يزعم تقرير نشرته "لاكروا" الفرنسية أن "تحالف دول الساحل" الثلاث، الذي تم تصميمه لوقف تصاعد الجماعات المسلحة التي قتلت ما لا يقل عن 2050 مدنيا، على الرغم من التعزيزات الروسية للتحالف، قد فشل في وقف هذه الجماعات.

ومع ذلك يقول التقرير إن هذا التحالف، الذي تم إنشاؤه في 16 سبتمبر/أيلول 2023 بين دول النيجر ومالي وبوركينا فاسو، يعمل على تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كتاب إسرائيليون: تفجيرات البيجر مكسب تكتيكي أم خطر إستراتيجي؟list 2 of 2انفجارات البيجر تجر تايوان إلى السياسة في الشرق الأوسطend of list

وقالت الكاتبة فانسيان جولي، في التقرير إن قادة الانقلابات في الدول الثلاث أطلقت في مثل هذا اليوم قبل عام، تحالف دول الساحل، من خلال التوقيع على ميثاق ليبتاكو-غورما (منطقة عابرة للحدود تمتد بين الدول الثلاث)، والذي ينص على أن أي اعتداء على سيادة وسلامة أراضي إحدى الدول الأعضاء سوف يعتبر عدوانا على الدول الأخرى.

نتائج مختلطة

وبيّنت جولي أن نتائج المساعدة العسكرية المتبادلة بعد مرور عام كانت مختلطة؛ حيث يقول آلان أنتيل، مدير "مركز أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى" التابع لـ"المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)" إنه وفي ظل وجود 3 جيوش تواجه صعوبات كبيرة على أراضيها، فإن هذا التحالف هو بالضرورة تحالف ضعف.

وبحسب منظمة "أكليد" غير الحكومية، أفلتت 60% من أراضي بوركينا فاسو و50% من أراضي مالي من سيطرة الجيش النظامي، مقارنة بـ40% في عام 2021.

وكل أسبوع تقريبا تجري هجمات مسلحة؛ فبين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران الماضيين فقط، قتلت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" و"تنظيم الدولة الإسلامية" في الصحراء الكبرى 11200 شخص، بينهم 2050 مدنيا على الأقل.

شراكة مميزة مع موسكو

وذكرت الكاتبة أنه على الرغم من بعض العناصر المتباينة، فإن التعاون الأمني في مواجهة "الإرهاب" يظل شكليا. وكان مرتزقة فاغنر، الذين أعيدت تسميتهم الآن بـ"الفيلق الأفريقي"، هم الذين قدموا دعمهم.

وإذا كانت باماكو (مالي) رائدة في علاقتها مع روسيا، فقد حذا حلفاؤها حذوها. ومن جانبها، توجهت واغادوغو (بوركينا فاسو) نحو موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2023 لإعادة تنظيم جيشها.

وبشكل غير متوقع، زادت تركيا أيضا شحناتها من المعدات إلى الدول الثلاث، ولا سيما طائرات بيرقدار المسيّرة القتالية.

تكامل أعمق

ولفتت الكاتبة إلى أنه على ما يبدو أن التكامل الأعمق، الذي ترغب فيه مالي وبوركينا فاسو والنيجر، له أيضا عنصر دبلوماسي واقتصادي، وهو ما تم تسجيله من خلال التوقيع على اتحاد دول الساحل في 6 يوليو/تموز الماضي في نيامي.

واختتمت الكاتبة تقريرها بالإشارة إلى أن الكولونيل المالي أسيمي غويتا أكد هذا الأسبوع أن إنشاء بنك استثماري وصندوق استقرار، جاري تنفيذه، كما وعد بإنشاء قناة معلومات مشتركة.

في حين يفرض الانقلابيون الثلاثة رقابة واسعة النطاق على حرية الصحافة. على ضوء ذلك، يقول آلان أنتيل متأسفا: "نحن نتجاهل أكثر فأكثر ما يحدث في منطقة الساحل، بسبب عدم قدرتنا على النزول على الأرض".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الدول الثلاث دول الساحل

إقرأ أيضاً:

تحالف شعبي ورسمي ضد التهجير

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العائد حديثاً إلى البيت الأبيض، لعادته القديمة، يطلق وعوداً وتصريحات نارية استفزازية ينشغل الجميع بتفسيرها وتحليلها، أو الهجوم عليها وعليه، بينما ينتقل هو إلى ميدان جديد ومعركة أخرى.

