يستوعب الأطفال شعورهم بالذات بطرق مختلفة مع أهاليهم، فأحياناً يتصرف الأطفال باعتمادية كاملة على والديهم؛ لأنهم يربطون بين الاعتماد والحب.
وحسب موقع «سايكولوجي توداي»، فهذه معضلة تواجه الأسر كثيراً، فالطفل قادر على العمل بشكل أكثر استقلاليةً وثقةً بعيداً عن والديه، ولكن في وجودهم يعرف أنهما سيقومان بأشياء يستطيع القيام بها بنفسه، ما يؤدي إلى خلق نمط متكرر.
ما سبب هذا الاختلاف في السلوك من مكان إلى آخر؟
يكوّن الأطفال أفكاراً حول أنفسهم وقدراتهم بناءً على طبيعة علاقاتهم، والتوقعات المتأصلة في تلك العلاقات، ففي المدرسة مثلاً يضع المعلمون توقعات واضحة مناسبة لأعمار الأطفال، ويكون هدفهم مساعدة الأطفال على تطوير مهاراتهم والثقة بالنفس، والعمل بشكل مستقل بشكل يناسب المتوقع منهم في السنوات الدراسية الأولى.
في المدرسة، يُعِدُّون الأطفال للنجاح، وبالتالي فإنهم لا يفعلون أشياء للأطفال يمكنهم القيام بها بأنفسهم. وبالتالي، فالأطفال يرون أنفسهم أكثر استقلاليةً وكفاءةً مع المعلمين مقارنةً بالمواقف التي يقوم فيها الكبار بأشياء يمكن للأطفال القيام بها بأنفسهم.
على الآباء هنا ملاحظة التالي لمساعدة أطفالهم على التطور:
التأكد من أن الطفل يملك جميع المهارات اللازمة للقيام بمهمة معينة بمفرده.
ملاحظة إن كان الطفل يقوم بالتصرف بشكل أقل كفاءةً للحصول على المزيد من الاهتمام.
من المتوقع جداً بعد أن يجد الطفل أن أبويه يتركانه للقيام بأموره دون مساعدة منهما، أن يتصرف بشكل مزعج، ولكن هنا على الأبوين مقاومة الرغبة في توبيخه؛ لأن هذا السلوك النابع من الطفل لا يسبّب أي ضرر، هو يحاول فقط الحصول على المزيد من الاهتمام.
بعد أسابيع وأشهر، وأحياناً سنوات من تعزيز الاستقلالية يرى الآباء تغييرات كبيرة في سلوك طفلهم وثقته بنفسه، ومع هذا النجاح من المهم جداً تطبيق نفس النهج في المزيد من المهام، أو الأمور المناسبة لعمر الطفل.
المنبه المرئي:
هو من الأدوات المفيدة جداً للطفل في هذه المرحلة لتعليمه الالتزام، مثال: عند تعويد الطفل على ارتداء ملابسه بنفسه قبل المغادرة إلى المدرسة في الصباح، فالمنبه يساعده على تقدير الوقت، والسيطرة على مهامه الصباحية، وإلا سيذهب إلى المدرسة بملابس النوم إن لم يتمكّن من ارتداء ملابس مناسبة مثلاً.
ننصح بضبط أكثر من توقيت، بحيث يعرف الطفل أن الوقت يمرّ، فمثلاً لو كنت ترغب في أن يكون الطفل مستعداً وجاهزاً عند الثامنة والنصف صباحاً ننصح بضبط المنبه عند الثامنة والربع، ليعرف أن عليه الانطلاق خلال 15 دقيقة.
الأمر ليس سهلاً، فعندما لا يرتدي طفلك ملابسه عند انتهاء الوقت المحدّد، قد تشعر بالانزعاج الشديد، ولكن عند اتباع النظام الجديد عليك أن تفرضه بهدوء ومحبة، فإن الأطفال يتعلمون بأنفسهم مع الوقت، والطفل لا يريد الذهاب إلى المدرسة بملابس النوم، فسيطلب من نفسه المزيد من الوقت، أو السماح له باستكمال مهامه في السيارة مثلاً.
والمفتاح هو القيام بذلك بشكل واقعي دون أي انزعاج أو غضب، أنت فقط تعلّمهم كيف يعمل العالم بطريقة مُحبّة.
من بين تجارب العائلات التي بدأت فرض نظام يساعد الطفل على الاستقلالية، تقول إحدى الأمهات: «بعد وضع نظام واضح لوقت النوم، أصبحت ابنتي ذات الـ5 سنوات تتصرف بشكل أكثر نضجاً، إنها تريد الآن أن تحضر إفطارها بنفسها، وهي أكثر تعاوناً في روتين الصباح».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاطفال الحب العمل الطفل السلوك المهارات اللازمة الاهتمام المزید من
إقرأ أيضاً:
عبدالرحمن العويس: الأطفال ثروة الوطن الحقيقية
أكد عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن "يوم الطفل الإماراتي" يأتي ترسيخاً لنهج دولة الإمارات وتوجيهات قيادتها الحكيمة في جعل بناء الإنسان رسالة وهدفاً وغاية تتوجه إليها جميع إستراتيجيات التنمية الوطنية، ويعد مناسبة للاحتفاء برؤية مستدامة ومسيرة متواصلة في مجال تمكين أجيال الإمارات.
وقال العويس "يوم الطفل الإماراتي، الذي يصادف 15 مارس (أذار) من كل عام، إن شعار يوم الطفل الإماراتي "الحق في الهوية والثقافة الوطنية" ينسجم مع توجهات عام المجتمع في بناء مجتمع متماسك يحافظ على هويته وتراثه عبر الأجيال، مشيراً إلى أن حق الطفل في الثقافة هو حجر الأساس في تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية، وتمكين الأطفال من التفاعل مع تراثهم الثقافي والفخر بهويتهم الوطنية.
ثروة الوطن الحقيقيةوأضاف أن هذا الاحتفال يأتي في إطار الحرص على دعم الأطفال بإعتبارهم ثروة الوطن الحقيقية للمستقبل، وذلك من خلال التركيز على دور الأسرة الأساسي في تنمية الطفل ورفاهيته ونقل المعرفة الثقافية عبر الأجيال وإعداد نواة بناة وقادة الغد.
ولفت العويس إلى أن الإمارات أرست منظومة متكاملة، تعليمية وثقافية وبرامج مجتمعية داعمة، وأطر قانونية شاملة لضمان بيئة صحية مستدامة للأطفال عماد المستقبل، يواصلون فيها مسيرة الدولة نحو الريادة العالمية.