حيروت ـ أبين

 

أفرج تنظيم القاعدة، الأيام القليلة الماضية، عن خمسة من موظفي الأمم المتحدة المختطفين منذ أكثر من عام ونصف في محافظة أبين جنوب البلاد.

 

وقالت مصادر مطلعة، إن تنظيم القاعدة أفرج عن مدير الأمن والسلامة في الأمم المتحدة باليمن، “آكام سوفيول أنام”، مع أربعة يمنيين اختطفوا في فبراير من العام الماضي.

 

وأكدت الأمم المتحدة الإفراج عن خمسة من موظفيها الذين تم اختطافهم في محافظة أبين الجنوبية في 11 فبراير 2022، في الوقت الذي رحب فيه المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة المقيم في اليمن، ديفيد غريسلي، بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة.

 

وقال غريسلي في بيان له، “قضى الزملاء الأربعة المحليون والدوليون 18 شهرًا في الأسر. ولقد سعدت للغاية عندما رأيت بنفسي أن الزملاء اليمنيين الأربعة بصحة جيدة عندما سافرت معهم إلى عدن من المكلا اليوم”.

 

وأضاف بأن “الخمسة من موظفينا يتلقون الدعم ومعنوياتهم جيدة وعلى اتصال بعائلاتهم. أشكر الحكومة اليمنية والآخرين الذين ساعدوا في تأمين إطلاق سراح زملائنا في الأمم المتحدة وساهموا في الحفاظ على صحتهم خلال هذه الفترة الطويلة في الأسر”.

 

وطالب جريسلي بالإفراج عن موظفين تابعين للأمم المتحدة مختطفين لدى جماعة الحوثي دون أن يذكر مكان اختطافهم أو الجهة التي تختطفهم، مختتما بالقول “بينما تشعر أسرة الأمم المتحدة بأكملها في اليمن بالارتياح لأن زملائنا أصبحوا أحرار، فإننا نتذكر أيضًا أن موظفين اخرين من الأمم المتحدة لا يزالون محتجزين في اليمن ونحن متضامنين معهم”.

 

وكان تنظيم القاعدة اختطف الموظفين الخمسة في فبراير 2022، وأخفاهم، بهدف الحصول على فدية مالية مقدرة بثلاثة ملايين دولار مقابل الإفراج عن المختطفين.

 

 

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

هل يعتبر العرب من مصير زيلينسكي؟ واشنطن.. الحليف المتقلب

يمانيون../
لم تكن أوكرانيا سوى أحدث ضحية لنهج الولايات المتحدة في استغلال حلفائها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، قبل أن تتنصل منهم وتلقي بهم إلى مصير مجهول. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي تبنى سياسة التصعيد ضد روسيا وفق التوجيهات الغربية، وجد نفسه في موقف مهين داخل البيت الأبيض، عندما واجه نقدًا لاذعًا من الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، واتهامه بتوريط واشنطن في حرب لا شأن لها بها. المفارقة أن الرجل لم يكن سوى منفذٍ للأوامر الغربية، لكنه عندما أصبح عبئًا، تخلى عنه داعموه كما فعلوا مع غيره من قبل.

ما حدث لأوكرانيا ليس استثناءً، بل هو نموذج متكرر في السياسة الأمريكية، حيث تسعى واشنطن لاستخدام الدول الحليفة كأدوات في حروبها الجيوسياسية، قبل أن تتخلى عنها بمجرد انتفاء الحاجة إليها. لم يكن زيلينسكي الأول، ولن يكون الأخير.

في أفغانستان، كانت الولايات المتحدة الداعم الأول للمجاهدين في الثمانينيات، حيث سلّحتهم وأمدتهم بالمال والسلاح لقتال الاتحاد السوفيتي. لكن بمجرد انتهاء الحرب الباردة، تحولت هذه الفصائل إلى أعداء، وشنت واشنطن حربًا مدمرة ضدهم انتهت بانسحابها المهين من كابل عام 2021، تاركة الحكومة الأفغانية التي دعمتها لسنوات تواجه مصيرها وحدها.