كرر هذا السلوك عشرات المرات في فترة الولاية الأولى. هذه المرة، وخلال حملته الانتخابية، أو في حفل تنصيبه، استفز دولاً عديدة شمالاً وجنوباً، الدنمارك، وهي دولة أوروبية حليفة له في «الناتو»، لم تنج منه، حيث وعد ترامب ناخبيه بضم جزيرة غرينلاند في أقصى الشمال، وهي خاضعة للدنمارك، وقد بدأ في صراع على الأرض مع المكسيك لوقف الهجرات غير الشرعية عبر الحدود للولايات المتحدة، مستعيناً بالجيش، وقد أعلنت الحكومة في العاصمة مكسيكو سيتي رفضها سياسات ترامب.. وأنها لن تتعاون معه لتنفيذها، كما أقدم بالفعل على تغيير اسم خليج المكسيك، ليصبح في الولايات المتحدة «خليج أمريكا»، كما يخطط لإعادة السيطرة على قناة بنما.. رغم معارضة قوى سياسية رئيسية في الولايات المتحدة وخارجها هذه الخطوة.
ترامب تاجر شاطر، غير متخصص في السياسة، حصل على شعبيته هذه من تحقيقه إنجازات اقتصادية جيدة لشعبه، ولأنه يعبر عن الأفكار اليمينية التقليدية أو المتطرفة بكل صراحة ودون مواربة، لكن على المستوى الخارجي بلا شعبية واسعة.
قادة الدول، حتى الحلفاء للولايات المتحدة، يتعاملون مع خططه ووعوده هذه بندية وقوة، ولن يوافقوا عليها.. وننتظر مواجهات كثيرة لتفريغ خطابه ووعوده من مضمونها.
غالبية الوعود الدولية التي قدمها في الولاية الأولى لم تتحقق، وفي منطقتنا العربية، لم نعرف، حتى الآن، مضمون «صفقة القرن» لإنهاء الصراع العربي- الاسرائيلي إلى الأبد، رغم أن عرّابه فيها كان صهره اليهودي المتعصب جاريد كوشنر، وعن علاقتهما الجيدة مع عدة عواصم رئيسية في المنطقة، ورغبتها جميعاً في إنهاء الصراع مع إسرائيل بأي شكل، وفي هذه النقطة أيضاً، أرى أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، رغم حنكته السياسية وتاريخه الطويل في الدبلوماسية الدولية، كان أكثر خطورة علينا في المنطقة من كل الإدارات السابقة، هو وفريقه انحازا لإسرائيل لأهداف خافية عنا، قناعتهما تميل للصهيونية المتطرفة، وفي ظني أن ترامب لو كان في البيت الأبيض في العامين الماضيين لانتهت الحرب في غزة أسرع من ذلك، ولتراجعت فاتورة الدماء الفلسطينية لحد كبير.
بعد كل هذه المعطيات، أتوقع أن يسقط مقترح الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين لدول مجاورة، على رأسها مصر والأردن. بداية، المقترح يؤكد أن ترامب لا يقرأ التاريخ، وإن تلقاه بأي صورة فإنه لا يستوعبه بأي صورة، فهل ينتظر هو وإدارته والقيادة في إسرائيل، أن يوافق أى فلسطيني أياً كان انتماؤه على أن يسلم أرضه بكل هذه السهولة، بعد كل هذه التضحيات والحروب التي خاضوها فوقها. لا توجد عائلة فلسطينية واحدة بلا قائمة غالية من الشهداء والأبطال. لم يفهم ترامب أي درس حتى الماثل أمامه في قطاع غزة
ما قلته عن فلسطين عندي أكثر منه عن مصر، فهي بلدنا وكل جزء منها هو الأغلى والأعظم.. ونرفض جميعاً التنازل عنها بأي صورة.. أياً كانت الإغراءات المالية وقيمة الصفقات المتوقعة.
القيادة المصرية والشعب متضامنان في هذا الرفض بأعظم صورة، لقد رفضنا هذا الأمر مرات عديدة. مرت علينا تسريبات وتصريحات وخطط قديمة وحديثة حول اقتطاع جزء من سيناء لتسكين أهل غزة به. لم يكن هناك موقف رسمي أو شعبي من هذه التسريبات، على حد علمي. لكن مع مقترح ترامب، سارعت الخارجية المصرية برفضه.. وأتوقع أن تنهال مواقف برلمانية وتنفيذية أخرى، أما الرفض الشعبي فهو واضح للعيان.. وهناك المزيد على صفحات الجرائد والفضائيات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
الرد الحقيقي على أرض الواقع يأتي بتسريع مخططات التنمية والتعمير وإعادة تعمير المدن والقرى في سيناء، خاصة في الشمال الشرقي.

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث في الساحل الإفريقي؟
  • حكايات بنات.. جديد الكاتبة نجلاء علام بمعرض الكتاب
  • بلجيكا تشيد بمبادرة المغرب لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي ومسار الدول الإفريقية الأطلسية
  • الكاتبة العمانية بدرية النبهاني: وجود «السلطنة» ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب إنجاز ثقافي كبير لنا
  • الكاتبة شيماء سليم : خيري بشارة كان متمردا وصاحب تجربة مختلفة لا تشبه أحد
  • انسحاب 3 دول من مجموعة "إيكواس" في غرب أفريقيا
  • الساحل الإفريقي .. الأكثر عنفًا في إفريقيا والعالم
  • تحالف دول الساحل.. قوة عسكرية موحدة وجواز سفر موحد لإعادة رسم خريطة الساحل الإفريقي
  • بوركينا فاسو ومالي والنيجر تتخذ خطوات للانسحاب من إيكواس
  • تحالف شعبي ورسمي ضد التهجير