الشارقة للفنون تنظم الدورة الثانية عشرة من معرض «الشارقة، وجهة نظر»
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
تنظم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لخريف 2024، الدورة الثانية عشرة من معرضها السنوي للتصوير الفوتوغرافي «الشارقة، وجهة نظر»، الذي يقام في بيت عبيد الشامسي التراثي، في الفترة بين 28 سبتمبر/ أيلول و8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.
تسلط هذه النسخة الضوء على المصورين الصاعدين من المنطقة وخارجها، وتقام تحت عنوان «لو كنتُ غيري» المستوحى من قصيدة للشاعر محمود درويش، لتُجسّد الأعمال المعروضة تجارب شخصية، وتاريخاً، وذاكرة جماعية، فرغم تنوّع المنهجيات المستخدمة في إنشاء الصور الفوتوغرافية، إلا أن جميعها تستحضر ذكريات متشظية تتناغم مع التجارب الإنسانية المشتركة.
واختارت المؤسسة أربعة فنانين ممن قدموا طلباتهم للمشاركة في المعرض من خلال دعوة دولية مفتوحة، هم: سارة قنطار، ثاسيل سوهارا بكر، أروم دايو، مشفق الرحمن جوهان، ليجمع المعرض بين أصوات وتجارب متنوعة، مجسداً روح التجريب في التصوير الفوتوغرافي المعاصر، ويقدم منصة ديناميكية تستعرض مجموعة واسعة من الأساليب، بدءاً من الوثائقية وصولاً إلى التجريبية.
تعاين أروم دايو (مواليد 1984، جاوة الوسطى، إندونيسيا) من خلال مشروعها، الثقافة والمجتمع الحديثين في جاوة مركزة على قضايا النسوية والأمومة، ومسلطةً الضوء على فكرة التوقعات الأبوية والضغوطات التي تواجهها النساء العازبات. ففي سياق تملي فيه المعايير المجتمعية مرور سعادة المرأة عبر دورها الأساسي كزوجة وأم، تفسح سلسلة الصور «متى تنوين الزواج؟» والنقاشات الناتجة عنها المجال أمام حوار أعمق حول موضوع الزواج، وسد الفجوات الثقافية بين الأجيال المختلفة.
فيما يسافر المصور الوثائقي وعالم الأنثروبولوجيا مشفق الرحمن جوهان (مواليد 1997، بنغلاديش) في جميع أنحاء بنغلاديش لالتقاط السرديات البصرية التي تسلط الضوء على القضايا الإنسانية وتوثيق مصاعب المجتمعات المهمشة في صراعها مع النزوح، إذ تمتزج مقاربته الفنية باهتمامٌ طويل الأمد بهذه القضايا والموضوعات الشائكة، مثل الاختفاء القسري وعنف الشرطة والتدهور البيئي.
وعبر عمله المقدم في المعرض تحت عنوان «ذكريات قبل التطوير» يسلط الضوء على تداعيات مشروع محطة بايرا لتوليد الطاقة الذي انطلق عام 2014 في مسقط رأسه في موريتشبونيا ببنغلاديش، لا سيما من خلال تناول الوعود الزائفة بخلق فرص العمل ودفع تعويضات للنازحين، حيث اضطر الناس إلى مغادرة بيوت أجدادهم مثقلين بالخسارة. يتأمل العمل صدمة الهجرة من جوانب متعددة، ويعاين الأثمان الاجتماعية والثقافية والبيئية للتطور وإعادة التوطين القسري والدمار البيئي، وذلك من خلال تصوير التحولات التي طرأت على القرية بعد مشروع محطة الطاقة والذكريات المؤلمة التي خلّفها، مستكشفاً الجانب المظلم للتطور والنمو.
أما المصورة والمخرجة السورية سارة القنطار فتوثّق تجاربها الشخصية في المنفى ململة شظايا الذكريات المنسية ومعاينةً آثار النزوح عبر سلسلتها الفوتوغرافية «نحو النور»، إذ تسجل عبورها من سوريا إلى اليونان مروراً بتركيا بين ديسمبر 2015 وفبراير 2016، حيث استخدمت هاتفها المحمول لتصوير رحلتها المحفوفة بالمخاطر وشاركت الصور مع عائلتها، لطمأنتهم عن وضعها وسلامتها. ومن خلال إخفاء الوقائع المريرة لهذه الرحلة، تثير هذه الصور المؤلمة للاجئين شعوراً زائفاً وغريباً بالأمان، جامعةً آمالها وتوقعاتها، انطلاقاً من قرارها مغادرة سوريا، مروراً بالوقت الذي أمضته مع أخيها في تركيا، وصولاً إلى تجاربها الصعبة مع مهربي البشر، والصداقات الزائفة وفترات الانتظار الطويلة. كما يتضمن المشروع فيلماً قصيراً بعنوان «3350 كم» (2023)، ويتمحور حول أب وابنته تفصل بينهما مسافة 3350 كيلومتراً، على مدار سبع سنوات.
وفي سلسلته «شواطئ مضاءة» يعاين ثاسيل سوهارا بكر (مواليد 1992، كيرلا) مواضيع البيئة والسياسات الحيوية عبر عدسة مزدوجة عمادها المسرح والفن البصري.
