الغارديان: العنف ضد المسيحيين في مانيبور أنزل مودي إلى أسفل سافلين
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
استعرض تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية العنف المتصاعد ضد الأقلية المسيحية في ولاية مانيبور الهندية متهمة حكومة ناريندرا مودي بالتغاضي عن الانتهاكات التي ارتكبتها العصابات الهندوسية في الولاية.
وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان "النزاع في ولاية مانيبور أنزل مودي أسفل سافلين" أن المعارضة تأمل بتوعية الناخبين الهنود بفكرة أن رئيس الوزراء هو المسؤول عن موجة العنف تلك.
وتابعت: "خلال عقد من السلطة، اهتزت الهند بالشغب الطائفي والتظاهرات الحاشدة أو الغضب الشعبي ضد الجرائم الشائنة، لكن مودي تمسك بالصمت والتعالي على المشاكل، ولم يجب أبدا على أسئلة الصحافيين، وترك المهمة لرجاله وجيش من الذباب الإلكتروني، فالسياسة الإنتخابية بما فيها من دناءة هي للآخرين أمام مودي فهو "مسيح الفقراء"".
وأضافت أن العنف في ولاية مانيبور أجبر مودي على التنازل حيث ألقى خطابا أمام البرلمان محاولا تثبيت حكومته أمام خطة المعارضة لسحب الثقة منه حيث تتهم الحكومة بالفشل في إخماد أشهر من العنف في مانيبور، وهي ولاية على حدود ميانمار.
واستدركت الغارديان، "أن مودي نجح بتجاوز الأزمة خصوصا أن حزبه بهارتيا جاناتا لديه غالبية كبرى في البرلمان، إلا أن المعارضة تهدف إلى إجباره على الحديث عن مانيبور التي تشوه سمعة القديس التي صنعها لنفسه".
ومنذ أيار/مايو الماضي تحولت المواجهات بين الغالبية الهندوسية ميتي، والمسيحيين من إثنية كوكي، إلى ساحة حرب، ما أدى لإغلاق المدارس والمحال التجارية وتقييد الإنترنت ونشرت قوات الجيش الهندي بأوامر للقتل الفوري، بحسب الغارديان.
وأكدت الصحيفة، "أن مودي بقي صامتا خلال أشهر قتل فيها العشرات بمانيبور وتشرد الآلاف".
ونقلت الغارديان عن شوشانك سينغ، الزميل في مركز أبحاث السياسة بدلهي قوله: "كان خوف مودي الرئيسي من أن يربط بالفشل وتجنب الأمور التي لا تنعكس جيدا عليه وعلى حكومته ثم ظهر الشهر الماضي فيديو فظيع غير حسابات رئيس الحكومة".
وذكر سينغ، "أن المقطع المصور أظهر امرأتين من إثنية كوكي وقد جردتا من ملابسهما عاريتين وعرضتا على حشد من الرجال الذين تحرشوا بهما، كما وردت أخبار عن اغتصابهما على يد مجموعة من الرجال هددوهما بالقتل إذا لم تخلعا الملابس".
وتابع سينغ، "أن اللقطات انتشرت على منصات التواصل الإجتماعي الهندية، ومثلت صدمة للبلد الذي تعود على تجاهل العنف القريب من العاصمة في نيبال وبهوتان وبنغلاديش ودلهي."
من جانبه ذكر نيلانجان موختلوباديي مؤلف سيرة مودي: "لقد صدمت ضمير عدد كبير من الناس في البلد وفي قلب الهند، استطاع الناس رؤية أن هؤلاء الذين يعيشون في ولايات بعيدة هم لحم ودم"، بحسب الغارديان.
في المقابل تعهد رئيس الوزراء الهندي خلال بيان مقتضب بعد انتشار الفيديو، بجلب الجناة للعدالة بدون التعليق على العنف الذي تشهده ولاية مانيبور، مؤكدا أن "ما حدث للنساء في مانيبور لا يمكن غفرانه" وفق تقرير الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "المعارضة الهندية اتحدت بعد أسابيع من الحادثة وتجاوزت خلافاتها على أمل أن تنهي حكم مودي في الانتخابات المقبلة، وركزت في حملتها على العنف في مانيبور".
