بدأ  الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي)، الأربعاء، ما يتوقع أن تكون سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة وذلك بإقراره خفضا كبيرا على غير العادة بلغ نصف نقطة مئوية حيث باتت تراوح بين 4.75 و5 في المئة.

وهذه هي أول مرة يخفض فيها الاحتياطي الأميركي أسعار الفائدة منذ 2020 بعد 11 مرة على مدى فترة حوالي عام ونصف، من مارس 2022 حتى يوليو 2023.

وأوضح المصرف المركزي الأميركي أن "ثقته باتت أكبر" بتراجع التضخم.

ولم يتخذ القرار بالإجماع خلال هذا الاجتماع الأخير للاحتياطي قبل الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر، إذ أيدت ميشيل باومن، العضو في الاحتياطي الفيدرالي خفضا للفائدة بواقع ربع نقطة فقط.

وظل سعر الفائدة الأساسي الذي يستخدمه الاحتياطي الفيدرالي، ويحدد بالتالي أسعار كل شيء من الرهن العقاري إلى قروض السيارات عند أعلى مستوى له منذ 20 عاما خلال العام الماضي، مما جعل اقتراض المال أكثر تكلفة.

وعادة ما يعزز خفض الفائدة النشاط الاقتصادي والطلب على الطاقة، لكن الانخفاض الذي جاء أكبر من التوقعات أثار مخاوف من أن البنك المركزي يرى تباطؤا في سوق العمل، بحسب وكالة رويترز.

وتشير صحيفة "الغارديان" إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يشعر المستهلكون الأميركيون بالتأثيرات.

ماذا حدث؟

بعد سنوات من الاضطرابات الاقتصادية المرتبطة بجائحة كورونا، مثل موجات من البطالة وتحفيزات من الحكومة الفيدرالية وقضايا سلسلة التوريد المختلفة، بدأ التضخم في الارتفاع بسرعة بدءا من عام 2022، وبلغ ذروته عند 9.1 في المئة، في يونيو عام 2022.

رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 11 مرة على مدى فترة حوالي عام ونصف، من مارس 2022 حتى يوليو 2023، وهي المرة الأخيرة التي رفع فيها أسعار الفائدة.

سعر الفائدة للاحتياطي الفيدرالي الأميركي

ومنذ ذلك الحين، انخفض التضخم إلى 2.5 في المئة، وهو ما يعني أنه لا يزال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة، ولكنه تباطؤ كبير منذ ذروته.

ورغم التضخم، ظل سوق العمل قويا لكنه بدأ في التباطؤ. وارتفع معدل البطالة إلى 4 في المئة لأول مرة هذا العام منذ يناير عام 2022، مما جعل البعض يشعر بالقلق من أن البلاد قد تتجه نحو الركود.

ونظرا لأن أحدث بيانات التضخم والوظائف بدت وكأنها تشير إلى تباطؤ، فقد بدأ مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في أواخر الصيف في الإشارة إلى أنه حان الوقت لخفض أسعار الفائدة.

متى سيبدأ الشعور بتأثيرات القرار؟

وعلى الرغم من أن أسعار الفائدة الجديدة ستدخل حيز التنفيذ على الفور، سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يشعر المستهلكون بتأثيرات ملموسة في الاقتصاد.

ربما كانت التأثيرات الأكثر مباشرة قد شوهدت قبل أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بالفعل، إذ سجلت سوق الأسهم الأميركية مستويات قياسية مرتفعة عند الإغلاق يومي الاثنين والثلاثاء حيث استعد المستثمرون لخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

وبعد قرار الاحتياطي الفيدرالي، سجلت الأسهم الأميركية خسائر طفيفة عند الإغلاق الأربعاء، مبتعدة كثيرا عن أعلى مستوياتها خلال الجلسة، بحسب رويترز.

وقال الاحتياطي الفدرالي الأربعاء إن لجنة تحديد أسعار الفائدة "اكتسبت ثقة أكبر بأن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو 2 في المئة، وترى أن المخاطر التي تهدد تحقيق أهدافها في مجال التوظيف والتضخم متوازنة تقريبا".

ويتمتع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتفويض مزدوج من مجلسي الكونغرس للعمل بشكل مستقل لمعالجة مسألتي التضخم والبطالة.

الرهن العقاري

ويرى تحليل "الغارديان" أن أسعار الرهن العقاري ستنخفض بناء على قرار الاحتياطي الفيدرالي ولكن ببطء، مشيرا إلى أن متوسط أسعار المنازل بدأت في الانخفاض بالفعل.

وبلغ متوسط سعر الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عاما ذروته عند 7.79 في المئة في عام 2023 وانخفض إلى أقل من 6.5 في المئة حاليا، لكنه لا يزال ضعف المعدل الذي شوهد في عام 2021.

وبالنسبة لأنواع القروض الأخرى، فإنها ستصبح أقل تكلفة مع مرور الوقت، لكن النسبة تعتمد أيضا على مجموعة أخرى من العوامل منها درجة الائتمان الخاصة بالشخص المقترض.

تأثيرات عالمية

ويرى التحليل أن خفض أسعار الفائدة من شأنه أيضا أن يضعف الدولار، الذي انخفض مقابل معظم العملات الرئيسية بما في ذلك الجنيه الإسترليني على مدى العام الماضي تحسبا لقرار الاحتياطي الفيدرالي.

ومن شأن انخفاض قيمة الدولار أن يسهل على الشركات الأميركية التصدير، كما أن هذا من شأنه يفيد الاقتصاد العالمي.

تداعيات سياسية

وسياسيا، فإنه من المرجح أن يكون لهذا الخفض تداعيات نظرا لأهمية التضخم وكلفة المعيشة بالنسبة للمستهلكين الأميركيين.

