قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن إسرائيل نفذت الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الهجمات السيبرانية، في إشارة إلى تفجير أجهزة اتصالات لاسلكية في لبنان لليوم الثاني على التوالي.

وأوضح حنا -للجزيرة- أن إسرائيل نفذت هجوما مختلفا في العمق اللبناني وطال بيئة حزب الله وقاعدته الشعبية مما وضع الأخير في موقف حرج وفوضوي.

وأشار إلى أن نتنياهو وضع عودة المستوطنين إلى الشمال هدفا عسكريا "لذلك يكثف عملية الضغط العسكري على حزب الله بالتوازي مع المفاوضات السياسية، إضافة إلى إضعاف الحزب".

ونبه الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تريد ضرب كل مقومات حزب الله وصموده وقدرته على خوض حرب ناجعة بعدما استهدفت سابقا قيادات عسكرية ومواقع لوجستية، وصولا إلى المقاتلين والقاعدة الشعبية.

بدوره، يعتمد حزب الله منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "الهجوم التكتيكي والدفاع الإستراتيجي" -وفق حنا- الذي قال إن هذا الحزب يربط جبهة لبنان بحرب غزة ويريد تشكيل منظومة ردعية لتحذير إسرائيل من القدوم للبنان.

وخلص حنا إلى أن إسرائيل تريد ترك فرقة عسكرية في قطاع غزة وخفض القتال فيه مع التركيز على جبهة لبنان، بعدما أصبحت تسيطر حاليا على 26% من مساحة القطاع وهي المنطقة العازلة الحدودية ومحوري نتساريم وفيلادلفيا.

وختم الخبير الإستراتيجي حديثه بالقول إن إسرائيل عكفت تاريخيا على السيطرة الجغرافية والطبوغرافية والديموغرافية، مؤكدا أن رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار إلى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي تأتي في إطار التحذير من هذه السياسة.

وفي وقت سابق اليوم، قالت وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "مركز الثقل ينتقل شمالا ونحن في بداية مرحلة جديدة في الحرب" مشددا على أن مهمة إسرائيل تتمثل بإعادة مواطنيها إلى بلداتهم في الشمال.

وكشف غالانت عن نقل قوات وموارد باتجاه الجبهة الشمالية، مضيفا أن "الجيش يحقق إنجازات مشرفة وواضحة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى".

بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إنه "في كل مرحلة من مراحل الحرب سيدفع حزب الله ثمنا أكبر من الذي دفعه بالمرحلة السابقة" زاعما أن لدى إسرائيل "الكثير من القدرات التي لم نستخدمها بعد ونعمل على إعداد خطط للمضي قدما".

لعبة سياسية

وفي موضوع ذي صلة، قال الخبير العسكري إن وزير الدفاع الإسرائيلي استبق التفاهمات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب "اليمين الوطني" غدعون ساعر حيث أعلن غالانت قبوله علنا بالحرب مع لبنان لمواجهة نية نتنياهو إقالته وتعيين ساعر خلفا له.

وجاء حديث حنا ردا على ما أوردته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن نتنياهو ومساعديه أطلعوا ساعر على التطورات الأمنية بالشمال وغزة رغم افتقاره للتصريح الأمني اللازم بهدف "طمأنته بأن نتنياهو لا ينوي الانسحاب من الاتفاقات التي تم التوصل إليها".

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد أفادت الثلاثاء أن نتنياهو اتفق مع ساعر لتعيينه وزيرا للدفاع بدلا من غالانت، موضحة أن الاتفاق تم إبرامه وينتظر فقط القرار النهائي لنتنياهو بإقالة غالانت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن نتنیاهو حزب الله

إقرأ أيضاً:

رئيس مجموعة ضغط يحذر من خطر نتنياهو على مستقبل إسرائيل

أكدت تصريحات رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك" رونين بار، في إفادته أمام المحكمة العليا التي جاء فيها أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حاول تفعيل جهازه ضد المتظاهرين، بل طالبه بطاعته وليس المحكمة في حالة حدوث أزمة دستورية، أنها دليل قاطع يثبت مدى خطورته على مستقبل دولة الاحتلال.

وقال رئيس الفرع الاسرائيلي لمجموعة الضغط "جي ستريت" نداف تامير: إنه "في لقائهما الأخير في البيت الأبيض، جلس نتنياهو مُهانا بجانب الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن للعالم استئناف المحادثات مع إيران، وحينها أشاد بالرئيس التركي أردوغان، وكأنه يعلن أن ما هو جيد لإسرائيل لا يعني ما هو جيد لنتنياهو".