وفي العراق، دفعت واشنطن صدام حسين إلى الدخول في حرب استنزاف ضد إيران استمرت لثماني سنوات، دعمت فيها الولايات المتحدة والعواصم الغربية بغداد عسكريًا وسياسيًا. لكن بعد انتهاء الحرب، تغيرت الحسابات، ووقع العراق في الفخ الأمريكي بعد غزوه للكويت عام 1990، حيث انقلبت عليه واشنطن وفرضت عليه حصارًا اقتصاديًا قاسيًا، ثم احتلته عام 2003، وأسقطت نظامه بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وهي الذريعة التي ثبت زيفها لاحقًا.

أما المملكة العربية السعودية، فقد كانت أبرز مثال على هذا النمط من التلاعب الأمريكي. فمنذ شنها العدوان على اليمن عام 2015، تلقت الرياض دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا غير مسبوق من واشنطن، وشجعتها الإدارة الأمريكية على مواصلة الحرب تحت ذريعة مواجهة النفوذ الإيراني. لكن مع طول أمد الصراع، بدأت الانتقادات الأمريكية تتزايد، وبدأت الضغوط على السعودية لوقف الحرب، بل إن واشنطن نفسها أوقفت صفقات تسليح كانت تقدمها للرياض، وكأنها لم تكن شريكًا في الحرب منذ البداية.

ولا يختلف الحال كثيرًا مع نظام الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، الذي كان الحليف الأبرز لواشنطن في المنطقة طوال ثلاثة عقود. لكن عندما اندلعت ثورة 25 يناير 2011، رفعت عنه الولايات المتحدة الغطاء السياسي، وتركته يسقط في غضون أيام، رغم أنه كان ينفذ السياسة الأمريكية بحذافيرها لعقود.

اليوم، يجد زيلينسكي نفسه في مواجهة المصير ذاته، بعدما بات يُنظر إليه كعبء على الغرب، تمامًا كما حدث لحلفاء أمريكا السابقين. وما جرى له ليس مجرد حادثة فردية، بل هو نمط متكرر في السياسة الأمريكية تجاه حلفائها، حيث تستخدمهم كأدوات مؤقتة، ثم تتخلى عنهم فور انتهاء دورهم.

ختامًا، يجب أن نتساءل: هل سيتعلم العرب من تجارب الآخرين، مثل زيلينسكي، أم سيستمرون في الانجرار وراء سياسات قد تؤدي إلى توريطهم في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ إن الدول التي تراهن على الدعم الأمريكي يجب أن تدرك أن هذا الدعم مشروط بالمصلحة الأمريكية فقط، وأن من يعتمد على واشنطن في تحقيق أمنه أو استقراره قد يجد نفسه في لحظة ما وحيدًا في مواجهة العواقب تمامًا كما حدث مع أوكرانيا، والعراق، وأفغانستان، والسعودية، ومصر، وغيرها من الدول التي استخدمتها أمريكا لتحقيق أهدافها، ثم تخلت عنها عندما انتهت صلاحيتها.

السياسية || محمد الجوهري

مقالات مشابهة

  • هل يعتبر العرب من مصير زيلينسكي؟ واشنطن.. الحليف المتقلب
  • احالة أوراق الأب المتهم بانهاء حياة أبنائه الأربعة لفضيلة المفتى
  • الأمم المتحدة تجلي 24 لاجئا أفريقيا من اليمن
  • الأمم المتحدة تعلن إجلاء 24 لاجئا أفريقيا من اليمن
  • الأمم المتحدة تعلن إجلاء 24 أفريقياً من اليمن
  • اليمن.. وفاة وإصابة 339 شخصاً في حوادث سير على طرق المناطق المحررة خلال فبراير الماضي
  • القاضي زيدان يبحث مع الأمم المتحدة واليونيسف آلية تنظيم الوثائق للعائدين من مخيم الهول
  • الأمم المتحدة تطالب الحوثيين بالإفراج عن المختطفين
  • الأمم المتحدة تتلقى 131 مليون دولار دعماً لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن
  • تمويلات جديدة لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن