دعوة الرئيس الجزائري لحوار وطني.. أحزاب تؤكد مشاركتها وأخرى تشترط
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
تنوعت ردود الفعل بين الأحزاب الجزائرية عقب دعوة الرئيس الجزائري المنتخب حديثا لولاية ثانية، عبد المجيد تبون، لـ"حوار وطني شامل، لتعزيز المكاسب الديمقراطية"، بين من رحّب وأكد المشاركة، فيما وضعت أخرى شروطا لذلك.
ورحب السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض، يوسف أوشيش، بدعوة تبون، لكنه أوضح، في مؤتمر صحفي، خُصِّص للتعليق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي حل فيها ثالثا، أن مشاركة حزبه في أي حوار مع السلطة لن تكون قبل اتخاذ ما أسماه "إجراءات التهدئة"، من خلال "إطلاق سراح السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي، ورفع القيود عن النشاط الحزبي والنقابي والحقوقي".
وقال إن فتح حوار في هذه المرحلة "التي تتعرض فيها البلاد لمجموعة من المخاطر والتحديات الأمنية إقليميا ودوليا، أمر إيجابي، لكنه يقتضي تمكين الناشطين والأحزاب من التعبير الحر في الفضاءات العامة وفي وسائل الإعلام".
ورغم انتقاده لما أسماه "الخروقات التي طالت العملية الانتخابية" ومطالبته "بفتح تحقيق في تضخيم نسبة المشاركة والتزوير الذي عرفته بعض مراكز التصويت، وكذا حل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات"، لكن السكرتير الأول لحزب الأفافاس الذي يمثل التيار الوطني التقدمي الحداثي، طالب بتنظيم انتخابات عامة مبكرة لانتخاب المجالس المحلية والولائية بالإضافة إلى تجديد البرلمان، مع نهاية النصف الأول من السنة القادمة، على أقصى تقدير، وإجراء مراجعة لقانون الأحزاب وقانوني البلدية والولاية، وهي الشروط التي يضعها الحزب للانخراط في أي مسعى للحوار تقوده السلطة.
"العمال اليساري" يتحدث عن "جوهر الديمقراطية الحقيقية"بدوره رحب حزب العمال الذي انسحب من سباق الرئاسيات، بالحوار الوطني، لكنه أوضح في بيان نشر على صفحته الرسمية على فيسبوك "نعتقد أن هذا الحوار يجب أن يشمل كل الشعب الجزائري دون إقصاء أو إبعاد في نقاش وطني حر وديمقراطي حتى يتمكن في نهاية النقاش من تحديد شكل ومضمون المؤسسات والأدوات التي يحتاج إليها لممارسة سيادته الكاملة، هذا هو جوهر الديمقراطية الحقيقية".
في بيان مشترك.. تبون يندد بـ"تناقض" و"غموض" إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية ندد المرشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية الجزائرية في بيان مشترك، مساء الأحد، بما سموه الضبابية التي رافقت عملية إعلان النتائج من جانب رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي.وربط الحزب نجاح مثل هذا النقاش "برفع كل القيود على ممارسة حرية التعبير السياسي وحرية الصحافة، وبالتالي الانفتاح السياسي والإعلامي الفعلي وإنهاء كل تجريم لممارسة الحريات الديمقراطية".
أحزاب "الحزام الحكومي" تجدد دعمها لمشروع الرئيسفي المقابل، رحبت عدد من الأحزاب المشكلة للحزام الحكومي بدعوة الرئيس تبون لـ"حوار مفتوح يشارك فيه الجميع".
وقال الحاج بلغوثي، القيادي في حزب جبهة المستقبل، الذي دعم تبون في حملته خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إن "الظروف الإقليمية والدولية خصوصا على حدود البلاد الجنوبية والشرقية وفي منطقة الساحل والصحراء، تفرض على القوى الحية تمتين الجبهة الداخلية والالتفاف حول برنامج الرئيس المنتخب، لاستكمال مسار الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
وأضاف في تصريح للحرة "المواطن الجزائري ينتظر وفاء الرئيس بوعوده الانتخابية، خصوصا في الشق الاقتصادي الذي سينعكس إيجابا على الأوضاع الاجتماعية".
"فرصة لتعزيز الديمقراطية"يرى المحلل السياسي، مصطفى بورزامة، إعادة انتخاب تبون، بمثابة "فرصة حقيقية لمواصلة ورش الإصلاح".
وأضاف في مقابلة مع الحرة أن "أي دعوة للحوار بين مختلف مكونات الساحة السياسية والمجتمعية تعد فرصة حقيقية لترسيخ قيم العمل الديمقراطي".
ولم يستبعد بورزامة أن يتم إشراك عدد أكبر من الأحزاب في الحكومة المقبلة، متوقعا أن يتم عرض دخول الحكومة على حزبي حركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية، الذين قدما مرشحين للرئاسيات الماضية، في إطار الديمقراطية التشاركية".
تأجيل استقالة الحكومةمباشرة بعد أداء تبون اليمين الدستورية، قدم الوزير الأول الجزائري، نذير العرباوي، استقالة حكومته للرئيس المنتخب، غير أن الأخير "أمر بتأجيل القرار، ومواصلة العمل لضمان الدخول المدرسي والجامعي والمهني والدخول الاجتماعي، وإعداد مشروع قانون المالية لسنة 2025، قبل عرضه على البرلمان"، حيث أكّد الرئيس "أن هذه الملفات المستعجلة تتطلب دراية الوضع من الوزراء الحاليين".
وبعد تأديته اليمين الدستورية، الثلاثاء، دعا تبون إلى "حوار وطني شامل تشارك فيه جميع القوى الحية في المجتمع، من أحزاب سياسية وتنظيمات مجتمع مدني والشباب، لتجسيد الديمقراطية الحقة، بعيدا عن الشعارات".
الرئيس الجزائري المنتخب خلال تأديته اليمين الدستوريةوأعاد تبون في خطاب للجزائريين التزامه بتجسيد وعوده التي أطلقها أثناء الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية، حيث تعهد بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب والشعير والذرة، بنهاية عام 2026، مضيفا "لقد حققنا طفرات في الإنتاج الفلاحي، خاصة في المحاصيل الاستراتيجية، عبر خريطة زراعية مدروسة وفقا للمعايير العلمية ومن خلال مواصلة بناء شراكات دولية في قطاع الفلاحة مع دول صديقة وشقيقة رائدة في الشعب الاستراتيجية مثل الحليب والحبوب"، وذلك بهدف "تقليص الاستيراد إلى أدنى مستوياته"، مشيرا أيضا إلى توسيع المساحات المسقية بحوالي مليون هكتار.
وتعهد الرئيس المنتخب أيضا باستحداث 450 ألف وظيفة جديدة، خلال السنوات الخمس المقبلة، مستهدفا الوصول إلى 20 ألف مؤسسة ناشئة، في ظل تواجد ما يقارب من 8000 مؤسسة، فقط، في الوقت الحالي.
وفي المناسبة ذاتها، أشار تبون إلى تعافي الاقتصاد الجزائري خلال ولايته الأولى، مستشهدا بتقارير المؤسسات المالية والنقدية الدولية التي وصفت نسب النمو في البلاد بالإيجابية.
وأكد أن الجزائر تستهدف الحفاظ على نسبة نمو بين 3.8 و3.9 في المئة خلال المرحلة المقبلة، مع وضع هدف بلوغ حجم الدخل القومي الخام إلى 400 مليار دولار، وتعزيز حضور الصادرات خارج المحروقات، من خلال وضع سقف 15 مليار دولار كصادرات لمختلف الخدمات والمنتجات خارج قطاع النفط.
إلى ذلك، التزم الرئيس الجزائري ببناء مليوني وحدة سكنية جديدة قبل نهاية ولايته الثانية، مشيرا إلى أن البلاد وصلت إلى نسبة 100 في المئة من إدماج لمواد البناء محلية الصنع في عمليات التشييد والبناء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرئیس الجزائری
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يتلقى دعوة لزيارة الأردن
تلقى الرئيس اللبناني جوزف عون، الخميس، دعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لزيارة الأردن، نقلها إليه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
واستقبل الرئيس عون اليوم وزير الخارجية الأردني في قصر بعبدا في حضور السفير الأردني في لبنان وليد عبد الرحمن جفال الحديد.
ونقل الوزير الصفدي ، خلال اللقاء ، إلى الرئيس عون "تهاني العاهل الأردني وتمنياته له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية الجديدة وسلمه رسالة خطية".
وقال العاهل الأردني ، في الرسالة ، "إنني إذ أعبر لكم عن بالغ الاعتزاز بعلاقات الأخوة المتينة التي تربط بين بلدينا، لأؤكد الحرص على المضي قدماً في توطيدها وتعزيزها في شتى الميادين".
وأضاف :"وحرصاً منا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، فإنه يسرنا أن نوجه الدعوة لفخامتكم، لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية هذا العام، وفي الوقت الذي ترونه مناسباً، إذ أن هذه الزيارة ستشكل فرصة للنهوض بمستويات التعاون بين بلدينا، وبحث مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وحمل الرئيس عون الوزير الصفدي " شكره إلى العاهل الأردني على التهنئة والدعوة، واعداً بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة".
وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والدعم الذي يقدمه الأردن للبنان في المجالات كافة، وتطرق البحث إلى "الأوضاع في غزة بعد الإعلان عن الاتفاق الجديد.
وقال الوزير الصفدي في تصريح للصحفيين "موقفنا في المملكة هو أننا نقف إلى جانب أمن لبنان واستقراره وسيادته"، مؤكداً على ضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، ووقف أي اعتداء على لبنان وسيادته وتهديد أمنه.
وتابع الصفدي "نحن نثق بالقيادة اللبنانية وقدرات الشعب اللبناني ليستعيد لبنان دوره، وتستعيد بيروت ألقها عاصمة الحضارة والاستنارة والاستقرار في المنطقة".
وعن إمكانية أن تساعد الأردن في عملية إعادة الإعمار في لبنان قال الصفدي "الأردن سيقوم بدوره بالتأكيد في هذا المجال"، مضيفا " كنا بدأنا النقاش حول تزويد الأردن لبنان بالكهرباء، والنقاش ما زال مستمراً، وسنرى الكثير من هذا التعاون".
وعما إذا كانت المنطقة ذاهبة إلى انفراجات قال الصفدي "بالنسبة إلى لبنان، تم انتخاب رئيس وهناك رئيس وزراء مكلف، وحالة من التفاؤل وخطوات عملية باتجاه إعادة بنائه على الأسس التي يريدها الشعب اللبناني ويستحقها لبنان. ونحن بالتأكيد داعمون للبنان في هذا المجال، ونريد للمنطقة أن تستقر".
وأضاف "ثمة تغيير كبير أيضاً في سوريا، ونحن نقف معهم لإعادة بناء وطنهم. بالأمس أعلن عن وقف إطلاق النار في غزة، وهذا أمر كنا نعمل عليه منذ اللحظة الأولى"، مضيفاً "نرحب بهذا الاتفاق ونؤكد ضرورة الالتزام به وتطبيقه".
وعن قضية النازحين السوريين قال الصفدي " قضية النازحين قضية أساسية" ، مضيفاً "موقفنا هو دعم العودة الطبيعية الآمنة إلى سوريا".