التفجيرات المتزامنة التي استهدفت أجهزة الاتصال «بيجر» في عدد من المناطق اللبنانية على مدى يومين، وأسفرت عن عدد من الوفيات وآلاف الإصابات، ليست حدثاً هيناً في حجمه وتداعياته، إذ جاء في ظرف دقيق تمر به المنطقة، واستمراراً لسياسة العدوان الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان، ومناورة خطيرة إضافية تهدد باتساع الحرب المندلعة منذ نحو عام.
الأمر برمته يهدد بأن تكون المخاوف من دوامة العنف التي تجنبها الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر الماضي، باتت اليوم أقرب إلى الوقوع، والوصول إلى هذا الوضع جاء بسبب رعونة الحكومة الإسرائيلية واستمرائها سياسة القتل والتدمير وإشاعة عدم الاستقرار، يشجعها في ذلك عجز المجتمع الدولي عن الردع، وازدواجية الموقف الأمريكي حيال الأزمة الكبيرة، فهي من جهة تؤيد النهج الإسرائيلي وتحميه من الملاحقة القضائية والدولية وتدعمه بالمال والسلاح، ومن جهة أخرى تلعب دور الوسيط للتهدئة وخفض التصعيد، وفي هذه الحالة لا تستمع إليها حكومة التطرف في تل أبيب، وسمع العالم مرات عدة الرئيس جو بايدن ونابئته كامالا هاريس يحذران من تبعات السياسات المتطرفة والمعادية للسلام في حكومة بنيامين نتنياهو.
بعد التطورات الأخيرة، التي يبدو أنها فارقة، لم تعد أوضاع المنطقة تحتمل مزيداً من التجاهل والتخاذل، وإذا كانت هناك جدية دولية لمنع الأسوأ فيجب التحرك الآن وفوراً، لأن سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها إسرائيل لن تكون مأمونة إلى ما لا نهاية، ويمكن أن تنزلق في لحظة ما إلى الهاوية نفسها.
إثر تفجيرات «البيجر» اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن تفجير أجهزة الاتصال الذي يستهدف «حزب الله»، يشير إلى «خطر جدي لتصعيد كبير»، بينما طالب المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك بمحاسبة المسؤولين، مؤكداً أن «الاستهداف المتزامن لآلاف الأشخاص، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلّحة، يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي».
ورغم النوايا الصادقة التي يتحلي بها مسؤولو الأمم المتحدة، إلا أنه ثبت أن مواقفهم لا تقدم ولا تؤخر، وقد سمع العالم تصريحات أكثر قوة وإدانات تقشعر لها الأبدان لجرائم إسرائيلية حدثت في قطاع غزة المنكوب، لكن ذلك لم يمنع آلة العدوان من الاستمرار في سفك الدماء واستهداف كل مقومات الحياة على مدار الشهور الأحد عشر الماضية.
وفي العرف الإسرائيلي لا يختلف استخدام أجهزة مدنية كأسلحة في لبنان عن قصف المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء في غزة بحجة وجود «مطلوبين».
كل المؤشرات تؤكد أن الوضع أصبح على صفيح ساخن، وأن العبث الإسرائيلي بالاستقرار وسيادة الدول تمادى وتجاوز كثيراً ويجب وقفه إذا كان بالفعل هناك حرص دولي مخلص على الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
منظمة التعاون الإسلامي: ندعو للتضامن مع لبنان وفلسطين ضد الانتهاكات الإسرائيلية
وجه حسين طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي ومصر على الدعوة لحضور قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي التي تناقش سبل دعم ومساندة الشعب الفلسطيني.
المنطقة شهدت أسوأ أشكال المعاملة الإنسانيةوأضاف «طه» في كلمته خلال القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تم بثها عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن عقد هذا الاجتماع يأتي في ظل الهجمات العسكرية المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، لا سيما في الضفة الغربية، حيث شهدت المنطقة أسوأ أشكال المعاملة الإنسانية التي نتجت عن عمليات النزوح الجماعي وتهجير السكان الفلسطينيين، بالإضافة إلى التدمير المنهجي للممتلكات والمباني المدنية.
وأكد أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا واضحًا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني، مشددًا على ضرورة التنبيه إلى أهمية حماية المنشآت الطبية والمدنية، حيث يستهدف الاحتلال الإسرائيلي العاملين في وكالة الأونروا والمنشآت التي يلتجئ إليها المدنيون، بعيدًا عن مناطق الهجوم.
منظمة التعاون الإسلامي تسعى إلى التخفيف من المعاناة الإنسانية في غزةوأشار إلى أن «أونروا» هي المنظمة الوحيدة القادرة على تقديم المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة الفلسطينيين في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، وفي سياق متصل، أدان «طه» الهجمات الإسرائيلية على لبنان، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لاستعادة الأمن والسلام في هذا البلد، الذي يعد عضوًا في منظمة التعاون الإسلامي.
واختتم كلمته بالتأكيد على دعم المنظمة للمساعي الإنسانية التي تبذلها الدول والمنظمات الدولية لصالح الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، مشددًا على أن منظمة التعاون الإسلامي تسعى دائمًا إلى التخفيف من معاناته الإنسانية.