على مدى عقود من الزمان، اكتسب حزب الله اللبناني "هالة" من القوة الحربية الهائلة، التي تتمتع بالخبرة التقنية.

هذه ضربة سيشعر بها الحزب، من القادة إلى الأعضاء العاديين



وتستعيد صحيفة "التايمز" البريطانية ذكريات الكمين الذي نصبه حزب الله لطائرة مسيّرة إسرائيلية، واختراقها، ما وفّر له إنذاراً مبكراً حول عمليات إسرائيلية، وأشارت إلى إرسال الحزب طائرات دون طيار فوق إسرائيل، تجاوزت الدفاعات الجوية وصوّرت لقطات لبعض أكثر المواقع حساسية في البلاد.


وقالت: "ولكن كل ذلك انهار مع عملية استخباراتية إسرائيلية واضحة، أذلت الميليشيا المدعومة من إيران. ووصف أحد قادة حزب الله العملية، التي تضمنت تفخيخ آلاف أجهزة النداء بالمتفجرات، بأنها أكبر خرق أمني للجماعة حتى الآن"

 

 

???? Analysis: After humiliating pager attack, what is Hezbollah’s next move?

The militant group, long feared for its technological savvy, has vowed revenge on Israel after ‘biggest security breach yet’ led to thousands of co-ordinated explosions in Lebanon https://t.co/EhuZ5AioHb

— The Times and The Sunday Times (@thetimes) September 18, 2024


لكن حزب الله معتاد على اغتيال القادة. وهذا أمر طبيعي، كما قال زعيمه حسن نصر الله، في خطاب ألقاه الشهر الماضي، بعد أن قتلت غارة جوية إسرائيلية القائد العسكري فؤاد شكر.
وقال نصر الله، الذي وصل إلى منصبه بعد أن اغتالت إسرائيل سلفه عباس الموسوي، إن المجموعة يجب أن تظل هادئة في صراعها مع إسرائيل، رافضًا الدعوات إلى التصعيد الذي من شأنه أن يشعل حربًا شاملة مع إسرائيل بعد أشهر من الصراع المنخفض الشدة حول الحدود، ولكن نصرالله سيواجه ضغوطاً من الداخل ليرد بقوة. ولكن أولاً، سوف يحتاج أعضاء الحزب إلى استعادة الثقة في قيادتهم وتدابير الأمن الداخلي.

الهواتف المحمولة


افترض الحزب دائماً أن إسرائيل لا تدخر أي جهد لاختراقه، وفي وقت سابق من هذا العام أمر حزب الله أعضاءه بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة التي يمكن اختراقها بسهولة من قبل المخابرات الإسرائيلية والتحول إلى أجهزة النداء. تم طلب هذه الهواتف بكميات كبيرة، وكما حدث، قامت إسرائيل بتزويرها في مرحلة ما أثناء التسليم.

 

After humiliating pager attack, what is Hezbollah’s next move?https://t.co/5NsPox6FzI

— lee harpin (@lmharpin) September 18, 2024


كان هذا أكبر فشل لحزب الله منذ إنشائه في أوائل الثمانينيات، وأحد أكبر انتصارات الموساد في صراعه الطويل الأمد مع المجموعة.
في حين أن العملية كانت لتستغرق شهوراً في التحضير، إلا أنها لم تكن لتأتي في وقت أكثر خطورة. كان من المفترض أن ترغب الاستخبارات الإسرائيلية في إكمال المهمة بمجرد أن تصبح كل الأمور في نصابها الصحيح ــ فكلما تأخرت، كلما زادت احتمالات تعرضها للخطر من قِبَل فني يقظ من حزب الله.


ولكن في الأسابيع الأخيرة، تزايدت احتمالات توسيع نطاق العملية الإسرائيلية في لبنان لإنهاء إطلاق حزب الله للصواريخ، مع تلاشي الآمال في وقف إطلاق النار في غزة.

غزة


يعتقد الجيش الإسرائيلي أن دوره في غزة لابد وأن ينتهي بعد إبادة حماس، التي أشعلت شرارة الحرب بقتل أكثر من ألف إسرائيلي واختطاف أكثر من مائتي شخص في أكتوبر (تشرين الأول)، ويريد التركيز على حزب الله.
ويفضل وزير الدفاع يوآف غالانت عملية محدودة، ولكنها عقابية في لبنان، وهي العملية التي لا تثقل كاهل الجيش في مواجهة قوة حرب عصابات هائلة تمتلك أيضاً أكثر من 100 ألف صاروخ. ويقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتا نياهو يفضل عملية أوسع نطاقاً.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان. ويرى أن حزب الله، الذي كان يميل إلى تجنب تكرار حرب 2006 المدمرة مع إسرائيل، سوف يمتنع عن استخدام ترسانته بالكامل.
وقال مايكل ميلشتاين، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن إسرائيل ستضرب على الأرجح في عمق لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، في حين قد يستهدف حزب الله حيفا، وهي مدينة ساحلية في شمال إسرائيل، ومدناً أبعد إلى الجنوب.
وقال ميلشتاين، الذي يرأس الآن الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية بجامعة تل أبيب: "سيخطط الجانبان لجولة مقيدة من التصعيد. لكن المشكلة هي: لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث".
بعد عملية يوم الثلاثاء، أصبحت كل الرهانات غير مضمونة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

