الجديد برس:
2024-11-22@04:24:27 GMT

دوامة أزمات حضرموت: الصراع يتصاعد… ولا ينفجر

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

دوامة أزمات حضرموت: الصراع يتصاعد… ولا ينفجر

الجديد برس:

يشهد الوضع في حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، منذ منتصف العام الحالي، توتراً يزداد تعقيداً مع مرور الأيام ليصل أحياناً إلى الحراجة، من دون أن تتمكّن القوى السياسية الفاعلة، سواء المحلية أو الإقليمية، من الوصول إلى تسويات ترضي أطرافه المختلفة.

وترفع الأطراف المحلية مطالب خدماتية وإنمائية، غير أن الهبّة المجتمعية والقبلية تستبطن صراعاً خفياً على موارد المحافظة الغنية بالنفط والمعادن والثروة البحرية، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي، وخصوصاً بالنسبة إلى الرياض.

وكما في كل القضايا في المحافظات التي تخضع لسلطة التحالف السعودي – الإماراتي، فإن الطرفين المتخاصمين بشكل دائم وأساسي، هما الطرفان اللذان قادا الحرب على اليمن، أي السعودية والإمارات، وهما مختلفان منذ سنوات على تقسيم الغنيمة، ويديران الخصومة بينهما عبر الوكلاء المحليين.

وعمد «حلف قبائل حضرموت»، بالتعاون مع قوى محلية أخرى، في الأشهر الأخيرة، إلى تنظيم عدد من الاحتجاجات الشعبية في مدن المحافظة، للمطالبة بتحقيق العدالة في توزيع الثروات والتمثيل السياسي، وإيقاف ما تعتبره تلك القوى استغلالاً للموارد.

وكان من أبرز أشكال التصعيد، تهديد قبائل حضرموت بإغلاق المنشآت النفطية في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبها، وهو ما يُعدّ من أخطر الإجراءات، بالنظر إلى أن النفط يشكل مصدراً حيوياً للدخل القومي.

والسبت الماضي، بدأ «حلف قبائل حضرموت» تنفيذ تهديداته المتكرّرة للسلطات بعد انقضاء المهل التي أُعطيت لما يسمى «الشرعية»؛ وعليه، احتجزت نقاط تابعة للحلف عدداً من القاطرات الناقلة للنفط، لمنع تغذية محطات الكهرباء بالديزل المخصّص لتشغيلها، ما تسبّب بحلول ظلام دامس في حضرموت. كما كشفت وسائل إعلام محلية عن وثيقة مرسلة إلى مدير شركة «بترومسيلة» وقائد المنطقة العسكرية الثانية ورئيس مركز العمليات المشتركة ووكيل أول محافظة حضرموت، تُظهر أن 6 قاطرات لتموين محطات الكهرباء محتجزة من قبل «قبائل حضرموت» منذ 16 يوماً.

ومنذ البداية، رُفعت الشعارات المطلبية من قبل العديد من المكوّنات القبلية في المحافظة، ضد تردّي الأوضاع المعيشية، والخدمات، وتدهور التعليم، والانقطاعات المتكرّرة للكهرباء، وسوء رؤية السلطة المحلية في مواجهة التحديات ومعالجتها، وهي قضايا تجمع عليها كل الفئات الحزبية والقبلية والشعبية، وتعتبرها العامل الذي يحرّك الشارع الحضرمي.

وأرسلت القوى المحلية والقبلية، وعلى رأسها «حلف قبائل حضرموت» و«مؤتمر حضرموت الجامع»، تحذيراً إلى السلطة المحلية في المحافظة، في 13 تموز الماضي، من عدم تنفيذ عدد من المطالب، تحت طائلة اتخاذ «إجراءات مؤلمة تبدأ ولن تنتهي إلا برفع الظلم».

وتطوّر الموقف عند هذه القوى التي أضافت مطالب جديدة من مثل إيجاد معالجات وحلول مع ممثلي المعلمين، وإنهاء حرمان الطلاب من حقّهم في التعليم، والكشف بشفافية عن إيرادات حضرموت، وأوجه إنفاقها، وإنهاء حالة التفرّد بالسلطة، والعمل بالتوافق في اتخاذ القرارات كافةً.