وأضاف تامير في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن نتنياهو يخشى تعميق التمييز بينه وبين دولة إسرائيل، رغم أنه منذ سنوات، يرى نفسه الملك "لويس نتنياهو" (لويس السادس عشر هو آخر ملوك فرنسا) وهي ذريعة يقوم من خلالها بالإضرار بالدولة برمّتها".

وأوضح أنه "في كل مرة يحاول فيها نتنياهو تعريف نفسه بالدولة، والعكس صحيح، يأتي ترامب بدبّوس حادّ ويفجر على الفور بالون أنا الدولة، الذي أطلقه نتنياهو، ولم يكن الأمر يحتاج سوى طفل واحد ليصرخ بأن "الملك عارٍ"، لكن الدعوة في هذه الحالة لم تأتِ من طفل، بل من رئيس الولايات المتحدة، الذي نقل رسالة دقيقة للعالم أجمع: أن نكون جيدين مع إسرائيل لا يعني بالضرورة الاستماع لنتنياهو، وغالبا ما يكون العكس".

وذكر أنه "ليس سهلا الاعتراف بأن ترامب الذي يفتقر للقيم الإنسانية على حق، لكن مناسب الآن أن يصل نداءه لكل من لم يدركوا بعد أن نتنياهو يتصرف في كثير من الأحيان بطريقة تتعارض مع مصالح الدولة، ومن أجل اعتباراته الشخصية والسياسية، يقود سياسة حرب لا نهاية لها تخدم حكومته على حساب أمن الدولة، وعلى حساب حرية المخطوفين، وربما حتى على حساب حياتهم، ولنفس الأسباب التي تؤدي لتآكل الأسس التي بنيت عليها الدولة، فإنه يسحق نظامها السياسي، ويقاتل "حرّاس البوابة" لإخراج نفسه ورفاقه من السجن".


وأشار إلى أن "ترامب أثبت أنه تعلم درس نتنياهو، على أمل استمراره بالتمسك بهذه الرؤية الحيوية، والآن جاء دور المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وحول العالم، وكثيرين غيرهم في المجتمع الدولي، الأصدقاء الحقيقيين لإسرائيل كي يفهموا أن من يقودها رجل يتعارض مساره مع مسار الدولة، ويحرفها عن مصالحها الأساسية، وبالتالي يُعرّضها لخطر داهم وكبير، ولذلك فإن دعمها الحقيقي لا يعني دعمه، بل معارضته، وتعزيز البدائل لسياساته،ـ سواء فيما يتصل بإيران، أو إنهاء الحرب وإعادة الرهائن، أو ترويج بديل فلسطيني لحكم حماس في غزة، كأساس لتسوية سياسية شاملة تقوم على تطبيق حل الدولتين".

وختم بالقول إن "كل هذه الأهداف تتجه الآن نحو اتجاه واحد، وهو الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي يقوده نتنياهو، وتظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين أدركوا مدى الضرر الذي يسببه لهم وللدولة، والآن جاء دور أنصارها حول العالم للوقوف بجانبها، وليس بجانب زعيم فاسد حوّل الدولة أداة لخدمة مصالحه الشخصية ومصالح عائلته".

مقالات مشابهة

  • غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
  • إسرائيل تهدد الشرع برد "خطير" إذا استمر استهداف الدروز
  • خبير إسرائيلي: نتنياهو يستخدم الدروز بسوريا أداة للهجوم السياسي وليس لحمايتهم
  • الرئيس عون: سننقل لبنان إلى مكان آخر ولا خيار سوى القنوات الديبلوماسية لوقف الهجمات الاسرائيلية والدولة تحمي حزب الله
  • الحوثيين: استهدفنا الحاملة الأمريكية فنسون بطائرات مسيرة
  • إسرائيل تشن هجوما على صحنايا بدمشق بدعوى حماية الدروز
  • إسرائيل.. ظرف مشبوه يصل إلى مكتب نتنياهو
  • تحذير عسكري نادر.. 18 مسؤولا إسرائيليا يتهمون نتنياهو بدفع البلاد نحو الهاوية
  • إسرائيل.. موكب نتنياهو يتعرض لحادث سير في القدس
  • رئيس مجموعة ضغط يحذر من خطر نتنياهو على مستقبل إسرائيل