لبنان ٢٤:
2024-12-22@11:08:12 GMT

لبنان بمهبّ الكوليرا.. هل ينجو من تفشي الوباء؟

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

لبنان بمهبّ الكوليرا.. هل ينجو من تفشي الوباء؟

 
بعد أكثر من عام على إعلان انتهاء فاشية الكوليرا في لبنان، عاد شبح المرض القاتل الى البقاع، حيث تمّ رصد الجرثومة قبل أيام، عند نقطة تجمع الصرف الصحي في شتورة وفي نهر الليطاني عند جسر الدلهمية، خلال إجراء الفحوصات الدورية التي تجريها المصلحة الوطنية لنهر الليطاني. هذا النبأ الخطير، استدعى استجابة سريعة لوزارة الصحة التي أكدت ألّا إصابات حتى الآن بالكوليرا، مشيرة الى تكثيفها الترصد والاستنفار منذ الثامن عشر من آب الماضي كما إطلاقها حملة تلقيح استباقية ضد الوباء.


 
تطمينات "الصحة" لم تمنع حصول بلبلة وانشغال الرأي العام بالخبر، إذ تعتبر هذه القضية ملحّة لما تشكّله من تهديد كبير وحقيقي على صحة وسلامة سكّان المناطق القريبة من النهر والمستخدمين لمياهه، خاصّة ان النقطين اللتين سجلتا تلوث بالكوليرا حالياً سبق ان رصدت الجرثومة بهما عند تفشي الوباء عام 2022.
 
إحصاءات مقلقة: الليطاني بؤرة الكوليرا مجدداً
لا يزال تلوّث نهر الليطاني من أكبر التحديات البيئية التي يواجهها لبنان بالرغم من الإجراءات المتبعة من قبل المصلحة الوطنية للنهر، وقد تكون إعادة رصد الكوليرا متوقعة وسط ما يشهده واقع الحوض من تعديات وتسريب مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة ومخلفات المزارع والمسالخ الى نطاقه.
ووفقاً لأحدث تقرير لمصلحة الليطاني ولمسح ELARD، تم توثيق قيام 69 بلدة في الحوض الأعلى وحوالى 15 بلدة في الحوض الأدنى بالتخلص من مياه الصرف الصحي مباشرة في الأراضي المفتوحة أو في النهر من دون معالجة مسبقة. واستناداً إلى البيانات والإحصاءات السكانية في حوض الليطاني، يبلغ إجمالي حجم مياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها سنوياً في النهر حوالى 46 مليون متر مكعب، ويتدفق جزء كبير منها مباشرة إلى النهر أو يتسرب إلى المياه الجوفية.
كذلك، بين مسح المصلحة وجود حوالي 31 مكباً عشوائيًا للنفايات الصلبة في الحوض الأعلى للنهر وما يقارب الـ111 مكبًا عشوائيًا في الحوض الأدنى، كما ان الحجم السنوي للنفايات الصناعية السائلة غير المعالجة التي يتم تصريفها في النهر حوالى 4 ملايين متر مكعب.
وللنزوح السوري أيضاً تأثير على النهر، إذ العدد التقريبي للنازحين المتواجدين في الحوض الأعلى يبلغ حوالى 68645 نازحا سوريا، تقدر كميات المياه المبتذلة الناجمة عنهم بحوالى 2,104,655 متر مكعب سنويا (اعتمادا أن معدل استهلاك النازح يقدر بـ84 ليتر يوميا). أما في الحوض الأدنى، فتواجد حوالى4238 نازحًا سوريًا يقيمون على طول مجرى النهر وقناة ري القاسمية، ويولدون حجمًا سنويًا يبلغ 1299937 مترا مكعباً من المياه الملوثة التي يتم صرفها في النهر أو قنوات الري، وفقاً للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني.
تبعاً لما ذكر، تحمل مياه نهر الليطاني كميات كبيرة من البكتيريا والجراثيم، بما فيها جرثومة الكوليرا، ما يقرع ناقوس الخطر ويشكلّ تحدياً صحياً كبيراً للجهات المسؤولية، في ظلّ كل ما يمّر به البلاد من أزمات اقتصادية ومعيشية تزيد من تردّي الأوضاع وتضاعف خطورة تفشي أي مرض إن لم تتبع الإجراءات اللازمة بدقة وسرعة؛ إذ أنه وبحسب بعض المعنيين والخبراء في المنطقة، أكثر من 1000 هكتار من هذه الأراضي الزراعية يتمّ ريّها من النهر "الملوّث"!
 
