للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في غزة.. أسباب تخطي بلينكن إسرائيل في زيارته العاشرة
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
في زيارته العاشرة إلى الشرق الأوسط منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر، لم يتوقف وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في إسرائيل، وهو تغيير استراتيجي ملحوظ في دبلوماسية واشنطن التي أثارت تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين البلدين في هذه المرحلة الحساسة.
ووفقا لتحليل صحيفة "نيويورك تايمز"، يعكس تجاوز بلينكن لإسرائيل لأول مرة في زياراته السابقة منذ بدء الحرب مجموعة من العوامل، من بينها الجمود في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وازدياد التوترات بين حكومة بنيامين نتانياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بالإضافة إلى تعقيدات أخرى مرتبطة بمواقف إسرائيل تجاه الصراع الدائر.
على رأس أولويات إدارة بايدن في الأشهر الأخيرة كان السعي للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.
لكن على الرغم من المفاوضات المكثفة، لم تُحرز الجهود الأميركية تقدما ملموسا بسبب تعنت الطرفين وتزايد العداء المتبادل، مما أدى إلى حالة من الجمود السياسي.
ويبدو أن إدارة بايدن أصبحت تدرك عدم جدوى الاستمرار في الضغط المباشر على الحكومة الإسرائيلية في هذه المرحلة، خاصة أن نتانياهو قد أبدى مرارا ترددا في الالتزام بالاتفاقيات التي تدعمها الولايات المتحدة.
فخلال لقاءات سابقة بين بلينكن ونتانياهو، كانت هناك وعود متكررة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بدعمه لمبادرات وقف إطلاق النار بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأميركي حينها.
ولكن، وبعد مغادرة بلينكن البلاد، كانت التصريحات الإسرائيلية تتناقض مع ما تم الاتفاق عليه، مما أدى إلى تآكل الثقة في جدوى هذه الاجتماعات.
على سبيل المثال، بعد آخر لقاء بين بلينكن ونتانياهو في أغسطس، خرجت تقارير تفيد بأن الأخير تعهد بعدم سحب القوات الإسرائيلية من "ممر فيلادلفيا" على حدود غزة مع مصر، رغم الضغوط الأميركية لإدخال هذا البند ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
ويومي الثلاثاء والأربعاء، انفجرت أجهزة اتصالات لاسلكية محمولة و"بيجر" تابعة لحزب الله مما أدى إلى مقتل 30 على الأقل وإصابة الآلاف، في الوقت كان فيه مبعوث آخر لإدارة بايدن، عاموس هوكستين، في إسرائيل يحث الحكومة على عدم تصعيد صراعها مع الجماعة اللبنانية.
وفي حديثه إلى الصحفيين في القاهرة، الأربعاء، لم يرد بلينكن بشكل مباشر على سؤال حول سبب عدم سفره إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن رحلته تركز على العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، رغم أنه تحدث خلاله عن الجهود الجارية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والتوصل إلى صفقة لإعادة الرهائن المختطفين في غزة.
منذ بداية الأزمة في غزة، شهدت العلاقات بين حكومة نتانياهو وإدارة بايدن توترات متصاعدة.
وبحسب محللين، فإن نتانياهو تعمد مرارا التصرف بطرق تتحدى السياسة الأميركية.
وكان المحلل السياسي، العضو في الحزب الديمقراطي، نصير العمري قد أشار في مقابلة سابقة مع موقع "الحرة" إلى أن إدارة بايدن وحملة نائبته في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس في وضع صعب بسبب الحرب في غزة.
ورأى العمري أن الوضع الانتخابي الحالي يجعل بايدن وهاريس يقعان تحت تأثير حكومة نتانياهو التي تحاول إظهار إدارة بايدن بأنها ضعيفة في دعمها لإسرائيل.
وأوضح العمري أن "ممارسة أي ضغوط على نتانياهو ستكون بمثابة ذخيرة سيستخدمها المرشح الجمهوري دونالد ترامب ضد الديمقراطيين".
وقال إن "نتانياهو في موقف قوي يجعله يرفض المبادرات ولكنه ربما يدفع ثمنا سياسيا كبيرا إذا وصلت هاريس إلى الرئاسة لأنه سيكون هناك تفهم بأن نتانياهو كان يتعامل مع إدارة بايدن بانتهازية".
View this post on InstagramA post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)
إعادة تقييم أميركيةومن الواضح أن تخطي بلينكن لإسرائيل يعكس أيضا إعادة تقييم الولايات المتحدة لاستراتيجيتها الدبلوماسية في المنطقة.