تصور هذه السلسلة رحلة استمرت لثلاثة أشهر زار فيها خمس ولايات هندية، وتتضمن صوراً التقطها خلال الاضطرابات التي عمّت البلاد، حيث أدت الاحتجاجات والإغلاقات المتعددة جراء جائحة كوفيد-19 إلى تشريد مجتمعات الطبقة العاملة والتسبب بخسائر فادحة في الأرواح، بما لا يتناسب مع خسائر الطبقات الأخرى.
ركز ثاسيل على حياة الطبقة العاملة المقيمة حول المسطحات المائية، انطلاقاً من نشأته في قرية ساحلية، حيث يعمد في هذه السلسلة إلى تحويل صور الحياة اليومية مثل قوارب الصيادين إلى صور خيالية أشبه بالأحلام، مما يخلق عالماً تتداخل فيه الحدود الفاصلة بين الزمان والمكان والواقع والخيال، وتصبح الشخصيات التي تتصدر هذه المشاهد المائية غير الملموسة رموزاً لفكرة الأمل والسمو.
ستُعرض أعمال كل فنان بشكل مستقل على امتداد بيت عبيد الشامسي، كما تتضمن الدورة الثانية عشرة التي تقيّمها سارة المهيري، قيّم مساعد في المؤسسة، برنامجاً إرشادياً مهنياً فردياً، يتيح للفنانين فرصة التواصل مع ممارسين ثقافيين أو محترفين يختارونهم بأنفسهم.
عن مؤسسة الشارقة للفنون
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تكريم خالد النبوي في الدورة الـ 14 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
أقيم اليوم الجمعة المؤتمر الصحفى لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية للإعلان عن تفاصيل الدورة الرابعة عشر والتى تحمل اسم قمر 14، بحضور السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان وعزة الحسيني مديرة المهرجان والفنان محمود حميدة الرئيس الشرفى لهذه الدورة، وأحمد مراد عضو لجنة التحكيم.
وأعلن القائمين على المهرجان مكرمي الدورة الـ 14 وهم اكوسوا بوسيا، احمد الحفيان، المخرج مجدي أحمدي علي، موسي ابسا، والفنان خالد النبوي.
بوستر مهرجان الأقصر
وأطلق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ملصق بوستر الدورة الرابعة عشرة تحت شعار السينما الأفريقية قمر 14 The full moon of African cinema.
يأتي هذا الشعار بمناسبة الدورة الرابعة عشرة وتأثير سحر القمر المكتمل على كل شيء في الحياة حولنا من بحار وأنهار و زرع وكل الكائنات الحية، وكل ما في السماء والأرض يتأثر بحركة القمر، وصعود السينما الأفريقية عالمياً من خلال تمثيلها في كافة المهرجانات السينمائية العالمية وارتفاع الطلب عليها من المنصات المختلفة يؤكد مدى الجاذبية فيها بتعدد ثقافتها.
صمم ملصق الدورة الـ 14، الفنان التشكيلي محمد عبلة الذي صرح قائلا: فكرة وروح البوستر جاءت من خلال الاستعانة بمفردات الشعار الخاص بالمهرجان في دورته الرابعة عشرة، وهو ( السينما الأفريقية قمر 14)، فالفكرة هنا عن اكتمال القمر لدى الشعوب العربية والأفريقية والميثولوجيا والأساطير في أفريقيا، فاكتمال القمر له معاني كثيرة، ولكني في تصوري وضعت القمر المكتمل وكل الأشياء تذهب إليه، فقارة أفريقيا منطلقة ناحية القمر، وجعلت الفنان السينمائي ( راكب أحلامه) من خلال بساط الريح وسنجد أن العنصر الرئيسى في الكرة الأرضية هي أفريقيا التي تنطلق إلى النور وإلى اكتمال القمر، فالأقصر اصبحت بحق عاصمة للسينما الأفريقية تجمع مبدعيها فوق منصة واحدة تسير بهم مثل بساط الريح.
وقال السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر أن التراث المصري والشعبي يصف دائما الجمال و اكتماله بأنه " قمر 14"، ونحن الآن في الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والسينما الأفريقية الآن في حالة اكتمال وجمال وصعود، والمهرجان هذا العام في دورته الرابعة عشرة حقق بعضا أو جزءا كبيرا من جمالياته، ورسوخه، ولذلك أصبحت هذه الدورة تحمل هذا الشعار ( السينما الأفريقية قمر 14) .
وقالت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان : فكرة السفر إلي القمر وصناعة السفن الفضائية واستخدام هذا التقدم التكنولوجي لتطوير علاقتنا بالكون، يوازيه استفادة أخري حيث استفادت السينما من التقدم التكنولوجي، ونحن في هذه الدورة نضع بؤرة ضوء كبيرة جدا علي فكرة الديجيتال وأهميته في صناعة السينما وتسويقها، وعندما اتسعت المعاني والمفاهيم لمعنى السينما الأفريقية وجدنا أنفسنا في زمن سريع الحركة، والإيقاع ، عالم الرقمنة، والمنصات والتطبيقات المختلفة التي تعرض الأفلام، وفي الدورة الجديدة يكتمل قمر السينما الأفريقية متوازيا مع الدورة الـ 14 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والتي توافقت تواريخها بحيث يكون يوم 14 يناير هو يوم القمر المكتمل هو نفسه يوم ختام فعاليات الدورة، والتي ستكون فيها مفاجآت كبيرة.