الوطن:
2024-09-19@17:05:44 GMT

د. محمد عثمان يكتب: مستقبل إنتاج الألبان (1-2)

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

د. محمد عثمان يكتب: مستقبل إنتاج الألبان (1-2)

إن الطريقة التى تتم بها تنشئة العجلات لإنتاج الألبان لها تأثير كبير على إنتاج اللبن فى المستقبل والحالة الصحية، ولا شك أن استمرار العديد من المزارع بتغذية العجول على الألبان المعدمة (فترات سحب المضاد الحيوى والأبقار المعالجة) سيكون عائقاً أمام الإنتاجية المستقبلية، بل والعديد من الأمراض المستنزفة للربحية.

لذلك نجد أن التغذية قبل الفطام تستهدف بالأساس زيادة معدل النمو اليومى وما له من تأثير إيجابي على النواحي الإنتاجية، ولذلك نشأت العديد من البرامج المتسارعة والمكثفة بتغذية الألبان لتحقيق هذا الهدف خلال الأسابيع الثمانية الأولى من العمر.

ولا بد أن يتزامن ذلك مع تفعيل جميع استراتيجيات التحكم بأمراض الإسهال والالتهابات الرئوية لما تمثله من عائق رئيسى للربحية على المدى القصير خلال ارتفاع نسب الإصابة والنفوق وتكلفة العلاج وعلى المدى المتوسط خلال خفض معدلات النمو التى ستنعكس على المدى البعيد بانخفاض الإنتاجية ونقص الربحية.

• الرعاية الصحية

تهدف برامج الإدارة الصحية لضمان الرعاية المثلى والرفاهية للأبقار الحلاب وتقليل الخسائر فى الإنتاجية التى تسببها الأمراض وأخطاء الإدارة ويتم تطوير برنامج الإدارة الصحية بشكل أساسى بما يلبى استراتيجيات الوقاية المختلفة من الأمراض الوبائية والمعدية متضمنة اختبارات السل البقرى والبروسيللا وبرامج التحصين للأمراض المتوطنة كالحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع والتهاب الجلد العقدى إلى جانب الأمراض التنفسية واللاهوائيات.

ومن ناحية أخرى تطوير برامج مكافحة الأمراض المتكررة مثل التهاب الضرع والعرج لما لها من تأثير مباشر بخفض الإنتاجية وزيادة التكلفة، وكذلك تشخيص ووضع برامج تحكم فعالة للأمراض الواردة والمهملة مثال نظير السل والتهاب الأمعاء النزفى والنيوسبورا.

على جانب آخر، تأتى أمراض ما بعد الولادة كالكبد الدهنى والتهاب الرحم والتهاب الضرع وانقلاب المعدة وغيرها من الإصابات كأحد أهم مهددات الربحية لتأثيرها المباشر على الإنتاج وزيادة نسب الاستبعاد والنفوق.

وتمثل التغذية الخاطئة بالفترة الانتقالية السبب الرئيسى لتفاقم معدلات هذه الأمراض لما يتبعها من تأثيرات سلبية بجدار الأمعاء وزيادة نسب السموم الداخلية بالدم بما يؤدى لزيادة استهلاك الطاقة نتيجة لذلك بدلاً من توجيهها لإنتاج اللبن وكذلك تدمير خلايا الكبد وما يتبعه من آثار سلبية.

وستثمر التغذية الحديثة فى معالجة هذه الأخطاء والتى غالباً ما كان يتم اللجوء إليها لزيادة إنتاج اللبن دون النظر للتبعات السلبية على الحالة الصحية والتناسلية.

• رفع الكفاءة التناسلية

تمثل الكفاءة التناسلية حجر الزاوية بربحية مزارع الأبقار الحلاب وهى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنجاح أسلوب إدارة المرحلة الانتقالية وتأثيره المباشر لجودة البويضات وانعكاسها على رفع نسب الإخصاب واستجابة الأبقار لبرامج التزامن الهرمونى المختلفة.

تتضمن أيضاً برامج الرعاية التناسلية أن يتم تشخيص ووضع برامج تحكم فعالة لمسببات الإجهاض، حيث يعتبر عاملاً مؤثراً جداً لانخفاض الربحية بالمزرعة، ويتزامن مع ذلك تحديد أهداف محددة والعمل على تحقيقها وأن تكون فعالة وتعكس الوضع الفعلى مثل معدل الإخصاب Pregnancy rate، الذى يجب أن يحقق إخصاباً لأكثر من ٥٠% من الأبقار بمرور ١٠٠ يوم حليب يزيد إلى ٧٠% بمرور ١٥٠ يوم حليب وصولاً إلى ٩٠% بمرور ٣٠٠ يوم حليب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الألبان الحيوانات

إقرأ أيضاً:

د. يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة

النقطة الأولى

المرحلة الاقتصادية الجديدة

قصدنا في سلسلة مقالات متتالية أن نرصد معاً شكلاً لملامح المرحلة الاقتصادية العالمية الجديدة وفق الكثير من المتغيرات والظروف الصعبة والمعقّدة، بكل المقاييس والمعايير فإن ملامح المرحلة المقبلة مختلفة تماماً وما زالت كل دول العالم كما لو كانت توشك على الانتهاء من مرحلة لعب من ألعاب الدومينوز الأمريكية الشهيرة والأوراق كلها مقلوبة على وجهها وحركة الخلط والتقلبات مستمرة.