كما شملت المطالب تشكيل لجنة مشتركة مع السلطة يكون فيها المجتمع شريكاً أساسياً في إدارة الموارد المالية للمحافظة وأولويات الإنفاق، والإعلان عن رؤية تنفيذية مجدولة لإصلاح الكهرباء، وإيجاد الحلول محلياً ومركزياً لإيقاف التدهور المعيشي وانهيار قيمة العملة، وإنقاذ المواطنين من المجاعة والفقر.

وشكّل افتقار المحافظة إلى الخدمات، على رغم غناها بالموارد، فشلاً ذريعاً لما يسمى «الشرعية»، الأمر الذي يوحّد الحضارمة على الأقل حول مطلب تخصيص حصة وازنة من نفط مناطقهم لرفد المشاريع الحيوية فيها. ومع ذلك، لا يمكن حصر الصراع في حضرموت بالقضايا المطلبية المحلية، بل للمحافظة أيضاً أهمية وطنية استراتيجية، على الصعيدين الوطني والإقليمي، تتمظهر في الآتي:

– تشكّل حضرموت قاعدة المشروع الانفصالي الذي يقوده «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم من الإمارات، والذي يركّز جهوده السياسية والأمنية وارتباطاته الخارجية على هدف انفصال المحافظات الجنوبية تحت مسمى «دولة الجنوب العربي». وإذ لا يستطيع «الانتقالي» بثّ الحياة في مشروعه هذا بالاكتفاء بالمحافظات الفقيرة بالموارد، أو من غير عدن كعاصمة سياسية، فإن الأهمية ذاتها تنطبق كذلك على حضرموت كمحافظة استراتيجية غنية بالنفط.

– الأزمة الحالية في المحافظة تتعلّق في جانب منها بالحلول المطروحة لإنهاء العدوان السعودي على اليمن، إذ إن التوافق على الهدنة يحكم الأطراف بالحلول المجتزأة، والتي قبلت بها صنعاء لضرورات ظرفية، منها المشاركة في جبهة إسناد غزة.

وفي حال تغيّر الظروف، فإن صنعاء ستضع على رأس أولوياتها تطبيق الاتفاقات التي كانت على وشك التوقيع عليها لولا الفيتو الأمريكي الذي يرهن تنفيذ التفاهمات بوقف جبهة الإسناد اليمنية.

وهذه النقطة بالذات مربط الفرس، والتي عندها يتفرّق الأصدقاء ويجتمع الخصوم ويتداخل المحلي بالإقليمي، وترتفع عقيرة المستفيدين من الحروب.

ومن المفارقات هنا أن «الانتقالي» يرى أن الحل الأمثل يقضي بأن يذهب ما نسبته 80% من موارد المحافظة النفطية إلى البنك المركزي في صنعاء، فيما يوافقه حزب «الإصلاح» الرأي في تلك المسألة، على رغم أنه مختلف معه، وذلك بهدف الحفاظ على «مملكته» في محافظة مأرب الغنية بالنفط أيضاً، والتي يحتكر مواردها.

وعلى أي حال، تبدو القوى السياسية المحلية في حضرموت في موقف حرج. فهي تقول إنها ترفض بشكل قاطع ترحيل الحلول إلى المستقبل أو انتظار حلول الإقليم، معتبرة أن ذلك سيزيد من تعقيد الأزمة ويؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

لكن تلك القوى لا تستطيع في الوقت نفسه حسم الصراع، فيما جلّ ما تستطيعه السلطة تخفيف الأزمة من خلال حلول عاجلة لبعض المطالب الإنمائية الضرورية. أما جذر المشكلة فسيظل قائماً، وكلمة الفصل فيه للسعودية التي لم تقلها بعد، في انتظار الاستحقاقات الكبرى في اليمن، بينما الإشكالية بالنسبة إلى الأطراف المحلية المرتبطة بالحرب أو بالإمارات، هي إدراكها أن المملكة مستعدة لدفع الأكلاف مهما غلت، للتخلّص من المستنقع اليمني.

