رفض ممثل منظمة «اليونيسف» في اليمن، بيتر هوكينز، الاتهامات التي وجهها الحوثيون للمنظمة وشركائها بالتواطؤ لتدمير التعليم في مناطق سيطرة الجماعة، وزعم بأن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى إعادة المنظمة تأهيل أكثر من ألف مدرسة، وتعمل على مواجهة كارثة بقاء 4.5 مليون طالب خارج التعليم.

ومع تأكيده الاستمرار بالعمل مع سلطات الحوثيين في صنعاء، رأى هوكينز رد «اليونيسف» «واضحاً» على الادعاءات بتدمير التعليم، وقال إنها ليست صحيحة، معللاً بأن البرنامج الذي تتبناه المنظمة، وهو برنامج التعليم الأساسي، يعتمد إلى حد كبير على محاولة إعادة تأهيل المدارس.


ولطالما تواجه الوكالات الأممية انتقادات يمنية من طريقة تعاملها مع الحوثيين منذ بداية الأزمة، وسبق أن شهدت العلاقة بين المنظمة والحوثيين الكثير من الأحداث التي أثارت الرأي العام اليمني، مثل اتهامات استمرار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في «حوثنة» المناهج الدراسية وتحويلها إلى وسائل لاستقطاب الطلبة وغسل أدمغتهم تمهيداً لتجنيدهم

ووفق المسؤول الأممي، فإن المنظمة تواصل العمل مع الحوثيين، ومستمرة في محاولة التعامل مع وضع كارثي في ظل وجود 4.5 مليون طفل خارج المدارس، وفي سبيل السماح لهؤلاء بالوصول إلى التعليم وإتاحة نوع من التعليم الجيد.

ووصف هوكينز وجود هذا العدد خارج التعليم بأنه قنبلة موقوتة؛ لأنه يعني أن اليمن في غضون خمس سنوات أو عشر، سيكون لديه جيل قادم ربما يكون أمياً، وربما لا يعرف الحساب، ولديه القليل جداً من المهارات الحياتية، وهذا سيكون أمراً إشكالياً أكثر مع انتقال البلاد إلى المرحلة التالية مع جيل جديد.

وأعاد ممثل «اليونيسف» في اليمن التأكيد على أنهم في المنظمة يحاولون ضمان وجود المدارس، وأنها تعمل، وإعادة تأهيل المدارس التي تضررت نتيجة للصراع، وضمان قدرة المعلمين - وخاصة المعلمات - على الحضور إلى المدرسة، وتشجيع الأطفال على العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية، وخاصة الفتيات اللاتي يتركن المدرسة بشكل متقطع لا سيما عند الانتقال من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي.

تسرب كبير
بحسب المسؤول الأممي، يتسرب الفتيات اليمنيات بين مرحلتي المدرسة الإعدادية والثانوية، بشكل كبير عندما يتزوجن أو عندما يكون لديهن واجبات أخرى في المنزل، ووصف ذلك بأنه «أمر مثير للقلق بشكل كبير».

وأكد هوكينز الحاجة إلى ضمان قدرة الفتيات على إنهاء الصف الثاني عشر؛ لأن هذا يمنحهن خيارات بشأن مستقبلهن. كما أنه يؤخر أموراً مثل الزواج، وقضايا متعلقة بالانقطاع عن الدراسة، وبالتالي عدم القدرة على تحقيق الحد الأقصى الذي يُردن تحقيقه.


ورأى المسؤول الأممي أن المشكلة الرئيسية وراء وجود أكثر من 4 ملايين طفل خارج التعليم هي الصراع الذي ألحق الضرر بالمدارس، وأدى إلى تقسيم البلاد، وأوجد انقساماً اجتماعياً، وجعل سبل العيش مشكلة حقيقية. ونبه إلى أن الأطفال يتركون الدراسة حتماً، ولديهم مشاكل أخرى يجب التعامل معها في بيوتهم أو في المزارع أو أماكن أخرى.

ورغم التحديات، أثنى هوكينز على «القدرة التي لا تصدق على الصمود» لأطفال اليمن، وما أبدته الأسر من تكريس للتعليم. وقال: «رأيت أطفالاً في مدارس ليس لها جدران، ومدارس بها مياه على الأرض، ومع ذلك يجلس الأطفال على الأرض في تلك الحالة الرطبة، لأنهم يريدون الدراسة والتعلم».

وذكر مسؤول الأمم المتحدة أنه رأى 12 فتاة في الصف الحادي عشر يجلسن على الأرض في العراء أسفل شجرة، ويتعلمن قدر ما يستطعن ويحاولن إنجاز شيء. وجزم بأن هناك مشكلة حقيقية تتعلق بالفقر والمرافق والمعلمين. ولكن من ناحية أخرى، قال: «هناك تفانٍ في الرغبة في الذهاب إلى المدرسة بالفعل. وإيجاد التوازن بين الأمرين بالغ الأهمية لمستقبل اليمن».

دعم غير كاف
عن الدعم الذي تقدمه «اليونيسف» وشركاؤها لنظام التعليم في اليمن، أكد هوكينز أن هذا الدعم ليس كافياً؛ لأن ما تحاول المنظمة القيام به هو إعادة تأهيل المدارس، لتكون لديها البنية الأساسية، وضمان تحفيز المعلمين على الذهاب إلى المدرسة والتدريس، وبالأخص المعلمات أو المعلمون المتطوعون بشكل أساسي؛ لأنه لا يوجد هيكل للرواتب، ولا يوجد هيكل للإدارة والتطوير.


وطبقاً لما ذكره المسؤول الأممي، فإنهم يعملون مع المجتمعات المحلية وخاصة الفقيرة أو المجتمعات التي تضم الكثير من النازحين، والتي يقطنها سكان شبه مهاجرين، وقال: «نقدم تعليماً غير رسمي لمنحهم جسراً إلى التعليم الرسمي. فيحصلون على تعليم غير رسمي لمدة عام أو تسعة أشهر، ثم ينتقلون في العام التالي إلى التعليم الرسمي».

وبشأن الأمر الأكثر إلحاحاً لإعادة الأطفال اليمنيين إلى المدارس واستعادة حقهم في التعليم، يرى هوكينز أن مؤسسات وزارة التعليم في الحكومة المعترف بها دولياً والسلطات التعليمية لدى سلطات الأمر الواقع في صنعاء وفي محيطها، تحتاج حقاً إلى إعادة النظر في استراتيجية تسمح بضمان وتعزيز التعليم على المستوى الابتدائي والثانوي؛ حتى يتمكن الأطفال والفتيات والفتيان من الذهاب إلى المدرسة، ويتسنى لهم الانتقال إلى التعليم الثانوي.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

«أم تعتدي على طالب بسكين» آخرهم.. كوارث المدارس × 7 أيام (وقائع)

كوارث المدارس أصبحت على مدار الأيام الأخيرة بمثابة العرض الذي لا ينتهي بعد أن شهدت وقائع مؤسفة مؤخرًا نتج عنها حدوث إصابات للطلاب.

 

مدرسة كابيتال الدولية.. كسر أنف الطالبة كرمة

البداية كانت الخميس الماضي عندما شهدت مدرسة كابيتال الدولية في التجمع الخامس نشوب شجار "خناقة بنات" نتج عنه كسر أنف طالبة تدعى كرمه، وأصدرت النيابة العامة قرارات عاجلة، وقامت المدرسة باتخاذ إجرإءات ضد الفتيات.

وتمكن رجال المباحث من القبض على 3 فتيات لتعديهن على الطالبة كرمه داخل مدرسة كابيتال تنفيذا لقرار ضبطهن من النيابة، ويتم التحقيق معهن فى الواقعة، وشخص التقرير الطبى حالة الطالبة بوجود كسر فى عظام الأنف ورده وتركيب دعامة خارجية كما أوصى التقرير الطبى بحصول الطالب على راحة لمدة أسبوعين.