وستظل حركة الدوران والمشكلات، سواء بسبب التدخّل البشرى أو لأخطاء سياسات الرأسمالية وأخواتها وتوابعها، أو سواء بانفجار المشكلات السكانية، أو التعدى السافر للبشرية على الموارد الطبيعية، أو موجات التغيّرات المناخية العنيفة، فتنتهى الرؤية بكل وضوح إلى أن القادم فى اقتصاد العالم مختلف كل الاختلاف، ونحن فى حالة مخاض جديد لعالم متعدّد الأقطاب، لا ولن يقبل جزء كبير منه أن يعيش تحت سقف، أو فى طابور القطيع خلف القطب الأوحد، كما حدث فى آخر ٥٠ سنة.

التحديات فوق مستوى التحمل.. وشعوب الفقر والجهل والمرض لن تستطيع الصمود، والشعوب المستهلكة أكثر من المنتجة لن تستطيع أن تحجز مكاناً فى الاقتصاد القادم، ونحن دوماً فى عالم بناء الاقتصادات نتخذ الكثير من الأدوات والاستراتيجيات والخطط الاقتصادية البحتة التى تحتوى على الكثير من المعادلات المعقّدة ما بين سياسات إنتاجية وسياسات نقدية وسياسات مالية، لكن الحقيقة التى يجب أن نتّفق عليها أن شعوب الاستدانة ستواجه صدمات صعبة، وأن الشعوب التى لديها عجز فى الموازنات وليست لديها إدارات مالية حكيمة ستواجه عواصف فى ظل متغيّرات معادلة الاقتصاد العالمى، سواء من الجانب النوعى أو الهيكلى، ومن هنا كان علينا فى هذه النقاط، وهذا الكتاب أن نتّخذ مسلك الوعى الاقتصادى البسيط، وهذا محور مهم من محاور إعادة بناء الاقتصاد المبنى على التفاعل الواعى بين كل عناصر البناء، فأهم ما فى المرحلة الحالية هو تسوية التربة الخصبة فى العقل الجمعى لزراعة مفاهيم سلوكية وإدارية واقتصادية جديدة تستطيع مواجهة المستقبل، وربما فى هذه النقاط، وهذا الكتاب وددت أن أحضر للمتابع من المستقبل.

النقطة الثانية

عشر سنوات

نعم من الآن باقى فى عمر المباراة الاقتصادية حتى ندخل فى نهاية عنق الزجاجة، ونبدأ عمليات التسكين الجديد فى المناطق الجديدة لدول العالم فى منظومة اقتصادية جديدة مختلفة الأوضاع والملامح، كل شىء يسير إلى هذه النقطة التى تُعد نهاية لحقبة، وبداية إلى عالم اقتصادى جديد بسرعة الصاروخ، ولم يتبقَّ من الزمن سوى ١٠ سنوات فقط لبعض الشعوب والدول، سواء على مستوى الحكومات أو القطاع الخاص أو الأسر أو الأفراد، ما زال الأمل قائماً رغم ضبابية المشهد وشدة الرياح والأعاصير الاقتصادية، والأمل قائم للشعوب وللدول ذات الصفوف المتماسكة القريبة التى لديها ما تقدّمه غير تقليدى، من لا يتغير سيتقهقر وسيتخلّف، بل ربما سيندثر، والكل فى حالة تستدعى أن يتوخّى الجميع الحذر، هناك أنماط استهلاكية وأنظمة إنفاق لا بد أن تتغير، وإن لم تتغير طواعية سوف تتغير قصراً، لكن بعد أن يدفع ممارسوها أثماناً كثيرة، السياسات المصرفية والبنكية وأنظمة التربّح من التقييمات المبالغ فيها وأرباح الفوائد والقروض وكل ما نتج من ظواهر وأدوات ثراء الرأسمالية فى طريقه إلى الذهاب بعيداً، لا صوت يعلو فى المراحل المقبلة سوى ترشيد الإنفاق الحكومى والأسرى، وحسن استغلال الموارد وإعادة توظيف واستغلال الثروة البشرية وتحويل الأقطار من الاستهلاك إلى الإنتاج، وبث روح جديدة للنزاهة والحوكمة والشفافية وتحسين الإنتاجية وجودة الأداء والانضباط الأخلاقى، أى شىء خارج هذه المعادلة ربما سيعصف بمن لم يصمتوا ويسمعوا ويعوا كل هذه النقاط المهمة والمؤثرة، لأن صناعة وصياغة المستقبل الاقتصادى للعبور من باب المرحلة الاقتصادية القديمة أو الحالية والبالية لمرحلة جديدة ستحتاج إلى ثقافة ووعى وفهم اقتصادى غير مسبوق.

مقالات مشابهة

  • أبوبكر الديب يكتب: مستقبل العلاقات المصرية الصينية في زمن العولمة
  • م. إسلام خليف يكتب: تطهير مزارع الإنتاج درع حماية للثروة الحيوانية
  • د. يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
  • فريق الحملة الصحية للمرأة يزور دار الرعاية الاجتماعية بمصراتة
  • عادل حمودة يكتب: 101 سنة هيكل.. الاختلاف لا ينفي الإعجاب
  • عادل حمودة يكتب: ملفات ساخنة فى الخريف
  • محمد مغربي يكتب: مصر الأفضل عالمياً في الأمن السيبراني
  • "أونروا" تحذر من تدهور الأوضاع الصحية بغزة
  • "أونروا" تحذر من تدهور الأوضاع الصحية بقطاع غزة