 
حملة استباقية وإجراءات فرديّة لازمة
لبنان الذي ذاق مرّ تفشي الكوليرا في الـ2022 وتمكّن من التخلّص من انتشاره في شباط 2023، معلناً في حزيران خلوّه من المرض؛ استدرك الأمر هذه المرّة مطلقاً حملة تلقيح استباقية ضد الوباء في المناطق والبلدات المحيطة بنهر الليطاني. وكانت قد شددت وزارة الصحة في بيان سابق لها عل ضرورة أخذ اللقاح المجاني حتى ولو تم أخذه في الحملة السابقة قبل سنتين، للحؤول دون معاودة انتشار الوباء في لبنان خاصة مع معاودة انتشاره في سوريا.
ولتعريف المرض الذي بات مألوفاً لدى اللبنانيين، تقول الاختصاصية في العلوم المخبرية، ايليان بطرس، إنه عدوى معوية تحدث نتيجة تناول طعام أو ماء ملوثان. وعن أعراضه، توضح أنها "تشمل إسهالاً حاداً، قيء، العطش، تغور العينين، تشنجات عضلية وانخفاضاً في ضغط الدم".
أما عن طرق الوقاية منه، فتشدد بطرس على أهمية "النظافة والتنظيف"، إضافة الى تلقي اللقاح ومانحة نصائح "بديهي" القيام بها كشرب المياه المعدنية المعبأة في زجاجات نظيفة أو غلي الماء قبل شربها، غسل اليدين جيدًا وبشكل متكرر قبل تحضير الطعام وقبل تناوله وبعد استخدام المرحاض.
كما تشدّد بطرس على وجوب غسل الخضروات والفواكه بالمياه النظيفة مع إضافة معقّم أو خل للتخلص من الجراثيم، وطهي اللحوم والدواجن والأسماك جيدًا لقتل البكتيريا الضارة فيها.
 
 
ليست المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة التي يتسبب فيها تلوّث نهر الليطاني بانتشار الأمراض والفاشيات، ويبقى السؤال دوماً: متى يعي المواطن أهمية دوره في الحفاظ على محيطه قبل توجيه اللوم عنه؟ هل ينجو لبنان هذه المرّة أيضاً من تفشي "مرض قلّة النظافة"؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اليونيفيل يتفقد خلوّ مجرى الليطاني من قوّات “حزب الله”

بيروت (زمان التركية) – أفاد مراسلون بأن قوات “اليونيفيل” والجيش اللبناني تنتشر في الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني للتأكد من خلوها من قوات “حزب الله” وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

وذكروا أنه تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار انتشرت قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني بين دير سريان وعلمان والقصير ويحمر الشقيف وزوطر الشرقية، للكشف على منشآت الحزب ومخازنه ومنصاته.

وقال مراسلون إن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق بشكل مكثف وعلى علو منخفض في أجواء مجرى نهر الليطاني تزامنا مع تواجد الجيش اللبناني واليونيفيل، مبينة أن طائرات الاستطلاع تحلق بشكل مكثف أيضا في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية.

يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” دخل حيز التنفيذ فجر يوم 27 نوفمبر الماضي. ومن أبرز البنود التي وردت في الاتفاق:

وقف كامل لإطلاق النار: يلتزم الطرفان بوقف العمليات العسكرية، بما يشمل إطلاق الصواريخ والغارات الجوية. انسحاب متبادل: القوات الإسرائيلية ستنسحب من جنوب لبنان، بينما يسحب حزب الله عناصره وأسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني. انتشار الجيش اللبناني: سيتم نشر نحو 10,000 عنصر من الجيش اللبناني في جنوب الليطاني لضمان الأمن ومنع أي أنشطة عدائية. دور الأمم المتحدة: تعزيز وجود قوات حفظ السلام (اليونيفيل) لمراقبة الالتزام بالاتفاق ومنع أي تصعيد مستقبلي. التزامات أمنية متبادلة: تعهد بعدم استخدام الأراضي اللبنانية لشن هجمات ضد إسرائيل، والعكس صحيح. توفير ممرات إنسانية: السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمتضررين في المناطق الحدودية.

الاتفاق يعد خطوة مؤقتة لمدة 60 يوما، وتهدف الأطراف إلى استخدام هذه الفترة لإطلاق حوار شامل حول قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة​.

Tags: إسرائيلالحرب الإسرائيلية على غزةحزب اللهلبنان

مقالات مشابهة

  • سليمان: السيادة في جنوب الليطاني وشماله فوق الارض وفي جوفها وفي البر والبحر والجوّ
  • مياه الفيوم بالتعاون مع مركز النيل للإعلام ندوة توعية حول ترشيد استهلاك المياه
  • مياه الفيوم تنظم ندوة توعية حول ترشيد استهلاك المياه
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • فرق صيانة النهر الصناعي تستكمل معالجة الانجرافات في بن جواد والنوفلية
  • اليونيفيل يتفقد خلوّ مجرى الليطاني من قوّات “حزب الله”
  • قائد الجيش: لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحميه
  • للمواطنين.. إليكم هذا البيان من مؤسسة مياه لبنان الجنوبي
  • رئيس مياه الإسكندرية يجوب غرب المدينة لمتابعة جودة خدمات المياه
  • التجدد للوطن: لبنان عاد الى وفائه للاصول التي حتمت انشاءه بمساعدة اصدقائه الدوليين والعرب