المرأة اليمنية تحيي المناسبة بالمجالس الدينية وحلقات الذكر في البيوت والمساجد والاجتماعات النسوية

الثورة / رجاء عاطف – أمل الجندي

ذكرى المولد النبوي الشريف، مناسبة عظيمة يقدسها كل اليمنيين ويحتفلون بها ويعظمونها أيما تعظيم، كيف لا وهي ذكرى مولد خير البرية وخير من وطأ الثرى سيد الخلق أجمعين منذ أن خلق الله الأرض حتى يرثها.

. هكذا بدأت أمة الإله حجر – ناشطة ثقافية وتربوية، حديثها عن إحياء ذكرى مولد رسول الله في المجالس النسائية، حيث أشارت إلى أن من عادة النساء في بلدنا الحبيب أنهى يقُمن بالاحتفال بمولد سيد البشرية في كل أيام السنة وليس في شهر ربيع فقط بل يقام في كل مناسبة فيها فرح واستبشار.
وأضافت أنه حينما يكون لدى العائلة أي مناسبة (عرس أو مولود جديد) يحتفلون بالمولد وتأتي النشادة ويجهز لها مكان خاص بها مميز غير كل الحاضرات وتسمى تلك النشادة سيدتنا تقديرا لها على ما تقوم به من إحياء مولد رسول الله صلوات الله عليه وآله وتنشد الأناشيد وتذكر سيرته العطرة.
مجالس نسوية
تواصل أمة الإله حجر حديثها قائلة: إن مجالس النساء في بلادنا تكون معطرة بذكر رسول الله صلوات الله عليه وآله طوال أيام السنة …أما في شهر ربيع فالمناسبة تكون اكبر وأعظم، فنساء اليمن يفتحن المجالس للنساء خاصة في شهر ربيع، فمن عليها نذر أو نية بأن يصلح الله أولادها أو يقضي حاجة في نفسها تأتي بالنشادة وتدعو نساء الحي وأقاربها لحضور المجلس وهذا المولد النبوي ترش فيه العطور والعود والبخور وماء الورد، ليعبق المجلس بالذكر الحكيم والصلاة على رسول الله صلوات الله عليه وآله طوال المجلس مع ذكر سيرته العطرة .
وقالت حجر: إن تفاعل النساء اليمنيات العظيمات في إقامة المولد النبوي الشريف في ازدياد والجميع يتسابق وذلك لقداسة وعظمة هذه المناسبة فتتزين المجالس النسائية لاستقبال يوم المولد النبوي ومن لديها القدرة تقوم بتوزيع الحلوى والمسابح والبخور أو تقديم بعض الهدايا الرمزية لضيفات هذه المجالس لأنهن يعتبرن ضيفات رسول الله وقد جئن ولبين الدعوة محبة وقربة لرسول الله صلوات الله عليه وآله .
قدوة حسنة
ومن جانبها أوضحت أمة الرحمن محمد الحاكم – ناشطة ثقافية أنه بعد غياب طويل وممنهج من عملاء أمريكا لشخصية عظيمة وقدوة حسنة بشهادة كتاب الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا)، ظهر من جديد سيد الأولين والآخرين إلى محبيه، من قال عنهم ومدحهم بأنهم أهل الإيمان والحكمة، ظهر من جديد هذا النور الإلهي لصنع المتغيرات العظيمة التي أرادها الله لعباده المتقين، ظهر دين رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم وتجسد ذلك في بلادنا اليمن قولا وعملا.
وقالت الحاكم إن جئت إلى الاقتداء، فأهل اليمن أول من اقتدى برسول الله في جهاده وتضحياته وعطائه وصبره وعنفوانه.. اليمنيون عندما يحيون هذا المولد العظيم، فإنهم قد أحيوه أولا في مواقفهم التي زلزلت قوى الشرك والطاغوت بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت عمق قلب العدو فجعلته يتراجع آلاف الخطوات إلى الوراء.
استقبال ضيوف رسول الله
وأكدت الحاكم أن المرأة اليمنية تُعد الداعم الأول والسند الحقيقي، بل تعتبر جبهة للتصدي لقوى الكفر والطاغوت، ونشاهد ذلك – حسب أمة الرحمن محمد الحاكم – في عدة مجالات واهمها إحياء هذه الذكرى العظيمة، فكل عام نرى تواجدها يزداد أكثر من الأعوام السابقة وتزداد بذلك استبصارا وتنويرا ويقينا أنها في طريق يرضاه الله ويحبه.. تقول: نشاهد الفتيات الصغار وهن يستبشرن بهذه المناسبة وأصبح الحال يتكلم عن نفسه بلبس القبعات والفساتين والأشياء ذات اللون الأخضر الذي يدلل على هذه المناسبة ونرى الفرح باد على وجوه الصغار، ولا ننسى أن هناك من الإحسان وتذكر الفقراء الجزء الكبير وكل هذا اقتداء بسيد المناسبة عليه وآله افضل الصلاة والتسليم.
أقدس مناسبة
فيما قالت أنيسة زايد – ناشطة ثقافية: إن أرض اليمن تشهد أعظم وأقدس مناسبة على وجه الأرض مناسبة لا مثيل لها تعلن فيها نساء اليمن تجديد الولاء لمن أنار له الكون مشرقا ومغربا محمد صلى الله عليه وآله وسلم محبة وإعزازا وتقديسا وتعظيما وتوقيرا لطبيب القلوب وروح الأرواح محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وتابعت زايد : تحيي اليمنيات هذه المناسبة عرفانا بالنعمة وشكرا لله وامتثالا لأمر الله عندما قال: ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون))، وأضافت أن الفرح بمولده صلى الله عليه وآله وسلم له مظاهر عديدة عند أهل اليمن خاصة حيث تكاد لا تمر من شارع أو محل أو مول أو منزل إلا وكلٌ يعبَّر عن حبه للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، منهم من يعلق اللوحات القماشية الخضراء والبيضاء ومنهم من يعلق المصابيح الخضراء بطرق إبداعية وتشكيلة رائعة مكتوبة باسم محمد يتلألأ ليلا لينير الظلمة ويبهج ويسر الناظرين، فترتفع الأصوات بالصلاة على محمد وآله ويهتف الكل صغارا وكبارا بـ (لبيك يا رسول الله).
مظاهر الفرح
وأكدت أنيسه على أن الشعب اليمني العظيم تميز بالاحتفال بهذه المناسبة بطريقة استثنائية حتى أنهم أقاموا المسابقات والندوات وأعمال البر والإحسان للمستضعفين وكان للمرأة دور كبير جدا في هذا المجال، وكذلك الزيارات الميدانية لأسر الشهداء والجرحى والمرابطين اقتداء بسيد المناسبة وعظمته، من قال فيه الله ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة))، خاصة ونحن نعيش مظلومية أهل غزة في صبرهم وثباتهم مقابل إجرام الكيان الصهيوني تجاه الأطفال والنساء والوحشية الرهيبة لإبادة شعب كامل لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
وزادت بالقول: إن هذه المناسبة تعطينا كثير من الدروس والعبر لتكون مرآة تتجسد في واقعنا، ونحن بحاجة اليوم أن نظهر عظمة هذه المناسبة بكل قوة وفي جميع بقاع الأرض تصديا لقوى الشر والطغيان وخصوصا لما يتعرض له رسول الله والمقدسات الإسلامية من اغتصابات وانتهاكات وحرق للمصحف الشريف، كما نحتاج إلى إظهار رسول الله وصاحب هذه المناسبة، بما يليق بعظمته تصديا لما يظهره الأعداء من إساءات يستنقصون من مكانة محمد صلى الله عليه وآله في القلوب.. وإظهار المحبة له فيه إغاظة لأعداء الله وأجر كبير، واعتبره الله عملاً صالحاً ((ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عملاً صالحاً)).
تفاعل سنوي مميز
من جانبها تقول تهاني شماخ – ناشطة ثقافية: يعتبر إحياء هذه المناسبة مهم جدا لكل فئات المجتمع في تأثيرها على الروح الإيمانية والطاقة التنويرية في نفوس الناس جميعا، حيث أصبح المجتمع النسائي يزيد من انتشار النور الإلهي في أعماق نفوس الحاضرات، مما يعزز حالة الارتباط الحقيقي بالحبيب المصطفى واتخاذه قدوة حسنة تتبع في كل المجالات الإنسانية العبادية والمعاملاتية والسلوكيات الحسنة والأخلاقيات الفاضلة بل يزداد الوعي والبصيرة والتأثر الفعلي بحياة وحركة سيد الخلق ومحاولة تجسيدها في واقع حياة كل من تحضر المجالس النسوية وتستمع لزكاء واستقامة ذلك النور تلك الرحمة المهداة للعالمين من الله.. فالاستزادة بالهدى والاقتداء من سيرته العطرة يوصل إلى مستوى إيماني وأخلاقي عالٍ وتغرس كثير من القيم الفاضلة في النفوس.
وأوصت شماخ بالحضور لهذه المجالس كونها تؤثر فعليا وعمليا في نظام الحياة والروح المعنوية للوصول للارتقاء الإيماني والأخلاقي والمبدئي والقيمي وهذا يجعل الحياة أكثر نورا وسكينة وطمأنينة وسعادة ورضا..
تفاعل قوي
وعن التفاعل بهذه المناسبة، أكدت شماخ أن التفاعل قوي ممتاز وكل سنة يكون أوسع وأفضل من السنة السابقة، بل إن هذا العام أصبح في كل حارة أكثر من 5 مجالس للمولد النبوي، بالإضافة إلى فعاليات في كل المدارس للبنات وكل فصل يقيم إذاعة خاصة ليوم محدد وأصبح كل فصل وكل مجلس يحاول أن يبدع ويتميز في الأنشطة التي تقام لإحياء هذه المناسبة، وهذه نعمة عظيمة حتى نتعرف على من نحبه ونقتدي به من هو معلمنا ومرشدنا وهادينا معرفة حقيقية، معرفة تجعلنا وتجعل أبناءنا وبناتنا أكثر تعلقا وحبا وإعجابا وتطلعا بالنموذج الأرقى والأسمى.
بركة الانتصارات بمولده
وتوافقها الرأي أمة الوهاب السبسب – تربوية وناشطة ثقافية، في أن التفاعل في المجالس النسائية كبير ومستمر، في الاحتفالات وإقامة المولد النبوي الشريف وتعظيم صاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذه المجالس في تزايد مستمر كل عام لما لهذه الذكرى والمناسبة من فضل عظيم وأهمية كبيرة لأننا نحيا بجهاده وثباته وصبره، وأيضا نحيا بأخلاقه العظيمة وعزته وكرامته ونحيا بكرمه وإحسانه نحيا بوحدتنا لأنه يجمعنا، نحيا بعظيمه ونفوز ونفلح، نحيا بإحياء مولده لنغيظ أعداءه ونحيا بالانتصارات ببركة مولده والارتباط به ونحيا بإصلاح واقعنا بالعبودية أو بالعودة إليه..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل بر الوالدين يمحو الذنوب ولو كثيرة .. الإفتاء توضح

ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال صفحة التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، سؤال يقول: هل بر الوالدين يكفر الذنوب؟


وقالت الدار في إجابتها عن السؤال إنه قد ورد في السنة المطهرة أحاديث كثيرة تدل على أن الذنوب تكفر ببعض الأعمال الصالحة، كالحج المبرور، وبر الوالدين، وقيام ليلة القدر.. إلخ.

وبينت دار الإفتاء خلال إجابتها على سؤال هل بر الوالدين يكفر الذنوب؟: من هذه الأحاديث الواردة في هذا الشأن؛ قول النبي ﷺ «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (متفق عليه). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ قال: «هل لك من أم؟» قال: لا. قال: «وهل لك من خالة؟» قال: نعم. قال: «فبرها» (رواه الترمذي).

وشددت على أن الظاهر من عموم المغفرة في الأحاديث السابقة شمولها لجميع الذنوب، مستطردة: “ينبغي على الإنسان أن لا يغتر بهذه الفضيلة المذكورة فينهمك في المعاصي اتكالا على أنها يكفرها بر الوالدين -وغيره من الأعمال الصالحة-، دون الندم والاستغفار والتوبة إذ أنه لا شك أن هذه الفضيلة لا يستحقها إلا من قام بالعمل على أكمل وجه”.

باب بر الوالدين

قال الشيخ أحمد الصباغ من علماء الأزهر إن باب بر الوالدين حتى بعد وفاتهما ما يزال مفتوحا، حيث جاء رجل من بني سلمة لرسول الله فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال: "نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث لمن كان يبر والديه في حياتهما، ولمن لم يكن يبرهما.

أي يجب على الشخص حتى بعد ممات والديه أن يدعو لهما ويستغفر لهما وينفذ الوصايا الخاصة به، ويبر الشخص أصدقاء والديهما، وذلك من أعلى أنواع البر وخاصة الصالحين منهم.

قضية البر لا تنتهي

قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن قضية البر لا تنتهي بانتهاء حياة الأب والأم، معقبا: "بر الآباء والأمهات أثناء حياتهم فرض على المسلم".

وأضاف خلال حواره ببرنامج "بنت البلد" المذاع على قناة "صدى البلد2" تقديم الإعلامية "نشوى مصطفى"،: "الإنسان البار الحقيقي هو البار بوالديه أثناء حياتهم وبعد مماتهم"، مردفا: "الصدقة فضل كبير لمن ينفقها لوجه الله عز وجل".
وأشار إلى أن الفقر بعد البخل مباشرة، والغنى بعد الجود مباشرة، مؤكدا أن "البعض يغفل عن فضل الصدقة وإخراج المال، وإذا أراد الإنسان أن يحقق الله له ما يريد أو ضاق عليه أمر فى حياته فعليه أن يتصدق، حيث إن الصدقة مفتاح لفك الضيق والكرب".

وأوضح:"التجارة مع الله تجارة رابحة وليس بها أي خسارة"، لافتا إلى أن: "أي تجارة في الدنيا معرضة للخسارة والربح إلا التجارة مع الله، فيها مكاسب كثيرة ومضاعفة".

مقالات مشابهة

  • هل بر الوالدين يمحو الذنوب ولو كثيرة .. الإفتاء توضح
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • ناشطات وثقافيات لـ”الثورة ” :اليوم العالمي للمرأة المسلمة إحياء للمبادئ والقيم والتي وأدها الأعداء بنشر فسادهم
  • 6 مواقف بكى فيها النبي محمد .. وسبب بكائه على أُمَّتِهِ
  • هل هي إشارة لضرورة تقنين “النقل الذكي”؟ الملك يدعو إلى تطوير قطاع النقل ومسايرة الثورة التكنولوجية قبل مونديال 2030
  • مستحبات الجمعة.. 10 سنن احرص عليها اليوم
  • ” الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
  • السيد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي لديه مخطط يطلق عليه “ممر داود” يهدف إلى التوغل داخل الأراضي السورية وصولاً إلى نهر الفرات
  • قائد الثورة: ما تقوم به “السلطة الفلسطينية” في جنين خطأ جسيم وخيانة عظمى
  • تعليم النماص يحتفي باليوم العالمي للغة العربية ٢٠٢٤