بعد تفجيرات "البيجر".. الرهانات غير مضمونة بين حزب الله وإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
على مدى عقود من الزمان، اكتسب حزب الله اللبناني "هالة" من القوة الحربية الهائلة، التي تتمتع بالخبرة التقنية.
هذه ضربة سيشعر بها الحزب، من القادة إلى الأعضاء العاديين
وتستعيد صحيفة "التايمز" البريطانية ذكريات الكمين الذي نصبه حزب الله لطائرة مسيّرة إسرائيلية، واختراقها، ما وفّر له إنذاراً مبكراً حول عمليات إسرائيلية، وأشارت إلى إرسال الحزب طائرات دون طيار فوق إسرائيل، تجاوزت الدفاعات الجوية وصوّرت لقطات لبعض أكثر المواقع حساسية في البلاد.
وقالت: "ولكن كل ذلك انهار مع عملية استخباراتية إسرائيلية واضحة، أذلت الميليشيا المدعومة من إيران. ووصف أحد قادة حزب الله العملية، التي تضمنت تفخيخ آلاف أجهزة النداء بالمتفجرات، بأنها أكبر خرق أمني للجماعة حتى الآن"
???? Analysis: After humiliating pager attack, what is Hezbollah’s next move?
The militant group, long feared for its technological savvy, has vowed revenge on Israel after ‘biggest security breach yet’ led to thousands of co-ordinated explosions in Lebanon https://t.co/EhuZ5AioHb
لكن حزب الله معتاد على اغتيال القادة. وهذا أمر طبيعي، كما قال زعيمه حسن نصر الله، في خطاب ألقاه الشهر الماضي، بعد أن قتلت غارة جوية إسرائيلية القائد العسكري فؤاد شكر.
وقال نصر الله، الذي وصل إلى منصبه بعد أن اغتالت إسرائيل سلفه عباس الموسوي، إن المجموعة يجب أن تظل هادئة في صراعها مع إسرائيل، رافضًا الدعوات إلى التصعيد الذي من شأنه أن يشعل حربًا شاملة مع إسرائيل بعد أشهر من الصراع المنخفض الشدة حول الحدود، ولكن نصرالله سيواجه ضغوطاً من الداخل ليرد بقوة. ولكن أولاً، سوف يحتاج أعضاء الحزب إلى استعادة الثقة في قيادتهم وتدابير الأمن الداخلي.
افترض الحزب دائماً أن إسرائيل لا تدخر أي جهد لاختراقه، وفي وقت سابق من هذا العام أمر حزب الله أعضاءه بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة التي يمكن اختراقها بسهولة من قبل المخابرات الإسرائيلية والتحول إلى أجهزة النداء. تم طلب هذه الهواتف بكميات كبيرة، وكما حدث، قامت إسرائيل بتزويرها في مرحلة ما أثناء التسليم.
After humiliating pager attack, what is Hezbollah’s next move?https://t.co/5NsPox6FzI
— lee harpin (@lmharpin) September 18, 2024
كان هذا أكبر فشل لحزب الله منذ إنشائه في أوائل الثمانينيات، وأحد أكبر انتصارات الموساد في صراعه الطويل الأمد مع المجموعة.
في حين أن العملية كانت لتستغرق شهوراً في التحضير، إلا أنها لم تكن لتأتي في وقت أكثر خطورة. كان من المفترض أن ترغب الاستخبارات الإسرائيلية في إكمال المهمة بمجرد أن تصبح كل الأمور في نصابها الصحيح ــ فكلما تأخرت، كلما زادت احتمالات تعرضها للخطر من قِبَل فني يقظ من حزب الله.
ولكن في الأسابيع الأخيرة، تزايدت احتمالات توسيع نطاق العملية الإسرائيلية في لبنان لإنهاء إطلاق حزب الله للصواريخ، مع تلاشي الآمال في وقف إطلاق النار في غزة.
يعتقد الجيش الإسرائيلي أن دوره في غزة لابد وأن ينتهي بعد إبادة حماس، التي أشعلت شرارة الحرب بقتل أكثر من ألف إسرائيلي واختطاف أكثر من مائتي شخص في أكتوبر (تشرين الأول)، ويريد التركيز على حزب الله.
ويفضل وزير الدفاع يوآف غالانت عملية محدودة، ولكنها عقابية في لبنان، وهي العملية التي لا تثقل كاهل الجيش في مواجهة قوة حرب عصابات هائلة تمتلك أيضاً أكثر من 100 ألف صاروخ. ويقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتا نياهو يفضل عملية أوسع نطاقاً.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان. ويرى أن حزب الله، الذي كان يميل إلى تجنب تكرار حرب 2006 المدمرة مع إسرائيل، سوف يمتنع عن استخدام ترسانته بالكامل.