وأضافت "أن المعارضة استطاعت إجبار مودي على التعامل مع القضية حيث تحدث لمدة 93 دقيقة قبل أن يشير إلى انهيار النظام بالولاية".
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن المعارضة تأمل بأن يجبر ظهور مودي وتحمله مسؤولية المشكلة على فتح عقول الناخبين لفكرة أن رئيس الوزراء هو المسؤول عن أمور أخرى تثير قلقهم، بما فيها ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة البطالة وارتفاع معدلات العداء للمسلمين.
ونقلت الغارديان عن عاصم علي المحلل السياسي المقيم في دلهي قوله، إن "مانيبور أصبحت جزءا من السرد السياسي للمعارضة، كما أنها اختصار لتهور وعقم إدارة مودي".
وأضاف: "سواء نجحت هذه الإستراتيجية أم لا، هو أمر آخر، فلن يبدأ التصويت في الإنتخابات الوطنية إلا بعد سبعة أشهر حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن المعارضة تتفرق في الاستطلاعات".
وختم أن من الصعب على مودي الحديث عن الأمن في حملاته الإنتخابية في هذا الوقت بسبب الأزمة على الحدود مع الصين ولن يستطيع مرة أخرى الحديث في حملاته عن شعاره "آلة الحكم المزدوجة" بسبب ما حدث.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة مانيبور الهندية مودي الهند مودي مانيبور سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مانیبور
إقرأ أيضاً:
الغارديان تصف البابا فرانسيس بـالغريب الإصلاحي والحليف للتقدميين
في رسالته الأخيرة الأحد الماضي بمناسبة عيد الفصح المجيد، لم يَغْفُل البابا الراحل فرنسيس عن ذكر قطاع غزة والإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها بدعم أمريكي، قائلا "أدعو الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وتقديم المساعدات للشعب الجائع الذي يتطلع إلى مستقبل سلام".
وأضاف البابا حينها: "أمام قسوة الصراعات التي تشمل المدنيين العزّل، وتهاجم المدارس والمستشفيات والعاملين في المجال الإنساني، لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن ننسى أن الأهداف التي يتم استهدافها ليست أهدافاً، بل هي أشخاص لهم روح وكرامة".
وجاء في تقرير لصحيفة "الغارديان" أن كلمة البابا الأخيرة "جسّدت رحلته التي استمرت 12 عاماً على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وكان البابا خارج المؤسسة عندما اختارته لجنة الكرادلة في خلوة مغلقة، وأطلقت الدخان الأبيض عام 2013، لكنه لم ينسَ جذوره التقدمية ونشأته في الأرجنتين".
وأضاف التقرير "أعلن الكاردينال كيفن فاريل، أمين سر الفاتيكان: في تمام الساعة 7:35 من صباح اليوم، عاد أسقف روما، فرنسيس، إلى بيت الآب، بعد أن كرّس حياته كلها لخدمة الرب وكنيسته".
وعانى البابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر ناهز 88 عاماً، في الأسابيع الماضية من أزمة صحية حادة كادت تودي بحياته؛ إذ أُدخل إلى مستشفى جيميلي في 14 شباط/ فبراير بسبب التهاب رئوي مزدوج، وكان قد أُزيل جزء من إحدى رئتيه في شبابه.
وأمضى 38 يوماً في المستشفى، وهي أطول فترة إقامة له فيه خلال بابويته. وغادر المستشفى في 23 آذار/ مارس، وظهر علناً آخر مرة يوم الأحد، حيث ألقى كلمة موجزة أمام الحشود المتجمعة في ساحة القديس بطرس لحضور قداس عيد الفصح.
ولم يتخلّ البابا، بعد خروجه من المستشفى، عن مهامه، حيث غادر مقر إقامته في كاسا سانتا مارتا عدة مرات، وزار سجناء في سجن ريجينا كويلي في روما يوم الخميس، كما قام بزيارة مفاجئة إلى كاتدرائية القديس بطرس مرتدياً زياً عادياً قبل أسبوع.
وكان قد بَسّط في العام الماضي طقوس الجنازات البابوية. وقال سابقاً إنه أعدّ قبره في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في حي إسكويلينو في روما، حيث اعتاد الصلاة قبل وبعد رحلاته الخارجية.
وعادة ما يُدفن البابوات وسط ضجة كبيرة في الكهوف أسفل كاتدرائية القديس بطرس في مدينة الفاتيكان. ووسط الحزن الذي سيعم الكنيسة الكاثوليكية وأتباعها حول العالم، ستجتمع مؤسسة الفاتيكان للتشاور واختيار خليفته الـ268، حيث سيتدفق الكرادلة من أنحاء العالم لحضور خلوة سرية ومعقدة تعقد في دير سيستين، ويشارك فيها 138 من المؤهلين للتصويت.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن بعض المرشحين الذين تم تداول أسمائهم قبل وفاته هم ماتيو زوبي، الأسقف الإيطالي التقدمي، وبييترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، والأسقف الفلبيني لويس أنطونيو تاغلي.
وتوقع التقرير أن تؤدي وفاة البابا إلى زيادة التوتر داخل الكنيسة، حيث سيحاول المحافظون استعادة السيطرة من الإصلاحيين.
وخلال بابويته، كان فرنسيس – أول بابا يسوعي على الإطلاق – من أشد المدافعين عن الفقراء والمحرومين والمشردين، وناقداً لاذعاً لجشع الشركات وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
وانتقد في الفاتيكان الإسراف والامتيازات، داعياً قادة الكنيسة إلى التحلي بالتواضع. وقد أثارت آراؤه استياء عدد كبير من الكرادلة ومسؤولي الفاتيكان النافذين، الذين حاولوا في كثير من الأحيان إحباط جهوده لإصلاح المؤسسات العتيقة للكنيسة. لكن تعاطفه وإنسانيته أكسباه مكانة مرموقة لدى الملايين حول العالم.
انتُخب فرنسيس، المولود باسم خورخي ماريو بيرغوليو في بوينس آيرس، الأرجنتين، عام 1936، بابا للكنيسة الكاثوليكية في آذار/ مارس 2013. وأظهر على الفور أسلوبه المتواضع باستقلاله الحافلة بدلاً من السيارة البابوية إلى فندقه، حيث دفع فاتورته بنفسه قبل أن ينتقل إلى دار الضيافة في الفاتيكان، متجنباً الشقق البابوية الفخمة.
وفي أول ظهور إعلامي له، أعرب عن رغبته في "كنيسة فقيرة وكنيسة للفقراء". وركّز اهتمامه البابوي على الفقر وعدم المساواة، واصفاً الرأسمالية الجامحة بـ"روث الشيطان".
وبعد عامين من توليه البابوية، أصدر رسالة بابوية من 180 صفحة حول البيئة، مطالباً أغنى دول العالم بسداد "ديونها الاجتماعية الباهظة" للفقراء. وأعلن أن تغير المناخ هو "أحد التحديات الرئيسية التي تواجه البشرية في عصرنا". كما دعا للتعاطف والرحمة، وطالب بإظهار الكرم تجاه اللاجئين، مؤكداً على عدم استخدامهم "كبيادق على رقعة شطرنج الإنسانية".
وبعد زيارته لجزيرة ليسبوس اليونانية، عرض على 12 سورياً اللجوء في الفاتيكان. كما سلط الضوء على السجناء وضحايا العبودية الحديثة والاتجار بالبشر في نداءاته المتكررة للرحمة والعمل الاجتماعي.
وخلال فترة وجوده الأخيرة في المستشفى، واصل اتصالاته الهاتفية بكنيسة العائلة المقدسة في غزة، وهو إجراء روتيني ليلي منذ 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وكانت أكبر مشكلة واجهت البابا هي الانتهاكات الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية، حيث كان عليه مواجهة فضيحة تلو الأخرى، واتُّهِم من قبل الناجين وعائلات الضحايا بأنه فشل في فهم حجم الأزمة والانتهاكات، والحاجة الماسّة لاقتلاع جذورها ومنع التستر عليها.
وفي عام 2019، استدعى البابا فرنسيس أساقفة من جميع أنحاء العالم إلى روما لمناقشة الأزمة، وأصدر لاحقاً مرسوماً يُلزم الكهنة والراهبات بالإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية لسلطات الكنيسة، وضمان حماية المبلّغين عنها.
وكانت هذه خطوة مهمة نحو الاعتراف بمسؤولية الكنيسة عن تلك الفضائح، وتجاوزت الإجراءات التي اتخذها أسلافه.
واتبع البابا فرنسيس في مساره خطى مثاله البابا يوحنا الثالث والعشرين، الذي قال عشية افتتاح مجلس الفاتيكان الثاني عام 1962 إنه يريد "فتح نافذة لدخول بعض الهواء النقي".
وفي توبيخ لا يُنسى للخدمة المدنية في الفاتيكان، انتقد أول بابا غير أوروبي في العصر الحديث "مرض السلطة"، وهاجم بشدة من وصفهم بـ"المطلعين الذين يشعرون بأنهم أسياد القصر وأنهم متفوقون على الجميع وكل شيء".
وقال إن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بحاجة إلى "الخروج من ذاتها والتوجه إلى الأطراف"، لتصبح "كنيسة الفقراء للفقراء" و"مستشفىً ميدانياً للمؤمنين".
وعلى مدى العقد التالي، سيطرت مواضيع الفقر والتواضع والتضامن مع الفقراء والبيئة الطبيعية، وهي مواضيع فرنسيسكانية تقليدية، على أسلوب وجوهر البابوية الجديدة.
وكان قراره العيش المتقشف في دار ضيافة دينية داخل مدينة الفاتيكان، بدلاً من القصر البابوي، متناقضاً بوضوح مع نمط حياة سلفه البابا بنديكت السادس عشر، المحب للفخامة الاحتفالية. وكان فرنسيس يرتدي ثوباً أبيض بسيطاً وحذاءً أسود، ويقود سيارة فورد فوكس زرقاء بدلاً من الليموزين البابوي، وهو ما أرسل رسالة واضحة مفادها أن "الكنيسة الفقيرة" هي الأصل.
ثم بدأ بإصلاح الهياكل المالية التي لم تكن منظمة يوماً. وطلب من بنك الفاتيكان الامتثال لقواعد مجلس أوروبا لمكافحة غسل الأموال، وتم تعيين مراجع حسابات مستقل.
وبدت هذه التحركات مثيرة ومُرحَّب بها لدى التقدميين، لدرجة أن بعض الليبراليين الغربيين اعتبروا البابا فرنسيس واحداً منهم، فاختارته مجلة "تايم" شخصية العام، وأشاد به موقع "غاوكر" للمشاهير واصفاً إياه بـ"بابانا الجديد الرائع"، ونُشرت أعمال فنية تصور البابا كسوبرمان في شوارع روما.
لكن هذا الحب لم يدم طويلاً، إذ قال البابا للصحافيين: "من أنا حتى أحكم على المثليين؟". وباعتباره ابن مهاجر إيطالي إلى الأرجنتين، استثمر كثيراً في الدفاع عن الهجرة والمهاجرين.
وبعد توليه البابوية، زار جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وشجب لامبالاة أوروبا بالقوارب الغارقة في البحر المتوسط. كما زار في عام 2017 معسكرات الروهينغا المسلمين في بنغلاديش، الذين تعرضوا لمذابح على يد الجيش البورمي.
وفي عصر استخدم فيه سياسيون مثل دونالد ترامب وجورجيا ميلوني وفيكتور أوربان الهوية المسيحية كسلاح، شكّلت مواقف البابا فرنسيس تصحيحاً وشهادة حاسمة. وقد تُوِّج ذلك بجهوده في تحسين الحوار بين الأديان، والتي تجسدت في لقائه المميز مع المرجع العراقي آية الله علي السيستاني، خلال زيارة بابوية تاريخية للعراق، إحدى الدول التي زارها، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة والمغرب ومصر والأراضي المقدسة.