ويعتبر القرار بمثابة أنباء سارة للمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، التي تسعى لتسليط الضوء على الإنجازات الاقتصادية للديمقراطيين في ظل إدارة الرئيس جو بايدن في سباقها ضد المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

وانتقد ترامب مرارا رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي عينه، مشيرا إلى أن قرارات البنك "سياسية"، وهي اتهامات نفاها البنك المركزي الأميركي بشدة.

والأربعاء، قال ترامب للصحفيين: "بخفض (الفائدة) بهذا القدر، وعلى افتراض أنهم لا يمارسون فقط ألاعيب سياسية، فإن الاقتصاد سيكون في حالة سيئة جدا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاحتیاطی الفیدرالی أسعار الفائدة فی المئة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الذهب يتراجع في مصر وسط انتظار عالمي لقرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة: هل حان وقت التغيير؟

الذهب يتراجع في مصر وسط انتظار عالمي لقرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة: هل حان وقت التغيير؟.. شهدت أسعار الذهب في مصر، اليوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024، انخفاضًا ملحوظًا في كافة الأعيرة، بالتزامن مع حالة ترقب تسود الأسواق المحلية والعالمية، حيث ينتظر الجميع القرار المرتقب من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. هذا القرار قد يكون محوريًا في تحديد مسار الاقتصاد خلال الفترة المقبلة، مما ينعكس مباشرة على حركة أسعار الذهب.

الذهب يتراجع في مصر وسط انتظار عالمي لقرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة: هل حان وقت التغيير؟

وفقًا لأحدث تقرير صادر عن شعبة الذهب والمجوهرات في مصر، انخفض سعر الجنيه الذهب بمقدار 80 جنيهًا ليصل إلى 27،720 جنيهًا. وبالنسبة لعيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المصري، فقد تراجع سعر الجرام بمقدار 10 جنيهات ليصل إلى 3،465 جنيهًا. أما الذهب عيار 24، والذي يُعد من أكثر الأعيرة نقاءً، فقد سجل سعر 3،960 جنيهًا للجرام الواحد، مما يعكس التراجع الواضح في السوق المحلية.

قرار الفيدرالي الأمريكي وتأثيراته المحتملة

يأتي هذا التراجع في ظل توقعات تشير إلى احتمالية خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة لأول مرة منذ فترة طويلة. الفيدرالي الأمريكي قد حافظ خلال الاجتماعات الثمانية السابقة على استقرار أسعار الفائدة، مما أسهم في رفع معدلها بنسبة 5.25% خلال العامين الماضيين، لتصل إلى نطاق 5.25% - 5.5% حاليًا. ولكن مع الترقب الحذر، هناك توقعات بأن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة اليوم بمقدار يتراوح بين 0.25% و0.5%.

إذا تحقق هذا السيناريو، فمن المتوقع أن تتأثر الأسواق المالية بشكل كبير. الذهب تحديدًا يعد من أكثر الأصول التي تتأثر بقرارات الفائدة الأمريكية، نظرًا لارتباطه الوثيق بحركة الدولار والسياسات النقدية. فخفض الفائدة قد يجعل الدولار أقل جاذبية، مما يدفع المستثمرين نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، خاصة في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي. وعلى الرغم من أن الذهب يُعتبر غالبًا مؤشرًا للأمان المالي في فترات الأزمات، فإن تأثيرات الفائدة الأمريكية تظل عاملًا أساسيًا في تحديد اتجاه الأسعار.

الأسواق العالمية في حالة انتظار

عالميًا، شهدت أسعار الذهب أيضًا تراجعًا طفيفًا مع اقتراب صدور قرار الفيدرالي. فقد بلغ سعر أوقية الذهب 2،562 دولارًا، مع استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية التي تنتظر بقلق أي إشارات حول الخطوات الاقتصادية المقبلة. ومن المتوقع أن تشهد الأسواق ردود فعل متباينة بناءً على قرار الفيدرالي، سواء كان يتعلق بخفض الفائدة أو الإبقاء عليها مستقرة.

في الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل أن التغيرات في أسعار الذهب عالميًا ترتبط بعدة عوامل أخرى إلى جانب السياسة النقدية الأمريكية، مثل تقلبات أسواق العملات والطلب العالمي على الذهب. وعلى الرغم من هذا الانخفاض المؤقت في أسعار الذهب، فإنه من الصعب تحديد الاتجاه المستقبلي للأسعار دون معرفة المزيد من التطورات الاقتصادية التي ستطرأ.

نظرة مستقبلية على الأسعار

يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر تراجع الذهب في مصر والعالم؟ أم أن السوق سيشهد استقرارًا أو حتى ارتفاعًا جديدًا إذا ما تحققت توقعات خفض الفائدة؟ في كل الأحوال، فإن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاهات المستقبلية لأسعار الذهب.

مقالات مشابهة

  • " البنك المركزي العماني " يقرر خفض أسعار الفائدة بمقدار 5.5 في المئة
  • الفيدرالي الأميركي يخفض معدلات الفائدة بواقع 50 نقطة أساس
  • الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 4 سنوات
  • خلال ساعات قليلة.. بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يحسم سعر الفائدة الجديدة اليوم
  • أسعار النفط تستقر وسط ترقب لقرار الفيدرالي بشأن الفائدة
  • استقرار أسعار الذهب العالمي وسط ترقب لقرار الفيدرالي بشأن الفائدة
  • الذهب يتراجع في مصر وسط انتظار عالمي لقرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة: هل حان وقت التغيير؟
  • الذهب على استقرار وسط ترقب لقرار الفيدرالي بشأن الفائدة
  • توقعات بارتفاع أسعار الذهب وسط آمال بخفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي