محللون: تصعيد إسرائيل على جبهة لبنان هدفه ابتلاع الضفة الغربية
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
يقول خبراء إن التصعيد الجديد الذي يمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الجبهة اللبنانية عبر تفجير أجهزة الاتصالات لا يعني الانتقال إلى نوع جديد من الحروب ولا حتى دخوله إلى حرب أوسع مع حزب الله اللبناني بقدر ما هو محاولة للإبقاء على زخم الحرب وصولا إلى الانتخابات الأميركية حتى يتمكن من ابتلاع الضفة الغربية في نهاية المطاف.
ففي الوقت الذي كان لبنان يتفاعل فيه مع عملية التفجير الواسعة التي استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها حزب الله يوم الثلاثاء، اجتاحت موجة تفجيرات مماثلة أجهزة أخرى يوم الأربعاء.
وتزامنا مع هذه التفجيرات، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مسؤول أن نتنياهو أقر سلسلة جديدة من القرارات التي ستغير طريقة التعامل مع الأوضاع على الجبهة اللبنانية.
محاولة لابتلاع الضفةورغم ما تحمله هذه التطورات من إشارات على تحول ثقل الحرب من الجنوب إلى الشمال كما قال وزير الدفاع يوآف غالانت، فإنها في الوقت نفسه تعكس إصرار نتنياهو على جرّ المؤسسة العسكرية إلى مواجهة أوسع ليس فقط لاستعادة الردع وإنما لإحكام سيطرته عليها والإبقاء على الحرب حتى موعد الانتخابات الأميركية، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال جبارين إن نتنياهو يتفنن في خلق الأزمات ثم في طريقة التعامل معها معتمدا في ذلك على حالة التوافق التي غالبا ما تسيطر على كل ما يتعلق بالأهداف الخارجية.
ويرى جبارين أن نتنياهو "يخاف العسكر جدا ويحسب حسابات لقوتهم وتفوقهم على السياسيين، وبالتالي فهو يصعّد في الشمال حتى يجبر الجيش على مجاراته فيما يريد أو يخضع لإرادته وربما يجر الولايات المتحدة لحرب أوسع يعرف أنه لن يتمكن من خوضها منفردا".
ومع ذلك، يعتقد جبارين أن هدف نتنياهو الأخير من كل هذا التصعيد هو الوصول إلى الانتخابات الأميركية حتى يمكنه الحصول على الضفة الغربية -التي فشل حتى الآن في ابتلاعها- كنوع من التكفير عن ذنب السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن نتنياهو دأب خلال السنوات الماضية على حسم حروبه من خلال عدم خوضها أساسا حيث كان يرفع سقف التصعيد لكي يحقق أكبر مكاسب ممكنة. وخلص إلى أن نتنياهو على الأرجح لا يريد اجتياح لبنان بقدر ما يريد استعادة الردع.
نتنياهو يحاول توريط أميركاالرأي نفسه تقريبا، ذهب إليه الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي حيدر بقوله إن ما يجري "هو محاولة لردع حزب الله ومنعه من مواصلة دعم المقاومة في قطاع غزة وترميم صورة الردع الإسرائيلي التي تضررت كثيرا".
وقال حيدر إن تصريحات حزب الله الرسمية -التي أكد فيها أنه سيرد على الهجمات الأخيرة- "بددت هذه الأهداف تماما؛ لأنه أكد إصراره على مواصلة المواجهة ولديه خطط يمكنه تنفيذها".
وأشار حيدر إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تدركان أن الحرب مع حزب الله تعني حربا واسعة في المنطقة. وأعرب عن اعتقاده بأن نتنياهو يحاول جر الأميركيين إلى هذه الحرب لأنه أضعف من خوضها منفردا.
وأعرب حيدر عن اعتقاده بأن حزب الله "لن يذهب للحرب لكنه سيرد بشكل مناسب على ما جرى خلال اليومين الماضيين وسيترك خيار توسيع الحرب لإسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة".
حزب الله مضطر للردومن الناحية العسكرية، قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي إن ما قامت به إسرائيل لا يعني دخول مرحلة جديدة من الحرب تقوم على عمليات نوعية من هذا النوع لأن الطرف الآخر (حزب الله) سيرد عسكريا في نهاية الأمر.
وقال الفلاحي إن هذه التفجيرات وإن كانت تحاول إضعاف حزب الله إلا أنها في الوقت نفسه تكشف الوضع المتأزم الذي تعيشه إسرائيل داخليا وخارجيا لكونها غير قادرة على الحسم في غزة ولا لبنان ولا اليمن.
وحتى لو توقفت الحرب في غزة فإن حزب الله لن يصمت على هذه الضربات وسيرد عليها وبالتالي فإن هذه السلوكيات الإسرائيلية نقلته من مربع الإسناد إلى مربع المواجهة، برأي الفلاحي.
وأكد أن ما تقوم به إسرائيل ضد حزب الله "لن يعيد المستوطنين إلى الشمال؛ فهؤلاء لن يعودوا إلا بمواجهة مباشرة لا تمتلك إسرائيل حاليا مقومات خوضها بسبب الإنهاك والخسائر التي لحقت بها في غزة".
وخلص الفلاحي إلى أن حزب الله الذي رد بشكل محدود على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر حتى لا تتسع الحرب بات مضطرا الآن للرد بشكل أكبر، مشيرا إلى أنه قد يستهدف مدنيين هذه المرة لأن إسرائيل استهدفت المدنيين في لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن نتنیاهو حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
متحدث فتح: نتنياهو يسعى للتصعيد لحماية نفسه من الأزمات الداخلية في إسرائيل
أكد ماهر نمورة، المتحدث باسم حركة فتح، أن القمة العربية ستأتي في وقت بالغ التعقيد بالنسبة للشعب الفلسطيني، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضاف في مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن القمة ستتناول خطط إعادة الإعمار في قطاع غزة، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية، وإجلاء المرضى للعلاج في الخارج.
وشدد على ضرورة توحيد الموقف العربي تحت شعار "التعمير بلا تهجير" بهدف إفشال مخططات الاحتلال التي تهدف إلى تهجير سكان القطاع.
وذكر أن الاحتلال يحاول عرقلة دخول المساعدات، التي كانت جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار، واستخدامها كأداة ابتزاز سياسي، معتبرًا ذلك "جريمة حرب إضافية" ضد المدنيين الذين يعانون من الحصار والتجويع منذ أكثر من 16 شهرًا، خاصة في ظل حلول شهر رمضان.
وفيما يخص الضفة الغربية، أوضح أن الاحتلال يواصل اقتحام المخيمات وحصارها في شمال الضفة، مثل طوباس وجنين والفارعة ونور شمس وطولكرم، مما أسفر عن تهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني، في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر يهدد بتفاقم العنف.
وأكد أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى تصعيد الأوضاع؛ لتخفيف الضغوط الداخلية في إسرائيل، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.