ووصف جيريمي بن عامي، رئيس منظمة "جيه ستريت" المدافعة عن إسرائيل، هذه الخطوة بأنها "نقطة تحول صغيرة" في العملية الدبلوماسية بأكملها.
وقال في حديثه لنيويورك تايمز إن "الولايات المتحدة تتخذ خطوة إلى الوراء لإعادة تقييم الاستراتيجية، وأعتقد أن حقيقة أن بلينكن لم يذهب إلى إسرائيل تشير إلى أنهم لا يملكون شيئا نشطا للترويج له حاليا". لكنه أقر أيضا أن رحلات بلينكن الأخيرة إلى إسرائيل لم تجر على ما يرام.
تحديات مستقبليةتواجه إدارة بايدن تحديات كبيرة في كيفية التعامل مع الأزمة المستمرة في غزة دون إغضاب حلفائها في المنطقة أو ترك الفراغ السياسي لجهات دولية أخرى.
فبينما تتعامل الولايات المتحدة مع تعنت إسرائيلي من جهة، تواجه أيضا صعوبات في إقناع حماس بالتراجع عن مطالبها الأساسية، وخاصة فيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من محور "فيلادلفيا".
وقال بلينكن، الأربعاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "هو الفرصة الأفضل لمعالجة الأزمة الإنسانية وتحقيق الاستقرار الإقليمي".
ودعا بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة، جميع الأطراف إلى العمل على خفض التصعيد في المنطقة، مضيفا أن "التوصل لوقف النار في غزة سيؤدي إلى خفض التصعيد".
وأشار بلينكن إلى أنه "جرى الاتفاق على 15 بندا من بين 18 بندا في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح، لكن القضايا المتبقية تحتاج إلى حل".
وقال بلينكن إن "حل القضايا المتبقية في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في غزة مسألة إرادة سياسية أكثر من أي شيء آخر".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن زيارته للمنطقة "تأتي فيما نعمل بشكل حثيث للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
وتابع بلينكن قائلا: "ناقشنا في مصر الخطط المتعلقة باليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة، ومصر شريك مهم".
بدوره ذكر عبد العاطي أن "هناك تطابقا في وجهات النظر بشأن ضرورة وقف إطلاق النار وسرعة التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق الرهائن والأسرى وإيصال المساعدات لسكان غزة".
وقال عبد العاطي إن "مصر لن تقبل أي تعديلات على قواعد ما قبل 7 أكتوبر المتعلقة بأمن الحدود مع غزة وتشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الأمیرکی اتفاق وقف إطلاق النار إطلاق النار فی غزة وقف إطلاق النار فی الولایات المتحدة إدارة بایدن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بينهم بلينكن وسولفيان..ترامب يلغي التصاريح الأمنية لكبار المسؤولين في عهد بايدن
أعلن مسؤولون في البيت الأبيض، اليوم الأحد، إلغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التصاريح الأمنية لوزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي السابق جيك سوليفان.
وجاء ذلك بعد يوم من إلغاء ترامب التصاريح الأمنية لسلفه جو بايدن، ووقف الإحاطات المخابراتية اليومية المقدمة له.انتقاماً من #بايدن..#ترامب يلغي الإحاطات الاستخباراتية للرئيس السابق https://t.co/kxY9ofu5qm
— 24.ae (@20fourMedia) February 8, 2025وأضاف المسؤولون أن ترامب ألغى أيضاً التصاريح الأمنية لليزا موناكو، نائب وزير العدل في عهد بايدن التي ساعدت في تنسيق تعامل وزارة العدل مع هجمات 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكونغرس الأمريكي.
وقال المسؤولون إن ترامب ألغى أيضاً التصاريح الأمنية للمدعية العامة لولاية نيويورك ليتيتيا جيمس، والمدعي العام لمنطقة مانهاتن، ألفين براغ اللذين قادا قضايا ضد ترامب.
وقد لايكون لإلغاء التصاريح الأمنية أي تأثير فوري لكنه يمثل دلالة أخرى على اتساع هوة الخلاف في واشنطن.
ومن المعتاد أن يتلقى الرؤساء الأمريكيون السابقون إحاطات مخابراتية ليتسنى لهم تقديم المشورة للرؤساء المباشرين حول الأمن القومي والسياسة الخارجية.
وفي 2021، ألغى بايدن التصريح الأمني لترامب، الذي كان آنذاك رئيساً سابقاً.
وفي الشهر الماضي، ألغى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الحماية الشخصية الأمنية والتصريح الأمني لمارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، والذى كان منتقداً بارزاً لترامب بعد تقاعده في 2023 أثناء إدارة بايدن.