التحقيق في إساءة معاملة مرشحين للهجرة إلى سبتة يتوسع مع نشر فيديو يظهر مسؤولا كبيرا بالسلطة
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
بدأت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقيقا بطلب من القضاء، في الصور والأشرطة التي بُثت الثلاثاء، وتُبين ما يظهر معاملة قاسية من لدن القوات العمومية بحق مرشحين للهجرة غير النظامية إلى سبتة. ويتعين على هذه الوحدة من الشرطة الوصول إلى مصدر هذه الصور التي أخذت من أشرطة نُشرت هي الأخرى.
لكن شريطا محددا من شأنه أن يضع الشرطة على طريق مفتوح في هذا التحقيق.
لم ينتشر هذا الشريط إلا بعدما أطلق القضاء تحقيقا في القضية، حيث كان متوقعا أن يذهب برؤوس بضعة عناصر من القوات المساعدة، وأعوان سلطة كان أحدهم يوثق العملية بهاتفه.
بالرغم من أن هذا الشريط يُقدم كجزء من عملية التوثيق لأحداث 15 سبتمبر، إلا أن الشكوك تحيط بتوقيت تصويره. فهذا الباشا الذي عين في 9 غشت الفائت في منصبه بالفنيدق، قادما من بلدة المضيق القريبة حيث كان قائدا، لم يبدأ مهامه بشكل رسمي، فغدا الخميس سيجري تنصيبه. مع ذلك، فقد جرت العادة أن يشارك المسؤولون في السلطات المحلية بالفنيدق، كما من المضيق، في العمليات التي تجري بشكل مشترك على صعيد معبر باب سبتة.
لم تصدر أي توضيحات إضافية عن السلطات بشأن هذا الشريط.
والثلاثاء، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في تطوان، أن نيابته العامة أمرت بفتح تحقيق قضائي بعد انتشار صور على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر بعض الأشخاص بملابس السباحة جالسين على الأرض أو راكعين. وقد نُشرت هذه الصور منذ ساعات الصباح الباكر ليوم الثلاثاء، وتم ربطها بالاعتقالات التي قامت بها السلطات المغربية في الأيام الماضية بحق شباب كانوا ينوون عبور السياج الحدودي لمدينة سبتة.
وأثارت هذه الصور جدلاً واسعًا ليس فقط في وسائل الإعلام المغربية، بل أيضًا في وسائل الإعلام الإسبانية، حيث تمت الإشارة إلى أن هؤلاء الأشخاص هم من المعتقلين بعد محاولتهم اجتياز الحدود نحو سبتة.
وبعد تداول هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر رجالًا جالسين على الأرض وآخرين أمام جدار خرساني، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في تطوان أن النيابة العامة أمرت بفتح تحقيق قضائي للتحقق من صحة هذه الصور والأسباب وراء نشرها.
في بيان صدر عن الوكيل العام بمحكمة الاستئناف في تطوان، جاء أن التحقيق يهدف إلى « التحقق من صحة هذه الأحداث والخلفيات المتعلقة بنشر هذه الصور »، التي تصف « بعض الأشخاص بملابس السباحة يجلسون على الأرض وآخرين أمام جدار خرساني ».
وأكد البيان أن « التدابير القانونية اللازمة ستُتخذ عند انتهاء التحقيق، وسيتم إطلاع الرأي العام على النتائج »، بحسب ما ذكرته النيابة العامة.
يشير البيان إلى صورتين انتشرتا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ساعات الصباح الباكر. إحداهما تظهر شبابًا جالسين على الأرض في صف، بصدور وأرجل عارية ورؤوس منحنية، بجانب شاحنتين للقوات المساعدة المغربية وتحت حراسة بعض العناصر الأمنية. ويبدو أن بعضهم يعاني من كدمات على ظهورهم.
الصورة الأخرى تظهر صفًا من الشباب بصدور عارية ورؤوس منحنية، جالسين أمام جدار خرساني وتظهر على ظهورهم علامات جروح.
وقد تم تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمتابعة التحقيقات في هذه القضية.
في هذا السياق، كشفت مصادر من عمالة المضيق-الفنيدق أن الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر أشخاصًا شبه عراة يجلسون على الأرض بجانب سيارات للقوات المساعدة أو أمام جدار خرساني، قديمة، أُخذت « قبل أيام خلت » بمعبر باب سبتة، و »لا تعود للأحداث المرتبطة بـ15 سبتمبر ».
كلمات دلالية المغرب حدود سبتة لاجئون مدريد هجرة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب حدود سبتة لاجئون مدريد هجرة التواصل الاجتماعی هذه الصور على الأرض
إقرأ أيضاً:
أرضنا لا تقبل المساومة| رسائل الرئيس السادات من الكنيست بلسان الحاضر.. ماذا قال؟
مرّت نحو خمسون عامًا على خطاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات في الكنيست الإسرائيلي، والذي شكل نقطة تحول تاريخية في الصراع العربي الإسرائيلي.
ويتداول ملايين المصريين ومواقع التواصل الاجتماعي، خطاب السادات كل عام بمناسبة ذكرى تحرير سيناء 25 أبريل 1982.
كلمات السادات كانت أكثر من مجرد تصريحات، فقد كانت تعبيرًا واضحًا عن موقف مصر الثابت، الذي يرفض المساومة على الأرض، ويؤكد على أهمية السلام كمبدأ رئيسي للتعايش.
زيارة السادات إلى الكنيستزيارة السادات إلى إسرائيل كانت هي الأكثر زهوًا على مر التاريخ، حيث حملت معها رسائل قوية تعبر عن رغبة مصر في السلام وحق العرب في أرضهم.
كان السادات، بطل الحرب والسلام، يتحدث بدراية حول ما تعانيه الأمة العربية بسبب استخدام القوة في مواجهة التحديات، وكانت نبرته تحمل دعوة واضحة للابتعاد عن الحروب والعنف.
لم يكن يتحدث الرئيس الراحل فقط عن مصر، بل كان يتحدث عن كل الدول العربية، مشيرًا إلى أن القوة لن تفرض السلام وأن العرب لا يمكن إخضاعهم بالعنف.
خطاب السادات في الكنيستيقول السادات في خطابه التاريخي: "وبكل صراحة، وبالروح التي حدت بي على القُدوم إليكم اليوم، فإني أقول لكم، إنَّ عليكم أن تتخلّوا، نهائيًا، عن أحلام الغزو، وأن تتخلّوا، أيضًا، عن الاعتقاد بأن القوة هي خير وسيلة للتعامل مع العرب".
وأضاف في عقر دارهم: " لقد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع، حاولتم أن تبنُوه على مدى ربع قرن من الزمان، ولكنه تحطم في عام1973.. كان جدارًا من الحرب النفسية، المستمرة في التهابها وتصاعدها، كان جدارًا من التخويف بالقوة، القادرة على اكتساح الأمة العربية، من أقصاها إلى أقصاها.
كان جدارًا من الترويج، أننا أمّة تحولت إلى جثة بلا حراك، بل إن منكم من قال إنه حتى بعد مضيّ خمسين عامًا مقبلة، فلن تقوم للعرب قائمة من جديد، كان جدارًا يهدد دائما بالذراع الطويلة، القادرة على الوصول إلى أي موقع وإلى أي بُعد.
كان جدارًا يحذرنا من الإبادة والفناء، إذا نحن حاولنا أن تستخدم حقّنا المشروع في تحرير أرضنا المحتلة، وعلينا أن نعترف معًا بأن هذا الجدار، قد وقع وتحطم في عام 1973.
رسائل السادات بلسان الحاضررسائل الرئيس السادات في الماضي تنسحب على اليوم بكل ما تملكه من معانٍ ودلائل، فلن تخضع غزة بالقوة، ولن يستسلم أهلها، وأن وهم إسرائيل بتصفية القضية الفلسطينية مجرد هواجس شيطانية لن تصل بها إلا لمزيد من التعقيد والتورط في حرب ستستنزف الجميع وترهق إسرائيل ومن يدعمها وتلقي بها في جحيم لن ينتهي.
رسالة الماضي والحاضر لإسرائيل: تخلوا نهائيًا عن أحلام الغزو
"إنَّ عليكم أن تتخلّوا، نهائيًا، عن أحلام الغزو"، "إنَّ عليكم أن تستوعبوا جيدًا دروس المواجهة بيننا وبينكم، فلن يجيدكم التوسع شيئًا، ولكي نتكلم بوضوح، فإن أرضنا لا تقبل المساومة ولا يملك أي منا ولا يقبل أن يتنازل عن شبر واحد منه، وليست عُرضة للجدل. إنَّ التراب الوطني والقومي، يعتبر لدينا في منزلة الوادي المقدس طُوى، الذي كلَّم فيه الله موسى - عليه السلام. ولا يملك أي منّا، ولا يقبل أن يتنازل عن شبر واحد منه، أو أن يقبل مبدأ الجدل والمساومة عليه".. هكذا تحدث السادات.
اليوم، وبعد مرور نصف قرن، لا تزال مواقف مصر ثابتة. فالقضية الفلسطينية لا تزال حية في وجدان المصريين، ولا تزال مصر تدعو إلى السلام كسبيل لإنهاء الصراع. السادات كان قد نادى بضرورة العدول عن أحلام الغزو، وهو نفس المنطلق الذي تقف عليه مصر حاليًا في سياستها الخارجية.
كان السادات يرى ما يخبئه المستقبل، حيث كان يدرك تمامًا أن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من الألم والمعاناة. ومع ذلك، تمسك بمبدأ أنه لا مكان للمساومة على الأرض، وأن التراب الوطني هو حق لا يُقبل الجدل حوله. أسس السادات قاعدة لكل العرب، مفادها أن السلام الحقيقي يتطلب إرادة قوية والتزامًا من جميع الأطراف.