انفجارات أجهزة اللاسلكي والبيجر.. كيف حدثت؟
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية محمولة، تستخدمها جماعة حزب الله المسلحة، الأربعاء، في جنوب لبنان، وذلك غداة وقوع انفجارات مماثلة متزامنة، الثلاثاء، في أجهزة اتصال تعرف باسم (بيجر) خاصة بالجماعة أيضا.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 14 شخصًا قتلوا وأصيب نحو 450، الأربعاء، كما ارتفع عدد القتلى في انفجارات، الثلاثاء إلى 12، بينهم طفلان، فضلاً عن إصابة ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص.
ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على الانفجارات، لكن مصادر أمنية قالت إن جهاز الموساد هو المسؤول عن ذلك، وفق وكالة رويتر.
وقال أحد مسؤولي حزب الله إن الواقعة تمثل أكبر خرق أمني في تاريخ الجماعة، بحسب ذات الوكالة.
ولا تزال أسئلة كثيرة عالقة تتعلق بالطريقة التي انفجرة بها تلك الأجهزة، وبشكل متزامن.
كيف حدث انفجار أجهزة "البيجر"؟صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت، وفقا لأشخاص مطلعين على تحقيقات حزب الله، أن التقييم الأولي يشير إلى أن أجهزة "البيجر" انفجرت لأن جهازا متفجرا زُرع في الطرازات الجديدة.
يشير هذا السيناريو إلى أن إسرائيل تمكنت من الوصول إلى سلسلة توريد حزب الله لتعديل الأجهزة التي تم تسليمها، وفق تعبير الصحيفة.
روبرت غراهام، الرئيس التنفيذي لشركة "إيراتا يسكيريتي" Errata Security للأمن السيبراني في أتلانتا، قال للصحيفة إن هناك احتمالا بأن قراصنة تلاعبوا بالبطاريات داخل أجهزة البيجر وجعلوها تنفجر عن طريق إرسال شفرة ضارة.
ويرى غراهام أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن شحنة من أجهزة البيجر تم اعتراضها أثناء نقلها إلى وجهتها، وتم زرع المتفجرات بداخلها بالإضافة إلى شفرة ضارة، بحيث يتم تفجيرها بإرسال إشارة معينة.
ماذا عن أجهزة اللاسلكي؟أجهزة اللاسلكي التي انفجرت، الأربعاء، كانت تحتوي على بطاريات جديدة وصلت في شحنة حديثة وتم توزيعها على مجموعة أصغر من أعضاء حزب الله مقارنة بأجهزة البيجر، وفق أشخاص مطلعين تحدثوا للصحيفة الأميركية.
وقال نفس الأشخاص إن بعض تلك الانفجارات كانت أقوى من التي وقعت في واقعة البيجر. إذ ذكرت وزارة الصحة اللبنانية، الأربعاء، أن 20 شخصا على الأقل قتلوا في الانفجارات الجديدة، بينما قتل 12 شخصا بينهم طفلان وأصيب نحو 2800 شخص بجروح، بينهم مئات من عناصر حزب الله، بحسب حصيلة جديدة أعلنها وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، الأربعاء، مشيرا إلى أن حوالى 300 جريح في وضع خطر، وفق وكالة فرانس برس.
والتشابه بين حوادث البيجر واللاسلكي يشير إلى احتمال وجود تدخل ما على الأجهزة، وذلك في سلسلة توريد حزب الله. "ربما من خلال إدخال مكونات متفجرة أو شيفرة ضارة تسببت في التفجيرات"، تقول "وول ستريت جورنال".
"هذه الأحداث أثارت مخاوف حول ضعف الأجهزة الاتصالية المستخدمة من قبل حزب الله، مما يشير إلى جهود تخريبية متقدمة، ربما من قبل جهات خارجية مثل إسرائيل"، تضيف الصحيفة ذاتها.
تصعيدهجمات يومي الثلاثاء والأربعاء، المنسوبة لإسرائيل، تُهدد بتصعيد النزاع المستمر بين الجانبين، ما قد يعقد الجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وهو ما كان يمكن أن يفتح الباب لحل دبلوماسي ينهي التبادل اليومي تقريبا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
يُذكر أن حزب الله أعلن، الأربعاء، أنه سيواصل دعم حماس في غزة من خلال استهداف الجيش الإسرائيلي.
وتزامنت هذه العمليات، التي بدت وكأنها قد دفعت حزب الله إلى حالة من الفوضى، مع الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 11 شهرا في غزة، ما أدى إلى تزايد المخاوف من تصعيد على حدودها مع لبنان وخطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأربعاء، أن الحرب دخلت مرحلة جديدة ينتقل مركزها إلى منطقة الحدود الشمالية التي تشهد نقل المزيد من القوات والموارد.