وقال مايكل ميلشتاين، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن إسرائيل ستضرب على الأرجح في عمق لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، في حين قد يستهدف حزب الله حيفا، وهي مدينة ساحلية في شمال إسرائيل، ومدناً أبعد إلى الجنوب.
وقال ميلشتاين، الذي يرأس الآن الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية بجامعة تل أبيب: "سيخطط الجانبان لجولة مقيدة من التصعيد. لكن المشكلة هي: لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث".
بعد عملية يوم الثلاثاء، أصبحت كل الرهانات غير مضمونة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين يتحدث عن تقدم بمفاوضات لبنان وإسرائيل تتمسك بشرطها
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عقد مباحثات "بناءة" في إسرائيل بعد وصوله قادما من لبنان، حيث أكد إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، وفي حين أكد حزب الله اللبناني أن المفاوضات "ستجري تحت سقفين" هما وقف العدوان وحفظ السيادة اللبنانية، تتمسك إسرائيل بشروطها قبل الموافقة على أي اتفاق.
وعقد هوكشتاين -أمس الأربعاء- مباحثات مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بالبناءة، وأكدت أن المبعوث الأميركي سيواصل مباحثاته صباح اليوم الخميس وسيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكان هوكشتاين وصل إلى إسرائيل بعد جولة مباحثات أجراها في لبنان، التقى خلالها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وقال بعدها إن الأجواء إيجابية وإن هناك تقدما.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلاده تواصل تحقيق تقدم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وأكد أن هوكشتاين سيبحث في إسرائيل الخطوط العريضة للاتفاق المحتمل لإنهاء الحرب التي أودت بأكثر من 3500 قتيل من الجانب اللبناني.
وقال ميلر في حديث للصحفيين بمقر الوزارة "ما رأيناه هو أن (إسرائيل) حققت عددا من الأهداف المهمة.. لقد رأينا (إسرائيل)، على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جدا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل دبلوماسي الآن".
من جانب آخر، قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن الحزب قدم ملاحظاته على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، وأشار في كلمة أمس إلى أن الحزب سيبقى في الميدان سواء نجحت المفاوضات أو لم تنجح.
وشدد قاسم على أن المفاوضات ستجري تحت سقفين هما وقف العدوان وحفظ السيادة اللبنانية "أي لا يحق للعدو الإسرائيلي أن ينتهك وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة"، مؤكدا أن "إسرائيل لا يمكن أن تهزمنا وتفرض شروطها علينا".
وجاءت كلمة قاسم عقب تصريحات إسرائيلية أكدت أن أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل "حرية التحرك" ضد حزب الله.
شرط إسرائيليوقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن شرط أي تسوية سياسية مع لبنان هو "الحفاظ على القدرة الاستخباراتية وحق الجيش في العمل لحماية أمن المواطنين الإسرائيليين من هجمات حزب الله".
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر "لقد عملنا مع الأميركيين، ونحن على تواصل معهم بشأن ترتيب محتمل في لبنان"، وأضاف في كلمة أمام السفراء في القدس "انطلاقا من حقيقة وجود هوكشتاين في المنطقة، يمكنك أن تستنتج أن الأميركيين يعتقدون أن مثل هذا الترتيب ممكن".
ورغم ادعاء ساعر أن إسرائيل تريد التوصل إلى اتفاق "يصمد أمام اختبار الزمن"، فإنه جدد تمسك بلاده بحرية مهاجمة أهداف في لبنان حتى بعد التوصل إلى اتفاق، وأضاف "يتعين علينا كذلك فرض عدم تمكن حزب الله من بناء قوته مرة أخرى في لبنان، وعدم التمكن من تصنيع الذخائر والصواريخ أو إحضارها من إيران عبر سوريا عن طريق البحر وعبر المطار (في بيروت) بأي شكل من الأشكال".
وقدّمت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون -الخميس الماضي- إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة تنص على هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في الجنوب.
وإذا صمد وقف إطلاق النار، فإنه من المتوقع أن تعقد إسرائيل ولبنان بعد 60 يوما مفاوضات بشأن التنفيذ الكامل للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة قبل 18 عاما.
ويعطي القرار السلطة الوحيدة للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود مع إسرائيل.