محللون: خطة مصر لإعمار غزة طموحة لكنها غير مضمونة

القاهرةـ تعد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة أحد أبرز المشاريع الإقليمية الطموحة، التي تسعى لتخفيف آثار الحرب ومعاناة سكان قطاع غزة المستمرة، الذين أنهكتهم الأوضاع الإنسانية القاسية.

وتستهدف الخطة إعادة إعمار غزة بطريقة شاملة تجعلها قادرة على استيعاب 3 ملايين نسمة بحلول عام 2030، وتتضمن مشاريع إعادة بناء المنازل المدمرة، وتحسين البنية التحتية، وتطوير القطاع الصناعي والزراعي، إضافة إلى تحديث المؤسسات الصحية والتعليمية.

كما تشمل المرحلة الأولية توفير مساكن مؤقتة للنازحين وإعادة تأهيل الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.

ورغم أن الخطة تحمل رؤية واضحة وطموحة، فإن الإدارة الأميركية رفضتها أمس، رغم إقرارها في قمة عربية طارئة عُقدت في القاهرة مؤخرا، حيث تقف الخطة أمام تحديات وعقبات سياسية واقتصادية كبيرة، أبرزها غياب أي ضمانات تمنع الاحتلال الإسرائيلي من استهداف المشروعات الجديدة، فضلا عن التعقيدات السياسية المتعلقة بمستقبل إدارة القطاع.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) مستقبلا نظيره الفلسطيني محمود عباس لحضور القمة العربية (الرئاسة المصرية) دعم عربي ودولي

أكد السفير المصري السابق لدى تل أبيب حازم خيرت أن الخطة المصرية تمتاز بكونها عملية ومحددة، وتحظى بدعم واسع من 22 دولة عربية شاركت في القمة الطارئة.

إعلان

وأشار خيرت إلى أن الدعم لا يقتصر على الدول العربية فقط، بل يمتد ليشمل العديد من الدول الإسلامية، بالإضافة إلى مشاركة منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي، مما منح الخطة مصداقية كبيرة.

وأوضح أن الخطة المصرية تقدم بديلا واضحا لخطة ترامب التي سبق طرحها، لكنها تواجه معضلات جوهرية تتعلق بدور حركة حماس ومستقبل سلاح المقاومة في غزة، وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "إسرائيل سترفض أي دور لحماس، وستستخدم ذلك ذريعة لاستمرار العمليات العسكرية، بالمقابل، فإن حماس لا يمكنها التخلي عن السلاح طالما ظل الاحتلال قائما، مما يفرض البحث عن صيغة جديدة توازن بين المطالب الدولية والواقع الفلسطيني على الأرض".

كما أشار خيرت إلى أن هناك حاجة لتسويات سياسية وبراغماتية تتيح إيجاد حلول لهذه الإشكالية، حيث يمكن التوصل إلى تسوية تُبقي المقاومة الفلسطينية ضمن إطار سياسي منظم يمنع عودة الحرب مجددًا.

ويرى أن أحد التحديات الأخرى يتمثل في رفض الحكومة الإسرائيلية لهذه الخطة، خاصة في ظل سيطرة اليمين الإسرائيلي الذي وصفه بأنه "حالة ميؤوس منها"، حيث يسعى إلى تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، بل إنه يطمح إلى إزالتهم بالكامل لو سنحت له الفرصة.

ورغم كل هذه التحديات، يعتقد خيرت أن هناك فرصا للضغط على الإدارة الأميركية للقبول بالخطة، خصوصا أن الدول العربية تمتلك أوراقا اقتصادية وسياسية يمكن توظيفها لإقناع واشنطن بجدوى المشروع المصري.

مشروع متكامل

يرى الأكاديمي المصري وأستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الإسكندرية أحمد فؤاد أنور أن الخطة المصرية "نجحت في تحويل الشعارات إلى مشروع متكامل يبث الأمل في نفوس سكان غزة، الذين يعانون أوضاعا إنسانية متردية"، وأشار إلى أن أحد أبرز بنودها يتمثل في مطالبة إسرائيل بالمشاركة في تمويل إعادة الإعمار وفق مبدأ "جبر الضرر".