ونفت الولايات المتحدة أن يكون لها أي علم في الانفجارات، وقالت إنها تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لتجنب تصعيد الصراع.
في الجانب الآخر، اتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل بأنها تدفع "المنطقة برمتها إلى هاوية حرب إقليمية" من خلال مواصلة التصعيد الخطير على عدة جبهات.
أجهزة مقلدةلجأ حزب الله إلى استخدام أجهزة البيجر وأجهزة اتصال أخرى منخفضة التكنولوجيا في محاولة لتفادي مراقبة إسرائيل للهواتف المحمولة.
وأظهرت صور فحصتها وكالة رويترز لأجهزة اتصال لاسلكي محمولة من تلك التي انفجرت، الأربعاء، لوحة داخلية مكتوب عليها "آيكوم" و"صنع في اليابان".
و"آيكوم" هي شركة اتصالات لاسلكية وهاتفية مقرها اليابان -وفقا لموقعها على الإنترنت-.
وقالت الشركة إن إنتاجها من النموذج (آي سي-في82)، الذي بدا مطابقا لتلك الأجهزة الموجودة في الصور الواردة من لبنان، الأربعاء، توقف إنتاجه تدريجيا في 2014.
وقال مصدر أمني للوكالة إن حزب الله اشترى أجهزة الاتصال اللاسلكي قبل خمسة أشهر، في الوقت ذاته تقريبا الذي اشترت فيه الجماعة أجهزة البيجر.
لكن مسؤولا في الفرع الأميركي للشركة (آيكوم أميركا) قال، الأربعاء، إن أجهزة الراديو التي انفجرت في لبنان تبدو كمنتجات مقلدة وليست مصنوعة من قبل "آيكوم".
وقال راي نوفاك، وهو مدير المبيعات في قسم أجهزة الراديو للهواة، في مقابلة، الأربعاء، مع وكالة أسوشيتد برس: "أستطيع أن أؤكد لكم أن هذه الأجهزة ليست من منتجاتنا".
وأوضح نوفاك أن "آيكوم" قدمت نموذج V82 من أجهزة الراديو ذات الاتجاهين منذ أكثر من عقدين، وتم إيقاف إنتاجه منذ فترة طويلة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا، الجمعة، لمناقشة التفجيرات الأخيرة في لبنان بطلب من الدول العربية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أجهزة الرادیو أجهزة البیجر أجهزة اتصال التی انفجرت حزب الله فی لبنان من قبل
إقرأ أيضاً:
كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
#سواليف
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل #كاتس أن قوات الجيش ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في #جنوب_لبنان بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير 2025.
وخلال تقييم أجراه أمس مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، ومسؤولين عسكريين آخرين، أوضح كاتس أن “الجيش الإسرائيلي سيبقى في النقاط الخمس التي تسيطر على #المنطقة_العازلة في #لبنان، إلى أجل غير مسمى، من أجل حماية سكان الشمال”.
وشدد على أن “هذا لا علاقة له بالمفاوضات المستقبلية حول نقاط الخلاف على الحدود”.
مقالات ذات صلة قبل الإفطار .. 4 شهداء بقصف الاحتلال خلال جمعهم الحطب، في حي الزيتون 2025/03/14وذكر مكتب كاتس أن الوزير “أصدر تعليماته للجيش بتحصين مواقعه في النقاط الاستراتيجية الخمس والاستعداد للبقاء هناك لفترة طويلة”.
وكان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلنت قبل يام أنها وافقت على إجراء محادثات تهدف إلى ترسيم الحدود مع لبنان، مبينة أنه تم الاتفاق على تشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة مع لبنان وفرنسا والولايات المتحدة، بهدف مناقشة قضايا تتعلق بترسيم ” #الخط_الأزرق “، والمواقع الخمس التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملف المحتجزين اللبنانيين في خطوة وصفتها بأنها “بادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني”.
وقالت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، في بيان: “تعلن الولايات المتحدة اليوم أننا نعمل على تقارب بين لبنان وإسرائيل لإجراء محادثات تهدف إلى حل عدد من القضايا العالقة بين البلدين دبلوماسيا”.
وقالت الرئاسة اللبنانية على منصة “إكس” أن الرئيس جوزيف عون تبلغ “تسلم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت قد احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس يوم غد الأربعاء”.
ورغم انتهاء مهلة سحب إسرائيل لقواتها من جنوب لبنان بموجب وقف إطلاق النار في 18 فبراير، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يخولها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الاسرائيلي للتأكد “من عدم وجود تهديد فوري”، حسبما تقول.