لبنان ٢٤:
2024-09-19@18:10:23 GMT

متى يُعلن حزب الله حربه الجهادية ضد إسرائيل؟

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

متى يُعلن حزب الله حربه الجهادية ضد إسرائيل؟

لمن يتخّوف من أن تشنّ إسرائيل حربًا شاملة وواسعة على لبنان نسأل مع السائلين: هل ما أقدمت عليه إسرائيل عبر أخطر عملية تفجير عن بعد ألحقت الأذى بما يقارب الثلاثة آلاف شخص، حال مئتان منهم حرة، واستشهاد أحد عشر، وما خلفته من ذعر استطاعت الأجهزة الحكومية المعنية، وبالأخص القطاع الطبي، التعامل مع تداعيات هذه العملية بمسؤولية وشجاعة، ليست حربًا شاملة.

وإذا لم يكن ما قامت به في دقيقة واحدة حربًا شاملة فماذا يمكن أن نطلق عليها من تسميات غير تلك التي استُفيض في وصفها؟
وهل ما يتعرّض له الجنوب من قصف ممنهج ومدروس ليس حربًا بكل ما في ضراوتها من حقد تاريخي أعمى، وهل تفريغ القرى الجنوبية من أهلها بالكامل هو مجرد مسرحية قد يكون "الأبطال" الظاهريون فيها يستندون في أداء أدوارهم إلى سيناريو محكم الإعداد، نصًّا وإخراجًا وتمثيلًا، وهل يمكن اعتبار دكّ البيوت على رؤوس ساكنيها في منطقة جغرافية محدّدة كيلومتراتها بما يوازي العشرة من الأمور غير المخطّط لها والهادفة إلى تحويل هذه المنطقة إلى أرض محروقة وخالية من السكّان وربما من المسلحين في مرحلة لاحقة، وهل استهداف مقاتلي "حزب الله" في تنقلاتهم على الطرقات العامة والفرعية هو مجرد صدفة، أم أن الهدف من "القنص الصاروخي" إثبات مدى فعالية تكنولوجيا العمل المخابراتي الاسرائيلي، وهل يمكن الركون إلى ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من ضغوطات عبر موفدها آموس هوكشتاين لمنع إسرائيل من القيام بأكثر مما تقوم به حاليًا في الجنوب، خصوصًا أن الأميركيين مشغولون بانتخاباتهم الرئاسية على الأرجح أكثر من أي أمر آخر؟
كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير مما يفيض تمرّ كالومض، ولكن من دون أن يلقى السائلون أجوبة شافية عن اسئلتهم. أمّا ما يمكن اعتباره تأكيدًا غير قابل للشك فهو أن ما قامت به إسرائيل من عمل اجرامي موصوف، فضلًا عن الحرب الدائرة في الجنوب على خلفية الحرب المستمرة فصولًا في غزة تزيد من قلق اللبنانيين على المستقبل والمصير، خصوصًا أنهم لا يلمحون أي بارقة أمل بفكّ الارتباط القائم بين الجنوب اللبناني وقطاع غزة بفعل ذاك الإصرار على أن تبقى الجبهة الجنوبية جبهة مساندة وإشغال، وإن لم تكن كذلك في رأي بعض اللبنانيين المستمرين على رفض "وحدة الساحات" على رغم اقتراب موعد انطواء سنة من عمر هذه الحرب، والتي قد تستمر سنوات وسنوات قبل التوصّل إلى ما ينهيها بطريقة لا تذهب فيها بعض التضحيات سدىً.
وإذا كان فك الارتباط بين الجنوب والقطاع غير وارد في واقع الأمر فإن فك الارتباط بين الوضع الجنوبي المتفجرّ وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية يبدو حتى اشعار آخر شبه مستحيل، وذلك لأسباب كثيرة. وقد يكون من بين هذه الأسباب الكثيرة سبب رئيسي ظاهر، وهو الذي لا يزال يحول دون هذه الانتخابات، وذلك على رغم إقرار الجميع بأن إتمام هذا الاستحقاق وفق الأصول الدستورية هو المفتاح الوحيد لكل الأبواب المغلقة في وجه الحلول المجمدة والعالقة عند حدود نهر الليطاني.
ويقول بعض العارفين إن "حزب الله"، الذي يقدّم الشهيد تلو الشهيد في حرب يعتبرها دفاعًا عن كل لبنان في وجه عدو متغطرس وعدواني ومجرم، لن يهادن في الاستحقاق الرئاسي إن لم يكن له ما يريد، أي أن يضمن مجيء رئيس لا يطعن "المقاومة" في ظهرها ولا ينقلب عليها. أمّا إذا لم تكن الظروف مؤاتية لمجيء رئيس كما تريده "حارة حريك" فإن الجهود التي تبذلها مرّة جديدة "اللجنة الخماسية"، التي لا تمتلك حتى الآن من أدوات الضغط سوى التمنيات، ستذهب أدراج الرياح، وسيبقى غبار الفراغ الرئاسي عامي العيون والقلوب.
فاستنادًا إلى المعطيات السياسية والميدانية فإن الحديث عن حلحلة وشيكة في الملف الرئاسي يبقى من ضمن دائرة التكهنات المدرجة في خانة التشكيك العلمي، الذي لا يعترف بعلم الغيب كوقائع حسّية وملموسة. إلا أن ما هو أكيد في الحيثيات اللبنانية فهو استمرار استنزاف ما تبقّى من قدرات، هي في الأساس شحيحة لدى أغلبية اللبنانيين، مع استمرار القلق من الوصول إلى الطريق المسدود بعدما أصبحت الحرب المفتوحة بين إسرائيل و"حزب الله" بخلفية إيرانية واضحة المعالم على قاب قوسين أو أدنى بمجرد أن يلملم الحزب آثار العدوان الإسرائيلي لينتقل في أسرع من البرق إلى "الحرب الجهادية"، التي ستبدأ من جنوب لبنان، ولن تكون إيران وحلفاؤها في المنطقة غير معنيين بتقديم كل أنواع الدعم في هذه الحرب، التي يُعتقد أنها ستكون بداية مرحلة جديدة في المنطقة.
   


