أوضح الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إنَّ الاعتدال في الطاعة أمر واجب على كل مسلم ليعطي حق البدن في الراحة وحق الله في العبادات، مستنداً لحديث النبي محمد – صلى الله عليه وسلم: «واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة»، أي ذكر الله أول النهار وآخره ثمَّ القيام قبيل الفجر وذكر الله والصلاة.

جبر: عبادة الله في هذه الأوقات واستجابة الدعاء

وأضاف «جبر» خلال تقديمه احدى حلقات برنامج «اعرف نبيك» المُذاع على شاشة «قناة الناس»، أنه لكي ينال العبد البركة في عمره والدعوة المستجابة عليه أن يحرص على ذكر الله وعبادته في هذه الأوقات مهما كانت مشاغل الحياة، قائلاً «الحرص على هذه الأوقات كأنك ذكرت الله في كل حين ولأنك لن تكون كالملك يذكر الله بلا كلل أو ملل وطبيعتك البشرية تجعلك تركن للراحة وللاستمتاع بالمأكل والمشرب والراحة».

التسديد والمقاربة

وتابع عالم الأزهر الشريف، «العبد لن يكون في كمال التفرغ وعليه التسديد والمقاربة بدون أن يُرهق بشريته ويفقد قوة البدن ليستمر في الطاعة فليحرص على ذكر الله قبيل صلاة الفجر وبعدها والحرص على الذكر والعبادة نهاية النهار والابتعاد عن السهر ليقيم الليل في الوقت المبارك آخر الليل»، «كن نشيطا في أحوالك ومراعاة حق البشرية واحتياج البدن والحكمة ألا ترهق الآلة التي تطيع بها ربك وهي الجسد أو البدن مطيتك التي تركبها الروح ويسوقها العقل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العبادة الدعاء الصلاة الذكر

إقرأ أيضاً:

رمضان.. بين فرحة الطاعة وهيبة الفراق

 

د.  سالم بن عبدالله العامري

رمضان.. ذلك الضيف العزيز الذي حلَّ علينا بروحه الإيمانية، مضت أيامه سريعًا، وكأنها لم تكن سوى لحظات، وها هو الآن يرحل، تاركًا في القلوب أثرًا لا يُمحى، وذكريات لا تُنسى؛ فكيف هو شعور من أتم هذا الشهر المبارك بالطاعات، وأعرض عن المحرمات، وعاش أيامه ولياليه متزودًا من كنوز القرب من الله؟

ها نحن نودعه بقلوب يملؤها مزيجٌ عجيبٌ من الفرح والحزن، بين نشوة الطاعة وهيبة الفراق.

ومع آخر ليلة من رمضان، يقف المؤمن مُتأملًا رحلته خلال هذا الشهر العظيم، قلبه يفيض بمشاعر متناقضة، لكنه يدرك أن الغلبة للفرح، الفرح بأنه صام وقام، وازدان نهاره بالذكر وتلاوة القرآن، وسجدت جبهته في الليالي المضيئة بدموع الرجاء والخشوع.إنها فرحةٌ لا تشبه أي فرحة، فرحةٌ تشبه وقوف المسافر المتعب بعد رحلة شاقة، يضع أحماله ويستريح وهو يعلم أنه قد بلغ وجهته بسلام. هو الفرح بوعد الله لعباده الصائمين، الذين بشرهم بقوله تعالى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به" (حديث قدسي)؛ فأيُّ مكافأة أسمى وأجل من أن يتولى الله بنفسه جزاء من أطاعه وصبر؟

إنها فرحة الإنجاز، فرحة من سار في رحلة إيمانية، كبح فيها جماح نفسه، وروض شهواته، وصنع من أيامه ولياليه أجنحةً تحلق به في سماء القرب من الله. كيف لا تشرق الروح سعادةً وقد نادى المنادي: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر" فأقبلت النفس على ربها، وفتحت أبواب الجنة، وسُلسلت الشياطين، وخفَّت وطأة الدنيا عن القلب.

لكن مع هذه الفرحة الغامرة، يتسلل إلى القلب شعور مهيب، شعور الفراق الذي يأبى أن يكون هينًا، فكيف يفارق المؤمن هذا الشهر الذي كان فيه قريبًا من الله أكثر من أي وقت مضى؟ كيف تنطفئ تلك المشاعر الروحانية التي تعلقت بها الروح؟ كيف تهدأ تلك الجوارح التي اعتادت الخشوع والبكاء عند تلاوة القرآن؟ كيف تودع العين دموع التهجد، ويودع القلب سكينته، ويعود العبد إلى عاداته بعد أن عاش أيامًا كأنه في جنة من نور؟ إنه وداع ثقيل على النفس، يشبه وداع الأحبة، لكنه أشد، لأن المودَّع هنا ليس مجرد أيام، بل هو موسم نفيس من الرحمات والبركات، موسم تتمنى النفس لو أنها تستطيع إيقاف عقارب الزمن عنده، فتظل تتنفس نوره إلى الأبد. إنه شعور المهاجر الذي وجد واحة ظليلة في وسط صحراء محرقة، ثم أٌمر بالرحيل عنها، فتأخذه الرهبة والحسرة: كيف سيواصل رحلته دونها؟ لكنه يعلم أن الله أكرمه بهذه الاستراحة ليكمل طريقه بقوة، فلا يكون رمضان لحظة عابرة؛ بل محطة تُمده بالزاد طوال العام.

هنيئًا لمن غادره رمضان وقلبه عامر بالإيمان، وروحه متمسكة بطريق الطاعة، وجوارحه ممتلئة بعهدٍ مع الله، عهد لا ينقضي بانقضاء الشهر؛ بل يستمر حتى اللقاء به سبحانه. فمن وُفِّق للطاعة في شهر رمضان، فعليه ألا يتوقف؛ بل يجعل من كل يومٍ بعده رمضانًا جديدًا، فالطريق إلى الله لا يُغلق بانتهاء موسم؛ بل هو ممتد ما دامت الأنفاس تتردد في الصدور.هنيئًا لمن صام وقام وأحسن العمل.. وهنيئًا لمن جعل من رمضان نقطة انطلاق لا محطة توقف.

وداعًا رمضان.. لكن أثرك في قلوبنا باقٍ إلى الأبد.

مقالات مشابهة

  • كيفية الثبات على الطاعة بعد رمضان وعلامات قبولها
  • تأكيد الاعتدال وذم الغلو والتشدد.. أبرز ما ورد في خطبة عيد الفطر
  • موعد مسلسل سيد الناس الحلقة 30 والأخيرة.. «وعد تسلم الجباس للجارحي»
  • الجارحي يصل لقاتل ابنه.. ملخص أحداث مسلسل سيد الناس الحلقة 29
  • انقضاء شهر رمضان.. لا يعني خلع ثياب الوقار 
  • مسلسل سيد الناس ملخص الحلقة 28.. «الجارحي يعرف والدته وظهور قاتل أدهم»
  • رمضان.. بين فرحة الطاعة وهيبة الفراق
  • بعد كشف هوية قاتل أدهم.. موعد عرض مسلسل سيد الناس الحلقة 29
  • أزهري: القيم الدينية جاءت لتوحيد الصف.. مصر خير دليل
  • مفتي الجمهورية: حماية البيئة واجب ديني وأخلاقي على كل مسلم