موقع 24:
2024-09-19@18:02:31 GMT

تفجيرات لبنان والخطر الداهم

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

تفجيرات لبنان والخطر الداهم

التفجيرات المتزامنة التي استهدفت أجهزة الاتصال «بيجر» في عدد من المناطق اللبنانية على مدى يومين، وأسفرت عن عدد من الوفيات وآلاف الإصابات، ليست حدثاً هيناً في حجمه وتداعياته، إذ جاء في ظرف دقيق تمر به المنطقة، واستمراراً لسياسة العدوان الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان، ومناورة خطيرة إضافية تهدد باتساع الحرب المندلعة منذ نحو عام.

لليوم الثاني على التوالي تكررت أصوات انفجارات أجهزة الاتصال من نوعي «البيجر» وال «ووكي توكي أيكوم» وبعض أنظمة الطاقة الشمسية في أنحاء لبنان، وبعضها جرى خلال تشييع ضحايا الموجة الأولى من التفجيرات، ليكون بذلك أدمى هجوم سيبراني تعرفه المنطقة ويشهده العالم، وهو تصعيد متعمد ينسجم مع التهديدات الإسرائيلية المتوالية بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان، وربما تصل إلى ساحات أخرى.
الأمر برمته يهدد بأن تكون المخاوف من دوامة العنف التي تجنبها الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر الماضي، باتت اليوم أقرب إلى الوقوع، والوصول إلى هذا الوضع جاء بسبب رعونة الحكومة الإسرائيلية واستمرائها سياسة القتل والتدمير وإشاعة عدم الاستقرار، يشجعها في ذلك عجز المجتمع الدولي عن الردع، وازدواجية الموقف الأمريكي حيال الأزمة الكبيرة، فهي من جهة تؤيد النهج الإسرائيلي وتحميه من الملاحقة القضائية والدولية وتدعمه بالمال والسلاح، ومن جهة أخرى تلعب دور الوسيط للتهدئة وخفض التصعيد، وفي هذه الحالة لا تستمع إليها حكومة التطرف في تل أبيب، وسمع العالم مرات عدة الرئيس جو بايدن ونابئته كامالا هاريس يحذران من تبعات السياسات المتطرفة والمعادية للسلام في حكومة بنيامين نتنياهو.
بعد التطورات الأخيرة، التي يبدو أنها فارقة، لم تعد أوضاع المنطقة تحتمل مزيداً من التجاهل والتخاذل، وإذا كانت هناك جدية دولية لمنع الأسوأ فيجب التحرك الآن وفوراً، لأن سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها إسرائيل لن تكون مأمونة إلى ما لا نهاية، ويمكن أن تنزلق في لحظة ما إلى الهاوية نفسها.
إثر تفجيرات «البيجر» اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن تفجير أجهزة الاتصال الذي يستهدف «حزب الله»، يشير إلى «خطر جدي لتصعيد كبير»، بينما طالب المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك بمحاسبة المسؤولين، مؤكداً أن «الاستهداف المتزامن لآلاف الأشخاص، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلّحة، يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي».
ورغم النوايا الصادقة التي يتحلي بها مسؤولو الأمم المتحدة، إلا أنه ثبت أن مواقفهم لا تقدم ولا تؤخر، وقد سمع العالم تصريحات أكثر قوة وإدانات تقشعر لها الأبدان لجرائم إسرائيلية حدثت في قطاع غزة المنكوب، لكن ذلك لم يمنع آلة العدوان من الاستمرار في سفك الدماء واستهداف كل مقومات الحياة على مدار الشهور الأحد عشر الماضية.
وفي العرف الإسرائيلي لا يختلف استخدام أجهزة مدنية كأسلحة في لبنان عن قصف المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء في غزة بحجة وجود «مطلوبين».
كل المؤشرات تؤكد أن الوضع أصبح على صفيح ساخن، وأن العبث الإسرائيلي بالاستقرار وسيادة الدول تمادى وتجاوز كثيراً ويجب وقفه إذا كان بالفعل هناك حرص دولي مخلص على الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

كيف ترسم أجهزة الأمن الإسرائيلية سيناريو ما بعد "البيجر"؟

أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن كبار القادة الأمنيين والسياسيين اجتمعوا الليلة الماضية لساعات طويلة للتحضير لأي سيناريو مقبل، مشيرة إلى أن مصادر أمنية تقدر أن المنطقة تواجه تصعيداً.