إعلان

ورغم أن إسرائيل قد تطالب بتعويضات مقابلة، فإن حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع يجعل هذه المطالب غير واقعية مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية التي تسبب فيها الاحتلال، بحسب رأيه.

كما أكد أن الخطة المصرية أظهرت قدرة الدول العربية على التوافق حول مشروع كبير مثل إعادة إعمار غزة، رغم التجاذبات السياسية التي تحكم مواقف بعض الدول.

وشدد المتحدث على أن الدعم العربي للخطة ظهر بوضوح في موقف الدول التي أيدتها، فضلا عن الدعم السريع من مجلس الوزراء السعودي، وهو ما يعزز -كما قال في حديثه للجزيرة نت- من مصداقية الخطة ويجعلها بديلا جديا عن أي خطط دولية أخرى قد تضر بالقضية الفلسطينية.

أحد أبرز بنود الخطة يتمثل بمطالبة إسرائيل بالمشاركة في تمويل إعادة الإعمار وفق مبدأ "جبر الضرر" (الجزيرة) انتقادات وتحديات

في المقابل، يرى الأكاديمي المصري والخبير في الصراع العربي الإسرائيلي محمد سيف الدولة أن ثمة معضلتين أساسيتين تعيقان تنفيذ الخطة المصرية:

أن الخطة بُنيت على فرضية خاطئة تفترض أن الإدارة الأميركية السابقة كانت ترغب في تحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة، حيث يؤكد سيف الدولة أن هذا التصور ساذج، لأن واشنطن لم تسعَ يوما لحل الأزمة الإنسانية في القطاع، بل كانت تسعى لتنفيذ مخططات تهجير غير معلنة. تعامل الخطة مع مستقبل فصائل المقاومة الفلسطينية، حيث إن هذه الفصائل لن تقبل بأي حال من الأحوال التخلي عن سلاحها، وهو ما يجعل تنفيذ الخطة محل شك كبير، خاصة في ظل تجارب تاريخية مثل مجازر صبرا وشاتيلا التي وقعت بعد خروج المقاومة من بيروت عام 1982.

وانتقد سيف الدولة أيضا عدم تحميل إسرائيل مسؤولية الدمار الذي لحق بالقطاع وعدم مطالبتها بدفع تعويضات، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن ألمانيا لا تزال تدفع تعويضات عن "الهولوكوست"، بينما لا يُطالب أحد إسرائيل بتحمل نفقات إعادة إعمار غزة.

إعلان

كما تساءل عن جدوى الحديث عن عجز مالي عربي في تمويل الخطة، في حين أن الدول العربية قادرة على استثمار مئات المليارات في الولايات المتحدة، مشددا على أن الدول العربية تمتلك أوراق ضغط مهمة، لكنها لا تملك الإرادة السياسية لتوظيفها ضد السياسات الإسرائيلية والأميركية.

معضلات التطبيق

يرى أستاذ الاقتصاد السياسي عبد النبي عبد المطلب أن "أكبر عقبة أمام تنفيذ الخطة المصرية هي عدم توفر الإجماع العربي المطلوب لدعمها، فضلا عن رفض الولايات المتحدة لها، مما يجعل من الصعب تنفيذها على أرض الواقع".

وأضاف أن غياب الاستقرار في القطاع يمثل مشكلة أساسية تمنع المستثمرين العرب والأجانب من المشاركة في إعادة الإعمار، خاصة في ظل غياب رؤية واضحة لإدارة القطاع مستقبليا.

وأشار المتحدث إلى أن رأس المال الفلسطيني في الداخل والخارج يمكن أن يكون أحد أهم روافد تمويل إعادة الإعمار، مضيفا في حديثه للجزيرة نت أن "ثمة دعما متوقعا من مؤسسات دولية مثل البنك الدولي والبنك الأوروبي والبنك الآسيوي".

مقالات مشابهة

  • أكثر الأدوية المزورة التي يتناولها الملايين
  • منصة "إحسان".. أكثر من 3.8 مليون عملية تبرع منذ بداية رمضان
  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
  • الشلاش: أجرينا أكثر من 20 عملية للرئيس علي عبدالله صالح في المملكة بعد توقف تنفسه.. فيديو
  • الأونروا: إسرائيل بدأت هدم أكثر من 16 مبنى في مخيم نور شمس
  • قانون البيجر.. على ماذا ينصّ وكيف يستهدف حزب الله؟
  • الأونروا: إسرائيل تنفذ أكبر عملية تدمير في الضفة الغربية منذ 58 عاما
  • إسرائيل تنفذ أكبر عملية تدمير وتهجير في الضفة الغربية منذ 58 عامًا
  • يهود إسرائيل يحجون إلى جنوب لبنان.. عملية سرية عند قبرٍ قد يُشعل فتيل أزمة
  • محللون: خطة مصر لإعمار غزة طموحة لكنها غير مضمونة