الرسالات السماوية السابقة كانت موجهة إلى أقوام محددين وأزمان معينة.
وأكد أن ذلك يعزز مكانة رسالة النبي ﷺ، دون أن يعني ذلك المفاضلة المطلقة بين الأنبياء بناءً على الخصائص الفردية، بل بناءً على الأدلة الشرعية.
وشرح الإمام أن الاستثناء الذي أشار إليه في كلمته بعبارة «اللهم إلا اتباعًا لما يَرِدُ من الشَّرع الكريمِ» يتعلق بما جاء في الشرع من تفضيل النبي محمد ﷺ بناءً على أدلة واضحة، مثل قوله تعالى:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]،
وقوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48].
أشار الإمام الطيب إلى بعض الأحاديث التي تبيّن مكانة النبي محمد ﷺ بين الأنبياء، ومنها:
«فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ» [أخرجه مسلم].
التحذير من فتح باب المفاضلة بين الأنبياءمن النقاط الهامة التي أشار إليها الإمام الأكبر هي أن تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض لا ينبغي أن يكون محلًا للنزاع أو الجدال، خاصةً من غير العلماء.
فقد يؤدي هذا النوع من النقاش إلى إحداث انقسامات داخل المجتمعات وزعزعة استقرارها.
وتحدث شيخ الأزهر عن أهمية تسليم الأمر لله والاعتماد على ما جاء في النصوص الشرعية، كما جاء في قوله تعالى:
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253]
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: 55].
كما أشار إلى الأحاديث التي نهى فيها النبي محمد ﷺ عن المفاضلة بينه وبين الأنبياء، مثل قوله:
«لَا تُخَيِّروني مِن بينِ الأنبياءِ» [أخرجه البخاري].
دعوة الأزهر للحفاظ على وحدة المجتمع
دعا مركز الأزهر العالمي للفتوى إلى ضرورة توخي الحذر عند تفسير النصوص الدينية، والالتزام بالفهم الصحيح المبني على السياق الكامل للنصوص، مؤكدًا أن هدف هذه التوضيحات هو حماية المجتمع من الفتن التي قد تنجم عن التفسيرات الخاطئة.
وختم المركز بالدعاء للإمام الأكبر، طالبًا من الله أن يحفظه ويوفقه في مسعاه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شيخ الأزهر المفاضلة بين الأنبياء مركز الازهر العالمي للفتوى المولد النبوي الشريف مرکز الأزهر العالمی للفتوى الإمام الأکبر بین الأنبیاء المفاضلة بین النبی محمد ﷺ جاء فی
إقرأ أيضاً:
راجين الرحمة والثواب والرضوان.. الجامع الأزهر كامل العدد في ختام الثلث الأول من رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في رحاب الجامع الأزهر، كعبة العلم وقبلة العلماء، اجتمع آلاف المصلين، اليوم الاثنين، في الليلة الحادية عشرة من شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ، ليؤدوا صلاتي العشاء والتراويح في بيتٍ من بيوت الله، التي اصطفاها لنشر نوره وهداه، مستشعرين نفحات الشهر الكريم ومتقربين إلى الله في أجواء من الخشوع والسكينة.
وامتلأت أروقة الجامع الأزهر بالمصلين من مختلف المحافظات، إضافة إلى الطلاب الوافدين الذين قدموا من داخل مصر وخارجها، ليشهدوا هذه الأجواء الإيمانية المتميزة، حيث ترددت أصوات التلاوة بالقراءات المتواترة، وارتفعت القلوب خاشعة بين يدي الله، في مشهد يجسد وحدة المسلمين حول كتاب الله وبيوته الطاهرة.
وتقدَّم المصلين في هذه الليلة المباركة عدد من قيادات وعلماء الأزهر الشريف، في مقدمتهم فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، وفضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، وفضيلة الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أتى خضر، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، إضافة إلى عدد من أساتذة جامعة الأزهر وطلابها.
ورفع أذان العشاء الشيخ محمد فوزي البربري، القارئ والإمام بالجامع الأزهر، فيما يؤمّ المصلين في صلاة العشاء الشيخ محمد أحمد حسن، الطالب بمعهد أبي قير الأزهري، قارئًا برواية الإمام ورش عن الإمام نافع المدني، ومتلوًا من سورة التوبة.
وتنطلق أصوات التلاوة بخشوع من سورتي التوبة ويونس في صلاة التراويح، حيث يتقدم لإمامة المصلين الشيخ رضا رمضان عبد الجواد، مدرس القراءات بمنطقة المنيا الأزهرية، قارئًا برواية الإمام قالون عن الإمام نافع المدني، والدكتور أسامة هاشم الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قارئًا برواية الإمام السوسي عن الإمام أبي عمرو البصري، والشيخ أحمد محمد جعفر، عضو إدارة الرواق الأزهري بالإسكندرية، قارئًا برواية الإمام روح عن الإمام يعقوب الحضرمي.
أما صلاة الشفع والوتر، فيؤمّ المصلين فيها الشيخ محمد فوزي البربري، فيما يؤمّ صلاة الفجر فجر الثلاثاء الشيخ أحمد محمد جعفر، وتكون القراءة في صلاتي الشفع والوتر وصلاة الفجر من سورة يونس.
وينقل المركز الإعلامي للأزهر الشريف صلاتي العشاء والتراويح يوميًّا عبر منصات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى بثها عبر عدد من القنوات الفضائية، من بينها القناة الأولى، القناة الفضائية المصرية، قناة الناس، وإذاعة القرآن الكريم.
وفي ظل هذه النفحات الإيمانية، يواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك، بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار دور الأزهر الشريف الدعوي والتوعوي لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.