 

وأضافت "يسرائيل هيوم"، أنه على خلفية الغموض الذي يحيط بما حدث، مساء أمس في لبنان، عندما أصيب آلالاف من عناصر حزب الله في وقت واحد جراء انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي "بيجر"، ساد الصمت الأمني والإعلامي في إسرائيل أمس.

 

حزب الله وإسرائيل يستعدان لـ "حرب وجودية"https://t.co/AgjowPtfVG pic.twitter.com/b1kVM7hB3e

— 24.ae (@20fourMedia) September 15, 2024

 


الاستعداد للسيناريوهات المطروحة

وتقول الصحيفة إن يوم أمس انتهى باجتماع لكبار القادة الأمنيين والسياسيين في إسرائيل الذين ظلوا لساعات طويلة في "الكيرياه" بوسط تل أبيب، يحضرون لكل السيناريوهات المطروحة، بدءاً من استمرار الصراع، كما كان الحال طوال الأشهر الـ 11 الماضية، مروراً بالانتظار التنبيهي لرد فعل من حزب الله وصولاً إلى تصعيد جديد واشتعال سريع، من شأنه أن يؤدي إلى حرب.


الصبر نفد

وبحسب يسرائيل هيوم، فإن الوسيط الأمريكي في المنطقة، عاموس هوكشتاين الذي كان في إسرائيل، الإثنين، مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، قد سمع من رجال الأمن الإسرائيليين أن الموعد النهائي قد انقضى بشأن الشمال، وأن إسرائيل ستعمل على حماية الإسرائيليين ضد حزب الله اللبناني.

 

 


استعادة صورة حزب الله

وأفادت الصحيفة أن المسؤولين الأمنيين يقدرون الآن أنه إلى جانب الفوضى في جانب حزب الله، تواجه المنطقة تصعيداً، لأن التنظيم لن يكون قادراً على عدم الرد، ولكنه في الوقت نفسه سيعمل على استعادة صورته التي لحق بها الضرر، ونقلت عن الدكتور يوسي منشروف من معهد مشغاف للأمن القومي، أن القاعدة الاجتماعية تنظر الآن لحزب الله على أنه ضعيف أمام الخصوم.


المصلحة الإسرائيلية

أما من ناحية إسرائيل، فرأت الصحيفة، أن المصلحة الإسرائيلية بعد هذه العملية ستتمثل في إعادة التأهيل الأمثل للفشل المشين الذي يحدث على الجبهة اللبنانية منذ نهاية حرب لبنان الثانية، ومحاولة تغيير حقيقة أن حزب الله قد تعزز، وتحول إلى جماعة مسلحة قوية على الحدود الإسرائيلية.

 

حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. السيناريو الأسوأ يقتربhttps://t.co/uJRM1VHERn pic.twitter.com/mUOMXOJPbF

— 24.ae (@20fourMedia) September 17, 2024

 


تفجيرات أجهزة البيجر

وتُعد تفجيرات أجهزة الاتصال "بيجر" الخاصة بحزب الله، تصعيداً كبيراً في الهجمات الإسرائيلية ضد التنظيم اللبناني، كما أنها خطوة تُعزز المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
وأسفرت تلك التفجيرات عن مقتل 12 لبنانياً، فيما أصيب 4 آلاف في سلسلة انفجارات متزامنة استهدفت أجهزة الاتصال الخاصة بعناصر التنظيم في بيروت ومناطق أخرى، في الوقت الذي تم إلقاء اللوم على إسرائيل.
وأصدر "حزب الله" بياناً، صباح اليوم الأربعاء، أكد فيه مواصلة القتال على الحدود الجنوبية ضد إسرائيل، كما هدد برد انتقامي على العملية الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • عقب تفجيرات لبنان.. العالم يترقب خطاب حسن نصر الله اليوم
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: تفجيرات أجهزة اللاسلكي في لبنان استهدفت عناصر " قوة الرضوان" في حزب الله
  • قتلى ومئات الجرحى بموجة ثانية من تفجيرات «اللاسلكي» في لبنان
  • تهديد أمني لكل المدنيين.. تامر أمين يعلق على تفجيرات أجهزة حزب الله
  • تطور خطير.. خبير أمن معلومات يعلق على تفجيرات أجهزة حزب الله
  • كيف ترسم أجهزة الأمن الإسرائيلية سيناريو ما بعد "البيجر"؟
  • تفجيرات لبنان أعادت أجهزة البيجر المنسية إلى واجهة العالم
  • البرغوثي: تفجيرات لبنان إرهاب إسرائيلي يدفع لحرب إقليمية
  • حزب الله يحمل العدو الإسرائيلي مسؤولية تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان