موقع النيلين:
2025-01-03@04:22:42 GMT

عادل الباز: شفيع.. شفيع ياراجل!!

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

1 كان ولا يزال د. الشفيع خضر محل تقدير واحترام، وكنت أعتبره من العقلاء الذين يمكنهم المساهمة في لجم خطاب الكراهية وعقلنة ساحة انفلت عقلها، ولكن خاب ظني، فإذا بالشفيع ينضم للقطيع، مردداً نفس الأفكار واللغة، لم تعنه تجربته ولا علمه في إحسان تقديراته السياسية.
2
توقفت هذا الأسبوع عند مقال د. الشفيع الأخير يوم 15 أغسطس بصحيفة القدس العربي (حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان)، والتي استعرض فيها وقائع ندوة إسفيرية ضمت مجموعة من القيادات السياسية وقيادات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة، وهي كما قال (جلسة حوار حول جهود الوساطة الدولية والإقليمية لوقف الحرب في السودان).


بدا لي من سرده أن تلك المجموعة من ذات فصيلة قطيع (تقدم) التي انضم إليه د. الشفيع، ولا أقول القطيع شتيمة، ولكن ما كتبه د. الشفيع عما دار في الندوة هو ذات المقولات التي طرحت من قبل واستُهلكت وفقدت صلاحيتها، وهي ذات المقولات التي ظلت ترددها قطعان (تقدم) وقحت قبلها، فكل من يرددها شكلاً ومضموناً هو فرد من القطيع، عقله في أذنيه، وإن ادعى الاستقلالية، فتلك قشرة وبس!!
3
ماذا قال المشاركون في الندوة؟، ثلاثة نقاط استوقفتني أولها (لا يمكن الوصول لوقف إطلاق النار بدون توافق هذه القوى على رؤية، أو إعلان مبادئ لأسس إنهاء الحرب، تخاطب جذور الأزمة السودانية، وتجيب على الأسئلة المرتبطة بمستقبل قوات الدعم السريع، وقيادة القوات المسلحة الحالية، والمحاسبة على جريمة إشعال الحرب وما تبعها من انتهاكات).
ما الجديد هنا الذي يستحق إيراده في مقال كتبه مثقف ومفكر “وليس تقريراً لصحافي مسطح؟”، ألف مرة سمعنا هذه الألحان البايخة.. لماذا لا تنتج هذه القوى المدنية التي تدلق هذا الهراء على مسامعنا رؤيةً لوقف إطلاق النار وقد مضى أكثر من عام على الحرب؟ ولماذا لا تجيب على الأسئلة المرتبطة بقوات الدعم السريع والجيش؟
منذ التغيير، عجزت هذه القوى المدنية عن الإجابة على أي سؤال جوهري في الحياة السياسية السودانية ولا يزال كُتابها يُصدعون رؤوسنا بـ(المفروض) أن يكون.. كذا وكذا.. طيب ما تعملوا المفروض يكون ده!! أم هو “كلام ساكت” للاستهلاك، إذا كانت تلك القوى عاجزة عن الوصول لرؤية موحدة حول كل القضايا المصيرية فكيف تريد أن تحكم؟ ولقد رأينا ما فعلت بنا تلك القوى حين حكمت خلال شلة المزرعة، بلا رؤية ولا هدى ولا كتاب مبين!
4
في الندوة الإسفيرية إياها (أشاد المشاركون بتأسيس التحالف الدولي لمتابعة تحقيق السلام وإنقاذ الشعب السوداني، عقب محادثات جنيف الأخيرة، ودعوا إلى تعزيزها وإحكام التنسيق بين مكوناتها وتوسيعها بإضافة أطراف دولية وإقليمية إليها الترويكا والإيقاد والاتحاد الأوروبي).
هسع شوف الجماعة ديل أشادوا بتحالف (إنقاذ الأرواح والسلام)، وهو تحالف لتسعير الحرب لا لصناعة السلام، وهو التحالف الذي تجاوزهم هم أنفسهم كقوى مدنية، والسبب في هذا الترحيب هو أن هذا التحالف جنجويدى الهوى وضد الحكومة السودانية، ومتآمر عليها، وقد وضح ذلك في مؤتمر جنيف، وفي مؤتمر حقوق الإنسان الذي انعقد الأسبوع الماضي بجنيف نفسها.. يحاول تحالف إزهاق الأرواح فرض شروطه على الحكومة وهيهات. ولم يكتفِ الإسفيريون بالترحيب بذلك التحالف بل دعوه لضم الإيقاد والاتحاد الأوروبي والترويكا وكلها كيانات داعمة للجنجويد!!
نفس موقف (تقدم) استلفته قوى مدنية إسفيرية إدعت الاستقلالية ومعها د. الشفيع الذي عجز أن ينتج خطاباً سياسياً يخصه، ورفض الالتحاق ب (تقدم)، ولكن في نفس الوقت يعزف نفس ألحانها.. يحيرني د. الشفيع وهو حالة تستحق الدراسة، فهو خائف يرتجف من حزبه القديم، ويمكنه ان ينتقد كل شى إلا (الشيوعي)، ولكنه يصب جام غضبه على الإسلاميين، وهو خارج (تقدم)، ويتزلف لها ويعتنق مقولاتها، هو صديق البريطانيين وعينه على الأمريكان، يبذل نصائحه للبرهان وهو ضد العسكر، لا يريد يغضب الإمارات ومابيجيب سيرتها، ويسعى حثيثا لإرضاء المصريين بل ويصبح عراب مؤتمرهم الاخير، الأعجب أن د. الشفيع في اللقاءات الخاصة يتحدث عن الإسلاميين وضرورة تجاوز الإقصاء وحالة الاستقطاب الحاد، وهو لسان غير الذي ينطق به علنا.. وتلك آفة بعض النخب التي تتصدى للعمل السياسي، تفتقر دائما للاستقامة، والشجاعة في الجهر بمواقفها لانها تخشى ردة فعل القطيع عليها.. غايتو حالة د. الشفيع تحير وتحنن.
5
أها تعال شوف الكلام المجاني ده: (المحافظة على وحدة البلاد ضمن نظام فيدرالي ديمقراطي يعبّر عن التعدد والتنوع، وبناء جيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي، وتفكيك البنية الشمولية لنظام الإنقاذ، وأن تتسم العملية السياسية بالشمول ولا تستثني سوى حزب المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته).
شنو الجديد في الموضوع ده يستحق أن تعقد له ندوة فى الأسافير؟ ده مش ياهو ذاتو نفس الكلام الملان كلام فارغ الذي كانوا يرددونه منذ ما قبل التغيير.. إذن ماذا فعلتم لنراه واقعاً عياناً بياناً.؟ شفنا إدارتكم للبلد وللاقتصاد الذي سلمتموهو صرة في خيط لحميدتي في وجود المؤسس الخبير وعالم الاقتصاد البدوي!!
6
وبعدين شوف الهراء ده.. قال ليك: (وأن تتسم العملية السياسية بالشمول ولا تستثني سوى حزب المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته).. طيب مش ده هو الإطاري ذاتو وبفكرة الإقصاء التي فجرت الحرب؟ لم تستفد القوى المدنية من تجاربها، كأن الحرب لم تقم وكأن السودان لم يُدمر تحت سقف هذه الفكرة الخبيثة والمدمرة!!
د. الشفيع خضر لم يعتبر بما فعل الإقصاء تاريخياً بالسودان، يعلم د. الشفيع علم اليقين أن القوى المدنية حاولت في ستينيات القرن الماضي إقصاء الحزب الشيوعي فجاء انقلاب مايو، وقاده حزب د. الشفيع نفسه، الانقلاب الذي أعدم قادة الحزب المنقلب ومن ضمنهم الزعيم العمالي الكبير الشفيع أحمد الشيخ.. فهل من معتبر؟
حاولت مرة أخرى القوى المدنية إقصاء الجبهة الإسلامية في الثمانينيات فوقع انقلاب الانقاذ، حاولت قوى الحرية والتغيير بعد التغيير إقصاء كل الساحة السياسية عبر الإطاري فوقعت الحرب؟ كل ذلك التاريخ لم يخرج منه سياسي ومثقف مثل د. الشفيع بأي عبرة؟ عجييب ياخي!! جاء هو الآن ورهطه ليكرروا ذات الحماقات التي ظلت ترتكبها القوى السياسية المختلفة في كل منعطف تاريخي!! عجبي.
7
أخيراً، إضحك مع د. الشفيع وشلة المنتدين في الأسافير الذين ينفقون الوقت في دلق الهراء ويطالبون بالعودة للمسار المدني الديمقراطي مسار ثورة ديسمبر!! هو كان أصلاً في مسار مدني ديمقراطي يا د. الشفيع؟ومتى؟ حين كانت لجنة التمكين تعتقل الناس حد الموت وتصادر أموالهم وأملاكهم من دون أي تهم أو أحكام قضائية، أم حين كان الناس يُجلدون في “قرطبة” ويُمنعون حتى من الإفطارات في الساحات العامة؟ وقتها كان الديمقراطيون الكذبة أصحاب الادعاءات الكبيرة والضمائر الصغيرة مصابين بـ “هاء السكت” بينما اختفى المتشدقون ناس “الحرية لنا ولسوانا” مع تحياتي لـ د.النور حمد.. (جاييك يادكتور.. ما ناسيك والله.. دائماً في بالي)، متى كان ذلك المسار الديمقراطي المدني يا دكتور الشفيع؟ حين كان حميدتي الحاكم بأمره ورئيس اللجنة الاقتصادية، ياخي سيبك من الادعاءات السخيفة دي فهي لاتليق بك!!
8
يا أهل الكهف الإسفيري، الاحتيال بمسار ديمقراطي وتزييف الواقع بعملة الثورة القديمة للتكسب السياسي مجرد كلام فارغ، العملة دي انتهت ولم تعد تشتري بصلة في سوق السياسة، الزمن اتغير يا هولاكو، أي والله اتغير يا شُلل المزارع والأسافير.. قال شنو.. العودة لمسار مدني ديمقراطي!! شفيع يا راجل.. قول كلام غير ده.. ما قالوا عليك مفكر.. نان وينها النباهة الفكرية أم انها ضاعت وسط غثاء القطيع؟؟

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوى المدنیة

إقرأ أيضاً:

قناة تكشف العقبة الرئيسية التي تعيق تقدم مفاوضات صفقة التبادل

كشفت قناة "كان" العبرية، صباح اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024، عن العقبة الرئيسية التي تعيق تقدم المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة التبادل.

وزعمت القناة نقلاً عن مصادر، بأن "حركة حماس ترفض الإفراج عن 12 مختطفا ومختطفة إسرائيليين وتطالب بدلاً من ذلك بإعادة 12 جثة لمختطفين".

وتابعت "حتى الآن، قدمت إسرائيل لحماس قائمة تضم 34 أسيرًا كجزء من الاتفاق المقترح. وقد وافقت حماس على 22 اسمًا من القائمة، لكنها طلبت استبدال الـ12 المتبقين بجثث مختطفين".

وأضافت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض إدراج جثث المختطفين ضمن القائمة".

وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أمس، أن جيش الاحتلال سيعود للقتال في غزة ، حتى إذا تمّ التوصّل لاتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال نتنياهو بحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية 12، خلال مشاورات بشأن اتفاق تبادل أسرى، أُجريت في الأسبوع الماضي، إنه "إذا كان هناك صفقة (اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادُل أسرى)، وأنا أرجو أن تتمّ؛ إسرائيل ستعود للقتال بعدها".

وأضاف نتنياهو أنه "ليس هناك طعم (جدوى)، لإخفاء هذا الأمر".

وذكر أن استئناف القتال بعد الاتفاق، يأتي "لاستكمال (تحقيق) أهداف الحرب"؛ وهي الحجّة الذي ما انفكّ نتنياهو يكرّرها، كلّما كان هناك احتمال للتوصّل لاتفاق تبادُل أسرى، ووقف لإطلاق النار.

وعَدّ نتنياهو أن موقفه هذا، "لا يُحبِط صفقة، بل إنّه يشجّعها"، علما بأن حركة حماس، لطالما شدّدت على أنها لن تقبل باتفاق، لن يضمن وقف الحرب على غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيليّ من القطاع.

وأوردت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة ("كان 11")، أن مقرّبين من نتنياهو قالوا، إنه "حتى لو كان هناك اتفاق، فإن إسرائيل ستعود للقتال، لإكمال أهداف الحرب".

وذكرت القناة الإسرائيلية 12، أن مصادر في الوفد الإسرائيلي المفاوض، يخشون من أن تضرّ أقوال نتنياهو بالاتفاق المحتمَل.

ونقلت القناة عن مصادر أميركيّة، لم تسمّها، أنه "يمكن التوصل لصفقة، قبل تولّي (الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد) ترامب، منصبه".

وكان القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، قد ذكر، الجمعة الماضي، أن إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار الكامل والانسحاب من قطاع غزة، وتستمرّ في تغيير المعايير والأسماء المتعلقة بملف الأسرى، ما يعرقل التوصل لاتفاق ينهي الحرب.

وأكد حمدان أن "الاحتلال الإسرائيلي قبل 3 أيام من جولات المفاوضات، يرفض وقف إطلاق النار بشكل كامل، والانسحاب من غزة"، كما ورفض "تقديم تعريف واضح للانسحاب أو خرائط".

وأشار حمدان إلى أن حركة حماس "طرحت مبادرة شاملة تتضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل، وعملية تبادل الأسرى كحزمة واحدة، إلا أن إسرائيل رفضت هذه المبادرة"، مضيفا أن حماس "معنية بحماية الشعب الفلسطيني ووقف المجازر، لكن إسرائيل مستمرة في الإبادة بغطاء أميركي، ممثلا بإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونأمل أن لا يكون هذا مزاج إدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب".

ويأتي هذا التصريح على خلاف مطلب حماس المستمر بأن تنفيذ الصفقة مشروط بوقف الحرب بشكل كامل.

وتسعى كل من مصر وقطر إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل وحماس لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة التبادل، في محاولة لحل الخلافات القائمة بين الطرفين.

المصدر : وكالة سوا - هيئة البث الإسرائيلية "مكان"

مقالات مشابهة

  • الدائرة الواحدة أم الدوائر المتعددة؟ صراع المصالح يشعل الساحة السياسية
  • جرف الصخر.. اختبار جديد لميزان القوى السياسية في العراق
  • إعلام إسرائيلي: “الجيش” يعاني نقصا في “القوى البشرية”
  • الكشف عن الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة
  • تحليل شامل لمبادرات وقف الحرب في السودان ومواقف الأجنحة السياسية
  • حصاد 2024.. أجمل الكتب التي بقيت راسخة في ذاكرة المبدعين
  • آفاق السلام في السودان: نافذة مغلقة في غياب الإرادة والأمل
  • حزب المؤتمر يؤكد دعمه للقيادة السياسية في كافة القرارات التي تتخذها لصالح الوطن
  • نيجيرفان بارزاني يدعو القوى السياسية في كوردستان إلى تجاوز الخلافات
  • قناة تكشف العقبة الرئيسية التي تعيق تقدم مفاوضات صفقة التبادل