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: قبائل حضرموت فی حضرموت

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ قنا الموقف التنفيذي لملف التصالح وإزالة التعديات

استقبلت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، اليوم الأربعاء، الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث شهد اللقاء استعراض الموقف التنفيذي للمشروعات الخدمية والاستثماريّة الجاري تنفيذها على أرض المحافظة وتذليل أية معوقات تواجه تنفيذها وكذا موقف تنفيذ مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وجهود المحافظة في ملف التصالح وتنفيذ الموجة الـ 24 لإزالة التعديات على أراضي وأملاك الدولة والأراضي الزراعية.

وشهد الاجتماع متابعة جهود المحافظة في تنفيذ الموجة الـ24 لإزالة التعديات علي أملاك وأراضي الدولة والأراضى الزراعية والتي انطلقت يوم 12 أكتوبر الماضى وتستمر حتى 27 ديسمبر القادم وذلك تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية بالحفاظ على الأراضى الزراعية وعدم السماح بالتعدى عليها، وتكليفات رئيس مجلس الوزراء بإزالة التعديات على أملاك وأراضى الدولة بالتنسيق مع اللجنة العليا لاسترداد الأراضى.

وأكدت الدكتورة منال عوض على توجيهات القيادة السياسية بمواصلة جهود استرداد أراضي الدولة ومواجهة ظاهرة التعدي على أملاك الدولة والأراضي الزراعية والبناء المخالف، موجهة باستمرار تكثيف عمليات إزالة التعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية خلال المرحلة الثانية من الموجة الـ 24، مؤكدة أنه لا تهاون فى تنفيذ موجات الإزالة والحفاظ على الأراضى المستردة بكل السبل لمنع عودة التعدى عليها، وكذلك البحث مع الجهات المعنية عن صور الاستثمار الأمثل لها.

ومن جانبه أشار الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا إلي استمرار الأجهزة التنفيذية بالمحافظة في تنفيذ حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأراضي أملاك الدولة بكل حسم ، ضمن حملات المرحلتين الأولى والثانية من الموجة الـ 24 بالتنسيق مع قوات إنفاذ القانون، مشيرًا إلي أنه كلف رؤساء المراكز والمدن، بالإسراع في تنفيذ قرارات الازالة، على أملاك الدولة والأراضي الزراعية، والبناء المخالف، وضرورة الإزالة في المهد لأي حالة تعد، والمتابعة المستمرة، بعد تنفيذ قرارات الإزالة، حتى لا يعاود المخالفون البناء والتعدي مرة أخرى، وإعداد تقرير يومي مفصل بكل حالة من حالات مخالفات البناء والتعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية مدعما بالصور، مع حظر توصيل المرافق للمباني المخالفة، والربط مع غرفة العمليات وإدارة الأزمات الرئيسية بديوان عام المحافظة، لمتابعة جهود إزالة التعديات على أراضي أملاك الدولة والأراضي الزراعية.

كما بحثت الدكتورة منال عوض خلال الاجتماع جهود محافظة قنا في تلقي طلبات التصالح علي بعض مخالفات البناء، والخدمات والتسهيلات المقدمة للمواطنين خلال عملية استقبال طلبات التصالح بالمراكز التكنولوجية لاستيفاء كافة أوراق ملفات التصالح الخاصة بهم، والإجراءات التي اتخذتها المحافظة لتوضيح كافة الخطوات والإجراءات للمواطنين بشأن القانون الجديد وتعريف المواطنين بالمستندات المطلوبة من خلال لوحات ارشادية داخل مقار المراكز التكنولوجية لتخفيف العبء على المواطنين.

وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى تقديم الوزارة لكافة أوجه الدعم والإمكانيات اللازمة لتسريع معدلات الأداء بهذا الملف الحيوي كونه أحد الملفات الهامة التي تقع على رأس أولويات الحكومة للمساهمة في ضبط منظومة العمران والبناء بالمحافظات وتيسير الإجراءات على المواطنين، للاستفادة من حزمة التيسيرات المقدمة من الدولة لتوفيق أوضاعهم والدخول تحت مظلة القانون، مشددة على أن الدولة جادة في منع أى مخالفات أو تجاوزات جديدة بكافة المحافظات فيما يخص ملف البناء المخالف وسيتم اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لضبط منظومة البناء بكافة المحافظات.

وتناول اللقاء متابعة الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية في صعيد مصر والذي يتضمن تنفيذ عدد من المشروعات علي أرض المحافظة. وأكدت الدكتورة منال عوض أن البرنامج ساهم خلال الفترة الماضية في النهوض بمستوي الخدمات المقدمة للمواطنين بمحافظة قنا، مشيرة إلى أن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر يعمل علي قدم وساق في محافظة قنا لتحقيق طفرة تنموية حقيقية علي أرض المحافظة ويعتمد علي منهجية فريدة تعتمد على تعزيز تنافسية المحافظات وتمكينها من قيادة عملية التنمية الاقتصادية المحلية وتقديم الخدمات عالية الجودة للمواطنين ، من خلال تحسين تنافسية المحافظة ورفع كفاءة المناطق الصناعية وتحسين نظام الإدارة بها بالإضافة الي تطوير التكتلات الاقتصادية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إضافة الي تنفيذ مشروعات خدمية للمواطنين وفي مجالات عمل الإدارة المحلية.

ومن جانبه أكد محافظ قنا على المتابعة المستمرة لمعدلات تنفيذ المشروعات الجارية ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر بما يساهم في الانتهاء منها ودخولها الخدمة أمام المواطنين وبصفة خاصة في القطاعات الاقتصادية وتوفير فرص العمل عن تلك المشروعات ، وتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بما يحقق رضا المواطنين بالمحافظة، لافتاً إلي أن مشروعات البرنامج ساهمت فى توفير مياه الشرب النقية للمواطنين، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من مشروعات الصرف الصحي، كما ساهم البرنامج في تطوير وميكنة الخدمات بالمراكز التكنولوجية التابعة للوحدات المحلية.

وتم خلال اللقاء استعراض مشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالي الحالي، ووجهت الدكتورة منال عوض بأهمية الإسراع في تنفيذ المشروعات المستهدفة بالخطة في المحافظة، وسرعة دخولها للخدمة تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، مشددة علي ضرورة الاهتمام بتذليل كافة التحديات والمعوقات للإسراع بتنفيذ المشروعات المستهدفة والانتهاء منها في التوقيتات المحددة وتذليل المعوقات التي تقف امام تنفيذ المشروعات في الموعد المقرر لها.

1000175249 1000175247

مقالات مشابهة

  • السلطة المحلية بالحديدة تدين التهجير القسري لسكان عدد من القرى في المديريات الساحلية
  • قيادة السلطة المحلية في مديرية قعطبة بالضالع تزور معرض صور وروضة الشهداء
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ قنا الموقف التنفيذي لملف التصالح وإزالة التعديات
  • وزيرة التنمية المحلية جهود توفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة في البحيرة
  • محافظ الغربية يتابع جهود الوحدات المحلية في صيانة أعمدة الإنارة بالمراكز والقرى
  • قبائل صرواح يرفضون استلام جثة أحد ابنائهم حتى يتم تسليم القيادي ”الحمزي” الذي قتله للعدالة
  • صراع خفي ينفجر في العلن.. اغتيال قيادي حوثي يكشف عن انقسامات عميقة
  • حملة لإزالة أشجار السيسبان في طريق الغيضة- الأنفاق بتمويل من السلطة المحلية
  • السلطة المحلية في مديرية خولان بصنعاء تنفذ زيارات ميدانية لأسر الشهداء
  • وزيرة التنمية المحلية تعرض أمام النواب أولويات العمل لمواجهة التحديات التي تواجه المحليات