يقول تقرير نشرته الجزيرة الإنجليزية إن تفجيرات أجهزة الاستدعاء "البيجر" في لبنان أمس جلبت تداعيات الحرب في غزة إلى الباب الأمامي لتايوان، بعد تردد أن هذه الأجهزة تم تصنيعها باستخدام العلامة التجارية لشركة تايوانية.

وأورد التقرير الذي كتبته الصحفية المتعاونة إيرين هالي والصحفي بالجزيرة الإنجليزية أليستر ماكريدي نفي شركة التكنولوجيا التايوانية غولد أبولو تصنيع وبيع هذه الأجهزة المتفجرة المستخدمة في الهجوم على أعضاء حزب الله في لبنان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز أوف إسرائيل: ليس لدى إسرائيل خيارات جيدة بلبنان ما دامت في غزةlist 2 of 2توماس فريدمان يقارن صعوبة دور أميركا بين الماضي والحاضرend of list

ونقل عن وزارة الشؤون الاقتصادية التايوانية قولها إنه ليس لديها سجل للصادرات المباشرة للأجهزة إلى لبنان وإن أجهزة الاستدعاء ربما تم تعديلها بعد التصنيع. ولم ترد وزارة الخارجية التايوانية على الفور على طلب للتعليق.

وقال التقرير إن محللين في تايوان أعربوا عن شكوكهم في أن الحكومة التايوانية أو شركة غولد أبولو كانت ستشارك عن طيب خاطر في الهجوم الواضح، الذي تقول السلطات اللبنانية إنه أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 2700 آخرين.

يلفت الانتباه

ومع ذلك، يقول التقرير، فإن الحادث يلفت الانتباه غير المرغوب فيه إلى تايوان وصناعتها للتكنولوجيا المشهورة عالميا، والتي تنتج حصة الأسد من أشباه الموصلات المستخدمة لتشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية تقريبا في جميع أنحاء العالم.

وقال جي تشيرن ليو، الأستاذ بجامعة تايوان الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، إنه صدم من الأخبار وإن الناس في جزيرة تايوان قلقون، مضيفا أنه على الرغم من أن تايوان قريبة جدا من الولايات المتحدة من جميع الجوانب، فإن مشاركة أي شركة في تايوان في مؤامرة مميتة مثل هذه، أمر مستحيل ولا يمكن تصوره.

وقال ياشي تشيانغ أستاذ قانون التكنولوجيا في جامعة تايوان الوطنية في حين أنه من غير المرجح أن تكون تايوان متورطة بشكل مباشر، فإن الحادث يثير تساؤلات غير مريحة لصناعة التكنولوجيا بالبلاد في المستقبل، نظرا لأهميتها بالنسبة لسلاسل التوريد العالمية، وهذا الحادث سيكون درسا ضخما وحاسما للصناعة.

لا علاقة لهم بالسياسة

وأضاف تشيانغ أن أصحاب صناعة التكنولوجيا التايوانية اعتادوا الاعتقاد بأنهم مصنعون للأجهزة فقط، ولا علاقة لهم بالسياسة، فهم يقومون بأعمالهم الخاصة، وليس أكثر من ذلك.

وذكر التقرير أن تايوان عادة ما تحافظ على بعدها عن الصراعات العالمية والخلافات الجيوسياسية إلا في الحالات التي تشمل الصين، التي تدعي حكومتها في بكين أن الجزيرة تتمتع بالحكم الذاتي كمقاطعة تابعة لها.

ومنذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول، التزمت تايبيه الصمت إلى حد كبير بشأن عدد القتلى الفلسطينيين، على الرغم من أنها أدانت هجوم طوفان الأقصى.

وليست لتايوان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل التي مثل معظم الدول لا تعترف رسميا بتايبيه، لكن تربطهما علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.

حول الأمن؟

وفي حين أن تايبيه هي واحدة من أكثر الحكومات عزلة دبلوماسيا في العالم مع 12 حليفا رسميا فقط، فإنها تفوق ثقلها في التأثير العالمي، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى صناعة التكنولوجيا القوية.

والجزيرة هي موطن لشركة "تي إس إم سي"، التي تصنع حوالي 90% من رقائق أشباه الموصلات الأكثر تقدما في العالم، والتي تشكل العمود الفقري لاقتصاد تايوان الذي يهيمن عليه التصدير.

وفي تايوان، حيث اعتاد الجمهور تهديدات الصين "بإعادة توحيد" الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر، أثار هجوم الثلاثاء أيضا تساؤلات حول أمنها.

وتساءل بعض مستخدمي الإنترنت التايوانيين عما إذا كان يمكن استخدام أجهزة الاستدعاء في هجوم مماثل من قبل شركات التكنولوجيا الصينية في المستقبل.

وكتب أحد المستخدمين "ما يجب أن نقلق بشأنه هو أن الجانب الآخر من مضيق تايوان سيتبع نفس النمط ويهاجمنا"، ورد عليه آخر بأن تايوان تريد فقط بيع المصنوعات و"العبث هو شأن الشرق الأوسط".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

«ترامب» يعيد إمبريالية القرن التاسع عشر

وصفت نيويورك تايمز الأمريكية أفكار ترامب بأنها إعادة رسم خريطة العالم على غرار الإمبريالية فى القرن التاسع عشر. أولا، كان هناك شراء جرينلاند، ثم ضم كندا، واستعادة قناة بنما وإعادة تسمية خليج المكسيك. والآن يتصور الاستيلاء على منطقة حرب مدمرة فى الشرق الأوسط لا يريدها أى رئيس أمريكى آخر.

