ولي العهد السعودي يجدد رفض إقامة علاقات مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
جدد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تأكيده على أن المملكة العربية السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل "قيام دولة فلسطينية". كما عبر عن إدانة المملكة لـ "جرائم" الدولة العبرية، وذلك قبل أقل من شهر على الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر.
تصريحات ولي العهد السعوديخلال افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، أكد الأمير محمد بن سلمان أن "القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام المملكة".
في ختام كلمته، شكر ولي العهد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، داعيًا باقي الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة لتجسيد الشرعية الدولية.
تطورات المفاوضات مع إسرائيلقبل نحو عام، أشار بن سلمان في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إلى أن "التطبيع بين السعودية وإسرائيل يقترب يومًا بعد يوم"، معربًا عن أمله في أن تؤدي المفاوضات إلى نتائج تسهم في تحسين حياة الفلسطينيين. في ذات الوقت، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على "عتبة" إقامة علاقات مع السعودية، بينما ذكرت تحليلات أن الرياض كانت تسعى للحصول على مكاسب من الأمريكيين تشمل ضمانات أمنية ومساعدة في برنامج نووي مدني.
موقف السعودية من قرارات الأمم المتحدةدبلوماسيًا، رحبت السعودية بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أكد أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 هو "غير قانوني"، مطالبة إسرائيل بوضع حد لذلك خلال 12 شهرًا من تبني القرار. وفي بيان على منصة "إكس"، أكدت الخارجية السعودية على "ضرورة القيام بخطوات عملية وذات مصداقية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
عدم اعتراف السعودية بإسرائيللم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام التي أبرمت عام 2020 بوساطة أمريكية، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، تلتها المغرب والسودان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد بن سلمان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي علاقات دبلوماسية المملكة العربية السعودية مع إسرائیل ولی العهد
إقرأ أيضاً:
هل التطبيع السعودي مع الاحتلال ممكن رغم تصريحات ولي العهد الأخيرة؟
يرصد الإسرائيليون في الآونة الأخيرة زيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من انتقاداته لدولة الاحتلال، لاسيما في قمة الرياض الأخيرة، واتهامه بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وهو في الوقت نفسه، يواصل تدفئة العلاقات مع إيران، ورغم كل ذلك فلا تزال الولايات المتحدة هدفه الرئيسي.
وقال المراسل السياسي لموقع "زمن إسرائيل" ليزار بيرمان: إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض مؤخرا على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك رؤيته لمستقبل مشرق للمنطقة بمجرد إتمام إسرائيل والسعودية اتفاق التطبيع من أجل إنشاء شرق أوسط جديد، استمرارا لاتفاقات أبراهام قبل أربع سنوات، مما يستدعي تحقيق اتفاق سلام تاريخي بين الرياض وتل أبيب".
ووصف بيرمان الصفقة المحتملة بـ"نقطة تحول حقيقية في التاريخ، ستؤدي لمصالحة تاريخية بين المسلمين واليهود، بين مكة والقدس"، مضيفا أن "نتنياهو لم يكن الوحيد الذي بشّر بقرب التطبيع مع السعودية، ففقبل أيام من الانتخابات الأمريكية، حاول وزير الخارجية أنتوني بلينكن الترويج له، عندما قال قبل مغادرته إسرائيل إنه رغم كل ما حدث من حرب دائرة، فلا تزال هناك فرصة غير عادية في المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماما، حيث ستكون السعودية في قلب هذا الأمر، بما يشمل على الأرجح تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومع ذلك فإن الإشارات القادمة من المملكة تحكي قصة مختلفة".
وأوضح أن "خطاب ابن سلمان أمام الزعماء العرب والمسلمين في الرياض، اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، ودعاه لعدم انتهاك سيادة إيران، وأخبر القادة المجتمعين أنه يجدد إدانته ورفضه المطلق لعمليات القتل بحق الشعب الفلسطيني، وراح ضحيتها 150 ألف من القتلى والجرحى والمفقودون، معظمهم من النساء والأطفال، مما يجعل من اتهاماته القاسية، وفي منتدى عام واسع، التصعيد الأبرز في انتقادات الرياض لتل أبيب، وأصبحت أكثر وضوحا منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر".
واستدرك بالقول إن "هناك أسباب للتقليل من أهمية هذه الانتقادات، لأن القمم التي يستضيفها ابن سلمان في الرياض غالبا ما تستخدم كمنصات للمظاهرات والتصريحات الفارغة، بحسب زعم جون حنا، زميل بارز في معهد الأمن اليهودي الوطني الأمريكي، وابن سلمان لا يرغب بأن ينأى بنفسه كثيراً عن الخط العام للشعوب العربية التي تشاهد الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام".
ونقل عن سايمون هندرسون، زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، أن "هناك مؤشرات على حدوث تغييرات جوهرية في الاتجاه السعودي تجاه إسرائيل، فقد شهدنا نشاطا دبلوماسيا متزايدا حول القضية الفلسطينية، آخرها إطلاق دول أوروبية وعربية وإسلامية مبادرة، بقيادة السعودية، لتعزيز الدعم لإقامة دولة فلسطينية، وصوّتوا لصالح منح العضوية الكاملة للفلسطينيين في الأمم المتحدة، مما يعني أن اتجاه اللجوء للمجتمع الدولي يكتسب زخما".
وأضاف أن "هناك اتجاه سعودي آخر يقلق الاحتلال، انعكس في كلمات ابن سلمان، وهو الدفء المستمر في علاقاته مع إيران، حيث زارها قائد الجيش السعودي فياض الرويلي على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، والتقى بنظيره الإيراني محمد بكري، كما شاركتا في مناورة بحرية، مما يؤكد أن التغيير في الموقف السعودي تجاه إيران ينبع من اعتبارات سياسية واقعية تتعلق بأمن المملكة، وإبقاء إيران على مسافة منها، ومنعها من الإضرار بمصالحها".
وأوضح أن "هذا قد يتغير بسرعة نسبيا عندما تتغير الظروف، والتغيير الذي يبحث عنه السعوديون هو اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة تتضمن ضمانات رسمية لأمنهم، حيث حاولت إدارة جو بايدن إدراج التطبيع مع إسرائيل في إطار اتفاق ثلاثي، ويتوقع أن يروج الرئيس القادم دونالد ترامب لاتفاق مماثل، لكن ثمن مثل هذه الصفقة بالنسبة لإسرائيل مع السعوديين سيكون مرتفعاً ويتمثل بالمطالبة علناً بإحراز تقدم كبير نحو إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف أنه "في ظل إدارة أمريكية أكثر دعماً لإسرائيل وفي وضع تضعف فيه إيران بشكل كبير بسبب فقدان أذرعها في المنطقة، والعقوبات التي قد تفرض عليها، قد يخفف ابن سلمان من مطالبه بشأن القضية الفلسطينية، خاصة إذا هدأ القتال في غزة".
وختم بالقول إنه "إلى أن يتولى ترامب منصبه في يناير 2025، يدرك السعوديون أن فرص تحقيق تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة ضعيفة، لذا فإن الهجمات العلنية على إسرائيل في المنتديات الإسلامية تشكل وسيلة مريحة لتخفيف التوترات، لأن المرحلة الانتقالية ذات الثلاثة أشهر في الولايات المتحدة، لا يُتوقع خلالها تحقيق أي تقدم دبلوماسي ملموس".