الطالبة كرمة

وعلى الجانب الآخر، ظهرت الطالبة المتهمة بالتعدي على زميلتها «كرمة» وادعت تعرضها للسب والاعتداء من قبل الطالبة المجني عليها، قائلة: «أنا اتعرضت للضرب والسب الأول، وكنت رايحة أعمل محضر لكن طلبوا مني التصالح حياتي ومستقبلي ضاع، أنا كنت من الأوائل في المدرسة».

وأضافت الطالبة المتهمة: «الحادثة أثرت على حياتي بشكل كبير، وعمي توفى بمجرد معرفته بالقضية وما قدرتش أحضر جنازته، أنا مظلومة وليا حق، والواقعة قلبت حياتي رأسًا على عقب».

 

مدرسة سراي القبة.. طالبة تعتدي على زميلتها بـ «زجاجة»

وبعد أيام معدودة ظهرت واقعة مؤسفة آخرى في المدارس، بعدما انتهت مشادة كلامية بين طالبتين في المرحلة الإعدادية، بمشاجرة أمام مدرسة سرايا القبة الإعدادية في منطقة الزيتون، نتج عنها إصابة طالبة على يد الثانية في وجهها، لتعالج بـ40 غرزة في الوجه.

وتلقت غرفة عمليات النجدة بلاغا بمشاجرة بين طالبتين أمام مدرسة في سراي القبة بدائرة قسم الزيتون وانتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين نشوب مشاجرة بين طالبة "ش. هـ"، 15 عامًا، وأخرى، تدعى «ر.»، 15 سنة مصابة بجرح قطعى غائر في وجهها، وذلك على إثر مشادة كلامية نشبت بينها وبين زميلتها بنفس الصف الدراسي نتيجة التنمر عليها، قامت خلالها الطالبة المتهمة بحيازة زجاجة مكسورة، واستخدمتها في التعدى على الطالبة المجنى عليها، وأصابتها بالإصابة البالغة التي لحقت بها.

 

مدرسة الزراعة في قنا.. أم تعتدي على طالب بـ«سكين المطبخ»

وفي الساعات الأخيرة، شهدت مدرسة الزراعة في قرية دندرة مركز قنا واقعة اعتداء غير مسبوقة، حيث قامت ولية أمر باقتحام فناء المدرسة والاعتداء على طالب بسكين، مما أسفر عن إصابته.

كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا قد تلقت إخطارًا من مركز شرطة قنا يفيد بإصابة الطالب "ح.م"، يبلغ من العمر 17 عامًا، بطعنة آلة حادة سكين داخل حوش مدرسة الزراعة في قرية دندرة مركز قنا.

تم ضبط السيدة ونجلها والآلة الحادة المستخدمة، وتقرر نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة فيما حُرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

وأشارت التحريات الأولية أن الحادث جاء على خلفية مشاجرة بين المجني عليه ونجل المتهمة داخل المدرسة عقب امتحانات المواد العملية، وولية أمر الطالب اقتحمت المدرسة بعد مطاردتها للمجني عليه خارج المدرسة.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • «اليونيسف»: سوريا من أكثر الأوضاع الإنسانية تعقيداً في العالم
  • أستاذ طب نفسي يُفجر مفاجأة عن أسباب انتشار ظاهرة العنف داخل المدارس
  • التعليم و اليونيسف تبحثان التعاون لدعم تطوير منظومة التعليم قبل الجامعي
  • اليمن ترحب بقرار البيت الأبيض لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
  • «أم تعتدي على طالب بسكين» آخرهم.. كوارث المدارس × 7 أيام (وقائع)
  • اليمن ترحب بقرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
  • حكومة اليمن ترحب بقرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية
  • نقابة المعلمين: لدعم المعلم ماديا ومعنويا
  • الأمم المتحدة: 40 بالمئة من أطفال اليمن محرومون من التعليم
  • وزير الشؤون الاجتماعية يلتقي ممثل منظمة اليونيسف