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

أجهزة الاتصال التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله في لبنان فخختها إسرائيل ومصدرها تايوان

18 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ الأجهزة اللاسلكية لتلقّي الإشعارات “بايجرز” التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله بصورة متزامنة الثلاثاء مخلّفة حوالى ثلاثة آلاف جريح وتسعة قتلى على الأقلّ أتت من تايوان وفخّختها إسرائيل قبل أن تصل إلى لبنان.

وقُتل ما لا يقلّ عن تسعة أشخاص وأصيب نحو 2800 آخرين بجروح، بمن فيهم السفير الإيراني في لبنان، عندما انفجرت أجهزة النداء اللاسلكية في سائر أنحاء لبنان في هجوم غير مسبوق حمّلت الدولة اللبنانية وحزب الله إسرائيل المسؤولية عنه.

من جانبها، لم تدل إسرائيل بأيّ تعليق على ما جرى في لبنان.

وفي الولايات المتّحدة، نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين “وآخرين” لم تسمّهم قولهم إنّ أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت صنّعتها شركة “غولد أبولو” التايوانية.

وأضافت الصحيفة أنّ إسرائيل عبثت بهذه الأجهزة قبل وصولها إلى لبنان من خلال زرع كمية صغيرة من المتفجرات بداخل كلّ منها.

وكان مصدر مقرّب من حزب الله قال لفرانس برس في وقت سابق الثلاثاء طالبا عدم نشر اسمه إنّ الأجهزة التي انفجرت “وصلت عبر شحنة استوردها حزب الله مؤخراً تحتوي على ألف جهاز” ويبدو أنه “تمّ اختراقها من المصدر”.

لكنّ صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مصادرها أنّ الطلبية التي تلقّتها “غولد أبولو” تضمّنت نحو ثلاثة آلاف جهاز، معظمها من طراز “إيه آر 924”.

وبحسب وزير الصحة اللبناني فراس أبيض فقد أسفرت الانفجارات عن “مقتل تسعة أشخاص، بينهم طفلة”.

من جهته، قال لوكالة فرانس برس المحلّل العسكري والأمني إيليا مانييه الذي يقيم في بروكسل إنّه “لكي تتمكّن إسرائيل من إخفاء محفّز متفجّر في الشحنة الجديدة من أجهزة النداء، فمن المرجّح أنها احتاجت للوصول إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة”.

ورجّح المحلّل أن تكون “الاستخبارات الإسرائيلية قد تسلّلت إلى عملية الإنتاج، وأضافت إلى أجهزة النداء مكوّنا متفجّرا وآلية تشغيل عن بُعد، دون إثارة الشكوك”.

وأضاف أنّ هذا الأمر يطرح احتمال أن يكون الطرف الثالث الذي باع هذه الأجهزة هو “واجهة استخباراتية” أنشأتها إسرائيل لهذا الغرض.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل غير قانونية وغير مقبولة
  • الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل: إنها غير قانونية وغير مقبولة
  • بعد “البيجر”.. إسرائيل تفجر آلاف أجهزة اللاسلكي (ووكي توكي) التي يستخدمها حزب الله
  • لماذا سرّعت إسرائيل تفجير أجهزة ” البيجر ” التي يستخدمها حزب الله؟.. مسؤول أمريكي يكشف السر
  • الموساد نفذها خوفًا من اكتشاف حزب الله الأمر: عن أجهزة "البيجر" التي كانت ورقة خفية في يد إسرائيل
  • أجهزة الاتصال التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله في لبنان فخختها إسرائيل ومصدرها تايوان
  • اللواء نصر سالم يكشف لـ «الأسبوع» كيف فجرت إسرائيل أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله؟
  • إذاعة فرنسا: حزب الله يغير مواقع جنوده في ظل التصعيد مع إسرائيل
  • من غزّة إلى الجنوب اللبناني: أيّ سيناريوات؟