وأضافت الصحيفة: لا يهم أنه لم يستطع تسمية أى سلطة قانونية من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بفرض سيطرتها من جانب واحد على أراضى دولة أخرى أو أن التهجير القسرى لسكان بالكامل من شأنه أن يشكل انتهاكاً للقانون الدولى. ولا يهم أن إعادة توطين مليونى فلسطينى سوف يشكل تحدياً لوجستياً ومالياً هائلاً، ناهيك عن كونه أمراً متفجراً على المستوى السياسى. ولا يهم أن هذا من شأنه أن يتطلب بالتأكيد آلافاً عديدة من القوات الأميركية وربما يؤدى إلى إشعال فتيل صراع أكثر عنفاً.

وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة ترامب ستكون الالتزام الأوسع للقوة الأميركية والثروة فى الشرق الأوسط منذ غزو العراق وإعادة إعماره قبل عقدين من الزمان. وستكون بمثابة انقلاب مذهل لرئيس ترشح لمنصبه لأول مرة فى عام 2016 حيث ندد ببناء الدول وتعهد بإخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.

وفى ذلك قال أندرو ميلر، مستشار السياسة السابق فى الشرق الأوسط فى عهد الرئيس باراك أوباما: هذا هو حرفيًا الاقتراح السياسى الأكثر غموضًا الذى سمعته على الإطلاق من رئيس أمريكى كما أنه منح نتنياهو ذخيرة سياسية مدمرة. 

وقالت هالى سويفر، الرئيسة التنفيذية للمجلس الديمقراطى اليهودى فى أمريكا: «إن فكرة أن الولايات المتحدة ستستولى على غزة، بما فى ذلك نشر قوات أمريكية، ليست متطرفة فحسب، بل إنها منفصلة تماما عن الواقع. فى أى عالم يحدث هذا؟».

وقال خالد الجندى، الباحث الزائر فى مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، إن تعليقات ترامب كانت «غريبة وغير متماسكة حقا»، وتثير المزيد من الأسئلة أكثر من الإجابات.

«هل يتحدث من منظور جيوسياسى، أم أنه ينظر إلى غزة باعتبارها مشروعاً تنموياً ضخماً على شاطئ البحر؟» تساءل الجندى. «ولمصلحة من؟ بالتأكيد ليس الفلسطينيين، الذين سيتم «نقلهم» بشكل جماعى. هل ستكون الولايات المتحدة المحتل الجديد فى غزة، لتحل محل الإسرائيليين؟ ما هى المصلحة الأميركية التى قد يخدمها هذا؟».

ولم يكن من الواضح ما إذا كان نتنياهو يتوقع خطة ترامب، لكنه ابتسم بارتياح عندما تحدث الرئيس عن إخلاء غزة بشكل دائم من جميع الفلسطينيين، وهو الإجراء الذى لم تجرؤ إسرائيل على القيام به بنفسها. وبعد أن أضاف ترامب أن الولايات المتحدة ستتولى غزة بنفسها، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى إن الاقتراح «شىء يمكن أن يغير التاريخ» وأن الأمر يستحق «متابعة هذا المسار»، دون تأييد صريح للفكرة.

وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق فى عملية السلام فى الشرق الأوسط والذى يعمل الآن فى مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى، إن اقتراح ترامب بشأن غزة يتناقض بشكل أساسى مع نفوره من بناء الدولة وقد يقوض رغبته فى التوسط فى اتفاق مع المملكة العربية السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وأضاف أن هذا من شأنه أيضا أن يمنح روسيا والصين «الضوء الأخضر للاستيلاء على الأراضى كما يحلو لهما».

ولكنه أضاف أنه «من الآمن أن نقول إن هذا لا يمكن أن يحدث»، على الأقل كما وصف ترامب خطته. وقال «ميلر» إن الخطة كانت بدلاً من ذلك تشتيتًا للانتباه عن بقية الاجتماع بين ترامب ونتنياهو، الملقب بـ«بيبى»، والذى لم يتعرض لأى ضغوط عامة حقيقية لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ الشهر الماضى، مما ترك له الكثير من الحرية بشأن كيفية المضى قدمًا. وتابع ميلر. «لقد غادر بيبى البيت الأبيض وهو بين أسعد البشر على وجه الأرض. 

مقالات مشابهة

  • انفجارات البيجر ثانوية.. مفاجأة كبرى يُعلنها غالانت عنأجهزة الراديو!
  • الشاطئ السبب.. هكذا وصل ترامب إلى فكرة الاستيلاء على غزة
  • وفد رفيع المستوى.. من سيزور بيروت قريباً؟
  • «غزة والضفة» لفلسطين.. رفض دولي لـ«التهجير» (ملف خاص)
  • ترامب المظلوم.. وكلوديا الثائرة!
  • قائد في البحرية الامريكية: اسطولنا يحتاج لدمج التكنولوجيا التي يستخدمها “الحوثيون”  
  • «ترامب» يعيد إمبريالية القرن التاسع عشر
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • ترامب: سأزور السعودية ودولا أخرى في الشرق الأوسط.. وسأزور غزة
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